نبضات ولائية
03-20-2005, 08:38 AM
بسمه تعالى
(في رحاب حركة العاملين الإسلاميين )
أريد أن اطرح بعض التوجيهات إلى الأخوة الأعزاء والأخوات العزيزات العاملين في سلك العمل الإسلامي في القرى والمجتمعات الإسلامية واخص بالذكر المؤسسات الإسلامية بكل إداراتها ولجانها ومن يمتلك القرار والتخطيط فيها ووضع البرنامج العام , والمنفذين الحقيقيين لبرامجها , وخصوصا في القرى المؤمنة الصغيرة بكل ما تحمل في جنبات أطرافها ..
فهناك لجان للتدريس ولجان لإحياء المناسبات وأخرى للإعلام الإسلامي وغيرها ,, ولكن لابد لنا ونحن نريد أن نمد يد العون والتأييد لهم من أن نطرح ملاحظاتنا وتوجيهاتنا باعتبارنا أفرادا من المجتمع ومسؤولين في تحقيق واجبنا المفروض من العمل والنصيحة ( مع العلم إننا ننظر إلى كل عامل باحترام وخضوع لأنه كلف نفسه وجهده وماله من اجل الإسلام وخدمة المؤمنين ) وليس قولنا بالنصيحة والتوجيهات إلا كلمات يمكن من خلالها أن يلتفت لها العاملون من كلا الأطراف ..
نطرح عدة ملاحظات :
أولا : سؤال يتبادر إلى الذهن من خلال الدراسة البسيطة لواقع مجتمعاتنا ( والمقصود هم القرى الصغيرة لأن المؤسسات الكبيرة تعمل على مستوى البلد ) السؤال هو , من هم المستهدفين من كل البرنامج المطروح في العمل الإسلامي ؟ لأن كل برنامج لابد أن يكون له استهداف فئة معينة ولا يمكن أن يطرح عشوائيا وبطرح عام وكلي إلى أفراد المجتمع , فالخطاب والبرنامج الموضوع للشباب يختلف عن الخطاب والتخطيط الموضوع للأطفال , والخطاب العام له خصوصيات تختلف عن المطروح للفئة الخاصة من أي جيل ,, فمن ملاحظاتنا أن هناك برامج كثيرة توضع بشكل عام غير مدروس في عملية من المستهدف منها بحيث إنها لا تعطي من ثمارها إلا القليل , فتجد أن هناك محاضرات عقائدية تطرح بالشكل العام في حين إنها تكون ذات فائدة أكثر لو اختصت بفئة رسالية معينة من خلالها تستطيع هذه الفئة أن ُتفعل العمق المطروح بأساليب مرنة أكثر في المجتمع , وهذا طبعا مثال فتخيلوا إخواني وأخواتي أن هناك محاضرات في التوحيد كما يطرحها مثلا بعمقها السيد الحيدري أو غيره وكان هناك أطفال أو شباب في سن المراهقة وقد لا يعون ما يقال , هل هذا الأمر يخدمهم , نرى إن هناك قد تكون سلبيات من عدم الاستهداف , ولذلك فالنقطة الأولى التي أحب الإشارة لها هي موضوع الاستهداف لكل فئة ( أرجو المشاركة في طرح هذه المواضيع في نقاشات مجالس الإدارة وإثارتها بين الشباب والشابات العاملين ) .
ثانيا : التغيير في الأساليب : وطبعا لا أتكلم مثل ما يتكلم بعض الناقدين والمتصيدين على العمل الإسلامي وإظهار نقائصه وكثير من سلبياته من دون وضع حل أو علاج للسلبيات , وإنما نريد خدمة العمل , المقصود من تغيير الأساليب هو دراسة الحالة المعاصرة من واقع أنفس الناس بمختلف مستوياتهم , وتطورالمجتمع والعصر بكل سلبياته وإيجابياته , ودراسة كل شعائرنا وبرامجنا من ناحية فقهية إسلامية , فليس كل أسلوب إسلامي يمارس إلى الشعائر قابلا للتغيير , فلذلك ينبغي لنا دراسة ما يكون قابلا للتغيير في طرحه من خلال اكتشاف أساليب أخرى للتغيير تكون لها تأثيرات أفضل في تحقيق الهدف المنشود للفئة المستهدفة .
ثالثا : وعي الطروحات الإسلامية الموجودة في الساحة بمختلف أشكالها وتنوعاتها حتى لو كانت مخالفة لمذهبنا ’ فنحن نرى أن هناك اطروحات تدعي الإسلام ولكنها تعاديه في أصولها وقواعدها المطروحة ولذلك انتشرت حالة السطحية والإرهاب وغيره من خلال التي تدعي أنها مستمدة من القرآن في حين أنها تعمل في إضعافه , وأيضا هناك اتجاهات غير أصيلة تدعي أنها تضع فهم آخر للفكر الإسلامي وتحاول طرحه خصوصا للفئات الشبابية وتستهدفها بشكل خاص لأنها تعتبر أن هذه الفئة هي العمد الأساس الذي من خلاله إرساء أي فكرة في الواقع , وخصوصا عندما نعيش في مجتمع مختلف في توجهاته وهذا ملاحظ بشكل كبير فبعض يدعي التعددية الفكرية وبعض الإسلام الوسط , وبعضهم الإسلام العربي , وغيرها فلذلك لابد للعاملين الإسلاميين أن يدرسوا أساليبهم ويتعاملوا معها بواقعية الطرح الذي يخدم الإسلام الأصيل والمذهب .
رابعا : عندي ملاحظة وخصوصا أوجهها إلى العاملين من كلا الجنسين ( الرجال والنساء ) فمن ملاحظاتي إنني أرى أنهم يتعبون أنفسهم في العمل الإسلامي وتنفيذه ويستغرق كل ذلك وقتهم اليومي ولا يلتفتوا إلى جوانب أخرى مهمة في العمل وتحقيقه وهي :
1- التقصير في الجانب الأسري , وهذا منتشر عند فئة كبيرة بحيث إنهم لا يلتفتون إلى عوائلهم وأهلهم ويكون نتيجة ذلك غياب الجانب الأسري الواعي في البيت وقد رأينا أن من ضمن الأسر الملتزمة من يخرج فيها المنحرف وهذا يحتاج لدراسة .
2- التقصير في جانب توعية النفس وتأهيلها أكثر , فنحن نعلم بأن فاقد الشيء لا يعطيه , وعندما ينشغل العاملون الإسلاميون وخصوصا عندما تكون حالة الفردية وقلة العاملين والمتحركين , نلاحظ أن الشاب أو الشابة لا يجعلون لأنفسهم وقت للمطالعة أو الكتابة أو تثقيف أنفسهم في الحالة الفكرية أو الفقهية , أو حتى لا يمتلكون الوقت للراحة العبادية مما يؤثر على شخصيتهم فتكون جافة أو فكرية بحتة أو عملية متحركة فقط من دون أن تمتلك أو قد تفتقد التفاعل الشعوري الواعي مع كل متطلبات الصفات التكاملية والتأهيلية التي لابد للعامل والحركي الرسالي أن يمتلكها .
رابعا : الرقابة الواعية من قبل العلماء الواعين والقيادة الفاعلة : فنحن نرى أن كثير من العاملين والإدارات التي تنظم للعمل الإسلامي ليس لها قيادة علمائية تكون المرشدة لها والمسددة لخطها وتحركها وهذا يخلق جانب تناقض في الواقع مما يكون نتيجته الخلل في طرح المفاهيم , واعتقد ان هناك كثير من الشباب والشابات وهذه من ملاحظاتي لا يرى في قيادة العالم الواعي ( وطبعا نحن لا نقول العالم الديني الذي يكون عائقا في العمل ) لها ضرورية بل يدعي كثير منهم أننا نحن من يمتلك القرار ولا ينبغي أن ندخل العالم في الإدارات الإسلامية ونشغله عن عمله المطلوب منه , وطبعا قد تكون هذه الأفكار نتيجة وجود من لا يمتلك الصفات التأهلية للقيادة من قبل كثير من طلبة العلوم الدينية , وانه قد يكون عائقا للعمل بسبب بعض قراراته التي يراها مناسبة . وطبعا هذه الحالة تحتاج لدراسة أكثر .
وهناك كثير من النقاط والتوجيهات لابد للعاملين أن يلتفتوا لها ويتناقشوا فيها بموضوعية أكثر , وهذه كلمات كتبتها إرتجالا واليد تتحرك لوحدها لما تريد أن ينبض به القلب فاعذروني على التقصير .
نسأل الله أن يوفق الأخوة والأخوات المؤمنين للعمل الصالح وخدمة الدين والمذهب الحق .
ودمتم موفقين
نبضات ولائية
الأحد 25/محرم / 1426 الموافق 6/3/2005م
يوم وفاة الإمام السجاد عليه السلام
(في رحاب حركة العاملين الإسلاميين )
أريد أن اطرح بعض التوجيهات إلى الأخوة الأعزاء والأخوات العزيزات العاملين في سلك العمل الإسلامي في القرى والمجتمعات الإسلامية واخص بالذكر المؤسسات الإسلامية بكل إداراتها ولجانها ومن يمتلك القرار والتخطيط فيها ووضع البرنامج العام , والمنفذين الحقيقيين لبرامجها , وخصوصا في القرى المؤمنة الصغيرة بكل ما تحمل في جنبات أطرافها ..
فهناك لجان للتدريس ولجان لإحياء المناسبات وأخرى للإعلام الإسلامي وغيرها ,, ولكن لابد لنا ونحن نريد أن نمد يد العون والتأييد لهم من أن نطرح ملاحظاتنا وتوجيهاتنا باعتبارنا أفرادا من المجتمع ومسؤولين في تحقيق واجبنا المفروض من العمل والنصيحة ( مع العلم إننا ننظر إلى كل عامل باحترام وخضوع لأنه كلف نفسه وجهده وماله من اجل الإسلام وخدمة المؤمنين ) وليس قولنا بالنصيحة والتوجيهات إلا كلمات يمكن من خلالها أن يلتفت لها العاملون من كلا الأطراف ..
نطرح عدة ملاحظات :
أولا : سؤال يتبادر إلى الذهن من خلال الدراسة البسيطة لواقع مجتمعاتنا ( والمقصود هم القرى الصغيرة لأن المؤسسات الكبيرة تعمل على مستوى البلد ) السؤال هو , من هم المستهدفين من كل البرنامج المطروح في العمل الإسلامي ؟ لأن كل برنامج لابد أن يكون له استهداف فئة معينة ولا يمكن أن يطرح عشوائيا وبطرح عام وكلي إلى أفراد المجتمع , فالخطاب والبرنامج الموضوع للشباب يختلف عن الخطاب والتخطيط الموضوع للأطفال , والخطاب العام له خصوصيات تختلف عن المطروح للفئة الخاصة من أي جيل ,, فمن ملاحظاتنا أن هناك برامج كثيرة توضع بشكل عام غير مدروس في عملية من المستهدف منها بحيث إنها لا تعطي من ثمارها إلا القليل , فتجد أن هناك محاضرات عقائدية تطرح بالشكل العام في حين إنها تكون ذات فائدة أكثر لو اختصت بفئة رسالية معينة من خلالها تستطيع هذه الفئة أن ُتفعل العمق المطروح بأساليب مرنة أكثر في المجتمع , وهذا طبعا مثال فتخيلوا إخواني وأخواتي أن هناك محاضرات في التوحيد كما يطرحها مثلا بعمقها السيد الحيدري أو غيره وكان هناك أطفال أو شباب في سن المراهقة وقد لا يعون ما يقال , هل هذا الأمر يخدمهم , نرى إن هناك قد تكون سلبيات من عدم الاستهداف , ولذلك فالنقطة الأولى التي أحب الإشارة لها هي موضوع الاستهداف لكل فئة ( أرجو المشاركة في طرح هذه المواضيع في نقاشات مجالس الإدارة وإثارتها بين الشباب والشابات العاملين ) .
ثانيا : التغيير في الأساليب : وطبعا لا أتكلم مثل ما يتكلم بعض الناقدين والمتصيدين على العمل الإسلامي وإظهار نقائصه وكثير من سلبياته من دون وضع حل أو علاج للسلبيات , وإنما نريد خدمة العمل , المقصود من تغيير الأساليب هو دراسة الحالة المعاصرة من واقع أنفس الناس بمختلف مستوياتهم , وتطورالمجتمع والعصر بكل سلبياته وإيجابياته , ودراسة كل شعائرنا وبرامجنا من ناحية فقهية إسلامية , فليس كل أسلوب إسلامي يمارس إلى الشعائر قابلا للتغيير , فلذلك ينبغي لنا دراسة ما يكون قابلا للتغيير في طرحه من خلال اكتشاف أساليب أخرى للتغيير تكون لها تأثيرات أفضل في تحقيق الهدف المنشود للفئة المستهدفة .
ثالثا : وعي الطروحات الإسلامية الموجودة في الساحة بمختلف أشكالها وتنوعاتها حتى لو كانت مخالفة لمذهبنا ’ فنحن نرى أن هناك اطروحات تدعي الإسلام ولكنها تعاديه في أصولها وقواعدها المطروحة ولذلك انتشرت حالة السطحية والإرهاب وغيره من خلال التي تدعي أنها مستمدة من القرآن في حين أنها تعمل في إضعافه , وأيضا هناك اتجاهات غير أصيلة تدعي أنها تضع فهم آخر للفكر الإسلامي وتحاول طرحه خصوصا للفئات الشبابية وتستهدفها بشكل خاص لأنها تعتبر أن هذه الفئة هي العمد الأساس الذي من خلاله إرساء أي فكرة في الواقع , وخصوصا عندما نعيش في مجتمع مختلف في توجهاته وهذا ملاحظ بشكل كبير فبعض يدعي التعددية الفكرية وبعض الإسلام الوسط , وبعضهم الإسلام العربي , وغيرها فلذلك لابد للعاملين الإسلاميين أن يدرسوا أساليبهم ويتعاملوا معها بواقعية الطرح الذي يخدم الإسلام الأصيل والمذهب .
رابعا : عندي ملاحظة وخصوصا أوجهها إلى العاملين من كلا الجنسين ( الرجال والنساء ) فمن ملاحظاتي إنني أرى أنهم يتعبون أنفسهم في العمل الإسلامي وتنفيذه ويستغرق كل ذلك وقتهم اليومي ولا يلتفتوا إلى جوانب أخرى مهمة في العمل وتحقيقه وهي :
1- التقصير في الجانب الأسري , وهذا منتشر عند فئة كبيرة بحيث إنهم لا يلتفتون إلى عوائلهم وأهلهم ويكون نتيجة ذلك غياب الجانب الأسري الواعي في البيت وقد رأينا أن من ضمن الأسر الملتزمة من يخرج فيها المنحرف وهذا يحتاج لدراسة .
2- التقصير في جانب توعية النفس وتأهيلها أكثر , فنحن نعلم بأن فاقد الشيء لا يعطيه , وعندما ينشغل العاملون الإسلاميون وخصوصا عندما تكون حالة الفردية وقلة العاملين والمتحركين , نلاحظ أن الشاب أو الشابة لا يجعلون لأنفسهم وقت للمطالعة أو الكتابة أو تثقيف أنفسهم في الحالة الفكرية أو الفقهية , أو حتى لا يمتلكون الوقت للراحة العبادية مما يؤثر على شخصيتهم فتكون جافة أو فكرية بحتة أو عملية متحركة فقط من دون أن تمتلك أو قد تفتقد التفاعل الشعوري الواعي مع كل متطلبات الصفات التكاملية والتأهيلية التي لابد للعامل والحركي الرسالي أن يمتلكها .
رابعا : الرقابة الواعية من قبل العلماء الواعين والقيادة الفاعلة : فنحن نرى أن كثير من العاملين والإدارات التي تنظم للعمل الإسلامي ليس لها قيادة علمائية تكون المرشدة لها والمسددة لخطها وتحركها وهذا يخلق جانب تناقض في الواقع مما يكون نتيجته الخلل في طرح المفاهيم , واعتقد ان هناك كثير من الشباب والشابات وهذه من ملاحظاتي لا يرى في قيادة العالم الواعي ( وطبعا نحن لا نقول العالم الديني الذي يكون عائقا في العمل ) لها ضرورية بل يدعي كثير منهم أننا نحن من يمتلك القرار ولا ينبغي أن ندخل العالم في الإدارات الإسلامية ونشغله عن عمله المطلوب منه , وطبعا قد تكون هذه الأفكار نتيجة وجود من لا يمتلك الصفات التأهلية للقيادة من قبل كثير من طلبة العلوم الدينية , وانه قد يكون عائقا للعمل بسبب بعض قراراته التي يراها مناسبة . وطبعا هذه الحالة تحتاج لدراسة أكثر .
وهناك كثير من النقاط والتوجيهات لابد للعاملين أن يلتفتوا لها ويتناقشوا فيها بموضوعية أكثر , وهذه كلمات كتبتها إرتجالا واليد تتحرك لوحدها لما تريد أن ينبض به القلب فاعذروني على التقصير .
نسأل الله أن يوفق الأخوة والأخوات المؤمنين للعمل الصالح وخدمة الدين والمذهب الحق .
ودمتم موفقين
نبضات ولائية
الأحد 25/محرم / 1426 الموافق 6/3/2005م
يوم وفاة الإمام السجاد عليه السلام