Osama
03-25-2005, 03:43 PM
يحدث في دولة معدل دخل الفرد فيها يتجاوز 30 ألف دولار
الدوحة - القبس
فقر حقيقي في قطر، فقراء مواطنون لا يجدون ثمن لقمة العيش أو ثمن دواء يشفون فيه غليل داء يلم بهم، بالرغم من دولة النفط والغاز ومحدودية السكان المواطنين الذين لا يتجاوز عددهم 150 ألف نسمة، بالرغم من كل ذلك.. هناك فقر في قطر.
في السابق كان الحديث عن الفقر في هذه الدولة الغنية بالغاز خصوصا أمرا طبيعيا عندما يتعلق الأمر بالمقيمين والوافدين، لكن عندما يتم التطرق لأول مرة عبر الصحافة المحلية في قطر الى قصص لمواطنين تعكس حالات فقر حقيقي في دولة معدل دخل الفرد فيها من أعلى معدلات الدخول في العالم حيث يتجاوز 30 الف دولار سنويا، فإن ذلك يصبح قضية استثنائية تثير الكثير من الأسئلة التي ربما لن تجد إجابات.
ووصل حجم الناتج الإجمالي القطري العام الفائت الى 451ر28 مليار دولار، محققا نموا نسبته 5.20 في المائة مقارنة مع عام 2003.
يبدي مقيم يعمل في الدوحة مهندسا منذ سنوات طويلة استهجانه الشديد لما يشاهده ويقرأه عن حالات فقر بين المواطنين القطريين، ويقول «أن نسمع عن وافد أو عائلة وافدة فقيرة فلا غرو في ذلك، لكنني لا أستطيع أن أفهم كيف يكون هناك مواطن فقير وفقير جدا».
ويضيف المقيم الذي طلب عدم الإشارة الى إسمه إنه لا يمكن أن يكون هناك فقر في دولة تتمتع بكل هذه المظاهر من الثراء والبذخ اللامحدود في الإنفاق، بالطبع هناك خلل ما».
وتساءل هذا المقيم مستذكرا البذخ الذي يصرف في أعراس أثرياء قطريين بقوله «كيف يعقل إقامة مثل هذه الأعراس على الأرض نفسها التي يقيم عليها مواطنون لا يجدون قوت يومهم ويعيشون على صدقات ومساعدات الآخرين».
يوم السبت الفائت، نشرت الصحف المحلية قصصا لحالات فقر تعود لمواطنين ربما تتجاوز في تفاصيلها الخطوط الحمراء فيما هو مسموح أو غير مسموح بالنشر، كون أن هذه القصص لا تتناسب مع مستوى الحياة المعيشية العام في قطر ومعدلات دخل الدولة.
سيدة تدعى أم عبد العزيز تقول إن أسرتها المكونة من سبعة أبناء وزوجها المقعد تضطر أحيانا الى المبيت دون تناول طعام العشاء بسبب عدم توافر المال، وتضيف أن زوجها لا يجد نفقات العلاج، وأن أبناءها لا يخرجون في الأعياد خوفا من أن يراهم أحد في ملابس بالية.
وتتابع أم عبد العزيز قائلة إن البعض قد يستغرب أن يكون هناك أسرة قطرية على هذه الحال، لكن هذا هو الواقع دون مبالغة، لقد لجأت الى جمعيات خيرية قامت بدراسة حالتنا ولكننا لم نتلق أي رد حتى الآن.
وهناك سيدة أخرى تدعى أم شيخة لها قصة أخرى مع الفقر والمعاناة، تقول هذه السيدة إنها لجأت الى العمل في مجال الطبخ في بيتها من أجل إعالة أبنائها وأم زوجها بعد أن تم حبس زوجها في قضية مخدرات.
وتؤكد أم شيخة أنها تعيش على مساعدات أهل الخير غير الدائمة، ما يضطرها للطبخ وبيع ما تطبخه، لكن المردود لا يكفي بأي حال من الأحوال للعيش حياة كريمة ، تقول إننا نعيش في رعب دائم بسبب عدم وجود مورد ثابت للعيش بأمان، حتى أننا بتنا مهددين حاليا بالطرد من المنزل الذي نسكن فيه بسبب عدم قدرتنا على دفع الإيجار.
وتقول أم شيخة التي لا تملك سوى شهادة الثانوية العامة إنها سعت جاهدة دون جدوى للحصول على وظيفة تعيل من ورائها أسرتها، وذلك بسبب اشتراط معظم أرباب العمل شهادة البكالوريوس كحد أدنى للتوظيف.
وتتساءل أم شيخة قائلة: أين نذهب الآن ومعظمنا نساء ليس لدينا رجل يحمينا أو يعيلنا؟
وقصص الأسر القطرية التي تعيش تحت خط الفقر لا تنتهي عند هذا الحد، فهذا المواطن حمد سعود الذي يقول إنه يعيل أسرته المكونة من 12 فردا بـ 700 ريال فقط بعد أن طرد من عمله نتيجة كثرة الأحكام التي صدرت ضده بسبب ابتلائه بحادث دهس نتجت عنه وفاة.
يضيف حمد سعود الذي لم يكمل بعد العقد الثالث من عمره إنه لا يستطيع حتى التفكير في الزواج بسبب سوء الحال وضيق ذات اليد.
ويقول إن المنزل الذي يسكنون فيه لا يصلح للحياة الآدمية وأن أحد أشقائه مريض ولا يستطيع علاجه بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، مؤكدا أن عددا من أشقائه وشقيقاته يفترشون الأرض بسبب ضيق مساحة المنزل.
وكان حمد سعود قد قام بجهود كبيرة لدى قسم الشؤون الاجتماعية حتى نجح في الحصول على مساعدة قيمتها 500 ريال فقط تساهم في تخفيف الأعباء الملقاة على كاهله كونه يعيل 12 فردا من ضمنهم والدته ولا يعمل أحد منهم.
أسرة أخرى فقيرة لا يعمل معيلها الأب منذ خمس سنوات بعد أن أقعده المرض، تقول الأم إن الأسرة تعيش حياة قاسية جدا بسبب تدهور الحالة الصحية لزوجها، ولولا المعونات الضئيلة التي نعيش عليها لكانت حالنا يرثى لها.
وهذه سيدة أخرى تدعى أم عبد الله تقول إن زوجها توفي وهي في سن الثلاثين وهي تعيل أسرة مكونة من ستة أفراد وليس لديها مصدر دخل ثابت.
تضيف ان أبناءها يعودون من المدرسة في بعض الأحيان وهم يبكون بسبب معايرتهم في ملابسهم الرثة من قبل زملاء لهم في الصفوف الدراسية.
يذكر أن حجم الإنفاق الإستهلاكي الكلي في قطر بلغ خلال العام الفائت 7.8 مليارات دولار، بينما بلغ حجم الاستثمار الكلي 8.6 مليارات دولار، تشتمل على 5.4 مليارات دولار استثمارا خاصا وعاما، و 1.4 مليارات دولار استثمارا حكوميا.
أما الرقم القياسي للأسعار على أساس عام 2001، فقد بلغ 51ر109 نقطة في عام 2004 ارتفاعا من نحو 104 نقاط قبل ثلاثة أعوام.
الدوحة - القبس
فقر حقيقي في قطر، فقراء مواطنون لا يجدون ثمن لقمة العيش أو ثمن دواء يشفون فيه غليل داء يلم بهم، بالرغم من دولة النفط والغاز ومحدودية السكان المواطنين الذين لا يتجاوز عددهم 150 ألف نسمة، بالرغم من كل ذلك.. هناك فقر في قطر.
في السابق كان الحديث عن الفقر في هذه الدولة الغنية بالغاز خصوصا أمرا طبيعيا عندما يتعلق الأمر بالمقيمين والوافدين، لكن عندما يتم التطرق لأول مرة عبر الصحافة المحلية في قطر الى قصص لمواطنين تعكس حالات فقر حقيقي في دولة معدل دخل الفرد فيها من أعلى معدلات الدخول في العالم حيث يتجاوز 30 الف دولار سنويا، فإن ذلك يصبح قضية استثنائية تثير الكثير من الأسئلة التي ربما لن تجد إجابات.
ووصل حجم الناتج الإجمالي القطري العام الفائت الى 451ر28 مليار دولار، محققا نموا نسبته 5.20 في المائة مقارنة مع عام 2003.
يبدي مقيم يعمل في الدوحة مهندسا منذ سنوات طويلة استهجانه الشديد لما يشاهده ويقرأه عن حالات فقر بين المواطنين القطريين، ويقول «أن نسمع عن وافد أو عائلة وافدة فقيرة فلا غرو في ذلك، لكنني لا أستطيع أن أفهم كيف يكون هناك مواطن فقير وفقير جدا».
ويضيف المقيم الذي طلب عدم الإشارة الى إسمه إنه لا يمكن أن يكون هناك فقر في دولة تتمتع بكل هذه المظاهر من الثراء والبذخ اللامحدود في الإنفاق، بالطبع هناك خلل ما».
وتساءل هذا المقيم مستذكرا البذخ الذي يصرف في أعراس أثرياء قطريين بقوله «كيف يعقل إقامة مثل هذه الأعراس على الأرض نفسها التي يقيم عليها مواطنون لا يجدون قوت يومهم ويعيشون على صدقات ومساعدات الآخرين».
يوم السبت الفائت، نشرت الصحف المحلية قصصا لحالات فقر تعود لمواطنين ربما تتجاوز في تفاصيلها الخطوط الحمراء فيما هو مسموح أو غير مسموح بالنشر، كون أن هذه القصص لا تتناسب مع مستوى الحياة المعيشية العام في قطر ومعدلات دخل الدولة.
سيدة تدعى أم عبد العزيز تقول إن أسرتها المكونة من سبعة أبناء وزوجها المقعد تضطر أحيانا الى المبيت دون تناول طعام العشاء بسبب عدم توافر المال، وتضيف أن زوجها لا يجد نفقات العلاج، وأن أبناءها لا يخرجون في الأعياد خوفا من أن يراهم أحد في ملابس بالية.
وتتابع أم عبد العزيز قائلة إن البعض قد يستغرب أن يكون هناك أسرة قطرية على هذه الحال، لكن هذا هو الواقع دون مبالغة، لقد لجأت الى جمعيات خيرية قامت بدراسة حالتنا ولكننا لم نتلق أي رد حتى الآن.
وهناك سيدة أخرى تدعى أم شيخة لها قصة أخرى مع الفقر والمعاناة، تقول هذه السيدة إنها لجأت الى العمل في مجال الطبخ في بيتها من أجل إعالة أبنائها وأم زوجها بعد أن تم حبس زوجها في قضية مخدرات.
وتؤكد أم شيخة أنها تعيش على مساعدات أهل الخير غير الدائمة، ما يضطرها للطبخ وبيع ما تطبخه، لكن المردود لا يكفي بأي حال من الأحوال للعيش حياة كريمة ، تقول إننا نعيش في رعب دائم بسبب عدم وجود مورد ثابت للعيش بأمان، حتى أننا بتنا مهددين حاليا بالطرد من المنزل الذي نسكن فيه بسبب عدم قدرتنا على دفع الإيجار.
وتقول أم شيخة التي لا تملك سوى شهادة الثانوية العامة إنها سعت جاهدة دون جدوى للحصول على وظيفة تعيل من ورائها أسرتها، وذلك بسبب اشتراط معظم أرباب العمل شهادة البكالوريوس كحد أدنى للتوظيف.
وتتساءل أم شيخة قائلة: أين نذهب الآن ومعظمنا نساء ليس لدينا رجل يحمينا أو يعيلنا؟
وقصص الأسر القطرية التي تعيش تحت خط الفقر لا تنتهي عند هذا الحد، فهذا المواطن حمد سعود الذي يقول إنه يعيل أسرته المكونة من 12 فردا بـ 700 ريال فقط بعد أن طرد من عمله نتيجة كثرة الأحكام التي صدرت ضده بسبب ابتلائه بحادث دهس نتجت عنه وفاة.
يضيف حمد سعود الذي لم يكمل بعد العقد الثالث من عمره إنه لا يستطيع حتى التفكير في الزواج بسبب سوء الحال وضيق ذات اليد.
ويقول إن المنزل الذي يسكنون فيه لا يصلح للحياة الآدمية وأن أحد أشقائه مريض ولا يستطيع علاجه بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، مؤكدا أن عددا من أشقائه وشقيقاته يفترشون الأرض بسبب ضيق مساحة المنزل.
وكان حمد سعود قد قام بجهود كبيرة لدى قسم الشؤون الاجتماعية حتى نجح في الحصول على مساعدة قيمتها 500 ريال فقط تساهم في تخفيف الأعباء الملقاة على كاهله كونه يعيل 12 فردا من ضمنهم والدته ولا يعمل أحد منهم.
أسرة أخرى فقيرة لا يعمل معيلها الأب منذ خمس سنوات بعد أن أقعده المرض، تقول الأم إن الأسرة تعيش حياة قاسية جدا بسبب تدهور الحالة الصحية لزوجها، ولولا المعونات الضئيلة التي نعيش عليها لكانت حالنا يرثى لها.
وهذه سيدة أخرى تدعى أم عبد الله تقول إن زوجها توفي وهي في سن الثلاثين وهي تعيل أسرة مكونة من ستة أفراد وليس لديها مصدر دخل ثابت.
تضيف ان أبناءها يعودون من المدرسة في بعض الأحيان وهم يبكون بسبب معايرتهم في ملابسهم الرثة من قبل زملاء لهم في الصفوف الدراسية.
يذكر أن حجم الإنفاق الإستهلاكي الكلي في قطر بلغ خلال العام الفائت 7.8 مليارات دولار، بينما بلغ حجم الاستثمار الكلي 8.6 مليارات دولار، تشتمل على 5.4 مليارات دولار استثمارا خاصا وعاما، و 1.4 مليارات دولار استثمارا حكوميا.
أما الرقم القياسي للأسعار على أساس عام 2001، فقد بلغ 51ر109 نقطة في عام 2004 ارتفاعا من نحو 104 نقاط قبل ثلاثة أعوام.