المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هلكونا.. الله لا يعيدهم!



سمير
03-18-2005, 08:49 AM
لا تحاول سميرة إخفاء السعادة التي تشعر بها لجلاء آخر عناصر الاستخبارات السورية عن المبنى الذي تقطنه وعن بيروت كلها وتقول بارتياح ظاهر »اف, أخيراً رحلوا بعد كل هذه السنين الطويلة«.

وتضيف سميرة وهي في الستينات من عمرها وقد جلست قرب زوجها في المبنى القريب من شاطئ بيروت »هلكونا, الله لا يعيدهم, نحن مسرورون حقاً, شاهدناهم هذا الصباح وهم ينقلون الى الشاحنات قطع الاثاث والأمتعة الشخصية.. وآلاف الملفات« التي جمعوها على مدى 17 عاماً.

يقول زوجها عصام الذي خط الشيب شاربه »احتل السوريون ثلاثة طوابق من المبنى اضافة الى الملجأ الذي اقاموا فيه سجنا يضم زنزانات عدة. الحمدلله لم نكن نسمع الكثير لاننا نقيم في الطوابق العليا«.
ويضيف وهو يدل بيده على الطريق »كان السوريون يقومون بحراسة المبنى الذي نقطنه والمبنيين المواجهين لنا«.

وفي طابق من طوابق المبنى المواجه لمنزل سميرة وعصام كان يقيم لواء يثير اسمه الفزع: انه اللواء رستم غزالة الذي كان مسؤولاً عن المخابرات في بيروت قبل أن يصبح عام 2003 رئيساً لهذا الجهاز في لبنان كله وينتقل الى سهل البقاع ليقيم في المقر العام للمخابرات في بلدة عنجر الأرمنية القريبة من الحدود مع سورية.
يذكر ان غزالة خلف اللواء غازي كنعان رئيس جهاز الاستخبارات السورية السابق ووزير الداخلية الحالي.

ويقول عصام »صباح اليوم شاهدنا خليفة غزالة اللواء محمد مخلوف وهو يرحل في سيارة جيب عسكرية ومعه آخر عناصر جهاز المخابرات« الذين بدأوا الثلاثاء الانسحاب من العاصمة.
ويضيف مبتسماً: »ما ان رحل حتى وصل موظف من شركة كهرباء لبنان وقطع التيار عن الشقق الخمس او الست للمبنى المواجه التي كان يسكن اثنتين منها شقيقان لرستم غزالة«.
يروي عصام كيف »تحسن قليلا« سلوك السوريين في السنوات الاخيرة فخففوا قليلا الاجراءات الامنية المشددة التي كانوا يفرضونها في المنطقة التي تضم موقفا كبيرا مكشوفا للسيارات وثلاثة مبان احدها نصف مهدم استخدموه كسجن رئيسي.

ويقول: »مع كل هذه الاجراءات كنا مجبرين على العيش في عزلة فالاصدقاء لا يرغبون في زيارتنا, الآن سنحضر لاقامة احتفال كبير يحضره جميع الاصدقاء.. خلت ثلاثة طوابق في بنايتنا وسيقوم الجيش اللبناني الذي وصل هذا الصباح باعادتها مثل غيرها الى مالكيها«.
وعاش عصام وسميرة 24 عاما في فرنسا قبل ان يعودا منذ بضع سنوات الى بيروت ليستقرا في شقتهما الفخمة التي كانت في عهدة اثنين من الخدم.

وما ان رحل السوريون عن منطقة الرملة البيضاء حتى انتشرت عناصر الجيش اللبناني والشرطة في المحيط ونصبت حاجزا معدنيا لمنع الدخول الى الشارع حيث تجمع بعض المواطنين.
على مقربة من الجنود يرفرف علمان لبنانيان وصورة لرئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في عملية تفجير في بيروت في 14 فبراير.

قبيل جلاء الاستخبارات السورية وصل موظف من أحد مطاعم بيروت الكبرى في المنطقة حاملا فواتير للمسؤولين السوريين سددوها قبل رحيلهم.
ويقول الموظف »لا بأس, فيما مضى كانوا يرفضون تسديد حساباتهم لكن هذا تغير منذ بعض الوقت«.