مجاهدون
06-01-2014, 12:01 AM
أحمد الشرقاوي - بانوراما الشرق الاوسط
لو قرأنا التاريخ القديم.. ما ضاعت فلسطين ولا قُسّمت قبلها بلاد العربان.. ولو تدبّرنا التاريخ الحديث.. ما حنّـت الشعوب لحكم الطغاة بعد الثورات و وضعت فوق رؤوسها أحذية العسكر.. ولو وقفنا وقفة صادقة مع الذات لفهما أن تخلّينا عن خيار المقاومة لصالح خيار المساومة، حوّل عالمنا العربي إلى غانية مستباحة للإغتصاب.
http://jawlan.org/golan/map.gif
28 أيار 2014
وطـــــن عربـــي أم غانيـــــة؟
البديع - لو قرأنا التاريخ القديم.. ما ضاعت فلسطين ولا قُسّمت قبلها بلاد العربان.. ولو تدبّرنا التاريخ الحديث.. ما حنّـت الشعوب لحكم الطغاة بعد الثورات و وضعت فوق رؤوسها أحذية العسكر.. ولو وقفنا وقفة صادقة مع الذات لفهما أن تخلّينا عن خيار المقاومة لصالح خيار المساومة، حوّل عالمنا العربي إلى غانية مستباحة للإغتصاب.
لو كان للقــدس لسان تستغيث به، لما نادت عربان الزيت بعد أن قتل الدولار بذور الإيمان في قلوبهم، واغتال الجنس العزة في نفوسهم، فتحوّلوا إلى وكلاء لا طموح لهم، يعيشون كالدواب، تتقاذفهم الأهواء، ويتآمرون على المقاومة ضدا في تعاليم السماء، ليغتالوا الحلم الجميل في حياة الأمة، بعد أن حوّلوا أيامها من وقع القتل وطقوس الذبح إلى كربلاء.
إن قمة الذل أن تموت في الشعوب روح المقاومة، فتغدوا فقيرة ذليلة عاجزة، تتسوّل الكرامة على أبواب السماسرة والعملاء، وتبيع أوطانها على أبواب القناصلة والسفراء.. يقولون في خشوع وهم ركوع: “خذوا فلسطين واعطونا رأس الأسد.. خذوا زيْتنــا وريع إقتصادنا واحكموا بنا فينا كما تبغون، لكن اطردوا حزب الله من لبنان ليخرج مهزوما بلا سلاح، واضربوا إيران ‘الشيعية’ لينام الخليج على أقدام عرش اليزيد بن صهيون، فنعود لمخادعنا نمارس ثقافتنا اللذيذة، نشرب الجنس مع النبيذ، ونقرأ عن أحوال النسوان في مجلات الرذيلة.
هل هذا وطن عربي أم غانية؟.. ينام على الجنس ويستيقض على “الجهاد” من أجل “الإستشهاد”، ليس في سبيل الله كما أصبح واضحا حتى للأغبياء، بل لأجل ممارسة الجنس مع الحوريات.. لأنهم بعد أن قتلوا في الأمة روح المقاومة، وبعد أن أبطلوا في مؤتمرهم الإسلامي فريضة “الجهاد” التي شرّعتها السماء للدفاع عن النفس، واستبدلوها بشريعة “الإرهاب الوهابي” الذي هو قمة الإجرام، لم يعد لهذه الأمة من مكان في كتب التاريخ وسلّم الحضارة.
لقد كان مصيبا العالم النفساني ‘ سيجموند فرويد’، عندما فسر كل تصرفات البشر بـ”الجنس”.. لأن ‘محيي الدين ابن عربي’ قبله، تحدث بدوره عن النكاح الأول حيث يكمن سر النكاح الساري في الدراري إلى يوم تقوم الساعة، كما يقول.
لم تعد للسياسة في زمننا الرديىء هذا قواعد ولا أخلاق.. والشعارات حشيش عندما يرفعها وكلاء ثورات “الجُيّــاع”.. حينها يتحوّل الناس إلى فئران تطالب بوطن من جُبن، لا وجود فيه لحلم، بعد أن إغتاله الطغاة البُلهاء.
لكنهم هُزموا في سورية.. لأن حربهم بلا شرف ولا أخلاق.. ونصر الله محور المقاومة، لأن دفاعه ومقاومته كانت قمة في الشرف والأخلاق، ليذكرنا بمعنى الدفاع عن النفس في الإسلام، وليعيدنا لفجر الوحي، لنفهم ديننا وندرك أن سر إنتصارنا يكمن في عقيدتنا وإيماننا بأن المقاومة هي ثقافة وأخلاق، وأن هذا هو السبيل الوحيد لإنتشال شباب الأمة من مستنقع البأس والذل والضياع، لينخرط بفعالية في مشروع بناء أمة، بدل العيش ضائعا بلا معنى يتسكّع بين وعود الحكام و وعيد الفقهاء، وهذا هو معنى تحرير الإنسان من عبودية الإنسان في ثقافة المقاومة.
اليوم دار الزمان دورته فعاد كما كان أول مرة، حين أصبح لنا مقاومة، وحلم، وأمل نراه قريبا ويرونه بعيدا.. وبدأنا الحرب على المغول والتتار والبرابرة، لأنه بعد تحرير سورية من التكفيريين الجبناء، سيكون لدينا متسع من الوقت لإقتلاع السماسرة من تجار الدين، وتطهير عالمنا العربي من الحكام الأغبياء.
المشهـــد القـــادم.. حــرب علـى الطاعـون
كلام سماحة السيد في عيد المقاومة والتحرير ببنت جبيل الأحد الماضي، ترك من الأسئلة أكثر بكثير مما قدّم من توضيحات، وبعث العديد من الرسائل المشفرة لمن يهمهم الأمر، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني المحتل. ونحن نتفّهم تكتّم سيد المقاومة عن بعض العناوين لحساسيتها وسريتها أيضا مثل الحالة “السعودية – الإيرانية” وما يروج عن محاولة تقارب بخطوات تبدو مستحيلة، أمام صلف الرياض وتعنتها في كل الملفات وعلى رأسها الملف السوري و ملف “حزب الله”، الذي صدر بشأنه قرار أمريكي يقضي باعتباره منظمة تهدد أمن وإستقرار دول المنطقة، وتم تجنيد تشكيلة من مخابرات دول المؤامرة لمتابعة ما يقوم به الحزب ومعرفة ما يفكر فيه ويخطط له، وتحضير خطة لضربه بعد أن خرج سليما، بل وقويا من طاحونة التكفيريين في سورية، خلافا لما كان متوقعا.. وبهذا تستمر المهزلة.
لكن رسالة سماحته كما فهمت في إسرائيل وأمريكا وعواصم الزيت العربية، تقول، أن الجولان سيكون على موعد قريب مع الوطن.. هذا هو العنوان الرئيس المفزع في خطاب السيد. وفُهم أيضا، على ضوء كلام سابق لسماحته وتسريبات حديثة من أوساط الحزب تفيد، أن حزب الله اللبناني سينخرط مع حزب الله السوري والجيش العربي السوري وقوات الدفاع والمقاومة الشعبية في ملحمة لم يعرف التاريخ العربي نظيرا لها لتحرير الجولان والجليل من إستعمار القردة والخنازير.
ما من شك، أن قيام حزب الله مؤخرا بفرض معادلات ردع مع “إسرائيل” في الجولان ولبنان، وإعلانه عن معادلة جديدة في كلمته الأخيرة بشأن لبنان، مردّها إرتفاع وثيرة الخروقات الصهيونية، من تهديد للمزارعين وخطف لرعاة الأغنام وصولا إلى إطلاق النار على الجيش اللبناني.. كلها جائت في سياق التحضير للمواجهة المقبلة مع إسرائيل، لكن هذه المرة حزب الله هو من يستدرج “إسرائيل” لإرتكاب الخطيئة الكبرى، لأنه هو من يتحكم في قواعد اللعبة، ويصر على تصفية الحسابات المعلقة مع الكيان الصهيوني الغاشم، فيما له علاقة بقضية الأسرى والمفقودين والشهداء وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي كتبها الله لهم في اللوح المحفوظ الذي لا يمسّه إلا المطهرون.
وإذا كان الحزب يترك مثل هذه الخروقات للجيش اللبناني ليعالجها بمعرفته بالتعاون مع قوات ‘اليونيفيل’، كما قال سماحته، فإن الحزب لن يسكت طويلا، لأن مثل هذه الإعتداءات السافرة تحتاج لمن يوقفها بالتصدي لها.. لأنها تصدر عن تصرف جبان ينمّ عن خوف وصل درجة الرعب من المقاومة التي تحولت إلى كابوس يؤرق حياة الصهاينة ويطرد النوم من جفونهم.
وبهذا النوع من الخطاب، يكون سماحة السيد قد تجاوز حدود الحرب النفسية، ليتحدّى جنرالات العسكر الصهاينة بمنطق القوي المقتدر، فيضعهم حفاة عراة أمام شعبهم، ليزداد ذعرهم ذعرا، ما قد يؤدي إلى إرتكابهم حماقة العمر.. فهل ستلتزم ‘تل أبيب’ بالصمت وتبلع الإهانة، أم أنها ستأخذها العزة بالإثم حين تُستدرج من حيث تدري ولا تدري إلى خوض المقامرة؟..
لقد خاطب سماحة السيد أهله وجمهوره في الجنوب بالقول: “أيها اللبنانيون.. لا تخافوا، ابنوا وازرعوا واستمتعوا، فالعدو لن يقدم على تهديدكم، لأنه خائف. وإذا حصل تجاوز أو إعتداء، فالمقاومة لن تسكت وستتدخل”. هذه الرسالة، تعتبر بكل المقاييس “معادلة جديدة” أرعبت إسرائيل، وفهم منها الجيش الصهيوني الذي كان قديما لا يقهر، أن حزب الله هو من يرغب في جر رجل إسرائيل للحرب، لخلط ألأوراق وقلب المعادلات في المنطقة، ما دامت أمريكا وأدواتها، مُصرّين على التصعيد والمضي قدما في المؤامرة ضد سورية وحزب الله في المنطقة.
“إحســـم نصـــرك بالجـــولان”
إذا صحت الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام، ومؤداها أن أوساطا في حزب الله سرّبت بعد كلمة سماحة السيد في عيد المقاومة والتحرير، أنباء عن توجّه أو قرب توجّه مقاتلي الحزب إلى حدود الجولان، فسنكون بالتالي أما قرار تاريخي ومصيري اتخذه حلف المقاومة لحسم الإنتصار على الإرهاب في سورية بتحرير الجولان.
ويربط مراقبون هذا التوجه مع أغنية جديدة أطلقها الحزب مؤخرا بالعربي والعبري تعد الجمهور العربي بـ”تحريــر القـــدس”، وعودة أصوات المآذن والكنائس لتسمع في سماء الشام، أرض الرسالات ومهد الحضارات ومشرق الأنوار والعرفان، وقلب العروبة وأيقونة المقاومة الإسلامية والشعبية ضد الإحتلال وفي مواجهة الإستكبار.
وعنوان الأغنية بحد ذاته أرعب إسرائيل التي تأخذ رسائل حزب الله بجدية كبيرة، حيث يقول “احسم نصرك بالجولان” ثم يضيف “وسورية هي البرهان”. وكأنه إعلان عن مخطط المرحلة القادمة، بحيث يؤجل إعلان النصر في سورية إلى غاية الحسم في الجولان، ليكون نصرا إلهيا كاملا مكتملا على إسرائيل وكل أعداء محور المقاومة.
لكن الرسالة المزلزلة لا تتوقف عند تحرير الجولان، بل ومنطقة الجليل أيضا، والتي سينتقل إليها فرسان المقاومة الإسلامية حيث تقول إحدى كلمات الأغنية المستفزة: “جاي في الجليل وإسأل سوريا عن الدليل”.. لا، لا، هذا كثير، هذا تهديد خطير لا يحتمل، تقول إسرائيل.. فما العمل؟.
أقلام الزيت اعتبرت أن حزب الله يدفع في إتجاه التصعيد مع إسرائيل في لبنان والجولان، من باب التهويل للتذكير بأنه موجود وصاحب كلمة في المعادلات الإقليمية القادمة، وأنه قادر على إشعال الجبهة الممتدة على طول الشريط الحدودي من لبنان إلى الأردن، في محاولة من الحزب لإستعادة بعض من الزخم الشعبي الذي أضاعه بدخوله الحرب في سورية، وفق ما يزعمون، وفي نفس الوقت، فرض معادلات سياسية جديدة في لبنان قوامها الرئاسة ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة، الأمر الذي سيترجم هزيمة كبيرة ومذلة للسعودية و”إسرائيل” وأدواتهما في لبنان.
وتستمــــــر المؤامــــــرة..
وبالنسبة لمحور المقاومة، وكما أكد سماحته في ذات الخطاب، فإن المشروع الأمريكي كما كنا نعرفه قد سقط، لكن أمريكا ترفض التسليم بالهزيمة والإنسحاب بسلام، بسبب الضغوط التي تمارس على إدارة ‘أوباما’ من قبل اللوبي اليهودي الصهيوني واللوبي العربي الصهيوني في واشنطن. لأنه بالنسبة للسعودية والأردن و”إسرائيل”، وبخلاف مشيخات الخليج التي فهمت الدرس فهرعت مسرعة للتقارب مع إيران، يعتبر بقاء الأسد على رأس الدولة في سورية خطر على عروشهم يهدد استمرار استبدادهم في حق شعوبهم وفسادهم في حق أوطانهم، خصوصا وأن الحزب بعد الذي حققه من إنتصارات مبهرة بمعية الجيش العربي السوري ورجال الله في المقاومة العراقية والإيرانية، أصبح يمثل تهديدا خطيرا على أمريكا وإسرائيل والسعودية ودول المنطقة، وفق ما أعلنته إدارة ‘أوباما’، لتصب مزيدا من الزيت على النار، حتى تُنغّص على محور المقاومة وجمهوره بهجة الإنتصار بعد الإنتخابات السورية.
لكن الأخطر هو ما كشف عنه النقاب سماحة السيد في كلمته الأحد، حيث قال: “نحن أمام مشروع شريط حدودي جديد في سورية، وهذا سيعود بالخيبة والعار على الجميع”. وبالطبع، فهو يقصد بـ”الجميع” كل من انخرط في هذا المشروع لمساندة إسرائيل، وعلى رأسهم السعودية والأردن.
أما “العار” الذي يتحدث عنه سماحته، فهو ذاك الذي سيلحق بكل الأنظمة العميلة المتآمرة المساهمة في المشروع، بمجرد أن يبدأ رد محور المقاومة، والذي لن يقف إلا بتحرير الجولان والجليل، عندها ستعرف الشعوب المسحورة من يدافع عن مقدسات الأمة وثوابتها، ومن هم الذين يتآمرون عليها ويُخرّبون دينها بعد أن حوّلوا أوطانها إلى مواخير للعهر والدعارة.
هذه ستكون ضربة إستراتيجية قاضية ستهز عروش الخونة والمتآمرين، وستحوّل “إسرائيل” من عجل له خوار إلى تيس بلا قرون، عاجز عن مقارعة الرجال في الخطوب، لينتهي عصر الخيانة والعمالة والخسة والنذالة، وتُطوى صفحات الإجرام والخراب من تاريخ الأمة، خصوصا بعد أن أسّس إنتصار 25 أيار 2000 لكل انتصارات المقاومة اللاحقة والقادمة، وبه بدأ عصر التدوين الجديد في سجل تاريخ الأمة المجيد.
علــى شفـــا المواجهــــة
هذا يعني، أن التحضيرات لفتح جبهة الجولان لإسقاط مشروع المنطقة العازلة “طيبة 2″، بعد أن سقط مشروع “طيبة 1″ في القلمون والجولان ودرعا، قد اكتملت، وأن ما يدور في رأس الجمل يعرفه الجمّال، وبالتالي، فطرد السفير السوري من عمّان لا يمكن فهمه إلا في إطار انخراط الأردن العلني هذه المرة في المؤامرة الجديدة، بعد أن ضغطت عليه واشنطن ولندن وباريس والرياض، وقبض الثمن من تحت الطاولة ليُحوّل الأردن إلى معسكر لتدريب الإرهابيين وتصديرهم إلى سورية عبر الجولان ودرعا، كي يكونوا حطبا لمحرقة الشريط الحدودي الجديد.
أما التوقيت غير المفهوم، فله علاقة بحرمان السوريين من حقهم في التصويت لمن يرغبون في ترشيحه رئيسا لبلدهم، وكل ما تدّعيه عمّــان، هو محض كذب وهراء، خصوصا بعد أن انضمت الإمارات اليوم لجوقة منع الإنتخابات في سفارة سورية التي تعتبر أرضا سيادية سورية لا يحق لدولة أوروبية أو عربية أن تمنع فيها نشاطا يهم الدولة السورية وفق مقتضيات القانون الدولي.
ومعلوم أن السعودية ماضية قدما في تأسيس جيش مرتزقتها الجديد، حيث اتفقت مع أمريكا على انشاء جيش سوري جديد يتم تزويده بأسلحة نوعية، خاصة المضادات للطائرات، لحماية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. ويقصدون بذلك منطقة “طيبة 2″ في الجنوب بعد أن سقط الشمال أو يكاد بسقوط حمص.
واليوم ذكرت الأخبار الواردة من واشنطن، أن الإدارة الأمريكية رفعت الفيتو عن تسليح “المعارضة” بأسلحة نوعية، في إشارة إلى منظومة الصواريخ المضادة للطيران الموجهة بأشعة الليزر والمحمولة على الكتف.
وحيث أن هناك قناعة لدى الغرب والرئيس ‘أوباما’ نفسه، بأن إئتلاف الجربا لا وجود له على الأرض في سورية، وأن القاعدة وأخواتها هي من يؤثث مشهد الخراب السوري، فإن القرار الأمريكي يوشي بأن هناك نواة لجيش مدرب ومسلح ينتظر في الأردن أوامر الهجوم، وقوامه وفق تقارير إستخباراتية 20 ألف مقاتل، بالإضافة للمجموعات التكفيرية وبضع فلول مما تبقى من “الجيش الحر” يتواجدون في الجولان تحت إمرة أسيادهم الصهاينة، ويقدر عددهم بين 5 و 7 ألف إرهابي. أما ما تبقى من مقاتلي النصرة وداعش والجبهة الإسلامية وغيرها من كتائب تكفيرية، فتشير بعض المصادر إلى أن عددهم اليوم لا يتجاوز 11 ألفا موزعين كمجتمعات الفئران في تحصينات أرضية متفرقة، في إنتظار تفاهم مع النظام يضمن لهم خروجا آمنا من سورية ليمارسوا “جهادهم” في أوطانهم كما يشاؤون، وأن عديد المقاتلين بدؤوا يعودون لبلدانهم بعد أن كانوا شهود عيان على إنهيار جماعاتهم كأحجار الدومينو، ففضلوا الهروب بعيدا عن سورية، حيث يمكنهم ممارسة هواية الإغتصاب والقتل والإجرام بأنواعه.
وبسبب سوء علاقتها مع تركيا، واستحالة إستغلال الأراضي اللبنانية بعد أن أحكم الجيش والمقاومة السيطرة على الحدود والمنافد، لم يعد للسعودية من خيار غير الأردن. من هنا نفهم الإجتماعات واللقاءات المكثفة التي عقدها ملك الأردن في واشنطن ولندن، والضغود الشديدة التي مورست عليه ليقبل بفتح جبهته مع سورية، لتكون إمتدادا لجبهة الجولان المحتل، من أجل خلق الشريط الآمن الجديد. والتسليح الأخير الذي استلمه الأردن و”إسرائيل” بالإضافة إلى المناورات القائمة على قدم وساق في “إسرائيل” ثم في الأردن تحت مسمى “الأسد المتأهب” في إيحاء رمزي لما تبطنه هذه المناورات المشبوهة من أهداف ضد سورية والمقاومة.
اليــوم.. لا عاصــم للمجرميــن مـن المقاومــة
لكن محور المقاومة بعقله الإستراتيجي الجبار، ورؤيته الواضحة للصراع وأوراقه وقواعده وتكتيكاته، ينسق مع روسيا بشكل وثيق لإفشال مخططات الإدارة الأمريكية الواحد تلو الآخر حتى أصبحت الهزيمة قدر محور المؤامرة والإنتصارات من نصيب محور المقاومة بفضل الله العلي القدير.
وفي هذا الصدد، خلّف قرار القيصر ‘بوتين’ رفع مستوى التعاون العسكري مع سورية، قلقا شديدا في واشنطن وتل أبيب والرياض، التي اعتبرته رسالة حاسمة لهم جميعا تؤكد، “أن موسكو صارت أكثر تشدداً في دعمها للنظام السوري الحالي مما كان عليه الحال قبل الاشتباك مع كييف والغرب الاطلسي”.
واللافت في هذا التعاون، أن بوتين أوفد إلى دمشق الأسبوع الماضي نائب رئيس الحكومة الروسية ‘ديمتري روغوزين’ على رأس وفد بلاده. وما أثار حفيظة أمريكا والأطلسي، هو شخصية الرجل الذي زار دمشق، إذ يتعلق الأمر بمهندس مجمّع الصناعات الحربية الروسية والمسؤول الأول عن دراسة وتنفيذ كل ما يتعلق بالحاجات الدفاعية للفدرالية الروسية. هذا الرجل الذي شملته كل العقوبات الغربية بسبب أزمة أوكرانيا، وصفته مؤخرا مجلة “فوربس” الأميركية بأنه “زعيم صقور السياسة الخارجية الروسية”. وتتهمه واشنطن بأنه المسؤول عن اختراق سيادة الاراضي الاوكرانية، والتخطيط لضم القرم وتقسيم أوكرانيا. وعرف عنه أنه استفزازي في تصريحاته حيال الغرب وحلفه الأطلسي.
هذا يعني، أن الرجل ليس ببعيد عما يخططه محور المقاومة للمنطقة، وأن سورية كما محورها أصبحوا أكثر إستعدادا وحماسة لمواجهة المخططات الأمريكية، لوضع معادلة جديدة تقول “أوكرانيا مقابل إسرائيل”، لكن هذه المرة بالمرور من الدفاع إلى الهجوم، وذلك من خلال تكتيكات الإستدراج لحسم النصر باسترجاع الجولان والجليل الأعلى، خصوصا بعد أن رفض محور المؤامرة ممثلا بالسعودية، معادلة “لا غالب ولا مغلوب” في سورية ولبنان والمنطقة، مع رجاء يقول “عفى الله عما سلف، ولنحقن دماء المسلمين، لكن إن عدتم عدنا ولا عزاء للظالمين”.
وفي تقديري، كانت زيارة المسؤول السوري “المُرعب” إلى دمشق، وكلمة سماحته في عيد المقاومة والتحرير المجيد، هو الرد المؤلم الشديد على المخطط النوعي الجديد الذي طبخته أمريكا و”إسرائيل” لتفتيت المنطقة، وإنهاء الأمة من الجغرافيا والتاريخ والفعل الحضاري.
كان حزب الله والقيادة المؤمنة الواعية في إيران وسورية يدركون أنها حرب وجود ومصير، وأن لا سبيل لإنهاء المؤامرة إلا بإنهاء السبب الذي قامت من أجله “إسرائيل”. غير أن الظروف لم تكن تسمح بفتح معركة من هذا النوع والحجم قبل الإنتهاء من تطهير سورية من زبالة الإرهاب الوهابي والصهيوأمريكي.
اليوم آن الأوان ليدفع المتآمرون فاتورة القتل والخراب، لأن نصرا إلهيا جديدا على الصهاينة يتوج بتحرير الجولان والجليل، سيقلب المعادلات في المنطقة والعالم، وستنهار الأنظمة العربية العميلة لإسرائيل كعروش من كرتون تحت زلزال أقدام الشعوب.
إسرائيل تعرف هذه الحقيقة، لذلك قال عاموس جلبوع في معاريف بداية هذا الأسبوع:”من يعتقد ان كل المشكلة بيننا وبين الفلسطينيين هي فقط نزاع اقليمي يمكن مع النية الطيبة و ‘الزعامة الشجاعة’ انهاؤه والعيش بسلام تحت كروم العنب والتين.. فانه على ما يبدو يعيش في وهـــم حلـــو”.
ونحن لا يسعنا بالمناسبة إلا أن نقول لإسرائيل وشركائها في المنطقة، لقد انتهى الزمن الجميل الذي كانت الأوهام تبدوا بالليل كالأحلام، وجاء زمن رديىء سيىء لن ترى فيه إسرائيل وأدواتها إلا الأحلام المخيفة والكوابيس المرعبة.. وإن غدا لناظره لقريب…
المصدر : بانوراما الشرق الاوسط
- See more at: http://albadee.net/news/14130/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%80%D9%80%D9%88%D9%84%D8%A7%D 9%86..-%D8%B9%D9%84%D9%80%D9%89-%D9%85%D9%88%D8%B9%D9%80%D9%80%D8%AF-%D9%85%D9%80%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%80%D9%80%D 8%B1#sthash.mJihrFJY.dpuf
لو قرأنا التاريخ القديم.. ما ضاعت فلسطين ولا قُسّمت قبلها بلاد العربان.. ولو تدبّرنا التاريخ الحديث.. ما حنّـت الشعوب لحكم الطغاة بعد الثورات و وضعت فوق رؤوسها أحذية العسكر.. ولو وقفنا وقفة صادقة مع الذات لفهما أن تخلّينا عن خيار المقاومة لصالح خيار المساومة، حوّل عالمنا العربي إلى غانية مستباحة للإغتصاب.
http://jawlan.org/golan/map.gif
28 أيار 2014
وطـــــن عربـــي أم غانيـــــة؟
البديع - لو قرأنا التاريخ القديم.. ما ضاعت فلسطين ولا قُسّمت قبلها بلاد العربان.. ولو تدبّرنا التاريخ الحديث.. ما حنّـت الشعوب لحكم الطغاة بعد الثورات و وضعت فوق رؤوسها أحذية العسكر.. ولو وقفنا وقفة صادقة مع الذات لفهما أن تخلّينا عن خيار المقاومة لصالح خيار المساومة، حوّل عالمنا العربي إلى غانية مستباحة للإغتصاب.
لو كان للقــدس لسان تستغيث به، لما نادت عربان الزيت بعد أن قتل الدولار بذور الإيمان في قلوبهم، واغتال الجنس العزة في نفوسهم، فتحوّلوا إلى وكلاء لا طموح لهم، يعيشون كالدواب، تتقاذفهم الأهواء، ويتآمرون على المقاومة ضدا في تعاليم السماء، ليغتالوا الحلم الجميل في حياة الأمة، بعد أن حوّلوا أيامها من وقع القتل وطقوس الذبح إلى كربلاء.
إن قمة الذل أن تموت في الشعوب روح المقاومة، فتغدوا فقيرة ذليلة عاجزة، تتسوّل الكرامة على أبواب السماسرة والعملاء، وتبيع أوطانها على أبواب القناصلة والسفراء.. يقولون في خشوع وهم ركوع: “خذوا فلسطين واعطونا رأس الأسد.. خذوا زيْتنــا وريع إقتصادنا واحكموا بنا فينا كما تبغون، لكن اطردوا حزب الله من لبنان ليخرج مهزوما بلا سلاح، واضربوا إيران ‘الشيعية’ لينام الخليج على أقدام عرش اليزيد بن صهيون، فنعود لمخادعنا نمارس ثقافتنا اللذيذة، نشرب الجنس مع النبيذ، ونقرأ عن أحوال النسوان في مجلات الرذيلة.
هل هذا وطن عربي أم غانية؟.. ينام على الجنس ويستيقض على “الجهاد” من أجل “الإستشهاد”، ليس في سبيل الله كما أصبح واضحا حتى للأغبياء، بل لأجل ممارسة الجنس مع الحوريات.. لأنهم بعد أن قتلوا في الأمة روح المقاومة، وبعد أن أبطلوا في مؤتمرهم الإسلامي فريضة “الجهاد” التي شرّعتها السماء للدفاع عن النفس، واستبدلوها بشريعة “الإرهاب الوهابي” الذي هو قمة الإجرام، لم يعد لهذه الأمة من مكان في كتب التاريخ وسلّم الحضارة.
لقد كان مصيبا العالم النفساني ‘ سيجموند فرويد’، عندما فسر كل تصرفات البشر بـ”الجنس”.. لأن ‘محيي الدين ابن عربي’ قبله، تحدث بدوره عن النكاح الأول حيث يكمن سر النكاح الساري في الدراري إلى يوم تقوم الساعة، كما يقول.
لم تعد للسياسة في زمننا الرديىء هذا قواعد ولا أخلاق.. والشعارات حشيش عندما يرفعها وكلاء ثورات “الجُيّــاع”.. حينها يتحوّل الناس إلى فئران تطالب بوطن من جُبن، لا وجود فيه لحلم، بعد أن إغتاله الطغاة البُلهاء.
لكنهم هُزموا في سورية.. لأن حربهم بلا شرف ولا أخلاق.. ونصر الله محور المقاومة، لأن دفاعه ومقاومته كانت قمة في الشرف والأخلاق، ليذكرنا بمعنى الدفاع عن النفس في الإسلام، وليعيدنا لفجر الوحي، لنفهم ديننا وندرك أن سر إنتصارنا يكمن في عقيدتنا وإيماننا بأن المقاومة هي ثقافة وأخلاق، وأن هذا هو السبيل الوحيد لإنتشال شباب الأمة من مستنقع البأس والذل والضياع، لينخرط بفعالية في مشروع بناء أمة، بدل العيش ضائعا بلا معنى يتسكّع بين وعود الحكام و وعيد الفقهاء، وهذا هو معنى تحرير الإنسان من عبودية الإنسان في ثقافة المقاومة.
اليوم دار الزمان دورته فعاد كما كان أول مرة، حين أصبح لنا مقاومة، وحلم، وأمل نراه قريبا ويرونه بعيدا.. وبدأنا الحرب على المغول والتتار والبرابرة، لأنه بعد تحرير سورية من التكفيريين الجبناء، سيكون لدينا متسع من الوقت لإقتلاع السماسرة من تجار الدين، وتطهير عالمنا العربي من الحكام الأغبياء.
المشهـــد القـــادم.. حــرب علـى الطاعـون
كلام سماحة السيد في عيد المقاومة والتحرير ببنت جبيل الأحد الماضي، ترك من الأسئلة أكثر بكثير مما قدّم من توضيحات، وبعث العديد من الرسائل المشفرة لمن يهمهم الأمر، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني المحتل. ونحن نتفّهم تكتّم سيد المقاومة عن بعض العناوين لحساسيتها وسريتها أيضا مثل الحالة “السعودية – الإيرانية” وما يروج عن محاولة تقارب بخطوات تبدو مستحيلة، أمام صلف الرياض وتعنتها في كل الملفات وعلى رأسها الملف السوري و ملف “حزب الله”، الذي صدر بشأنه قرار أمريكي يقضي باعتباره منظمة تهدد أمن وإستقرار دول المنطقة، وتم تجنيد تشكيلة من مخابرات دول المؤامرة لمتابعة ما يقوم به الحزب ومعرفة ما يفكر فيه ويخطط له، وتحضير خطة لضربه بعد أن خرج سليما، بل وقويا من طاحونة التكفيريين في سورية، خلافا لما كان متوقعا.. وبهذا تستمر المهزلة.
لكن رسالة سماحته كما فهمت في إسرائيل وأمريكا وعواصم الزيت العربية، تقول، أن الجولان سيكون على موعد قريب مع الوطن.. هذا هو العنوان الرئيس المفزع في خطاب السيد. وفُهم أيضا، على ضوء كلام سابق لسماحته وتسريبات حديثة من أوساط الحزب تفيد، أن حزب الله اللبناني سينخرط مع حزب الله السوري والجيش العربي السوري وقوات الدفاع والمقاومة الشعبية في ملحمة لم يعرف التاريخ العربي نظيرا لها لتحرير الجولان والجليل من إستعمار القردة والخنازير.
ما من شك، أن قيام حزب الله مؤخرا بفرض معادلات ردع مع “إسرائيل” في الجولان ولبنان، وإعلانه عن معادلة جديدة في كلمته الأخيرة بشأن لبنان، مردّها إرتفاع وثيرة الخروقات الصهيونية، من تهديد للمزارعين وخطف لرعاة الأغنام وصولا إلى إطلاق النار على الجيش اللبناني.. كلها جائت في سياق التحضير للمواجهة المقبلة مع إسرائيل، لكن هذه المرة حزب الله هو من يستدرج “إسرائيل” لإرتكاب الخطيئة الكبرى، لأنه هو من يتحكم في قواعد اللعبة، ويصر على تصفية الحسابات المعلقة مع الكيان الصهيوني الغاشم، فيما له علاقة بقضية الأسرى والمفقودين والشهداء وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي كتبها الله لهم في اللوح المحفوظ الذي لا يمسّه إلا المطهرون.
وإذا كان الحزب يترك مثل هذه الخروقات للجيش اللبناني ليعالجها بمعرفته بالتعاون مع قوات ‘اليونيفيل’، كما قال سماحته، فإن الحزب لن يسكت طويلا، لأن مثل هذه الإعتداءات السافرة تحتاج لمن يوقفها بالتصدي لها.. لأنها تصدر عن تصرف جبان ينمّ عن خوف وصل درجة الرعب من المقاومة التي تحولت إلى كابوس يؤرق حياة الصهاينة ويطرد النوم من جفونهم.
وبهذا النوع من الخطاب، يكون سماحة السيد قد تجاوز حدود الحرب النفسية، ليتحدّى جنرالات العسكر الصهاينة بمنطق القوي المقتدر، فيضعهم حفاة عراة أمام شعبهم، ليزداد ذعرهم ذعرا، ما قد يؤدي إلى إرتكابهم حماقة العمر.. فهل ستلتزم ‘تل أبيب’ بالصمت وتبلع الإهانة، أم أنها ستأخذها العزة بالإثم حين تُستدرج من حيث تدري ولا تدري إلى خوض المقامرة؟..
لقد خاطب سماحة السيد أهله وجمهوره في الجنوب بالقول: “أيها اللبنانيون.. لا تخافوا، ابنوا وازرعوا واستمتعوا، فالعدو لن يقدم على تهديدكم، لأنه خائف. وإذا حصل تجاوز أو إعتداء، فالمقاومة لن تسكت وستتدخل”. هذه الرسالة، تعتبر بكل المقاييس “معادلة جديدة” أرعبت إسرائيل، وفهم منها الجيش الصهيوني الذي كان قديما لا يقهر، أن حزب الله هو من يرغب في جر رجل إسرائيل للحرب، لخلط ألأوراق وقلب المعادلات في المنطقة، ما دامت أمريكا وأدواتها، مُصرّين على التصعيد والمضي قدما في المؤامرة ضد سورية وحزب الله في المنطقة.
“إحســـم نصـــرك بالجـــولان”
إذا صحت الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام، ومؤداها أن أوساطا في حزب الله سرّبت بعد كلمة سماحة السيد في عيد المقاومة والتحرير، أنباء عن توجّه أو قرب توجّه مقاتلي الحزب إلى حدود الجولان، فسنكون بالتالي أما قرار تاريخي ومصيري اتخذه حلف المقاومة لحسم الإنتصار على الإرهاب في سورية بتحرير الجولان.
ويربط مراقبون هذا التوجه مع أغنية جديدة أطلقها الحزب مؤخرا بالعربي والعبري تعد الجمهور العربي بـ”تحريــر القـــدس”، وعودة أصوات المآذن والكنائس لتسمع في سماء الشام، أرض الرسالات ومهد الحضارات ومشرق الأنوار والعرفان، وقلب العروبة وأيقونة المقاومة الإسلامية والشعبية ضد الإحتلال وفي مواجهة الإستكبار.
وعنوان الأغنية بحد ذاته أرعب إسرائيل التي تأخذ رسائل حزب الله بجدية كبيرة، حيث يقول “احسم نصرك بالجولان” ثم يضيف “وسورية هي البرهان”. وكأنه إعلان عن مخطط المرحلة القادمة، بحيث يؤجل إعلان النصر في سورية إلى غاية الحسم في الجولان، ليكون نصرا إلهيا كاملا مكتملا على إسرائيل وكل أعداء محور المقاومة.
لكن الرسالة المزلزلة لا تتوقف عند تحرير الجولان، بل ومنطقة الجليل أيضا، والتي سينتقل إليها فرسان المقاومة الإسلامية حيث تقول إحدى كلمات الأغنية المستفزة: “جاي في الجليل وإسأل سوريا عن الدليل”.. لا، لا، هذا كثير، هذا تهديد خطير لا يحتمل، تقول إسرائيل.. فما العمل؟.
أقلام الزيت اعتبرت أن حزب الله يدفع في إتجاه التصعيد مع إسرائيل في لبنان والجولان، من باب التهويل للتذكير بأنه موجود وصاحب كلمة في المعادلات الإقليمية القادمة، وأنه قادر على إشعال الجبهة الممتدة على طول الشريط الحدودي من لبنان إلى الأردن، في محاولة من الحزب لإستعادة بعض من الزخم الشعبي الذي أضاعه بدخوله الحرب في سورية، وفق ما يزعمون، وفي نفس الوقت، فرض معادلات سياسية جديدة في لبنان قوامها الرئاسة ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة، الأمر الذي سيترجم هزيمة كبيرة ومذلة للسعودية و”إسرائيل” وأدواتهما في لبنان.
وتستمــــــر المؤامــــــرة..
وبالنسبة لمحور المقاومة، وكما أكد سماحته في ذات الخطاب، فإن المشروع الأمريكي كما كنا نعرفه قد سقط، لكن أمريكا ترفض التسليم بالهزيمة والإنسحاب بسلام، بسبب الضغوط التي تمارس على إدارة ‘أوباما’ من قبل اللوبي اليهودي الصهيوني واللوبي العربي الصهيوني في واشنطن. لأنه بالنسبة للسعودية والأردن و”إسرائيل”، وبخلاف مشيخات الخليج التي فهمت الدرس فهرعت مسرعة للتقارب مع إيران، يعتبر بقاء الأسد على رأس الدولة في سورية خطر على عروشهم يهدد استمرار استبدادهم في حق شعوبهم وفسادهم في حق أوطانهم، خصوصا وأن الحزب بعد الذي حققه من إنتصارات مبهرة بمعية الجيش العربي السوري ورجال الله في المقاومة العراقية والإيرانية، أصبح يمثل تهديدا خطيرا على أمريكا وإسرائيل والسعودية ودول المنطقة، وفق ما أعلنته إدارة ‘أوباما’، لتصب مزيدا من الزيت على النار، حتى تُنغّص على محور المقاومة وجمهوره بهجة الإنتصار بعد الإنتخابات السورية.
لكن الأخطر هو ما كشف عنه النقاب سماحة السيد في كلمته الأحد، حيث قال: “نحن أمام مشروع شريط حدودي جديد في سورية، وهذا سيعود بالخيبة والعار على الجميع”. وبالطبع، فهو يقصد بـ”الجميع” كل من انخرط في هذا المشروع لمساندة إسرائيل، وعلى رأسهم السعودية والأردن.
أما “العار” الذي يتحدث عنه سماحته، فهو ذاك الذي سيلحق بكل الأنظمة العميلة المتآمرة المساهمة في المشروع، بمجرد أن يبدأ رد محور المقاومة، والذي لن يقف إلا بتحرير الجولان والجليل، عندها ستعرف الشعوب المسحورة من يدافع عن مقدسات الأمة وثوابتها، ومن هم الذين يتآمرون عليها ويُخرّبون دينها بعد أن حوّلوا أوطانها إلى مواخير للعهر والدعارة.
هذه ستكون ضربة إستراتيجية قاضية ستهز عروش الخونة والمتآمرين، وستحوّل “إسرائيل” من عجل له خوار إلى تيس بلا قرون، عاجز عن مقارعة الرجال في الخطوب، لينتهي عصر الخيانة والعمالة والخسة والنذالة، وتُطوى صفحات الإجرام والخراب من تاريخ الأمة، خصوصا بعد أن أسّس إنتصار 25 أيار 2000 لكل انتصارات المقاومة اللاحقة والقادمة، وبه بدأ عصر التدوين الجديد في سجل تاريخ الأمة المجيد.
علــى شفـــا المواجهــــة
هذا يعني، أن التحضيرات لفتح جبهة الجولان لإسقاط مشروع المنطقة العازلة “طيبة 2″، بعد أن سقط مشروع “طيبة 1″ في القلمون والجولان ودرعا، قد اكتملت، وأن ما يدور في رأس الجمل يعرفه الجمّال، وبالتالي، فطرد السفير السوري من عمّان لا يمكن فهمه إلا في إطار انخراط الأردن العلني هذه المرة في المؤامرة الجديدة، بعد أن ضغطت عليه واشنطن ولندن وباريس والرياض، وقبض الثمن من تحت الطاولة ليُحوّل الأردن إلى معسكر لتدريب الإرهابيين وتصديرهم إلى سورية عبر الجولان ودرعا، كي يكونوا حطبا لمحرقة الشريط الحدودي الجديد.
أما التوقيت غير المفهوم، فله علاقة بحرمان السوريين من حقهم في التصويت لمن يرغبون في ترشيحه رئيسا لبلدهم، وكل ما تدّعيه عمّــان، هو محض كذب وهراء، خصوصا بعد أن انضمت الإمارات اليوم لجوقة منع الإنتخابات في سفارة سورية التي تعتبر أرضا سيادية سورية لا يحق لدولة أوروبية أو عربية أن تمنع فيها نشاطا يهم الدولة السورية وفق مقتضيات القانون الدولي.
ومعلوم أن السعودية ماضية قدما في تأسيس جيش مرتزقتها الجديد، حيث اتفقت مع أمريكا على انشاء جيش سوري جديد يتم تزويده بأسلحة نوعية، خاصة المضادات للطائرات، لحماية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. ويقصدون بذلك منطقة “طيبة 2″ في الجنوب بعد أن سقط الشمال أو يكاد بسقوط حمص.
واليوم ذكرت الأخبار الواردة من واشنطن، أن الإدارة الأمريكية رفعت الفيتو عن تسليح “المعارضة” بأسلحة نوعية، في إشارة إلى منظومة الصواريخ المضادة للطيران الموجهة بأشعة الليزر والمحمولة على الكتف.
وحيث أن هناك قناعة لدى الغرب والرئيس ‘أوباما’ نفسه، بأن إئتلاف الجربا لا وجود له على الأرض في سورية، وأن القاعدة وأخواتها هي من يؤثث مشهد الخراب السوري، فإن القرار الأمريكي يوشي بأن هناك نواة لجيش مدرب ومسلح ينتظر في الأردن أوامر الهجوم، وقوامه وفق تقارير إستخباراتية 20 ألف مقاتل، بالإضافة للمجموعات التكفيرية وبضع فلول مما تبقى من “الجيش الحر” يتواجدون في الجولان تحت إمرة أسيادهم الصهاينة، ويقدر عددهم بين 5 و 7 ألف إرهابي. أما ما تبقى من مقاتلي النصرة وداعش والجبهة الإسلامية وغيرها من كتائب تكفيرية، فتشير بعض المصادر إلى أن عددهم اليوم لا يتجاوز 11 ألفا موزعين كمجتمعات الفئران في تحصينات أرضية متفرقة، في إنتظار تفاهم مع النظام يضمن لهم خروجا آمنا من سورية ليمارسوا “جهادهم” في أوطانهم كما يشاؤون، وأن عديد المقاتلين بدؤوا يعودون لبلدانهم بعد أن كانوا شهود عيان على إنهيار جماعاتهم كأحجار الدومينو، ففضلوا الهروب بعيدا عن سورية، حيث يمكنهم ممارسة هواية الإغتصاب والقتل والإجرام بأنواعه.
وبسبب سوء علاقتها مع تركيا، واستحالة إستغلال الأراضي اللبنانية بعد أن أحكم الجيش والمقاومة السيطرة على الحدود والمنافد، لم يعد للسعودية من خيار غير الأردن. من هنا نفهم الإجتماعات واللقاءات المكثفة التي عقدها ملك الأردن في واشنطن ولندن، والضغود الشديدة التي مورست عليه ليقبل بفتح جبهته مع سورية، لتكون إمتدادا لجبهة الجولان المحتل، من أجل خلق الشريط الآمن الجديد. والتسليح الأخير الذي استلمه الأردن و”إسرائيل” بالإضافة إلى المناورات القائمة على قدم وساق في “إسرائيل” ثم في الأردن تحت مسمى “الأسد المتأهب” في إيحاء رمزي لما تبطنه هذه المناورات المشبوهة من أهداف ضد سورية والمقاومة.
اليــوم.. لا عاصــم للمجرميــن مـن المقاومــة
لكن محور المقاومة بعقله الإستراتيجي الجبار، ورؤيته الواضحة للصراع وأوراقه وقواعده وتكتيكاته، ينسق مع روسيا بشكل وثيق لإفشال مخططات الإدارة الأمريكية الواحد تلو الآخر حتى أصبحت الهزيمة قدر محور المؤامرة والإنتصارات من نصيب محور المقاومة بفضل الله العلي القدير.
وفي هذا الصدد، خلّف قرار القيصر ‘بوتين’ رفع مستوى التعاون العسكري مع سورية، قلقا شديدا في واشنطن وتل أبيب والرياض، التي اعتبرته رسالة حاسمة لهم جميعا تؤكد، “أن موسكو صارت أكثر تشدداً في دعمها للنظام السوري الحالي مما كان عليه الحال قبل الاشتباك مع كييف والغرب الاطلسي”.
واللافت في هذا التعاون، أن بوتين أوفد إلى دمشق الأسبوع الماضي نائب رئيس الحكومة الروسية ‘ديمتري روغوزين’ على رأس وفد بلاده. وما أثار حفيظة أمريكا والأطلسي، هو شخصية الرجل الذي زار دمشق، إذ يتعلق الأمر بمهندس مجمّع الصناعات الحربية الروسية والمسؤول الأول عن دراسة وتنفيذ كل ما يتعلق بالحاجات الدفاعية للفدرالية الروسية. هذا الرجل الذي شملته كل العقوبات الغربية بسبب أزمة أوكرانيا، وصفته مؤخرا مجلة “فوربس” الأميركية بأنه “زعيم صقور السياسة الخارجية الروسية”. وتتهمه واشنطن بأنه المسؤول عن اختراق سيادة الاراضي الاوكرانية، والتخطيط لضم القرم وتقسيم أوكرانيا. وعرف عنه أنه استفزازي في تصريحاته حيال الغرب وحلفه الأطلسي.
هذا يعني، أن الرجل ليس ببعيد عما يخططه محور المقاومة للمنطقة، وأن سورية كما محورها أصبحوا أكثر إستعدادا وحماسة لمواجهة المخططات الأمريكية، لوضع معادلة جديدة تقول “أوكرانيا مقابل إسرائيل”، لكن هذه المرة بالمرور من الدفاع إلى الهجوم، وذلك من خلال تكتيكات الإستدراج لحسم النصر باسترجاع الجولان والجليل الأعلى، خصوصا بعد أن رفض محور المؤامرة ممثلا بالسعودية، معادلة “لا غالب ولا مغلوب” في سورية ولبنان والمنطقة، مع رجاء يقول “عفى الله عما سلف، ولنحقن دماء المسلمين، لكن إن عدتم عدنا ولا عزاء للظالمين”.
وفي تقديري، كانت زيارة المسؤول السوري “المُرعب” إلى دمشق، وكلمة سماحته في عيد المقاومة والتحرير المجيد، هو الرد المؤلم الشديد على المخطط النوعي الجديد الذي طبخته أمريكا و”إسرائيل” لتفتيت المنطقة، وإنهاء الأمة من الجغرافيا والتاريخ والفعل الحضاري.
كان حزب الله والقيادة المؤمنة الواعية في إيران وسورية يدركون أنها حرب وجود ومصير، وأن لا سبيل لإنهاء المؤامرة إلا بإنهاء السبب الذي قامت من أجله “إسرائيل”. غير أن الظروف لم تكن تسمح بفتح معركة من هذا النوع والحجم قبل الإنتهاء من تطهير سورية من زبالة الإرهاب الوهابي والصهيوأمريكي.
اليوم آن الأوان ليدفع المتآمرون فاتورة القتل والخراب، لأن نصرا إلهيا جديدا على الصهاينة يتوج بتحرير الجولان والجليل، سيقلب المعادلات في المنطقة والعالم، وستنهار الأنظمة العربية العميلة لإسرائيل كعروش من كرتون تحت زلزال أقدام الشعوب.
إسرائيل تعرف هذه الحقيقة، لذلك قال عاموس جلبوع في معاريف بداية هذا الأسبوع:”من يعتقد ان كل المشكلة بيننا وبين الفلسطينيين هي فقط نزاع اقليمي يمكن مع النية الطيبة و ‘الزعامة الشجاعة’ انهاؤه والعيش بسلام تحت كروم العنب والتين.. فانه على ما يبدو يعيش في وهـــم حلـــو”.
ونحن لا يسعنا بالمناسبة إلا أن نقول لإسرائيل وشركائها في المنطقة، لقد انتهى الزمن الجميل الذي كانت الأوهام تبدوا بالليل كالأحلام، وجاء زمن رديىء سيىء لن ترى فيه إسرائيل وأدواتها إلا الأحلام المخيفة والكوابيس المرعبة.. وإن غدا لناظره لقريب…
المصدر : بانوراما الشرق الاوسط
- See more at: http://albadee.net/news/14130/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%80%D9%80%D9%88%D9%84%D8%A7%D 9%86..-%D8%B9%D9%84%D9%80%D9%89-%D9%85%D9%88%D8%B9%D9%80%D9%80%D8%AF-%D9%85%D9%80%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%80%D9%80%D 8%B1#sthash.mJihrFJY.dpuf