المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيف آيات الله يقود عملية حماية بغداد ...تحت رعاية القائد الرهيب قاسم سليماني



كوثر
06-26-2014, 07:34 PM
قاسم سليماني أفضل دماغ عسكري لإيران

http://www.al-monitor.com/files/live/sites/almonitor/files/images/almpics/2013/10/544950_318049778323564_1252096958_n.jpg?t=thumbnai l_270


بقلم / حسن عز الدين - القبس

تمكن قاسم سليماني من بناء سمعة أسطورية خلال خدمته في صفوف الجيش الإيراني. تحول إلى بطل قومي أثناء الحرب ضد صدام حسين، وفي الأعوام الأخيرة، انطلاقا من موقعه كقائد لوحدات القدس الخاصة، ساعد بشار الأسد في قلب مجرى النزاع السوري القائم. أما الآن فتقف أمامه مهمة جديدة تتمثل بإلحاق الهزيمة بالإسلاميين المتطرفين في العراق.

حتى أيام قليلة ماضية لم يعرف عنه الشيء الكثير، وكان من الصعب العثور على صورة شخصية له. «سليماني هو أكثر الرجال تأثيرا في منطقة الشرق الأوسط، بالرغم من أن أحدا لم يسمع عنه شيئا»، كما أعلن قبل بضعة أعوام جون ماغواير، الموظف السابق في جهاز الاستخبارات المركزي الأميركي (سي آي إي).

أما الآن فقد سطع نجم سليماني في إيران. فالتلفزيون الإيراني يبث عنه أفلاما وثائقية، وصوره تظهر بشكل دائم على الصفحات الأولى للجرائد. «لقد حان الوقت كي يخرج الجنرال سليماني من الظل، ويحصد ثمار عمله المستمر منذ أعوام طويلة في قيادة وحدات القدس، التي تعتبر من قوات النخبة في الجيش الإيراني».

وحسب المعلومات غير المؤكدة حتى الآن، بات سليماني يتحرك حاليا مع عشرات آخرين من أعضاء الحرس الثوري في بغداد. أمامه مهمة صعبة تتمثل بوقف التقدم السريع لمقاتلي المجموعات السنية الراديكالية، التي تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وبالنسبة للحكومة العراقية فإن الدعم الذي يمكن أن يقدمه لها سليماني سيكون على الأرجح أهم من المساعدة التي طلبتها بغداد مؤخرا من الغرب.


الرجل الاستراتيجي

خلال عشرات الأعوام من خدمته لآيات الله الإيرانيين، بنى سليماني سمعة تضعه في مصاف الرجل الاستراتيجي الخبير، الذي يمتد تأثيره حتى إلى صلاحيات الجنرالات العاديين. حقق نجاحاته الأولى مباشرة بعد انضمامه إلى الحرس الثوري عام 1979، مباشرة بعد انتصار الثورة الإسلامية. وبالرغم من أنه لم يخضع لأي تدريبات عسكرية في تلك الفترة، فإنه شارك كعضو في الحرس بعمليات لقمع الثورة الكردية التي اندلعت في شمال غرب البلاد.

بداية شهر سبتمبر عام 1980، عندما قامت جيوش صدام بغزو إيران، تمت ترقية سليماني لرتبة ملازم. وخلال الحرب الطاحنة التي استمرت ثمانية أعوام، خدم على جبهة القتال الجنوبية، حيث كان يترأس الفرقة 44. كان لا يزال في عشريناته، واعتبره كثيرون من الجنود في تلك الفترة بطلا حربيا.

خلال العشرينات اكتسب مزيدا من الخبرات انطلاقا من موقعه كقائد للحرس الثوري في إقليم كيرمان بجنوب البلاد، حيث انتشرت سمعته كمناضل ضد تجارة الأفيون الذي يتم توجيهه إلى تركيا وأوروبا.

خلال الاحتجاجات الطلابية في عام 1999 أرفق سليماني توقيعه على رسالة، وقعها 24 جنرالا من الحرس الثوري، وكانت موجهة إلى الرئيس محمد خاتمي. في هذه الرسالة حدد أعضاء الحرس موقفهم بوضوح ـ لقد نفد صبرنا. حصل خاتمي على إنذار: فإما يطلب شخصيا من الشرطة أن تتدخل لتسوية الأمر، وإلا فإن الجيش سيتدخل بنفسه.


هدف مشترك

لكن ذروة حياته المهنية لم تكن قد حلّت بعد. ففي بداية عام 1998 تم تعيين سليماني قائدا لوحدات القدس، التي تعتبر من قوات النخبة، وتخضع بشكل مباشر للحرس الثوري، وهي وحدات ذات هيبة كبيرة، تعمل بشكل خاص على تنفيذ العمليات الخارجية.

بعد ثلاثة أعوام حدث ما لم يكن بالحسبان. قرر الأميركان بعد عمليات 11 سبتمبر غزو أفغانستان، وأقاموا الاتصالات مع ايران المعادية لهم. كان هناك عدو مشترك يربط النظام الإيراني وواشنطن: الراديكاليون الإسلاميون من حركة طالبان.

الإيرانيون بقيادة سليماني ساعدوا البنتاغون في تحديد الأهداف المخصصة للقصف، وبفضله أيضا تمكنوا من اعتقال عدد من ممثلي تنظيم القاعدة البارزين. إلا أن التعاون المثمر انتهى فجأة بعد بضعة أشهر. فالرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن أدرج إيران على اللائحة المسمّاة «محور الشر»، وبعد خمسة أعوام وضع الأميركيون اسم سليماني على لائحة الإرهابيين المطلوبين.

تكتيكي هادئ ذو تأثير سياسي

في عام 2011 أمر السيد علي خامنئي بترقية سليماني لرتبة جنرال، وأشيع دائما أن هناك صداقة كبيرة تجمع بين الرجلين. ذات يوم وصف الخامنئي قائد وحدات القدس «بالشهيد الحي للثورة». أما سليماني فيؤكد ولاءه لخامنئي من خلال انضمامه على المدى الطويل إلى ما يعرف بمناصري التيار المتشدد في النظام الإيراني.

الرجل الذي يتمتع بقدرات عسكرية يقدّرها حتى أعدائه، هو حسب معاونيه رجل هادئ بشكل دائم، ولا يرفع صوته إلا في ما ندر. «قد يكون في الغرفة عشرة أشخاص، وعندما يدخل سليماني لا ينضم إليهم، بل يتوجه إلى الزاوية ويجلس وحيدا بشكل هادئ. لا يتحدث ولا يعلّق على أي شيء. بكل بساطة يجلس ويستمع»، كما أفاد أحد السياسيين السابقين المرموقين في إيران لموقع نيويوركر.

ويعتقد المدير السابق للموساد، مائير داغان، أن سليماني يتمتع في السياسة الإيرانية بموقع استثنائي للغاية. «لديه روابط مع جميع أجزاء النظام السياسي. هو ذكي من الناحية السياسية، ويقيم العلاقات مع الجميع».


انتصار في سوريا

أثبت سليماني تأثيره وخبراته العسكرية الكبيرة خلال الحرب السورية الحالية، حيث كان جيش الأسد يتراجع في دفاع صعب عن النفس، بينما سيطر الثوار على مدن أساسية.

إلا أن إيران لبّت نداء الإغاثة الذي أطلقه حليفها القديم، وأرسلت جنودها إلى سوريا. قاتل هؤلاء دفاعا عن الأسد، لكن تحت امرة سليماني نفسه. استغل القائد الخبير علاقاته الوثيقة مع قيادة «حزب الله»، لا سيما أنه أشرف أيضا على بناء ميليشياته نهاية التسعينات، فأرسل الحزب آلافا من مقاتليه لمساعدة الأسد.

بدأ الوضع على الجبهة ينقلب، والانتصار الأكبر الذي تم تحقيقه على يد مقاتلي حزب الله والجيش السوري الرسمي، تمثل على ما يبدو باستعادة مدينة القصير قرب الحدود اللبنانية. قبل اتخاذ القرار بالقتال الحاسم اتصل سليماني بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وطلب منه إرسال ألفي مقاتل إضافي. وافق الأخير على ذلك، مما أدّى الى إلحاق هزيمة نكراء بالثوار السوريين.

يبدو سليماني في العراق حاليا أمام وضع مماثل جدا. فمطلوب منه وقف تقدم الإسلاميين الراديكاليين، لكن بمساعدة من المقاتلين المتطوعين كما جرى في سوريا. وحسب معلومات موقع «بي بي سي» فإن الحرس الثوري يساعد حاليا في تطويع المقاتلين الشيعة الذين سيدعمون قوات الجيش الرسمي. ويذكّر الخبراء العسكريين في هذا السياق أنه لا توجد في السجل التاريخي لسليماني إلا النجاحات، ولذلك فإن الوضع في العراق يمكن أن يتغير لمصلحة القوات الحكومية خلال الأيام القليلة القادمة.


http://www.alqabas.com.kw/node/876521