المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دخل المشعوذين يكافئ دخل قناة السويس؟



موالى
03-14-2005, 12:34 AM
في دراسة ميدانية أجراها مركز مصري كبير للبحوث الاجتماعية ان عدد الدجالين والمشعوذين في مصر يبلغ المليون، وهو ما يساوي ضعف عدد المشتغلين بالمهن الطبية.

أنا أشكك في صحة هذه الأرقام لأني واثق انها لا تشمل المتجرين بالدين من أعضاء التنظيمات السرية أو من الذين يمارسون بيع المعلومات الدينية على الشاشات بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير سواء لقّب الواحد نفسه بلقب الداعية أو اكتفى بدور مضيف (مقدم برامج) يدعو الناس إلى بساطة العيش وعلى صدره شارة ناد دولي للصفوة وحلية ماسية ثقيلة الوزن غالية الثمن.

وأنا أعرف واحدا، أكاد أقسم انه لم يشمله هذا المسح العلمي الميداني، وقد اجبرته الظروف على ان يكتب احجبة لصاحبة المسكن الذي أقام فيه، وهو طالب في كلية الطب البيطري حتى لا تطرده من المسكن الذي لم يتأخر عن دفع ايجاره كمسكن مفروش، وبعد ان شفيت من مرض ألم بها ظنت ان حجابه (رقيته) هو السبب، فجاءت له بكل جاراتها وصاحباتها ليكتب لهن الأحجبة، وفعل ذلك وانهالت عليه الهدايا التي لم يشملها المسح الميداني.

تقول نتائج هذه الدراسة العلمية «ان دخل المشعوذين في مصر يكافئ دخل قناة السويس».

هل خضنا حربا ضد ثلاث دول من أجل نصف دخل الدجالين؟ ألم نحاربهم من أجل ان يكون لنا دخل قناة السويس.

هذا سبب آخر يدعوني لتثبيت ايماني بأن الحرب والثورة هما من أعراض داء عصابي جماعي لا طائل وراءه، وليسا مدعاة للفخر بل طريق للدمار.

كان دخل قناة السويس عندما حاربنا من أجلها ثلاثين مليون جنيه وكنا أيامها (1956 ـ 1957) ننفق ثلاثين مليون جنيه، سنويا، على شرب الشاي.

ما أتعس الشعوب عندما تقتات بزاد الثورة!

لم تكن مصر تحارب وحدها في هذه المعركة، بل حاربت معها كل الشعوب التي هبت من نوم طويل في ليل الامبراطوريات القديمة.

وعندما سقط البريطانيون والفرنسيون تحت أقدام الأميركان والروس ظننا أننا نحن الذين اسقطناهم وعشنا نشوة لا نزال ندفع ثمنها، من كوبا الى بيونغ يانغ الى بالي الاندونيسية الى بغداد المعذبة.

لو اننا استفدنا من فناجين الشاي التي دفعنا ثمنا لها مساويا لدخل قناة السويس لأفقنا من هذه النشوة السامة.