المهدى
03-14-2005, 08:01 AM
الطغاة.. صنيعة الشعوب!
.. رسالة بالفاكس وصلت الى مكتبي في الجريدة من مواطن لبناني جنوبي يعترض فيها على الانتقاد الذي وجهته -قبل ايام- الى زعيم حزب الله «حسن نصرالله» حين رشحته لمنصب وزير دفاع في الحكومة السورية قائلا.. «انه اشرف انسان في لبنان ولا نرضى ان يهب عليه الهواء الطائر ونتمنى ان نكون نعالا في قدميه»!
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كانت الجيوش الاسلامية بقيادة «خالد بن الوليد» تواصل انتصاراتها في بلاد الشام وتفتح المدن والبلدان واحدة تلو الأخرى، فما كان من الخليفة العادل الا ان ارسل رسولا الى «خالد» يبلغه فيه بعزله عن قيادة الجيش وتعيين أبوعبيدة بن الجراح، فلما استغرب الناس من امر «عمر» قال قولته الشهيرة... «لقد خفت ان يفتتن المسلمون بخالد ويعتقدون ان النصر من عنده وعلى يديه وينسون ان النصر من عند الله عز وجل»!
كان على اللبناني الجنوبي -صاحب الرسالة- ان يخلع نعليه ويتوضأ ويصلي شكرا لله على نصرة المسلمين ضد اليهود في جنوب لبنان لا ان يتمنى ان يصبح نعالا في قدمي السيد «نصرالله»، ولو كنت مكان قيادة الحزب لاصدرت قرارا بعزل الامين العام وتوجيه خالص الشكر والتقدير له مع طبع عشرات القبل على جبهته وانفه وهو الذي ضحى بولده «هادي» في سبيل تحرير لبنان، ثم يذهب الى ضيعته عزيزا مكرما لأن رجال الحرب لا يصلحون لمرحلة السلام، ورجال السلام لا يصلحون لمرحلة.. الحرب.
ومن اجل الا يفتتن الناس به ويتحول نصر من الله الى.. «نصر الله»!! «ديجول» قاد بلاده الى النصر من مقر اذاعة فرنسا الحرة في بريطانيا واصر على قيادة جيشه ليكون اول من يطأ أرض بلاده المحتلة من اجل تحريرها عند النزول على شواطىء النورماندي، ترأس بلاده لعدة دورات وعندما حصل على 68% فقط من الاصوات في آخر انتخابات له، استقال وانزوى في قريته عزيزا مكرما دون ان يقف فرنسي واحد ويقول.. «اتمنى ان اكون نعالا في قدمي..ديجول»!
«تشرشل» فعل الامر ذاته وقاد بلاده الى النصر، وحين حل السلام قال له شعبه.. «لكل زمان دولة ورجال»، فانزوى في قريته عزيزا مكرما دون ان يطالب الشعب البريطاني بأن يكونوا. «نعالا في قدميه»! «صدام حسين» كان يعاير شعبه على الدوام بأنهم «حفنة من الحفاة» وان «ثورته المباركة» هي التي جعلتهم يرتدون «النعل» وظل يكررها طيلة 35 عاما حتى تقاذفوه بـ«النعل والقنادر» في التاسع من ابريل عام 2003!
نتفق مع المواطن اللبناني الجنوبي بأن.. «حسن نصرالله اشرف انسان في لبنان» وكذلك كان المرحوم «رفيق الحريري» لكن مشكلة لبنان ان الشرفاء إما أن تفخخهم سوريا مثل «الحريري» او تطويهم تحت عباءتها مثل «نصرالله» وفي الحالتين.. «كلنا خسرانين»!!
يقول الباري عز وجل في كتابه العزيز.. «لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم»، وهذا يعني ان لا احد يتمنى ان يكون نعالا في قدمي.. احد، وان حدث ذلك فلا تلوموا «امريكا والاستعمار والصهيونية والامبريالية» حين يخرج من بيننا طغاة لأن الشعوب هي التي.. تصنعهم!
.. رسالة بالفاكس وصلت الى مكتبي في الجريدة من مواطن لبناني جنوبي يعترض فيها على الانتقاد الذي وجهته -قبل ايام- الى زعيم حزب الله «حسن نصرالله» حين رشحته لمنصب وزير دفاع في الحكومة السورية قائلا.. «انه اشرف انسان في لبنان ولا نرضى ان يهب عليه الهواء الطائر ونتمنى ان نكون نعالا في قدميه»!
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كانت الجيوش الاسلامية بقيادة «خالد بن الوليد» تواصل انتصاراتها في بلاد الشام وتفتح المدن والبلدان واحدة تلو الأخرى، فما كان من الخليفة العادل الا ان ارسل رسولا الى «خالد» يبلغه فيه بعزله عن قيادة الجيش وتعيين أبوعبيدة بن الجراح، فلما استغرب الناس من امر «عمر» قال قولته الشهيرة... «لقد خفت ان يفتتن المسلمون بخالد ويعتقدون ان النصر من عنده وعلى يديه وينسون ان النصر من عند الله عز وجل»!
كان على اللبناني الجنوبي -صاحب الرسالة- ان يخلع نعليه ويتوضأ ويصلي شكرا لله على نصرة المسلمين ضد اليهود في جنوب لبنان لا ان يتمنى ان يصبح نعالا في قدمي السيد «نصرالله»، ولو كنت مكان قيادة الحزب لاصدرت قرارا بعزل الامين العام وتوجيه خالص الشكر والتقدير له مع طبع عشرات القبل على جبهته وانفه وهو الذي ضحى بولده «هادي» في سبيل تحرير لبنان، ثم يذهب الى ضيعته عزيزا مكرما لأن رجال الحرب لا يصلحون لمرحلة السلام، ورجال السلام لا يصلحون لمرحلة.. الحرب.
ومن اجل الا يفتتن الناس به ويتحول نصر من الله الى.. «نصر الله»!! «ديجول» قاد بلاده الى النصر من مقر اذاعة فرنسا الحرة في بريطانيا واصر على قيادة جيشه ليكون اول من يطأ أرض بلاده المحتلة من اجل تحريرها عند النزول على شواطىء النورماندي، ترأس بلاده لعدة دورات وعندما حصل على 68% فقط من الاصوات في آخر انتخابات له، استقال وانزوى في قريته عزيزا مكرما دون ان يقف فرنسي واحد ويقول.. «اتمنى ان اكون نعالا في قدمي..ديجول»!
«تشرشل» فعل الامر ذاته وقاد بلاده الى النصر، وحين حل السلام قال له شعبه.. «لكل زمان دولة ورجال»، فانزوى في قريته عزيزا مكرما دون ان يطالب الشعب البريطاني بأن يكونوا. «نعالا في قدميه»! «صدام حسين» كان يعاير شعبه على الدوام بأنهم «حفنة من الحفاة» وان «ثورته المباركة» هي التي جعلتهم يرتدون «النعل» وظل يكررها طيلة 35 عاما حتى تقاذفوه بـ«النعل والقنادر» في التاسع من ابريل عام 2003!
نتفق مع المواطن اللبناني الجنوبي بأن.. «حسن نصرالله اشرف انسان في لبنان» وكذلك كان المرحوم «رفيق الحريري» لكن مشكلة لبنان ان الشرفاء إما أن تفخخهم سوريا مثل «الحريري» او تطويهم تحت عباءتها مثل «نصرالله» وفي الحالتين.. «كلنا خسرانين»!!
يقول الباري عز وجل في كتابه العزيز.. «لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم»، وهذا يعني ان لا احد يتمنى ان يكون نعالا في قدمي.. احد، وان حدث ذلك فلا تلوموا «امريكا والاستعمار والصهيونية والامبريالية» حين يخرج من بيننا طغاة لأن الشعوب هي التي.. تصنعهم!