الفراتي
01-17-2003, 04:29 PM
محمَّد حسين بن عبد الرحيم النائيني، ولد في مدينة نائين التابعة لمحافظة أصفهان سنة 1273هـ، نشأ في أسرة علمية دينية معروفة، فقد كان والده الشيخ عبد الرحيم يُلقب بشيخ الإسلام في أصفهان، وهو يعادل لقب المفتي في البلاد العربية.
درس المبادئ وبعض أوليات العلوم في قريته نائين، ثُمَّ هاجر إلى أصفهان، فأكمل فيها المقدمات، ثُمَّ حضر في الفقه لدى الشيخ محمَّد باقر الأصفهاني، وفي الأصول على الميرزا أبي المعالي الكلباسي، وفي الحكمة والكلام لدى الشيخ جهانكير، حتّى نال من تلك العلوم قسطاً وافراً وحظاً عظيماً.
هاجر إلى العراق، واستقر في مدينة سامراء سنة 1303هـ، وحضر درس السيِّد إسماعيل الصدر، درس السيِّد محمَّد الفشاراكي الأصفهاني، ثُمَّ أخذ يحضر درس المجدّد الشيرازي حتّى وفاته سنة 1312هـ، ثُمَّ لازم السيِّد إسماعيل الصدر، حتّى عام 1314هـ، وهاجر معه إلى مدينة كربلاء المقدسة في تلك السنة، وبقي معه عدّة سنين فيها.
انتقل بعد ذلك إلى النجف الأشرف، فتوثقت العلاقة فيها بينه وبين الآخوند الخراساني، وصار من أعوانه وأنصاره في مهامه الدينية والسياسية، كما صار من أعضاء مجلس الفتيا الذي كان يعقده الآخوند في داره مع بعض خواص أصحابه للمذاكرة في المسائل المشكلة، ولـم يحضر في مجلس درس الأخوان العام.
كان أحد أعضاء هيئة العلماء التي تألفت لتوجيه الحركة الدستورية في إيران تحت إشراف الآخوند الخراساني، كان يتولى كتابة البرقيات والبيانات التي كانت تصدر باسم الآخوند، وألف كتاب «تنبيه الأمّة وتنـزيه الملة» الذي يعدُّ زبور الحركة الدستورية، ومن هنا كان هو المنظّر الفكري للحركة، وواضع الأسس الفقهية لها.
استقل بالتدريس بعد وفاة الآخوند الخراساني، وكان مجلس بحثه حافلاً برجال الفضل، وازدادت حوزته اتساعاً في عهد شيخ الشريعة.
أصبح المرجع الديني في النجف الأشرف بعد وفاة شيخ الشريعة، فرجع إليه النّاس في التقليد.
عارض مع السيِّد أبي الحسن الأصفهاني ترشيح فيصل الأول لعرش العراق من قبل الإنكليز، والانتداب الإنكليزي على العراق، واستمرا في معارضتها حتّى وصل الأمر إلى تسفيرهما إلى إيران.
أقاما في مدينة قم المقدسة نحو السنة، فاحتفل بهما زعيمها الديني يومذاك الشيخ عبد الكريـم الحائري اليزدي، وأمر تلامذته بالحضور لديهما، فكانت لهما مجالس تدريس حافلة.
عادا إلى العراق بعد مفاوضات جرت بينهما وبين الحكومة العراقية، اشترطت فيها عليهما عدم التدخل في الشؤون السياسية.
توفي في النجف الأشرف سنة 1355هـ، ودفن هناك.
أبرز مؤلفاته: رسالة لعمل المقلّدين، وحواش على العروة الوثقى، ورسالة في اللباس المشكوك، ورسالة في التعبدي والتوصلي، وتقريرات بحثه في الأصول المسمى أجود التقريرات لتلميذه السيِّد الخوئي، وتنبيه الأمّة وتنـزيه الملة.
قال العلامة أقا بزرك الطهراني: «مجتهد خالد الذكر، من أعاظم علماء الشيعة، وأكابر المحققين».
قال السيِّد محسن الأمين: «كان عالماً جليلاً، فقيهاً، أصولياً، حكيماً، عارفاً، أديباً، متقناً للأدب الفارسي، عابداً، مدرساً، مقلداً في الأقطار».
قال الزركلي: «من زعماء الثورة على الإنكليز، ومن أساتذة الأصول والفتيا في النجف،… كان من أدباء اللغتين العربية والفارسية».
--------------------------------------------------------------------------------
المصادر:
نقباء البشر في القرن الرابع عشر، ج2، ص584، 592 ـ 595.
أعيان الشيعة، ج6، ص54، 55.
معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج3، ص1260ـ1262.
ماضي النجف وحاضرها، ج3، ص364.
مجلة التوحيد، العدد 78، ص131.
معارف الرجال، ج1، ص286.
الأعلام، ج2، ص240.
درس المبادئ وبعض أوليات العلوم في قريته نائين، ثُمَّ هاجر إلى أصفهان، فأكمل فيها المقدمات، ثُمَّ حضر في الفقه لدى الشيخ محمَّد باقر الأصفهاني، وفي الأصول على الميرزا أبي المعالي الكلباسي، وفي الحكمة والكلام لدى الشيخ جهانكير، حتّى نال من تلك العلوم قسطاً وافراً وحظاً عظيماً.
هاجر إلى العراق، واستقر في مدينة سامراء سنة 1303هـ، وحضر درس السيِّد إسماعيل الصدر، درس السيِّد محمَّد الفشاراكي الأصفهاني، ثُمَّ أخذ يحضر درس المجدّد الشيرازي حتّى وفاته سنة 1312هـ، ثُمَّ لازم السيِّد إسماعيل الصدر، حتّى عام 1314هـ، وهاجر معه إلى مدينة كربلاء المقدسة في تلك السنة، وبقي معه عدّة سنين فيها.
انتقل بعد ذلك إلى النجف الأشرف، فتوثقت العلاقة فيها بينه وبين الآخوند الخراساني، وصار من أعوانه وأنصاره في مهامه الدينية والسياسية، كما صار من أعضاء مجلس الفتيا الذي كان يعقده الآخوند في داره مع بعض خواص أصحابه للمذاكرة في المسائل المشكلة، ولـم يحضر في مجلس درس الأخوان العام.
كان أحد أعضاء هيئة العلماء التي تألفت لتوجيه الحركة الدستورية في إيران تحت إشراف الآخوند الخراساني، كان يتولى كتابة البرقيات والبيانات التي كانت تصدر باسم الآخوند، وألف كتاب «تنبيه الأمّة وتنـزيه الملة» الذي يعدُّ زبور الحركة الدستورية، ومن هنا كان هو المنظّر الفكري للحركة، وواضع الأسس الفقهية لها.
استقل بالتدريس بعد وفاة الآخوند الخراساني، وكان مجلس بحثه حافلاً برجال الفضل، وازدادت حوزته اتساعاً في عهد شيخ الشريعة.
أصبح المرجع الديني في النجف الأشرف بعد وفاة شيخ الشريعة، فرجع إليه النّاس في التقليد.
عارض مع السيِّد أبي الحسن الأصفهاني ترشيح فيصل الأول لعرش العراق من قبل الإنكليز، والانتداب الإنكليزي على العراق، واستمرا في معارضتها حتّى وصل الأمر إلى تسفيرهما إلى إيران.
أقاما في مدينة قم المقدسة نحو السنة، فاحتفل بهما زعيمها الديني يومذاك الشيخ عبد الكريـم الحائري اليزدي، وأمر تلامذته بالحضور لديهما، فكانت لهما مجالس تدريس حافلة.
عادا إلى العراق بعد مفاوضات جرت بينهما وبين الحكومة العراقية، اشترطت فيها عليهما عدم التدخل في الشؤون السياسية.
توفي في النجف الأشرف سنة 1355هـ، ودفن هناك.
أبرز مؤلفاته: رسالة لعمل المقلّدين، وحواش على العروة الوثقى، ورسالة في اللباس المشكوك، ورسالة في التعبدي والتوصلي، وتقريرات بحثه في الأصول المسمى أجود التقريرات لتلميذه السيِّد الخوئي، وتنبيه الأمّة وتنـزيه الملة.
قال العلامة أقا بزرك الطهراني: «مجتهد خالد الذكر، من أعاظم علماء الشيعة، وأكابر المحققين».
قال السيِّد محسن الأمين: «كان عالماً جليلاً، فقيهاً، أصولياً، حكيماً، عارفاً، أديباً، متقناً للأدب الفارسي، عابداً، مدرساً، مقلداً في الأقطار».
قال الزركلي: «من زعماء الثورة على الإنكليز، ومن أساتذة الأصول والفتيا في النجف،… كان من أدباء اللغتين العربية والفارسية».
--------------------------------------------------------------------------------
المصادر:
نقباء البشر في القرن الرابع عشر، ج2، ص584، 592 ـ 595.
أعيان الشيعة، ج6، ص54، 55.
معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج3، ص1260ـ1262.
ماضي النجف وحاضرها، ج3، ص364.
مجلة التوحيد، العدد 78، ص131.
معارف الرجال، ج1، ص286.
الأعلام، ج2، ص240.