على
03-18-2005, 08:07 AM
أنيس منصور
الرئيس كلينتون يحكي انه عندما كان طالبا في جامعة اكسفورد كان هو وزملاؤه يضحكون ويتكلمون بصوت مرتفع ويرتدون الجينز. ولا يهمهم كثيرا ان الانجليز لهم ملامح صارمة جادة زيادة عن اللزوم وليس لديهم أي استعداد لأن يضحكوا ولا ان يبحثوا عن شيء يضحكهم ويخفف عنهم او يخرجهم من هذه الدوامة العلمية. فكان كلينتون وزملاؤه اذا ذهبوا الى الجامعة، لايتوقفون عن الكلام والضحك علي «الفاضية والمليانة». وقد لاحظ كلينتون ان الانجليز عندما يرونهم يتجهون بعيونهم الى الناحية الاخرى.. وتكون الناحية الأخرى هى الأرض او العصافير علي الأشجار.. يقول كلينتون: فلا نكاد نقترب منهم حتى اقول انهم الجماعة «بتوع العصافير».
فالامريكان عندهم هذه القدرة علي المرح والضحك. وخلط الضحك بالجد.. او التخفيف من العلم بالمرح.. او التهوين علي انفسهم، أما الانجليز الاكاديميون فلا!
فليس غريبا ان نقرأ اخيرا ان جامعة هارفارد عينت احد الخريجين الجدد (امبراطورا للضحك) ومهمة هذا الامبراطور ان يخفف التوتر بين الطلبة، وذلك بأن يجعلهم يضحكون او يكون لهم أي نشاط اجتماعي.
فمن الملاحظ ان الطلبة الذين يستغرقهم العلم والبحث لا يجدون وقتا لأي شيء آخر ـ رغم احتياجهم الشديد ـ فالمشكلة ليست ان يحتاج الانسان وانما ان تكون لديه القدرة، واذا كانت لديه القدرة علي ذلك فأن تكون لديه الفكرة.. وان يساعده أحد علي ذلك، وهذا هو المهم..
ومن الدراسة الميدانية لجامعة هارفارد، قرأت ان الطلبة ليست لهم حياة اجتماعية.. ولاحظت ايضا ان عددا كبيرا منهم يريد ان يتزوج.. وانه يقف عند هذه النية. وبس، فالمطلوب ان يدفعه احد خطوة الي الأمام. الي اية زميلة له. وقد ينسي الطلبة في زحمة العلم والبحث هذه الكلمات التي يحتاجها لكي يقول ولواحدة زميلة: ما رأيك؟!
فتقول: في أي شيء؟
فيرد عليها: «يعني مش عارفة! فتقول: لا...قول انت..» ويخجل ان يرد عليها ويكتفي بأن يهز رأسه وينطلق الى المكتبة او قاعة البحث او احد المعامل مع كلمة: «بعدين».
ولا تجيء «بعدين» هذه إلا بانقضاء سنوات عديدة وتكون النتيجة ان يتزوج واحدة، اية واحدة، لم يتفق معها علي أي شيء ـ وهذه هي الأغلبية التي تؤدي الى زواج فاشل!
وقد تساءلت إحدى الاساتذة: ان مشكلة الطلبة في جامعة هارفارد ليست في الجامعة. وانما قبل ذلك.. فهم جاءوا من المدارس وكانوا في المدارس جادين ولولا ذلك ما جاءوا الينا. وما داموا قد جاءوا الينا فقد اعتادوا علي ان يكونوا جادين وان تبدأ حياتهم بالكتاب لتنتهي به، فليست مسؤولية الجامعة وانما مسؤولية المدرسة والبيت قبل الجامعة!
واول امبراطور للضحك في جامعة هارفارد كتب تقريرا عن تجاربه في (فرفشة) الطلبة يقول: ان مهمته كانت صعبة. فلم يكن المطلوب ان يجعل الطلبة يبتسمون. ولا كان من واجبه ان يحكي لهم نكتا او يأتي لهم بصورة عارية.. فالمهمة اصعب من ذلك بكثير.. فالمطلوب هو ان يبدي الطلبة استعدادا لهذا التغيير.. وقد لقي صعوبات شديدة.. اكثرهم رفضه وقاطعه ورآه مهرجا وان احدا لم يطلب اليه ذلك.. فلا احد في حاجة لهذا النوع من المسخرة ولديهم مشاكل لم يجدوا لها حلا في العلوم والتاريخ..
ولكن يعترف بان الضحك ينتقل بالعدوي.. وانه استطاع ان يجمع الذين عندهم استعداد في رحلات معا او جلسات معا.. وانه الآن مطمئن الى ان الكثير من الجليد بينهم ذاب.. وقد لاحظ ان الاساتذة اكثر مرحا من الطلبة. ومن الأحداث الغريبة التي وجدها، ان عددا من الطلبة اذا ذهبوا الى مطعم الجامعة اداروا وجوههم الى الحائط.. حتي لا يروا أحدا؟! واول ما فعله الامبراطور ان الصق المقاعد على الجدران حتي يدير الطالب الكئيب ظهره الى زملائه!
وكان العالم المصري الكبير د. احمد زكي يقول: اضحك ترقص معدتك.. فلا شيء يريح الأعصاب ويجعل المعدة تهضم طعامها الا الضحك.. ولذلك اكثر اصحاب الهموم اشدهم امساكا والتواء في الأمعاء وقرحة في المعدة.. فاضحك اليوم قبل ان تجد صعوبة في الضحك غدا!
الرئيس كلينتون يحكي انه عندما كان طالبا في جامعة اكسفورد كان هو وزملاؤه يضحكون ويتكلمون بصوت مرتفع ويرتدون الجينز. ولا يهمهم كثيرا ان الانجليز لهم ملامح صارمة جادة زيادة عن اللزوم وليس لديهم أي استعداد لأن يضحكوا ولا ان يبحثوا عن شيء يضحكهم ويخفف عنهم او يخرجهم من هذه الدوامة العلمية. فكان كلينتون وزملاؤه اذا ذهبوا الى الجامعة، لايتوقفون عن الكلام والضحك علي «الفاضية والمليانة». وقد لاحظ كلينتون ان الانجليز عندما يرونهم يتجهون بعيونهم الى الناحية الاخرى.. وتكون الناحية الأخرى هى الأرض او العصافير علي الأشجار.. يقول كلينتون: فلا نكاد نقترب منهم حتى اقول انهم الجماعة «بتوع العصافير».
فالامريكان عندهم هذه القدرة علي المرح والضحك. وخلط الضحك بالجد.. او التخفيف من العلم بالمرح.. او التهوين علي انفسهم، أما الانجليز الاكاديميون فلا!
فليس غريبا ان نقرأ اخيرا ان جامعة هارفارد عينت احد الخريجين الجدد (امبراطورا للضحك) ومهمة هذا الامبراطور ان يخفف التوتر بين الطلبة، وذلك بأن يجعلهم يضحكون او يكون لهم أي نشاط اجتماعي.
فمن الملاحظ ان الطلبة الذين يستغرقهم العلم والبحث لا يجدون وقتا لأي شيء آخر ـ رغم احتياجهم الشديد ـ فالمشكلة ليست ان يحتاج الانسان وانما ان تكون لديه القدرة، واذا كانت لديه القدرة علي ذلك فأن تكون لديه الفكرة.. وان يساعده أحد علي ذلك، وهذا هو المهم..
ومن الدراسة الميدانية لجامعة هارفارد، قرأت ان الطلبة ليست لهم حياة اجتماعية.. ولاحظت ايضا ان عددا كبيرا منهم يريد ان يتزوج.. وانه يقف عند هذه النية. وبس، فالمطلوب ان يدفعه احد خطوة الي الأمام. الي اية زميلة له. وقد ينسي الطلبة في زحمة العلم والبحث هذه الكلمات التي يحتاجها لكي يقول ولواحدة زميلة: ما رأيك؟!
فتقول: في أي شيء؟
فيرد عليها: «يعني مش عارفة! فتقول: لا...قول انت..» ويخجل ان يرد عليها ويكتفي بأن يهز رأسه وينطلق الى المكتبة او قاعة البحث او احد المعامل مع كلمة: «بعدين».
ولا تجيء «بعدين» هذه إلا بانقضاء سنوات عديدة وتكون النتيجة ان يتزوج واحدة، اية واحدة، لم يتفق معها علي أي شيء ـ وهذه هي الأغلبية التي تؤدي الى زواج فاشل!
وقد تساءلت إحدى الاساتذة: ان مشكلة الطلبة في جامعة هارفارد ليست في الجامعة. وانما قبل ذلك.. فهم جاءوا من المدارس وكانوا في المدارس جادين ولولا ذلك ما جاءوا الينا. وما داموا قد جاءوا الينا فقد اعتادوا علي ان يكونوا جادين وان تبدأ حياتهم بالكتاب لتنتهي به، فليست مسؤولية الجامعة وانما مسؤولية المدرسة والبيت قبل الجامعة!
واول امبراطور للضحك في جامعة هارفارد كتب تقريرا عن تجاربه في (فرفشة) الطلبة يقول: ان مهمته كانت صعبة. فلم يكن المطلوب ان يجعل الطلبة يبتسمون. ولا كان من واجبه ان يحكي لهم نكتا او يأتي لهم بصورة عارية.. فالمهمة اصعب من ذلك بكثير.. فالمطلوب هو ان يبدي الطلبة استعدادا لهذا التغيير.. وقد لقي صعوبات شديدة.. اكثرهم رفضه وقاطعه ورآه مهرجا وان احدا لم يطلب اليه ذلك.. فلا احد في حاجة لهذا النوع من المسخرة ولديهم مشاكل لم يجدوا لها حلا في العلوم والتاريخ..
ولكن يعترف بان الضحك ينتقل بالعدوي.. وانه استطاع ان يجمع الذين عندهم استعداد في رحلات معا او جلسات معا.. وانه الآن مطمئن الى ان الكثير من الجليد بينهم ذاب.. وقد لاحظ ان الاساتذة اكثر مرحا من الطلبة. ومن الأحداث الغريبة التي وجدها، ان عددا من الطلبة اذا ذهبوا الى مطعم الجامعة اداروا وجوههم الى الحائط.. حتي لا يروا أحدا؟! واول ما فعله الامبراطور ان الصق المقاعد على الجدران حتي يدير الطالب الكئيب ظهره الى زملائه!
وكان العالم المصري الكبير د. احمد زكي يقول: اضحك ترقص معدتك.. فلا شيء يريح الأعصاب ويجعل المعدة تهضم طعامها الا الضحك.. ولذلك اكثر اصحاب الهموم اشدهم امساكا والتواء في الأمعاء وقرحة في المعدة.. فاضحك اليوم قبل ان تجد صعوبة في الضحك غدا!