مطيع
08-11-2014, 12:03 AM
موقف السعودية من غزة .. محاولة للفهم!
المراهنة على الموقف السعودي ليس في محله
08-08-2014
http://www.sabr.cc/picture/36045200px.png
ناصر العبدلي
أكثر ما يستغربه المرء " غضبة " بعض العرب من المملكة العربية السعودية على خلفية موقفها مما يجري في غزة ، وكأنما ذلك الموقف مفاجأة بالنسبة لهم في حين أن الحكومة السعودية لم تجلب إلى الفضاء العربي موقفا جديدا بل كان موقفها دائما التعايش مع الكيان الصهيوني ، والحرص على بقائه مبررا لبقاءها وهذا ماتعكسه مشاريع ومبادرات السلام التي شجعت عليها خلف الكواليس أو تلك التي طرحتها بشكل مباشر.
من ينظر إلى طبيعة المرحلة والظروف التي نشأت فيها المملكة السعودية وباقي أنظمة الخليج ، وربما بعض الدول العربية الأخرى يعرف أن من غير الممكن أن يتخذ قادة تلك الأنظمة موقفا مختلفا عما رسمه لها الصراع الدولي وتداعياته ، وهذا ليس تبريرا لتلك المواقف بل محاولة لقطع الطريق على إستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية والخروج من دائرة الوهم التي لم تبرحها الشعوب العربية وبينهم الشعب الفلسطيني طوال السنوات الماضية.
يمكن مراجعة الموقف السعودي من خلال ثلاث محطات رئيسية مع إغفال المرحلة التي سبقت الزيارة الشهيرة التي قام بها الرئيس المصري محمد أنور السادات إلى إسرائيل بتشجيع ممن يسمى جناح الإعتدال في العالم العربي الذي كان يتبلور في حينه بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز ملك السعودية ، ولولا التحرك الشعبي الذي ووجه به السادات في ذلك الوقت ومزايدة بعض الأنظمة العربية وبينها العراق لظهر الموقف الحقيقي.
المحطة الأولى هي مبادرة السلام عام (1981) التي طرحها الملك فهد حيث تضمنت تلك المبادرة ثمان نقاط تتمحور حول انسحاب إسرائيلي من الضفة وغزة ، وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية في تلك الأراضي ، والسماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، ودفع تعويضات عادلة للفلسطينيين الذي أخرجوا بالقوة من أراضيهم عام (1948) ، ولايحتاج المرء جهدا كبيرا ليعرف أن تلك المبادرة هي تصفية حقيقية للقضية الفسلطينية برمتها وتحويلها من قضية سلب أرض من شعبها وتهجيرهم إلى إقرار بحق إسرائيل في الوجود.
حاولت المملكة العربية السعودية طوال السنوات الماضية الحيلولة دون تحول موقفها الإعلامي الإستهلاكي من القضية الفلسطينية إلى موقف يمكن من خلاله أن تنزلق إلى حرب مع الكيان الصهيوني ، وقد تبنت جملة من الخطوات في إطار تلك المحاولة أبرزها التخلي عن جزر متنازع عليها مع مصر ( صنافير وتيران ) رغم أن الحكومة السعودية أشتهرت بمضايقتها لبقية دول الخليج مثل الكويت وقطر والإمارات على " شبر " من الأرض وسجلها يؤشر بشكل واضح وصريح لموقفها من أية أراضي تخصها لكنها مع ذلك تنازلت عن تلك الجزء وآثرت عدم الإصطدام مع الكيان الصهيوني ، كما أنها تهربت من الرد على الإختراقات الإسرائيلية لمجاليها الجوي والبحري رغم أن إعلامها في لندن وقنواتها الفضائية دائما " تعير " الدول العربية الأخرى على مواقف مشابهة.
المحطة الثانية هي الموقف من صمود المقاومة في لبنان في وجه العدوان الإسرائيلي ( حزب الله ) عام 2006 بعد خطف جنديين إسرائيليين ، والحملة الإعلامية التي شنتها السعودية لتجريد تلك المقاومة من إنتصارها رغم أنه أوجد أملا ولو بسيطا على إمكانية هزيمة ذلك الكيان بشرط توافر الجدية والإرادة ، كما كشف ذلك النصر أن الحماية الحقيقية للكيان الصهيوني تأتي من تلك العلاقات المشبوهة مع الدول الكبرى على حساب الحق العربي في فلسطين ، فقد عرقلت المملكة العربية السعودية إنعقاد مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية أكثر من 26 يوما ، لإعطاء فرصة كما يبدو لهزيمة المقاومة تمهيدا لتصفيتها في مرحلة لاحقة ، لكن الإحراج الذي سببته المقاومة اللبنانية بصمودها وإنتصارها دفع السعودية إلى الإلتحاق بالركب على مضض دون أن تسقط من إعتبارها الهدف الثابت لسياستها.
الحملة الإعلامية السعودية في تلك الفترة ركزت هدفها على إثارة أبعاد طائفية لما جرى حتى تحرم المقاومة من ذلك النصر اليتيم في تاريخ العرب والمسلمين تجاه ذلك الكيان الغاصب لأرضهم حتى بات الإعلام الإسرائيلي يتحدث لأول مرة في تاريخه عن " تفاهم " مع قوى الإعتدال في العالم العربي بقيادة السعودية والكشف عن أعداء مشتركين لهذا التفاهم ، وأن هذا التفاهم يتطلب أن يكون لدى تلك القوى وإسرائيل خريطة أمنية للحفاظ على كياناتهم ضد قوى التطرف وبينها حركة حماس.
المحطة الثالثة هي الموقف الحالي من حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على أهالي غزة تحت مبرر أن المتسبب فيما يجري هي حركة حماس " الإخوانية " إذ شنت الأدوات الإعلامية التابعة لها ( السعودية ) حربا على حركة حماس وحملتها المسؤولية فيما يجري وكأن غزة ليست محتلة ومحاصرة من الكيان الصهيوني ومصر بضغط من السعودية وتواطؤ من دول عربية أخرى ، وحملتها مسؤولية الدخول في تحالفات إقليمية وتقصد ( قطر وتركيا ) ، في خطوة تهدف إلى إقناع الرأي العام السعودي قبل غيره أن مايمنع السعودية من دعم المقاومة في فلسطين هو إنخراط حركة حماس في تحالفات معادية للملكة العربية السعودية ، لكن كل تلك الخطوات لم تؤثر كثيرا على الرأي العام لا في السعودية ولافي دول الخليج الأخرى ففلسطين ستظل دائما قضية الشعوب العربية المحورية ومنطقة " تماس " حضاري مع الغرب وليس في وارد تلك الشعوب التنازل عنها.
ما يجري حاليا مؤشر واضح على الموقف الحقيقي للسعودية من الكيان الصهيوني فهي لاتريد إستمرار هذا الصراع معه ، وتتمنى أن يحسم بعيدا عمن يرفعون شعار المقاومة وليست المبادرة الأخيرة " المبادرة المصرية " سوى نقطة في مسارها القديم الجديد ، عندما طرحت تلك المبادرة كل مايريده الكيان الصهيوني دون أن يضع في إعتباره أي مطلب للمقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها ، وليس الأمر متوقفا عند هذا الحد بل شنت حملة إعلامية شرسة على من رفض تلك المبادرة وحملته مسؤولية الدماء التي تسيل بتواطؤ من المحور الجديد في المنطقة ، لكن الحقيقة تبدو واضحة فهذا الموقف القصد منه إحراج المقاومة ، وإتصال الملك عبدالله بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يصب في هذا الإتجاه من خلال الإشارة إلى أن " نزيف دم المدنيين الذين يدفعون ثمن مواجهة عسكرية ليسوا مسؤولين عنها ".
المراهنة على الموقف السعودي ليس في محله بل حتى المراهنة على مواقف بعض الأنظمة الخليجية الأخرى لن يغير من واقع الأمر شيئا لأن طبيعة نشوء تلك الدول وظروفها تعطي مؤشرا إلى أن إمكانية مساهمتها إيجابيا في هذا الصراع غير واردة ، وينبغي والحال هذه أن تكون المراهنة على الشعوب وعلى الدول التي تملك قرارها ، كما تتطلب المراهنة أن يكون هناك وعي أن السعودية وبعض أنظمة الخليج سيضعون عراقيل أمام أية تحركات جادة للمواجهة مع الكيان الصهيوني إستنادا إلى ظروف النشأة تلك من خلال إفتعال معارك وزج الشباب في أتونها تحت شعارات الجهاد لمجرد إشغال تلك الطاقات وهدرها في مكان آخر .
http://www.sabr.cc/inner.aspx?id=85826
المراهنة على الموقف السعودي ليس في محله
08-08-2014
http://www.sabr.cc/picture/36045200px.png
ناصر العبدلي
أكثر ما يستغربه المرء " غضبة " بعض العرب من المملكة العربية السعودية على خلفية موقفها مما يجري في غزة ، وكأنما ذلك الموقف مفاجأة بالنسبة لهم في حين أن الحكومة السعودية لم تجلب إلى الفضاء العربي موقفا جديدا بل كان موقفها دائما التعايش مع الكيان الصهيوني ، والحرص على بقائه مبررا لبقاءها وهذا ماتعكسه مشاريع ومبادرات السلام التي شجعت عليها خلف الكواليس أو تلك التي طرحتها بشكل مباشر.
من ينظر إلى طبيعة المرحلة والظروف التي نشأت فيها المملكة السعودية وباقي أنظمة الخليج ، وربما بعض الدول العربية الأخرى يعرف أن من غير الممكن أن يتخذ قادة تلك الأنظمة موقفا مختلفا عما رسمه لها الصراع الدولي وتداعياته ، وهذا ليس تبريرا لتلك المواقف بل محاولة لقطع الطريق على إستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية والخروج من دائرة الوهم التي لم تبرحها الشعوب العربية وبينهم الشعب الفلسطيني طوال السنوات الماضية.
يمكن مراجعة الموقف السعودي من خلال ثلاث محطات رئيسية مع إغفال المرحلة التي سبقت الزيارة الشهيرة التي قام بها الرئيس المصري محمد أنور السادات إلى إسرائيل بتشجيع ممن يسمى جناح الإعتدال في العالم العربي الذي كان يتبلور في حينه بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز ملك السعودية ، ولولا التحرك الشعبي الذي ووجه به السادات في ذلك الوقت ومزايدة بعض الأنظمة العربية وبينها العراق لظهر الموقف الحقيقي.
المحطة الأولى هي مبادرة السلام عام (1981) التي طرحها الملك فهد حيث تضمنت تلك المبادرة ثمان نقاط تتمحور حول انسحاب إسرائيلي من الضفة وغزة ، وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية في تلك الأراضي ، والسماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، ودفع تعويضات عادلة للفلسطينيين الذي أخرجوا بالقوة من أراضيهم عام (1948) ، ولايحتاج المرء جهدا كبيرا ليعرف أن تلك المبادرة هي تصفية حقيقية للقضية الفسلطينية برمتها وتحويلها من قضية سلب أرض من شعبها وتهجيرهم إلى إقرار بحق إسرائيل في الوجود.
حاولت المملكة العربية السعودية طوال السنوات الماضية الحيلولة دون تحول موقفها الإعلامي الإستهلاكي من القضية الفلسطينية إلى موقف يمكن من خلاله أن تنزلق إلى حرب مع الكيان الصهيوني ، وقد تبنت جملة من الخطوات في إطار تلك المحاولة أبرزها التخلي عن جزر متنازع عليها مع مصر ( صنافير وتيران ) رغم أن الحكومة السعودية أشتهرت بمضايقتها لبقية دول الخليج مثل الكويت وقطر والإمارات على " شبر " من الأرض وسجلها يؤشر بشكل واضح وصريح لموقفها من أية أراضي تخصها لكنها مع ذلك تنازلت عن تلك الجزء وآثرت عدم الإصطدام مع الكيان الصهيوني ، كما أنها تهربت من الرد على الإختراقات الإسرائيلية لمجاليها الجوي والبحري رغم أن إعلامها في لندن وقنواتها الفضائية دائما " تعير " الدول العربية الأخرى على مواقف مشابهة.
المحطة الثانية هي الموقف من صمود المقاومة في لبنان في وجه العدوان الإسرائيلي ( حزب الله ) عام 2006 بعد خطف جنديين إسرائيليين ، والحملة الإعلامية التي شنتها السعودية لتجريد تلك المقاومة من إنتصارها رغم أنه أوجد أملا ولو بسيطا على إمكانية هزيمة ذلك الكيان بشرط توافر الجدية والإرادة ، كما كشف ذلك النصر أن الحماية الحقيقية للكيان الصهيوني تأتي من تلك العلاقات المشبوهة مع الدول الكبرى على حساب الحق العربي في فلسطين ، فقد عرقلت المملكة العربية السعودية إنعقاد مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية أكثر من 26 يوما ، لإعطاء فرصة كما يبدو لهزيمة المقاومة تمهيدا لتصفيتها في مرحلة لاحقة ، لكن الإحراج الذي سببته المقاومة اللبنانية بصمودها وإنتصارها دفع السعودية إلى الإلتحاق بالركب على مضض دون أن تسقط من إعتبارها الهدف الثابت لسياستها.
الحملة الإعلامية السعودية في تلك الفترة ركزت هدفها على إثارة أبعاد طائفية لما جرى حتى تحرم المقاومة من ذلك النصر اليتيم في تاريخ العرب والمسلمين تجاه ذلك الكيان الغاصب لأرضهم حتى بات الإعلام الإسرائيلي يتحدث لأول مرة في تاريخه عن " تفاهم " مع قوى الإعتدال في العالم العربي بقيادة السعودية والكشف عن أعداء مشتركين لهذا التفاهم ، وأن هذا التفاهم يتطلب أن يكون لدى تلك القوى وإسرائيل خريطة أمنية للحفاظ على كياناتهم ضد قوى التطرف وبينها حركة حماس.
المحطة الثالثة هي الموقف الحالي من حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على أهالي غزة تحت مبرر أن المتسبب فيما يجري هي حركة حماس " الإخوانية " إذ شنت الأدوات الإعلامية التابعة لها ( السعودية ) حربا على حركة حماس وحملتها المسؤولية فيما يجري وكأن غزة ليست محتلة ومحاصرة من الكيان الصهيوني ومصر بضغط من السعودية وتواطؤ من دول عربية أخرى ، وحملتها مسؤولية الدخول في تحالفات إقليمية وتقصد ( قطر وتركيا ) ، في خطوة تهدف إلى إقناع الرأي العام السعودي قبل غيره أن مايمنع السعودية من دعم المقاومة في فلسطين هو إنخراط حركة حماس في تحالفات معادية للملكة العربية السعودية ، لكن كل تلك الخطوات لم تؤثر كثيرا على الرأي العام لا في السعودية ولافي دول الخليج الأخرى ففلسطين ستظل دائما قضية الشعوب العربية المحورية ومنطقة " تماس " حضاري مع الغرب وليس في وارد تلك الشعوب التنازل عنها.
ما يجري حاليا مؤشر واضح على الموقف الحقيقي للسعودية من الكيان الصهيوني فهي لاتريد إستمرار هذا الصراع معه ، وتتمنى أن يحسم بعيدا عمن يرفعون شعار المقاومة وليست المبادرة الأخيرة " المبادرة المصرية " سوى نقطة في مسارها القديم الجديد ، عندما طرحت تلك المبادرة كل مايريده الكيان الصهيوني دون أن يضع في إعتباره أي مطلب للمقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها ، وليس الأمر متوقفا عند هذا الحد بل شنت حملة إعلامية شرسة على من رفض تلك المبادرة وحملته مسؤولية الدماء التي تسيل بتواطؤ من المحور الجديد في المنطقة ، لكن الحقيقة تبدو واضحة فهذا الموقف القصد منه إحراج المقاومة ، وإتصال الملك عبدالله بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يصب في هذا الإتجاه من خلال الإشارة إلى أن " نزيف دم المدنيين الذين يدفعون ثمن مواجهة عسكرية ليسوا مسؤولين عنها ".
المراهنة على الموقف السعودي ليس في محله بل حتى المراهنة على مواقف بعض الأنظمة الخليجية الأخرى لن يغير من واقع الأمر شيئا لأن طبيعة نشوء تلك الدول وظروفها تعطي مؤشرا إلى أن إمكانية مساهمتها إيجابيا في هذا الصراع غير واردة ، وينبغي والحال هذه أن تكون المراهنة على الشعوب وعلى الدول التي تملك قرارها ، كما تتطلب المراهنة أن يكون هناك وعي أن السعودية وبعض أنظمة الخليج سيضعون عراقيل أمام أية تحركات جادة للمواجهة مع الكيان الصهيوني إستنادا إلى ظروف النشأة تلك من خلال إفتعال معارك وزج الشباب في أتونها تحت شعارات الجهاد لمجرد إشغال تلك الطاقات وهدرها في مكان آخر .
http://www.sabr.cc/inner.aspx?id=85826