حياة طالب جامعي تجسد الواقع الـحقيقي الذي يعيشه المـجتمع العراقي

[موالى]

يصعب على الشبان في العراق ان يتذكروا وقتا خلا من الحرب واعمال العنف او العقوبات. ولعل هذا هو السبب الذي يجعل هؤلاء الشبان الذين اصابهم الاحباط واليأس ومعظمهم في العشرينات من العمر يتوقون الى شيء واحد ألا وهو ان يعيشوا حياة طبيعية.

والعديد من هؤلاء الشبان مستعدون لمغادرة بلادهم بحثا عن هذه الحياة الطبيعية. ويعبر الطالب سنان طارق (23 عاما) عن هذا الحلم الذي يراوده فيقول «ببساطة نريد ان نجد الراحة التي ننشدها ولو لبعض الوقت ولا نريد ان يستبد بنا القلق والخوف».

ولم يبق سوى سنة واحدة لكي ينهض سنان دراسته ويتخرج من الجامعة الفنية في بغداد التي يدرس بها علوم الحاسب الآلي بيد انه حين يتحدث عن اهدافه وطموحاته في المستقبل تتغير نبرة صوته وسرعان ما يفقد الحماس.

ويقول هذا الشاب في نبرة تنم عن الشعور بالحسرة «يمكن ان تتحسن الاوضاع». ويعمل سنان في مكتبة امام الجامعة بعد ظهر كل يوم. ولكنه يصبح عصبي المزاج عندما يتحدث عن مستقبله.

ويتصبب عرقا بينما يصف مشاعره حين شاهد ولاول مرة برامج تلفزيونية اجنبية في اعقاب سقوط صدام حسين.

وقال «فجأة صرنا نشاهد الاخبار من كافة انحاء العالم وسمعنا ما يعتقده الاخرون بشأننا». ويبدو ان ما سمعه وما شاهده في ذلك الوقت كان بمثابة صدمة قوية له.

اما زميله شاكر (21 عاما) وهو طالب جامعي ايضا فقد استطاع ان يتكيف بسهولة اكبر مع العراق الجديد ومع التدفق الايسر للمعلومات من الخارج.