مجاهدون
03-17-2005, 10:52 AM
يدعون بأنهم بشر و لكنهم ليسوا ببشر و لا هم يحزنون ! .. لدغ زرقاوي في جحر مقتداوي
كتابات - مهدي قاسم
1 - يدعون بأنهم بشر . . ولكنهم ليسوا ببشر و لا هم يحزنون ! :
ها هي للمرة الألف تكشف العقلية العربية ـ مع احترامنا للاستثناءات ـ كم هي دموية و فاشية و مغرقة بكل ما هو همجي و بربري ، و بدائي ، و مناف لأبسط القيم و المشاعر و الأحاسيس الإنسانية و الحضارية ! . فهذه العقلية عشقت كل ما هو دموي و إجرامي ، و فتنت به أيمانا و سلوكا و قيما ، لحد التأليه و التمجيد و الاعتزاز و الافتخار . و لكن لمَ الاستغراب ، فأليس هي نفس العقلية الوحشية ، التي تحمل خزين القساوة و الهمجية الصحراوية و البطش و التنكيل و الغزوات و السلب و النهب و سبي النساء و الفتيات ، ؟؟! .
ذلك الخزين البربري و المتعشعش في اللاوعي العربي ، منذ آلاف السنين و لحد الآن ؟؟! .. أجل أن هذه العقلية قد عشقت الهمجية و البر برية و التوحش البدائي مرة واحدة و إلى الأبد ، إلى حد أنها تحتفل ـ مثلما عملت ذلك من قبل أيضا في السعودية و الأردن ـ و تقيم أعراسا ل( بطلهم ) الفتاك ، في القتل الجماعي و المجرم السفاح الكبير ، و الانتحاري المفطوس رائد منصور الأردني ، الذي قتل عشرات من العراقيين الأبرياء قرب لجنة طبية في مدينة الحلة ، مفجرا نفسه المتعفن في وسط أولئك الشهداء الضحايا ، الذين لم يكن لهم أي ذنب يُذكر سوى أنهم من العراقيين ! .
و إذا كنا في السابق ، نعالج مثل هذه الجرائم بمعزل عن الإدانة الجماعية و التعميم المطلق ، فقد آن الأوان ، لكي نقوم بعملية التعميم هذه ، و خاصة فقد أثبت أهالي و أقرباء أولئك الانتحاريين الأوباش ، بأنهم ليس فقط لا يدينون مثل هذه العمليات الإجرامية البربرية أو يتبرءون منها معبرين عن أسفهم و حزنهم العميقين ، وإنما يعتزون و يفتخرون بما يقوم به أبنائهم المجرمون ، من عمليات إجرام مروعة و رهيبة من عمليات قتل و ذبح ضد العراقيين المسالمين .
بحيث يعتبرون أن القيام بمثل هذه الأعمال لقتل الأبرياء من النساء و الأطفال و الشباب العراقيين ، أعمالا بطولية وقومية و إسلامية ؟! ، و بالتالي فأنهم يحتفلون بها كأعراس مبهجة ، تستدعي كل الأفراح و المسرات و . . و الرقص الشعبي حتى مطلع الفجر!! . الأمر الذي يجب أن يدعونا إلى القيام بإعادة النظر في علاقتنا التاريخية مع هؤلاء العربان المبتهجين و المتشمتين بموت أطفالنا و نسائنا و شبابنا الغض و نعامل هذه النماذج السافلة و المنحطة من العربان ، بالشك و النفور ، و الرفض و العداء المتبادل . لأنهم قد تجازوا كل الحد الذي يمكن التسامح به ، و تحمله ، و ذلك بدوسهم على أبسط المشاعر و الأحاسيس الإنسانية الحزينة ، للأمهات و الزوجات المفجعات و الأباء ، المفجعين الجريحة بكل غلاظة ، ووحشية لا تليق إلا بسلوك مثل هؤلاء العربان الأوباش .
2 - لدغ زرقاوي في جحر مقتداوي :
عبثا حاولنا إفهام مقتدى الصدر و أنصاره و خاصة ( مثقفيه ) من جماعة الجن ، و غيرهم من الغاطسين في مجاهل و غابات المستقبل الكثيفة و المتشابكة المعتمة ، و المنكمشة في قعر فنجان مسطح و مقَّعر !! ، و كذلك من الضالعين في ( خلفيات ) التاريخ ما قبل الإنسان الكردي الحجري ، نقصد العصر الحجري ، أو بالأحرى من الغارفين من ( علم ) التاريخ الكردي القديم و الحديث ؟! ، بصدد الكشف المثير عن أصل وتد منخور لخيمة عربية تركتها عشيرة عربية بدوية ( أصيلة ) بين حدود أربيل و السيلمانية قبل نزوح الأكراد إليهما ، هذا بالإضافة إلى جوقة الشتَّامين الإنترنتيين المبتذلين لحد البذاءة المقرفة * ، نقول عبثا حاولنا إفهام هؤلاء الحبابيين و المهذبين إلى أقصى الحد من التهذيب و الذوق و حسن السلوك ؟! :
بأن التكفيريين و السلفيين و البعثيين الصداميين ، لا يميزون بين شيعة عراقية و أخرى ، أي أن هؤلاء السفاحين لا يميزون بين شيعة من ( خونة و عملاء للاحتلال مع عددهم البالغ بالملايين ؟؟ ) ، و بين بضعة آلاف من شيعة ( ثوريين من خائمنيين و حسن نصر الله ـويين ، على مقتداويين ) و ( معادين ) للاحتلال من أنصار مولانا المعظم ؟! مقتدى الصدر و حيث كررنا و غيرنا بأن هؤلاء التكفيريين و السلفيين يضعون جميع شيعة العراق في سلة واحدة و تحت قبعة ضيقة و يصرخون متهسترين بشكل مهووس بعيون محمرة بغريزة القتل : اقتلوهم عن بكرة أبيهم ! ، هؤلاء الشيعة الرافضة الكفار !!! .
بل أن هؤلاء ( المجاهدين المتوحشين من المقاومين المسعورين العربان ) ، سوف يستمرون في قتل الشيعة العراقيين ، حتى بعد خروج قوات الاحتلال الأمريكية من العراق ، على اعتبار أن الصراع الأساسي ، ليس بالدرجة الأولى ، يدور بينهم و بين المحتلين ، و إنما بين ( مسلمين ) و بين ( مسلمين مزيفين و كفرة خوارج على الدين الإسلامي ؟؟ ) و الدليل على ما نقول هو تركيز و استهداف هؤلاء الانتحاريين للأهداف المدنية البحتة في المناطق الشيعية ، و الخالية من أي وجود عسكري أمريكي أو أمني عراقي يذكر ، و ذلك بهدف قتل أعداد كبيرة جدا من الشيعة العراقيين المسالمين ، و بغض النظر عن كونهم من نساء و أطفال و شباب غض ، و لكن المهم هو أن يكون شيعيا فحسب !! ، إلى حد ، فقد وصلت النزعة الطائفية الوهابية عند هؤلاء القتلة الساديين المرضى بالهوس الطائفي ، إلى أن يقتلوا و يذبحوا الشيعة العراقيين من الزوار و المشيعين لموتاهم ، على أساس الهوية الطائفية ! .
و رجوعا إلى عنواننا الرئيسي بصدد ( لدغ زرقاوي لجحر مقتداوي ) فأن العملية الانتحارية التي استهدفت مجلسا لعزاء في أحد جوامع الموصل ، و التي ذهبت ضحيتها عشرات القتلى و مئات من الجرحى ، جاءت هي الأخرى ، تأكيدا على ما نقول ، و لتصب في هذا الإطار من الحقد الطائفي الأعمى و المريض ، مع العلم أن مجلس العزاء المذكور ، قد أُقيم خصيصا لتأبين أحد مسئولي حركة مقتدى الصدر في الموصل ، و الذي توفي وفاة عاديا قبل أيام ، أجل تلك الحركة ( الصدرية ) التي يُقال بأنها هي الأخرى (مناهضة و مقاومة ) للاحتلال لحد القشرة البطيخية و الانتحار الجماعي نكاية بهذه الدنيا ( الفانية ، و حيث كان من المفترض أن ( يُعفى ) أعضائها ـ أي أعضاء حركة مقتدى ـ و أفرادها من عمليات القتل الجماعي الطائفي المتعمد ، و الموجهة أصلا ضد الملايين من الشيعة العراقيين ( الخونة و العملاء ) لواشنطن و إسرائيل ؟! ، ذلك انطلاقا من اعتبار لكون الأعضاء المقتداويين رفاق ، و مجاهدين أشاوس ، يقفون سوية مع هؤلاء التكفيريين و البعثيين كمجاهدين في ( الخندق الواحد ) ضد الاحتلال ، و . . و لربما تحرير العراق من العراقيين الفائضين عن الحاجة من الشيعة و الأكراد !!! .
و مع أننا قد فهمنا من خلال ( تثقيفات ) المنبر المهدي ، بأنه لا توجد أية قيمة و أهمية لحياة الإنسان في هذه ( الدنيا الفانية ؟؟ ـ بالطبع مع مرعاة نمو التكرش و ازدهار الخدود الحمراء ، كتعبير عن عافية نابعة من أكل ما ألذ و طاب مع زوجات عديدة في هذه الدنيا الفانية مع الكسل و الراحة الدائمين ـ طبعا ـ كمتعة عابرة ؟! ) ، و إنما الشيء الأهم في نظر هؤلاء ، هي حياة الآخرة ، و هذا يعني بأنه سيان تماما ضمن هذا المنطق المظلم ، إذا ذُبح و قتل المواطن العراقي الآن ، أو غدا ، أو بعد غد و سواء ما زال طفلا أو يافعا أم كهلا ، على أيدي هؤلاء ( المجاهدين و المقاومين )الملثمين ، فأنه في أسوأ الأحوال ، سيكون أضحية و قربانا ، كتمهيد لبناء دولة المهدي على الأرض قاطبة ، ستجري من تحتها أنهار من العسل و الحليب و نثرات الذهب السيالة ! .
ربما هذا هو سبب الصمت المطبق السميك كجدران برلين الذي نلاحظه من قبل ( مشقفي و مفكري و كتَّاب ) الحركة المقتداوية إزاء العمليات الانتحارية شبه اليومية التي طالت و تطول الشيعة العراقيين ، و بالدرجة الأولى تجمعاتهم المدنية المحتشدة ، ، بحيث بلغ هذا الصمت السميك و الأسمنتي إلى حد ، دون أن نسمع أية كلمة احتجاج أو إدانة لهذه العمليات البربرية الرهيبة ، و إذا صادف ، و بشكل نادر جدا ، أن فتح فمه ( المبارك ) أحد مساعدي مقتدى الصدر فأنه يحاول أن يوحي بأن عملاء المخابرات الأمريكية و الإسرائيلية ، هم الذين يقومون بمثل هذه الأعمال الانتحارية ، و لماذا يا ترى ؟؟! ، لربما ليتناولوا عشائهم مع النبي في الجنة !!! .
و لهذا فنرى أن كتبة مقتداويين ، لا يكتبون حرفا واحدا ضد أو عن هذه الجرائم النازية اليومية ضد الشيعة العراقيين بشكل خاص و ضد الشعب العراقي بشكل عامة ، و إنما ( يكتبون ) عن قعر الفنجان المستقبلي المقَّعر و عن أصول الأكراد المنحدرين من سلالة الجن ، أو التأكيد الدائم ، بأن الأكراد العراقيين هم سبب مأساة الشعب العراقي ، و أنهم طارئون على أرض العراق !! .
و عندما نقارن بين هجوم عنصري ، وتشهير شوفيني لهؤلاء الكتَّاب و المتثاقفين المقتداويين ، ضد الأكراد العراقيين ، و ضد السيد السيستاني و الجعفري و غيرهم ، و بين إدانتهم للقتل الجماعي الموجه ضد الشيعة في العراق ، فلن نجد أية نسبة مئوية تُذكر بين المقارنتين !!! .
فيبدو الأمر برمته على أن هؤلاء يرون خطورة الأكراد على الشعب العراقي، أكثر بكثير من خطورة الوهابيين التكفيريين و السلفيين المتسللين و أعوانهم من البعثيين ، الذين يخوضون حرب إبادة حقيقية و شاملة ضد الشيعة العراقيين بشكل خاص و ضد الشعب العراقي بشكل عام ، ليس فقط بشرا و ثروات وطنية ، و إنما ضد البنى التحتية و المنشاءات و الشبكات الحدمية العامة الأخرى ، ناهيك عن عمليات قتل منظمة للعقول العلمية و الثقافية و الإدارية في الجامعات ، و باقي أجهزة الدولة و الحكومة . فأليس من الغريب بالفعل ، أن يقوم بعض الأعضاء من العلماء المسلمين السنَّة ـ المتواطئين أصلا مع الملثمين العرب و الصداميين ـ عندما يبلغ حرجهم الحد الأقصى بحيث لا يستطيعون مواصلة الصمت المحرج جدا ـ بإدانة هذه الأعمال البربرية المرعبة ، ولو على مضض ، بينما جماعة مقتدى الصدر يلزمون الصمت و كأن طيرا على رؤوسهم ، وهم صم و بكم ، و لا ينبسون ببنت شفة ، أو بكلام يتيم !!! .
و لكن بعضا منهم و الحق يقال عباقرة و فطاحل في رسائل فن الشتائم البذيئة و السوقية و المبتذلة * حيث استلمتُ و ما زلتُ العديد منها ، و لديَّ العشرات منها في علبة البريد الإلكتروني ، فأنا أذكر هذه الحقيقة ، لكي نسلَّط الضوء على ( سلوك و ثقافة و تربية ) بعض من هؤلاء الأتباع و الأنصار ، و من أية شريحة اجتماعية معينة ينحدرون ، مع التأكيد على عدم وضعهم جميعا في سلة واحدة و ضرورة التمييز بين هؤلاء الرعاع و الغوغائيين ، و بين أولئك العراقيين الذين يتعاطفون مع التراث الصدري الوطني و الثوري ، كجزء من التراث الوطني العراقي العام . و لكن سيان بين هذه الحركة المتهالكة بين ( بركة ) خائمني الإيراني و نصر الله اللبناني ، و بين ذلك التراث الصدري الوطني و الثوري ؟؟! .
* و قد كنت ُ أتصور بأنني الوحيد الذي ( يشرفونه ) بعض من هؤلاء الأتباع الدهماء ، بشتائمهم البذيئة ، و كم كان عزائي جميلا ، عندما استلمت رسالة مواساة و عزاء ، أو بالأحرى ، رسالة تحذير من الأخ جمال البصري حيث كتب لي قائلا : ( شكرا أستاذي الفاضل على مقالتك الساخرة من رب المتخلفين مقتدى ، و عليك أن تكون متهيئا لاستقبال أحدث الشتائم و أنواع الفيروسات : أخوك جمال البصري . . ) . .
و الواقع أن هذه الشتائم البذيئة تطال حتى أمهاتنا المسكينات أو المتوفيات و أعضائهن التناسلية !! .
بينما يعيرني واحد من هؤلاء الكتبة ، لا لشيء ، إلا لأنني استخدم كلمة البعرور ، أو اسم حسنة ملص ، تلك المومس الشهيرة البغدادية ، التي دخلت إلى التراث القومي العربي البعثي و الناصري ، ك( مناضلة قومية ) ضد حكم عبد الكريم قاسم ، و قد استخدمها المذيع المصري المشهور بالتهريج و التلفيق الإعلامي احمد سعيد ، عبر إذاعة ( صوت العرب ) ، ك( ضحية مظلومة لاستبداد النظام القاسمي ) و تصوريها ضمن ضجة إعلامية كبيرة وواسعة ، كأحد ضحايا حكم عبد الكريم قاسم ( المضطهدين ) ، و من ثم الاستعانة بها كمادة إعلامية تحريضية لإسقاط ذلك النظام القاسمي الذي كان محبوبا من قبل جميع فقراء العراق حسبما يُقال .
و عندما نحن نذكر اسم حسنة ملص ، لا نفعل ذلك بهدف إحداث جرح في ( الذوق الجمالي السامي ؟ ؟ ) لهؤلاء المثقفين المقتداويين ، و إنما للتأكيد على الأسلوب التضليلي و الأكاذيب الملفقة ، و كتعرية لأحداث ووقائع و مزاعم و أكاذيب سياسية معينة ، و ناهيك عن إشارات غامضة و ملفقة لمراجع و مصادر لا توجد ، إلا في مخيلة من يدعيها ! . .
qasim3@gawab.com
كتابات - مهدي قاسم
1 - يدعون بأنهم بشر . . ولكنهم ليسوا ببشر و لا هم يحزنون ! :
ها هي للمرة الألف تكشف العقلية العربية ـ مع احترامنا للاستثناءات ـ كم هي دموية و فاشية و مغرقة بكل ما هو همجي و بربري ، و بدائي ، و مناف لأبسط القيم و المشاعر و الأحاسيس الإنسانية و الحضارية ! . فهذه العقلية عشقت كل ما هو دموي و إجرامي ، و فتنت به أيمانا و سلوكا و قيما ، لحد التأليه و التمجيد و الاعتزاز و الافتخار . و لكن لمَ الاستغراب ، فأليس هي نفس العقلية الوحشية ، التي تحمل خزين القساوة و الهمجية الصحراوية و البطش و التنكيل و الغزوات و السلب و النهب و سبي النساء و الفتيات ، ؟؟! .
ذلك الخزين البربري و المتعشعش في اللاوعي العربي ، منذ آلاف السنين و لحد الآن ؟؟! .. أجل أن هذه العقلية قد عشقت الهمجية و البر برية و التوحش البدائي مرة واحدة و إلى الأبد ، إلى حد أنها تحتفل ـ مثلما عملت ذلك من قبل أيضا في السعودية و الأردن ـ و تقيم أعراسا ل( بطلهم ) الفتاك ، في القتل الجماعي و المجرم السفاح الكبير ، و الانتحاري المفطوس رائد منصور الأردني ، الذي قتل عشرات من العراقيين الأبرياء قرب لجنة طبية في مدينة الحلة ، مفجرا نفسه المتعفن في وسط أولئك الشهداء الضحايا ، الذين لم يكن لهم أي ذنب يُذكر سوى أنهم من العراقيين ! .
و إذا كنا في السابق ، نعالج مثل هذه الجرائم بمعزل عن الإدانة الجماعية و التعميم المطلق ، فقد آن الأوان ، لكي نقوم بعملية التعميم هذه ، و خاصة فقد أثبت أهالي و أقرباء أولئك الانتحاريين الأوباش ، بأنهم ليس فقط لا يدينون مثل هذه العمليات الإجرامية البربرية أو يتبرءون منها معبرين عن أسفهم و حزنهم العميقين ، وإنما يعتزون و يفتخرون بما يقوم به أبنائهم المجرمون ، من عمليات إجرام مروعة و رهيبة من عمليات قتل و ذبح ضد العراقيين المسالمين .
بحيث يعتبرون أن القيام بمثل هذه الأعمال لقتل الأبرياء من النساء و الأطفال و الشباب العراقيين ، أعمالا بطولية وقومية و إسلامية ؟! ، و بالتالي فأنهم يحتفلون بها كأعراس مبهجة ، تستدعي كل الأفراح و المسرات و . . و الرقص الشعبي حتى مطلع الفجر!! . الأمر الذي يجب أن يدعونا إلى القيام بإعادة النظر في علاقتنا التاريخية مع هؤلاء العربان المبتهجين و المتشمتين بموت أطفالنا و نسائنا و شبابنا الغض و نعامل هذه النماذج السافلة و المنحطة من العربان ، بالشك و النفور ، و الرفض و العداء المتبادل . لأنهم قد تجازوا كل الحد الذي يمكن التسامح به ، و تحمله ، و ذلك بدوسهم على أبسط المشاعر و الأحاسيس الإنسانية الحزينة ، للأمهات و الزوجات المفجعات و الأباء ، المفجعين الجريحة بكل غلاظة ، ووحشية لا تليق إلا بسلوك مثل هؤلاء العربان الأوباش .
2 - لدغ زرقاوي في جحر مقتداوي :
عبثا حاولنا إفهام مقتدى الصدر و أنصاره و خاصة ( مثقفيه ) من جماعة الجن ، و غيرهم من الغاطسين في مجاهل و غابات المستقبل الكثيفة و المتشابكة المعتمة ، و المنكمشة في قعر فنجان مسطح و مقَّعر !! ، و كذلك من الضالعين في ( خلفيات ) التاريخ ما قبل الإنسان الكردي الحجري ، نقصد العصر الحجري ، أو بالأحرى من الغارفين من ( علم ) التاريخ الكردي القديم و الحديث ؟! ، بصدد الكشف المثير عن أصل وتد منخور لخيمة عربية تركتها عشيرة عربية بدوية ( أصيلة ) بين حدود أربيل و السيلمانية قبل نزوح الأكراد إليهما ، هذا بالإضافة إلى جوقة الشتَّامين الإنترنتيين المبتذلين لحد البذاءة المقرفة * ، نقول عبثا حاولنا إفهام هؤلاء الحبابيين و المهذبين إلى أقصى الحد من التهذيب و الذوق و حسن السلوك ؟! :
بأن التكفيريين و السلفيين و البعثيين الصداميين ، لا يميزون بين شيعة عراقية و أخرى ، أي أن هؤلاء السفاحين لا يميزون بين شيعة من ( خونة و عملاء للاحتلال مع عددهم البالغ بالملايين ؟؟ ) ، و بين بضعة آلاف من شيعة ( ثوريين من خائمنيين و حسن نصر الله ـويين ، على مقتداويين ) و ( معادين ) للاحتلال من أنصار مولانا المعظم ؟! مقتدى الصدر و حيث كررنا و غيرنا بأن هؤلاء التكفيريين و السلفيين يضعون جميع شيعة العراق في سلة واحدة و تحت قبعة ضيقة و يصرخون متهسترين بشكل مهووس بعيون محمرة بغريزة القتل : اقتلوهم عن بكرة أبيهم ! ، هؤلاء الشيعة الرافضة الكفار !!! .
بل أن هؤلاء ( المجاهدين المتوحشين من المقاومين المسعورين العربان ) ، سوف يستمرون في قتل الشيعة العراقيين ، حتى بعد خروج قوات الاحتلال الأمريكية من العراق ، على اعتبار أن الصراع الأساسي ، ليس بالدرجة الأولى ، يدور بينهم و بين المحتلين ، و إنما بين ( مسلمين ) و بين ( مسلمين مزيفين و كفرة خوارج على الدين الإسلامي ؟؟ ) و الدليل على ما نقول هو تركيز و استهداف هؤلاء الانتحاريين للأهداف المدنية البحتة في المناطق الشيعية ، و الخالية من أي وجود عسكري أمريكي أو أمني عراقي يذكر ، و ذلك بهدف قتل أعداد كبيرة جدا من الشيعة العراقيين المسالمين ، و بغض النظر عن كونهم من نساء و أطفال و شباب غض ، و لكن المهم هو أن يكون شيعيا فحسب !! ، إلى حد ، فقد وصلت النزعة الطائفية الوهابية عند هؤلاء القتلة الساديين المرضى بالهوس الطائفي ، إلى أن يقتلوا و يذبحوا الشيعة العراقيين من الزوار و المشيعين لموتاهم ، على أساس الهوية الطائفية ! .
و رجوعا إلى عنواننا الرئيسي بصدد ( لدغ زرقاوي لجحر مقتداوي ) فأن العملية الانتحارية التي استهدفت مجلسا لعزاء في أحد جوامع الموصل ، و التي ذهبت ضحيتها عشرات القتلى و مئات من الجرحى ، جاءت هي الأخرى ، تأكيدا على ما نقول ، و لتصب في هذا الإطار من الحقد الطائفي الأعمى و المريض ، مع العلم أن مجلس العزاء المذكور ، قد أُقيم خصيصا لتأبين أحد مسئولي حركة مقتدى الصدر في الموصل ، و الذي توفي وفاة عاديا قبل أيام ، أجل تلك الحركة ( الصدرية ) التي يُقال بأنها هي الأخرى (مناهضة و مقاومة ) للاحتلال لحد القشرة البطيخية و الانتحار الجماعي نكاية بهذه الدنيا ( الفانية ، و حيث كان من المفترض أن ( يُعفى ) أعضائها ـ أي أعضاء حركة مقتدى ـ و أفرادها من عمليات القتل الجماعي الطائفي المتعمد ، و الموجهة أصلا ضد الملايين من الشيعة العراقيين ( الخونة و العملاء ) لواشنطن و إسرائيل ؟! ، ذلك انطلاقا من اعتبار لكون الأعضاء المقتداويين رفاق ، و مجاهدين أشاوس ، يقفون سوية مع هؤلاء التكفيريين و البعثيين كمجاهدين في ( الخندق الواحد ) ضد الاحتلال ، و . . و لربما تحرير العراق من العراقيين الفائضين عن الحاجة من الشيعة و الأكراد !!! .
و مع أننا قد فهمنا من خلال ( تثقيفات ) المنبر المهدي ، بأنه لا توجد أية قيمة و أهمية لحياة الإنسان في هذه ( الدنيا الفانية ؟؟ ـ بالطبع مع مرعاة نمو التكرش و ازدهار الخدود الحمراء ، كتعبير عن عافية نابعة من أكل ما ألذ و طاب مع زوجات عديدة في هذه الدنيا الفانية مع الكسل و الراحة الدائمين ـ طبعا ـ كمتعة عابرة ؟! ) ، و إنما الشيء الأهم في نظر هؤلاء ، هي حياة الآخرة ، و هذا يعني بأنه سيان تماما ضمن هذا المنطق المظلم ، إذا ذُبح و قتل المواطن العراقي الآن ، أو غدا ، أو بعد غد و سواء ما زال طفلا أو يافعا أم كهلا ، على أيدي هؤلاء ( المجاهدين و المقاومين )الملثمين ، فأنه في أسوأ الأحوال ، سيكون أضحية و قربانا ، كتمهيد لبناء دولة المهدي على الأرض قاطبة ، ستجري من تحتها أنهار من العسل و الحليب و نثرات الذهب السيالة ! .
ربما هذا هو سبب الصمت المطبق السميك كجدران برلين الذي نلاحظه من قبل ( مشقفي و مفكري و كتَّاب ) الحركة المقتداوية إزاء العمليات الانتحارية شبه اليومية التي طالت و تطول الشيعة العراقيين ، و بالدرجة الأولى تجمعاتهم المدنية المحتشدة ، ، بحيث بلغ هذا الصمت السميك و الأسمنتي إلى حد ، دون أن نسمع أية كلمة احتجاج أو إدانة لهذه العمليات البربرية الرهيبة ، و إذا صادف ، و بشكل نادر جدا ، أن فتح فمه ( المبارك ) أحد مساعدي مقتدى الصدر فأنه يحاول أن يوحي بأن عملاء المخابرات الأمريكية و الإسرائيلية ، هم الذين يقومون بمثل هذه الأعمال الانتحارية ، و لماذا يا ترى ؟؟! ، لربما ليتناولوا عشائهم مع النبي في الجنة !!! .
و لهذا فنرى أن كتبة مقتداويين ، لا يكتبون حرفا واحدا ضد أو عن هذه الجرائم النازية اليومية ضد الشيعة العراقيين بشكل خاص و ضد الشعب العراقي بشكل عامة ، و إنما ( يكتبون ) عن قعر الفنجان المستقبلي المقَّعر و عن أصول الأكراد المنحدرين من سلالة الجن ، أو التأكيد الدائم ، بأن الأكراد العراقيين هم سبب مأساة الشعب العراقي ، و أنهم طارئون على أرض العراق !! .
و عندما نقارن بين هجوم عنصري ، وتشهير شوفيني لهؤلاء الكتَّاب و المتثاقفين المقتداويين ، ضد الأكراد العراقيين ، و ضد السيد السيستاني و الجعفري و غيرهم ، و بين إدانتهم للقتل الجماعي الموجه ضد الشيعة في العراق ، فلن نجد أية نسبة مئوية تُذكر بين المقارنتين !!! .
فيبدو الأمر برمته على أن هؤلاء يرون خطورة الأكراد على الشعب العراقي، أكثر بكثير من خطورة الوهابيين التكفيريين و السلفيين المتسللين و أعوانهم من البعثيين ، الذين يخوضون حرب إبادة حقيقية و شاملة ضد الشيعة العراقيين بشكل خاص و ضد الشعب العراقي بشكل عام ، ليس فقط بشرا و ثروات وطنية ، و إنما ضد البنى التحتية و المنشاءات و الشبكات الحدمية العامة الأخرى ، ناهيك عن عمليات قتل منظمة للعقول العلمية و الثقافية و الإدارية في الجامعات ، و باقي أجهزة الدولة و الحكومة . فأليس من الغريب بالفعل ، أن يقوم بعض الأعضاء من العلماء المسلمين السنَّة ـ المتواطئين أصلا مع الملثمين العرب و الصداميين ـ عندما يبلغ حرجهم الحد الأقصى بحيث لا يستطيعون مواصلة الصمت المحرج جدا ـ بإدانة هذه الأعمال البربرية المرعبة ، ولو على مضض ، بينما جماعة مقتدى الصدر يلزمون الصمت و كأن طيرا على رؤوسهم ، وهم صم و بكم ، و لا ينبسون ببنت شفة ، أو بكلام يتيم !!! .
و لكن بعضا منهم و الحق يقال عباقرة و فطاحل في رسائل فن الشتائم البذيئة و السوقية و المبتذلة * حيث استلمتُ و ما زلتُ العديد منها ، و لديَّ العشرات منها في علبة البريد الإلكتروني ، فأنا أذكر هذه الحقيقة ، لكي نسلَّط الضوء على ( سلوك و ثقافة و تربية ) بعض من هؤلاء الأتباع و الأنصار ، و من أية شريحة اجتماعية معينة ينحدرون ، مع التأكيد على عدم وضعهم جميعا في سلة واحدة و ضرورة التمييز بين هؤلاء الرعاع و الغوغائيين ، و بين أولئك العراقيين الذين يتعاطفون مع التراث الصدري الوطني و الثوري ، كجزء من التراث الوطني العراقي العام . و لكن سيان بين هذه الحركة المتهالكة بين ( بركة ) خائمني الإيراني و نصر الله اللبناني ، و بين ذلك التراث الصدري الوطني و الثوري ؟؟! .
* و قد كنت ُ أتصور بأنني الوحيد الذي ( يشرفونه ) بعض من هؤلاء الأتباع الدهماء ، بشتائمهم البذيئة ، و كم كان عزائي جميلا ، عندما استلمت رسالة مواساة و عزاء ، أو بالأحرى ، رسالة تحذير من الأخ جمال البصري حيث كتب لي قائلا : ( شكرا أستاذي الفاضل على مقالتك الساخرة من رب المتخلفين مقتدى ، و عليك أن تكون متهيئا لاستقبال أحدث الشتائم و أنواع الفيروسات : أخوك جمال البصري . . ) . .
و الواقع أن هذه الشتائم البذيئة تطال حتى أمهاتنا المسكينات أو المتوفيات و أعضائهن التناسلية !! .
بينما يعيرني واحد من هؤلاء الكتبة ، لا لشيء ، إلا لأنني استخدم كلمة البعرور ، أو اسم حسنة ملص ، تلك المومس الشهيرة البغدادية ، التي دخلت إلى التراث القومي العربي البعثي و الناصري ، ك( مناضلة قومية ) ضد حكم عبد الكريم قاسم ، و قد استخدمها المذيع المصري المشهور بالتهريج و التلفيق الإعلامي احمد سعيد ، عبر إذاعة ( صوت العرب ) ، ك( ضحية مظلومة لاستبداد النظام القاسمي ) و تصوريها ضمن ضجة إعلامية كبيرة وواسعة ، كأحد ضحايا حكم عبد الكريم قاسم ( المضطهدين ) ، و من ثم الاستعانة بها كمادة إعلامية تحريضية لإسقاط ذلك النظام القاسمي الذي كان محبوبا من قبل جميع فقراء العراق حسبما يُقال .
و عندما نحن نذكر اسم حسنة ملص ، لا نفعل ذلك بهدف إحداث جرح في ( الذوق الجمالي السامي ؟ ؟ ) لهؤلاء المثقفين المقتداويين ، و إنما للتأكيد على الأسلوب التضليلي و الأكاذيب الملفقة ، و كتعرية لأحداث ووقائع و مزاعم و أكاذيب سياسية معينة ، و ناهيك عن إشارات غامضة و ملفقة لمراجع و مصادر لا توجد ، إلا في مخيلة من يدعيها ! . .
qasim3@gawab.com