fadel
03-22-2005, 11:50 PM
أنيس منصور
نظرية تقول: إن الوظيفة تخلق العضو.. يعني ان الزرافة لأنها عاشت ملايين السنين في بيئة عالية الأشجار كانت تمد عنقها لتصل إلى أوراق الشجر فطال العنق، ولو قصرت الأشجار ملايين السنين وأحنت الزرافة رأسها لقصر عنقها.
والأسماك في قاع المحيطات، حيث لا يوجد ضوء وإنما ظلام قاتم، لم تعد في حاجة إلى عيونها، فبقيت العيون مفتوحة ولكنها عاجزة عن الرؤية، وكذلك كثير من الحشرات في الكهوف، فقد انعدمت الوظيفة ومات العضو.. أو كأنه.
وفي بعض الديانات الهندية يحاولون تعطيل وظائفهم، كأن يمد الواحد ذراعه إلى جانبه سنوات حتى يتجمد العضو تماماً وتنتفخ الشرايين وتصاب بالتصلب أيضاً، ويصبح من الصعب عليه أن يحرك ذراعه، وهو يريد ذلك لأنه زاهد في الدنيا ولا يريد أن يشارك بالعمل أو الرؤية أو السمع.. أو الرأي!
وبعض علماء النفس يفسرون كيف استطاع بعض الهنود أيضاً أن يمشوا فوق النار من دون أن تحرقهم، فيقولون: إنها إرادة المقاومة، إرادة انعدام الشعور، كيف؟ لقد رأيت ذلك في الهند وفي جزيرة سري لانكا، فهم قد قرروا تعطيل الحس.. أي عدم الشعور بالألم والاحتراق.. فأماتوا أعصابهم، فلم يعد لديهم إحساس بشيء.
ورغم كل ذلك فإن بعض الآباء والأمهات يفزعون من كثرة الكتب المقررة على أبنائهم الصغار ويرون أن هذه الكتب سترهق عقولهم، وتجعل قدراتهم على التحصيل والتفكير ضئيلة جداً.. مع أن العكس هو الصحيح، فلا خوف على العقل من كثرة المعلومات ومن كثرة القراءة، فالعقل يتبلد إذا لم ينشط في الجمع والتحصيل والتحليل.. وكثير من العباقرة استطاعوا في سن صغيرة أن يحفظوا مئات القصائد وأن يقرأوا أطول الكتب وأن يتعلموا عدة لغات، والأسماء كثيرة في الغرب والشرق، وما يقال عن الشعراء أبو تمام والمعري والمتنبي والإمام الشافعي وقدراتهم على حفظ القصائد بعد سماعها مرة واحدة، وأكثر من ذلك وأعجب يقال عن شعراء أوروبيين.
فالعقل الإنساني قادر على الكثير جداً من الوظائف ولكننا لا نعرف ولم نجربه، وإذا نحن جربناه خفنا على أنفسنا.. غلط!
وغلط أيضاً هذه الأوهام التي عند الآباء الذين يحتجون على إرهاق أطفالهم بالمعلومات والكتب، وأنا لا أمل من دعوة الشباب إلى أن يقرأوا أي شيء في أي وقت.. المهم أن تكون لديهم (عادة) القراءة أو (إدمان) القراءة، وبعد ذلك يختارون ما يناسبهم وما يعجبهم من الموضوعات.. المهم أن يقرأوا.. المهم أن يغذي الطفل عقله لينشط وينفتح على كل الاتجاهات.
وبغير علم لا تقدم ولا حضارة.. فإذا لم تنشط وظيفة العقل مات العقل.. ونحن أيضاً!
نظرية تقول: إن الوظيفة تخلق العضو.. يعني ان الزرافة لأنها عاشت ملايين السنين في بيئة عالية الأشجار كانت تمد عنقها لتصل إلى أوراق الشجر فطال العنق، ولو قصرت الأشجار ملايين السنين وأحنت الزرافة رأسها لقصر عنقها.
والأسماك في قاع المحيطات، حيث لا يوجد ضوء وإنما ظلام قاتم، لم تعد في حاجة إلى عيونها، فبقيت العيون مفتوحة ولكنها عاجزة عن الرؤية، وكذلك كثير من الحشرات في الكهوف، فقد انعدمت الوظيفة ومات العضو.. أو كأنه.
وفي بعض الديانات الهندية يحاولون تعطيل وظائفهم، كأن يمد الواحد ذراعه إلى جانبه سنوات حتى يتجمد العضو تماماً وتنتفخ الشرايين وتصاب بالتصلب أيضاً، ويصبح من الصعب عليه أن يحرك ذراعه، وهو يريد ذلك لأنه زاهد في الدنيا ولا يريد أن يشارك بالعمل أو الرؤية أو السمع.. أو الرأي!
وبعض علماء النفس يفسرون كيف استطاع بعض الهنود أيضاً أن يمشوا فوق النار من دون أن تحرقهم، فيقولون: إنها إرادة المقاومة، إرادة انعدام الشعور، كيف؟ لقد رأيت ذلك في الهند وفي جزيرة سري لانكا، فهم قد قرروا تعطيل الحس.. أي عدم الشعور بالألم والاحتراق.. فأماتوا أعصابهم، فلم يعد لديهم إحساس بشيء.
ورغم كل ذلك فإن بعض الآباء والأمهات يفزعون من كثرة الكتب المقررة على أبنائهم الصغار ويرون أن هذه الكتب سترهق عقولهم، وتجعل قدراتهم على التحصيل والتفكير ضئيلة جداً.. مع أن العكس هو الصحيح، فلا خوف على العقل من كثرة المعلومات ومن كثرة القراءة، فالعقل يتبلد إذا لم ينشط في الجمع والتحصيل والتحليل.. وكثير من العباقرة استطاعوا في سن صغيرة أن يحفظوا مئات القصائد وأن يقرأوا أطول الكتب وأن يتعلموا عدة لغات، والأسماء كثيرة في الغرب والشرق، وما يقال عن الشعراء أبو تمام والمعري والمتنبي والإمام الشافعي وقدراتهم على حفظ القصائد بعد سماعها مرة واحدة، وأكثر من ذلك وأعجب يقال عن شعراء أوروبيين.
فالعقل الإنساني قادر على الكثير جداً من الوظائف ولكننا لا نعرف ولم نجربه، وإذا نحن جربناه خفنا على أنفسنا.. غلط!
وغلط أيضاً هذه الأوهام التي عند الآباء الذين يحتجون على إرهاق أطفالهم بالمعلومات والكتب، وأنا لا أمل من دعوة الشباب إلى أن يقرأوا أي شيء في أي وقت.. المهم أن تكون لديهم (عادة) القراءة أو (إدمان) القراءة، وبعد ذلك يختارون ما يناسبهم وما يعجبهم من الموضوعات.. المهم أن يقرأوا.. المهم أن يغذي الطفل عقله لينشط وينفتح على كل الاتجاهات.
وبغير علم لا تقدم ولا حضارة.. فإذا لم تنشط وظيفة العقل مات العقل.. ونحن أيضاً!