المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البلوتوث» في السعودية يزدهر في الوقت الضائع!



موالى
03-26-2005, 12:27 AM
الرياض – الحياة 2005/03/26

لا ينزعج سائقو السيارات الشبان في الرياض من الضوء الأحمر في الإشارات المرورية، ويتمنون تأخير لحظة الانطلاق التي يمنحها الضوء الأخضر.

أنظار هؤلاء السائقين التي كانت تشخص عالياً مترقبة تغير اللون، صارت الآن تفضّل الانحناء على أجهزة الجوال في الأيدي للظفر برسالة «بلوتوث» جديدة، في مشهد معبّر عن هوس بهذه التقنية الحديثة في عالم الجوالات.

ولا يتوانى الشباب في استعراض ملفات رسائلهم، وبعضها جنسي، تحت عناوين صارخة وجذّابة، مثل «ملك البلوتوث» أو «أرسل تجد ما يسرك». يقول أحدهم الذي يسمّي نفسه «البلبل» في رسائله، ان الدقيقة والنصف، وهي مدة الانتظار أمام الإشارة المرورية الحمراء، كافية لإتمام عملية إرسال واستقبال ملف واحد على الأقل: «العملية سهلة وسريعة، كل ما عليك القيام به هو اختيار الملف من صورة أو مقطع فيديو، وإرساله، تحت اسم مغر، إلى الأجهزة التي تبدي رغبة للاستقبال عبر تشغيلها «للبلوتوث»، وتنتهي العملية بالضغط على زر «موافق».

تبادل الملفات المخلة بالذوق لم تعد وحدها ما يسعى إليه الشبان عند الإشارات المرورية، «الترقيم» أو مغازلة الفتيات هو من الأولويات التي ينشدها مستخدمو «البلوتوث» عبر كتابة أرقام هواتفهم مع الألقاب التي يظنونها مغرية للفتيات. وهذا ما يوضحه أحدهم الذي لقب نفسه بـ «الفتى الأشقر». يقول: «رسائل «البلوتوث» الجنسية تكثر عادة في المقاهي والأماكن التي يوجد فيها الرجال فقط، أما عند احتمال وجود فتاة عند الإشارات المرورية فإن الأمر يختلف، وعليه فإن نوعية الملفات تتحول إلى «كوميديا» ومواقف ظريفة، مع إضافة بسيطة، هي رقم الهاتف إلى جانب اللقب، الذي يجب أن يتسم بلمحة رومانسية كي تقبل الفتاة أن تفتح الملف».

ويذكر «الفتى الأشقر» أن الإشارات المرورية ليست المكان الوحيد الذي يمارس فيه الشباب من الجنسين التعارف عبر «البلوتوث»، ففي المطاعم والأسواق والمتنزهات، اعتادوا التواصل فيها عبر هذه التقنية. ويقول: «في المواقف حيث يكون الانتظار حتميّاً، تجد «البلوتوث» حاضراً، فلم تعد هناك حاجة لأن تنتظر طلب الأكل في أحد المطاعم وأنت تتضوّر جوعاً». ويؤكد «الأشقر» أن بضع دقائق، وفي أي موضع، صارت كافيةً لتبادل ملفات «البلوتوث». ويقول: «عدت للتو من المطار قادماً من جدة، والمعروف أن الجوالات لا يسمح بتشغيلها داخل الطائرة إلا في الدقائق التي تسبق أو تعقب بداية الرحلة، ولكن على رغم أنني غادرت الطائرة فور توقفها، كما هو المتبع في درجة رجال الأعمال، إلا أنني تلقيت خمسة أرقام تحاول التواصل معي، ثلاثة منها مذيلة بأسماء فتيات». ويضيف: «لم تتوقف رسائل «البلوتوث» حتى داخل الباص الذي ينقل المسافرين من الطائرة وإليها في مطار جدة».

من جهته ضيّق مساعد المدير العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرياض الشيخ عثمان العثمان، من المساحة التي يمكن لرجال الهيئة من خلالها معاقبة مستخدمي «البلوتوث» لأغراض غير شريفة. وقال: «الحالة الوحيدة التي يحق لنا فيها مصادرة الجهاز أو الاطلاع على ما في داخله، هي ثبوت الغزل، وذلك من خلال اعتراف المتورطين بأي علاقة غير شرعية بأن «البلوتوث» كان مصدراً أو مساعداً في إتمامها، عندها تحق لنا مصادرة الجوال كجزء من البنود المتعلقة بأوراق القضية». وأوصى العثمان في ختام حديثه إلى «الحياة» كل من تكون في يده تلك الخدمة بأن يتقي الله ويجعل ما يحمله شاهداً له يوم القيامة لا عليه.