المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسد طمأن الأمير بأن إيران لن تهاجم الكويت ولكن الكويت عبرت لبريطانيا عن عدم ثقتها بتطمينات الاسد



صحن
05-20-2014, 01:18 AM
الكويت 1981ــ 1982 في الوثائق البريطانية (10)

http://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2014/05/18/553956.jpg


الانسحاب العراقي من الأراضي الإيرانية أدخل النزاع في مرحلة جديدة
لندن - رائد الخمار

أفرج الأرشيف الوطني البريطاني عن وثائق لوزارة الخارجية البريطانية ومراسلات لرئاسة الحكومة مع السفارات في الخارج عن عامي 1981 و1982 كان محظوراً نشرها قبل عامين.

وتنشر القبس تباعاً بعض أبرز ما فيها عن الوضع الداخلي في الكويت عبر تقارير بين السفارة البريطانية ووزارة الخارجية في لندن خصوصاً في ظل الحرب العراقية – الإيرانية وتطورات القضية الفلسطينية وانعكاساتها على الكويت بسبب التركيبة السكانية مع تواجد نحو نصف مليون فلسطيني يقيمون بطريقة مشروعة او غير مشروعة.

وكان عام 1981 ومن ثم عام 1982 شهدا ذروة التعامل في سوق المناخ ومن ثم بداية نشوء الأزمة، وقد تطرقت بعض التقارير البريطانية الى الأمر وتحدثت عن حمى الديون الناتجة عن سوق المناخ، لكنها قالت «ان الكويت قادرة على احتواء الأزمة».



في حلقة اليوم وثيقة عن استدعاء وكيل وزارة الخارجية راشد عبد العزيز الراشد للسفير البريطاني سيندي كمبريدج لابلاغه قلق الكويت من سقوط خورمشهر، وانسحاب العراق من الأراضي الإيرانية الى الحدود الدولية يدخل النزاع الى حيز جديد.

وجاء في برقية السفير المؤرخة في 30 مايو 1982 ان الكويتيين لا يعرفون ماذا سيفعله «اصدقاؤنا» الإيرانيون بعد ذلك وهم لا يثقون بالتطمينات السورية التي أبلغهم اياها الرئيس حافظ الأسد بان «إيران لن تهاجم الكويت ولن ترسل قوات الى داخل أراضيها اذا انتصرت في الحرب».

وقال الراشد «اننا لا نثق بالقيادة السورية»، وما لبث ان هاجم قيادة الأسد والدعم الذي تقدمه الى إيران في الحرب مع العراق، وتأييدها مطالبة طهران بازاحة صدام عن قيادة العراق.

وقال «نعتبر هذه السياسة تدخلاً في الشؤون الداخلية لبلد آخر ومحاولة لفرض من يحكمه، وهذا قد يمثل سابقة في المنطقة».

وقال ان الراشد نفسه لا يتوقع ان تدخل القوات الإيرانية الأراضي العراقية او تحتل البصرة لأن «ذلك سيقوي صدام حسين ويجعل العراقيين يداً واحدة ضد إيران كما حدث في إيران التي ساند شعبها بأكمله حكم الخميني بعدما غزا صدام الأراضي الإيرانية وقصف طهران».

وأعرب عن اعتقاده بان اقتحام القوات الإيرانية الحدود العراقية ومحاولة احتلال البصرة أمر سهل عسكرياً، كما شكك بما يشاع عن ان شيعة العراق سيؤيدون الغزو الإيراني لبلادهم. وأعطى مثالاً على ذلك ما حدث في خوزستان.


4 أسئلة


وشدد وكيل الخارجية الكويتية على ان استمرار الحرب يصب في مصلحة أطراف أخرى من دون ان يسميها. ووجه أربعة اسئلة ويبدو انه توقع أجوبة رسمية عنها من حكومة الملكة.

وسأل عن تفكيرنا بدعوة مجلس الأمن للانعقاد للبحث في الحرب؟

وما تقويمنا للنوايا الإيرانية؟

وهل نعتقد ان إيران ستغزو العراق؟ وما تحليلنا لما سيحدث في حال غزت إيران العراق وكيف ستتصرف الكويت في حينه؟

وأبلغ السفير كمبريدج الراشد انه سينقل هذه الاسئلة الى لندن للحصول على اجوبة رسمية عليها. لكنه قال: «انا شخصياً مثل اي أحد لا يستطيع قراءة الافكار والنوايا الايرانية على الاطلاق. في حين ان الدعوة لانعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن تم بحثها كثيراً، خصوصاً ان العراق طرح الأمر علينا، ونحن لا نزال ندرس الامر».


صراحة طرفين


وأشار السفير الى ان الراشد كان قد استدعى سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا، وبحث في الامر معهم كذلك.

ويبدو ان الكويت كانت تؤيد دعوة المجلس للانعقاد، وحتى توجيه رسالة عامة للايرانيين لعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

وشدد الراشد على ان الكويت لا ترى مشكلة في استمرار حزب البعث في السلطة في العراق وعلى انها تتشاور مع الولايات المتحدة في شأن الحرب كذلك، «لأنها دولة صديقة وعضو دائم في مجلس الأمن، ولها مصالح حيوية في منطقة الخليج».

وقال السفير: «انني بادلته الصراحة بصراحة، ونقلت اليه رغبتنا الأكيدة بمساعدة الكويت، والبحث في اي طلب لشراء اسلحة، او لدعم في مختلف المحافل الدولية».

وفي الثالث من يونيو 1982 تلقت الخارجية البريطانية برقية عاجلة من السفير كمبريدج، تفيد عن اتصال بين الملك حسين ومارغريت تاتشر يدعو بريطانيا الى الدعوة لانعقاد مجلس الأمن في شأن مستجدات الحرب العراقية الايرانية.

وأفاد السفير أن الكويت لا تزال تنتظر نتائج مؤتمر عدم الانحياز في هافانا وما ستنتج عنه من مبادرات لوقف الحرب.


معلومات جديدة

وتحدث عن معلومات جديدة تناولت ملامح عن استعدادات ايرانية لإرسال قوات الى داخل العراق، ومن ثم التمركز فيه وعلى مقربة من حدود الكويت، مما يعطي الايرانيين ميزة أكبر في اي مفاوضات يمكن ان تحدث، او لإثارة اضطرابات في وجه حكومة بغداد، وتشجيع شيعة الجنوب على بدء انتفاضة ضد صدام.

وشدد على ان تقويم السفارة وبعض وجهاء الكويت (لم يسمهم) يستبعد مشاركة عراقيين شيعة في تأييد ايران اذا احتلت اجزاء من بلادهم.

وقال ان تمدد القوات الايرانية الى داخل العراق يمكن أن يهدد استقرار دول في المنطقة، من بينها الكويت، وستشعر السعودية بالاخطار، كما ان وصول ايران الى حقول النفط العراقية سيطلق جرس انذار في الاسواق العالمية.

وأشار السفير الى ان القيادة الكويتية قلقة جداً، وهي تريد معرفة رد فعلنا والدول دائمة العضوية في مجلس الامن على اي تقدم ايراني داخل الاراضي العراقية.

وآمل البحث في مسألة دعوة مجلس الأمن الى الانعقاد، واصدار بيان رئاسي او قرار يمكن ان يرضي العراق وايران، ويمهد لامكانية التفاوض بين الطرفين.

وأفاد ان الاهتمام الاول للقيادة الكويتية يتمثل بالعمل على احتواء الحرب وعدم توسعها.

وتحدث السفير عن ان الكويت لا تعتقد ان الاتحاد السوفيتي سيستخدم اي فيتو ضد قرار متوازن يحض على وقف الحرب، او يدعو الى مفاوضات عاجلة بين طرفيها.

ونقل السفير عن نظيره الياباني في الكويت قوله ان طارق عزيز اتصل بوزير الخارجية الياباني، طالباً اليه الدعوة لانعقاد مجلس الأمن. وذكر ان الحكومة اليابانية سألت العراقيين والايرانيين عن امكانية وقف الحرب، اذا انسحبت قوات الطرفين الى المراكز التي كانت فيها قبل بداية العمليات العسكرية، على ان يتم البحث لاحقاً في مسألة تحديد المعتدي، ومن ثم درس امكانات تبادل الاسرى والتعويضات، من دون البحث في تغيير اي نظام في اي من البلدين.

وأشار السفير إلى أن وزير الخارجية الياباني سيلتقي مع نظيره الإيراني علي أكبر ولايتي في نيويورك، يوم الثامن من أغسطس، بناء على طلب إيراني.

وتحدث السفير عن معلومات أفادت أن مصر ودول الخليج تسير في اتجاه الاستعانة بمجلس الأمن لدرء أخطار اندفاعة إيرانية إلى داخل الأراضي العراقية.

وخلص السفير إلى أن أفضل السبل يتمثل في الدعوة إلى انعقاد مجلس الأمن، وإصدار قرار يكلف الأمين العام السعي للوصول إلى تسوية ترضي الطرفين المتقاتلين، وتمنع تمدد الحرب إلى مواقع جديدة في منطقة النفط.


الأمين العام في لندن


وبالتزامن مع الحركة الدبلوماسية المكثّفة في منطقة الخليج، زار الأمين العام لمجلس التعاون عبدالله بشارة لندن، حيث التقى دوغلاس هيرد وزير الدولة للشؤون الخارجية، ونقل تقرير بتاريخ 10 يونيو 1982 أرسل من دائرة الشرق الأوسط إلى السفارة البريطانية في الكويت تفاصيل ما جرى خلال اللقاء، وكيف أن دول مجلس التعاون تفضل تدخل مجلس الأمن لمحاولة وضع حد للحرب.

ومع أن بشارة عانى من إقفال الطرقات إلى وايهول بسبب زيارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان العاصمة البريطانية، فإنه وصل متأخراً بعض الشيء إلى الموعد، واعتذر من الوزير البريطاني الذي ضحك كثيراً قائلاً «إنها عجقة الأميركيين»!

ومع أن محادثات بشارة تناولت مواضيع عدة راوحت بين لبنان والغزو الإسرائيلي، فإنها ركزت على ضرورة بقاء الفلسطينيين في لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية الغازية منه، إضافة إلى إعادة محورة الدور السوري فيه بعد انسحاب أغلبية القوات السورية منه. ولم ينس انتقاد الرئيس حافظ الأسد الذي يستخدم الورقة اللبنانية للحفاظ على نظامه.

وأعرب بشارة عن خشيته من تقسيم لبنان بين النفوذين السوري والإسرائيلي.


الوساطة السعودية


ومن أبرز ما كشفه التقرير أن السعودية حاولت القيام بوساطة بين الرئيسين السوري والعراقي، تتمثل في فتح الحدود بين البلدين، والسماح بتصدير النفط العراقي عبر الأراضي السورية، وأن الرئيس حافظ الأسد رفض العرض، كما رفض قطع مساعداته عن إيران على الرغم من أنه ترافق مع عرض بمساعدات اقتصادية من دول الخليج.

وقال بشارة للوزير البريطاني إن الأمير سعود الفيصل سيزور دمشق لإبلاغ مسؤوليها بأن أي اختراق إيراني لحدود العراق سيمثل خطراً على دول الخليج العربية، كما أنه أبلغ وزير خارجية الجزائر بأن على بلاده الاستمرار في دور الوساطة لوقف تمدد الحرب ومن ثم البحث عن تسوية شاملة بين طهران وبغداد.

وحضّ بشارة على انعقاد مجلس الأمن لتوجيه رسالة إلى إيران تحذّرها من أن توسيع نطاق الحرب يعني تحدياً للمجتمع الدولي.

وتجنب بشارة التعهد بمحاولة تحسين علاقات دول مجلس التعاون مع مصر، «لأن ذلك سيؤدي إلى شرخ في العلاقات العربية الخليجية في هذه المرحلة الحساسة، وأن عودة مصر إلى العالم العربي تستدعي اتخاذها إجراءات معينة».

وشدد بشارة على أن ليبيا تقوم بتمويل «حرب قذرة» في اليمن، عبر تشجيع فئات يسارية على الانتفاض ضد سيادة اليمن الشمالي المقرب من السعودية ودول الخليج، كما اشتكى من شحنات أسلحة ليبية لإيران، من بينها صواريخ بعيدة المدى، يمكن أن تستخدمها إيران ضد بعض دول الخليج في وقت لاحق.


http://www.alqabas.com.kw/node/865890