سياسى
03-15-2005, 10:32 PM
كتب زهير الدجيلي
منذ عام 1998 تاريخ صدور قانون تحرير العراق وتوجه الولايات المتحدة للتعامل مع المعارضة العراقية بشكل جدي منذ عهد الرئيس كلينتون، وجدت واشنطن نفسها امام معارضة «معقدة» صعبة، وزعماء اشبه بالاخوة الاعداء، تملأهم الشكوك حول بعضهم البعض، ان اجتمعوا في قاعة واحدة جرى اجتماعهم على المجاملات الهشة التي لا تخلو من نفاق سياسي، وان اجتمعوا في غرف متجاورة متفرقة يسقط احدهم الآخر الى الحضيض امام زائريه من الاجانب والعرب.
كانوا يتفرقون اكثر واكثر اذا تولوا بأنفسهم مشروعهم العراقي يفرقهم صراع الزعامة، وينهشهم صراع اللئامة، لكنهم سرعان ما يجتمعون على ود فجائي ويلمون انفسهم على بعضهم البعض باستحياء ومجاملة ويخضعون للمنطق السليم ويسايرون المعقول اذا قادهم اجنبي، وتولى امرهم مسؤول من غيرهم.
هذه عقدة نفسية عراقية قديمة مازالت متوارثة حتى الساعة، بدليل ان زعامات العراق الحالية غير قادرة لغاية الآن على طاعة انفسها بأنفسها وطاعة اهل هذا الوطن قبل ان تكون مطيعة لايران او لسوريا أو لتركيا أو للولايات المتحدة وبريطانيا، وغيرها من الدول والعواصم القريبة والبعيدة.
وقد عرفت واشنطن آنذاك انها امام «.. علة عراقية» ما لها طب ولا دواء لغاية الآن، ومن الصعب ان تجد فيها زعيما واحدا مخولا من تلك المعارضة العراقية يمثلها، وينطق باسمها، ويكون سفيرا لها لدى الغير، يعترف الجميع بمرجعيته وبمسؤوليته، لذلك اختارت فرانك ريتشارد دوني، ومن بعده زلماي خليل زادة، ومن ثم جاي غارنر، وبعده بول بريمر، ليكون موحدا لتلك المعارضة جامعاً اياها على موقف سليم وكلمة سواء، لكي تكون تلك المعارضة سلسة ومنقادة، وتكون واجهة مشروع اسقاط نظام صدام وواجهة التغيير في العراق، الذي كانت تخطط له واشنطن مع حلفائها.
ورغم قناعة الجميع ان مشروع التغيير لو ظل على عاتق المعارضة العراقية وحدها آنذاك، وعلى مسؤوليتها، لما سقط نظام صدام ابدا، ولدام لغاية القرن الثالث والعشرين مع احفاد احفاده، رغم ان هذا القول يلقى معارضة من بعض اهل الحكم الآن الذي اصبحوا من كثرة عنترياتهم يزايدون، حتى على الذي اوصلهم للحكم.
ورغم الضعف الذي كانت عليه المعارضة العراقية، الا ان حظها «كان يفلق الصخر» بعد ان هيأت واشنطن وحلفاؤها فرصة «الحكم» لزعمائها، وهي فرصة اشبه بذاك الذي جاءته الغنائم وهو نائم.
وبعد ان استتب «الحكم» لهؤلاء الزعماء وتركتهم واشنطن ليتدبروا امورهم لوحدهم وعلى مسؤوليتهم، وليتفاهموا ويتفقوا فيما بينهم من اجل هذا الوطن، الذي بات أشبه بالسفينة، التي يراد لها ان تبحر في بحر هائج بعد ان وصلت الى شاطئ آمن، عادت حليمة الى عادتها القديمة، ولا كأن الماضي يكفي للعظة والدرس والتدبر، فرجع هؤلاء الزعماء «الوارثون» من عهد المعارضة العراقية الى تقاليد واخلاق تلك المعارضة يتعاملون بها، ويضعون بأنفاسها وروحيتها المريضة شروط بعضهم على بعض على اساس توزيع (الوطن) غنائم على مواقعهم الطائفية والعرقية، وليس توزيع غنائمهم، (التي ساقتها اليهم واشنطن) على هذا الوطن.
لقد تحققت منجزات ومكاسب وبذلت اموال وجهود وهدرت دماء عراقية وغير عراقية من اجل خلاص هذا البلد من الدكتاتورية، وحرام ان يضيع كل هذا في دوامة الجدل الطائفي العرقي، فبعض مطالب اطراف المعارضة العراقية الحاكمة الآن اشبه بذلك الذي يريد ان يحسم قضايا سنة 2050 في سنة 2005. ويبدو ان بريمر جاء في وقته مع انعقاد الجمعية الوطنية التي سيطول الجدل فيها، ويبدو ايضا ان القناعة ما زالت قائمة لدى واشنطن بأن العراقيين غير قادرين على حل مشاكلهم بأنفسهم، وما يحلها الا بريمر!
ولقد جاء في الآية الكريمة «ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
منذ عام 1998 تاريخ صدور قانون تحرير العراق وتوجه الولايات المتحدة للتعامل مع المعارضة العراقية بشكل جدي منذ عهد الرئيس كلينتون، وجدت واشنطن نفسها امام معارضة «معقدة» صعبة، وزعماء اشبه بالاخوة الاعداء، تملأهم الشكوك حول بعضهم البعض، ان اجتمعوا في قاعة واحدة جرى اجتماعهم على المجاملات الهشة التي لا تخلو من نفاق سياسي، وان اجتمعوا في غرف متجاورة متفرقة يسقط احدهم الآخر الى الحضيض امام زائريه من الاجانب والعرب.
كانوا يتفرقون اكثر واكثر اذا تولوا بأنفسهم مشروعهم العراقي يفرقهم صراع الزعامة، وينهشهم صراع اللئامة، لكنهم سرعان ما يجتمعون على ود فجائي ويلمون انفسهم على بعضهم البعض باستحياء ومجاملة ويخضعون للمنطق السليم ويسايرون المعقول اذا قادهم اجنبي، وتولى امرهم مسؤول من غيرهم.
هذه عقدة نفسية عراقية قديمة مازالت متوارثة حتى الساعة، بدليل ان زعامات العراق الحالية غير قادرة لغاية الآن على طاعة انفسها بأنفسها وطاعة اهل هذا الوطن قبل ان تكون مطيعة لايران او لسوريا أو لتركيا أو للولايات المتحدة وبريطانيا، وغيرها من الدول والعواصم القريبة والبعيدة.
وقد عرفت واشنطن آنذاك انها امام «.. علة عراقية» ما لها طب ولا دواء لغاية الآن، ومن الصعب ان تجد فيها زعيما واحدا مخولا من تلك المعارضة العراقية يمثلها، وينطق باسمها، ويكون سفيرا لها لدى الغير، يعترف الجميع بمرجعيته وبمسؤوليته، لذلك اختارت فرانك ريتشارد دوني، ومن بعده زلماي خليل زادة، ومن ثم جاي غارنر، وبعده بول بريمر، ليكون موحدا لتلك المعارضة جامعاً اياها على موقف سليم وكلمة سواء، لكي تكون تلك المعارضة سلسة ومنقادة، وتكون واجهة مشروع اسقاط نظام صدام وواجهة التغيير في العراق، الذي كانت تخطط له واشنطن مع حلفائها.
ورغم قناعة الجميع ان مشروع التغيير لو ظل على عاتق المعارضة العراقية وحدها آنذاك، وعلى مسؤوليتها، لما سقط نظام صدام ابدا، ولدام لغاية القرن الثالث والعشرين مع احفاد احفاده، رغم ان هذا القول يلقى معارضة من بعض اهل الحكم الآن الذي اصبحوا من كثرة عنترياتهم يزايدون، حتى على الذي اوصلهم للحكم.
ورغم الضعف الذي كانت عليه المعارضة العراقية، الا ان حظها «كان يفلق الصخر» بعد ان هيأت واشنطن وحلفاؤها فرصة «الحكم» لزعمائها، وهي فرصة اشبه بذاك الذي جاءته الغنائم وهو نائم.
وبعد ان استتب «الحكم» لهؤلاء الزعماء وتركتهم واشنطن ليتدبروا امورهم لوحدهم وعلى مسؤوليتهم، وليتفاهموا ويتفقوا فيما بينهم من اجل هذا الوطن، الذي بات أشبه بالسفينة، التي يراد لها ان تبحر في بحر هائج بعد ان وصلت الى شاطئ آمن، عادت حليمة الى عادتها القديمة، ولا كأن الماضي يكفي للعظة والدرس والتدبر، فرجع هؤلاء الزعماء «الوارثون» من عهد المعارضة العراقية الى تقاليد واخلاق تلك المعارضة يتعاملون بها، ويضعون بأنفاسها وروحيتها المريضة شروط بعضهم على بعض على اساس توزيع (الوطن) غنائم على مواقعهم الطائفية والعرقية، وليس توزيع غنائمهم، (التي ساقتها اليهم واشنطن) على هذا الوطن.
لقد تحققت منجزات ومكاسب وبذلت اموال وجهود وهدرت دماء عراقية وغير عراقية من اجل خلاص هذا البلد من الدكتاتورية، وحرام ان يضيع كل هذا في دوامة الجدل الطائفي العرقي، فبعض مطالب اطراف المعارضة العراقية الحاكمة الآن اشبه بذلك الذي يريد ان يحسم قضايا سنة 2050 في سنة 2005. ويبدو ان بريمر جاء في وقته مع انعقاد الجمعية الوطنية التي سيطول الجدل فيها، ويبدو ايضا ان القناعة ما زالت قائمة لدى واشنطن بأن العراقيين غير قادرين على حل مشاكلهم بأنفسهم، وما يحلها الا بريمر!
ولقد جاء في الآية الكريمة «ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».