yasmeen
07-08-2014, 10:07 PM
2014/07/08
اندفاع عناصر "داعش" الى الإستحواذ على مناطق واسعة في شمال بغداد، إندفعت معه جهات عربية للحديث عن "الإقصاء والتهميش الطائفي" تبريراً لقيام ما اطلقت عليه هذه الجهات بالتمرد المسلح وتجاوز المطالب المناطقية الى الدعوة لتغيير العملية السياسية برمتها.
ويوحي الحديث عن "الإقصاء والتهميش" بأن العالم العربي، ومنه الدول التي تتحدث بهذه العبارات، لا تربطها رابطة بهذه المشكلة وان الأمر محصور بالعراق لا غير. ويفيد الواقع ان المشاركة السياسية في البلدان العربية ليست حقاً من حقوق المواطنين وإنما هي منّة من الحاكم يجود بها على رعاياه على شكل انتخابات بلدية، جزئية او كاملة، او نيابية او رئاسية، والمطلوب من الرعايا في بعض الممالك والإمارات السمع والطاعة فحسب.
كما ان الحق في التعبير مشكوك في شرعيته، فذلك هامش يضيق ويتسع بحسب ضيق واتساع صدر السلطة. ولذلك تأتي هذه الدعوة في اتجاه العراق مشوبة ببعض الغايات وتفتقر الى المصداقية، في حين ان العراق رغم علله الكثيرة يشهد على تنوعا سياسيا وانتخابات منتظمة تقود الى تشكيل حكومات بصورة لا تعرفها دول عربية عديدة.
يركـّز خطاب "الإقصاء والتهميش" على العرب السنة الذين يشكلون نحو 20 بالمئة من سكان العراق، والذين حكموا البلد على مدى ثمانين عاماً ابتداءً من تاريخ الاحتلال البريطاني عام 1920 الى تاريخ الاحتلال الاميركي عام 2003.
هؤلاء احتكر "حزبُ البعث" تمثيلهم، كما تمثيل كل العراقيين، في زمن العهد السابق، وهو بنى أغلب قياداته وكوادره وقواعده من صفوفهم. وفي مرحلة ما بعد الاحتلال، لم يجر الحزب أية مراجعة نقدية تتناول أداءه في السلطة، بعدما جرّ العراق من بلد متقدم اقتصادياً وعلمياً الى بلد فقير مكدس بالمقابر الجماعية ليقع أخيراً تحت الاحتلال.
تبنى "البعث" نهجاً يرفض في العلن كل ما استجدّ على ساحة العراق من انتخابات وحكومة ووقائع سياسية، وفي الباطن يرنو الى استعادة السلطة باعتبارها "حقاً" مكتسباً له دون العالمين او القبر، والى جانب البعث العراقي الذي أصبح جناحين، وُلدت جماعات بعيدة عن الواقع السياسي وأحياناً المنطق السياسي، لا شغل لها إلا إفشال العملية السياسية عن طريق الاغتيال والعنف واستهداف الجيش والشرطة وأجهزة الدولة والمواطنين في الشارع لزرع اليأس والإحباط.
وهذه ترفع شعارات كبيرة تخاطب بها نفسها، لكنها لا تملك برنامجاً سياسياً جامعاً. وهي تستند الى تغذية السنة العرب بمنطق "المظلومية" وتتحسر على أمجاد العراق التي ذهبت بها مغامرات النظام السابق.
http://almasalah.com/ar/News/33907/%D8%AA%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%B4-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%B3%D9%8A
اندفاع عناصر "داعش" الى الإستحواذ على مناطق واسعة في شمال بغداد، إندفعت معه جهات عربية للحديث عن "الإقصاء والتهميش الطائفي" تبريراً لقيام ما اطلقت عليه هذه الجهات بالتمرد المسلح وتجاوز المطالب المناطقية الى الدعوة لتغيير العملية السياسية برمتها.
ويوحي الحديث عن "الإقصاء والتهميش" بأن العالم العربي، ومنه الدول التي تتحدث بهذه العبارات، لا تربطها رابطة بهذه المشكلة وان الأمر محصور بالعراق لا غير. ويفيد الواقع ان المشاركة السياسية في البلدان العربية ليست حقاً من حقوق المواطنين وإنما هي منّة من الحاكم يجود بها على رعاياه على شكل انتخابات بلدية، جزئية او كاملة، او نيابية او رئاسية، والمطلوب من الرعايا في بعض الممالك والإمارات السمع والطاعة فحسب.
كما ان الحق في التعبير مشكوك في شرعيته، فذلك هامش يضيق ويتسع بحسب ضيق واتساع صدر السلطة. ولذلك تأتي هذه الدعوة في اتجاه العراق مشوبة ببعض الغايات وتفتقر الى المصداقية، في حين ان العراق رغم علله الكثيرة يشهد على تنوعا سياسيا وانتخابات منتظمة تقود الى تشكيل حكومات بصورة لا تعرفها دول عربية عديدة.
يركـّز خطاب "الإقصاء والتهميش" على العرب السنة الذين يشكلون نحو 20 بالمئة من سكان العراق، والذين حكموا البلد على مدى ثمانين عاماً ابتداءً من تاريخ الاحتلال البريطاني عام 1920 الى تاريخ الاحتلال الاميركي عام 2003.
هؤلاء احتكر "حزبُ البعث" تمثيلهم، كما تمثيل كل العراقيين، في زمن العهد السابق، وهو بنى أغلب قياداته وكوادره وقواعده من صفوفهم. وفي مرحلة ما بعد الاحتلال، لم يجر الحزب أية مراجعة نقدية تتناول أداءه في السلطة، بعدما جرّ العراق من بلد متقدم اقتصادياً وعلمياً الى بلد فقير مكدس بالمقابر الجماعية ليقع أخيراً تحت الاحتلال.
تبنى "البعث" نهجاً يرفض في العلن كل ما استجدّ على ساحة العراق من انتخابات وحكومة ووقائع سياسية، وفي الباطن يرنو الى استعادة السلطة باعتبارها "حقاً" مكتسباً له دون العالمين او القبر، والى جانب البعث العراقي الذي أصبح جناحين، وُلدت جماعات بعيدة عن الواقع السياسي وأحياناً المنطق السياسي، لا شغل لها إلا إفشال العملية السياسية عن طريق الاغتيال والعنف واستهداف الجيش والشرطة وأجهزة الدولة والمواطنين في الشارع لزرع اليأس والإحباط.
وهذه ترفع شعارات كبيرة تخاطب بها نفسها، لكنها لا تملك برنامجاً سياسياً جامعاً. وهي تستند الى تغذية السنة العرب بمنطق "المظلومية" وتتحسر على أمجاد العراق التي ذهبت بها مغامرات النظام السابق.
http://almasalah.com/ar/News/33907/%D8%AA%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%B4-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%B3%D9%8A