المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اريك هارون «الجهادي الأميركي» مع «النصرة» مات في أريزونا... بجرعة زائدة



كوثر
04-12-2014, 06:24 AM
رفيق سلاحه الكويتي «أبو محمد»: اعتقلناه في البداية لكنه أثبت إخلاصه بإنقاذ حياة جريح ثم بذله دماً لأجلنا


12 أبريل 2014


http://s3.alraimedia.com/CMS/Attachments/2014/4/11/380307_070102_Crp__728x0.jpg


• العديد من المقاتلين شكوا فيه عندما سجن في أميركا لكني مؤمن بولائه لقضية المعارضة السورية

• في كل مرة كنت أتحدث معه كان يتمنى العودة ليقاتل معنا بشار الأسد

• سجن في مصر بعد مشاركته في تظاهرات ضد المجلس العسكري عام 2011


أراد اريك هارون المعروف بـ «الجهادي الأميركي» القتال من أجل العدالة في سورية، لكنه حارب الى جانب «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة»، فقامت الولايات المتحدة بسجنه بعد عودته بوصفه «إرهابيا محتملاً». وفي الثامن من ابريل الجاري مات بجرعة مخدرات زائدة.

قصة هارون (31 عاما) التي ترويها الكاتبة في صحيفة «ذا ديلي بيست» الاميركية آنا تيريز داي بدأت في يوليو العام 2011 حين التقته الكاتبة في حانة في أعلى فندق فاخر مطل على النيل في القاهرة. كان هارون خارجاً من السجن في مصر الذي وضع فيه بعد مشاركته في احتجاج ضد المجلس العسكري الذي كان يتولى قيادة المرحلة الانتقالية، وكان مستاء مما وصفه بالعجز في مواجهة الظلم والافلات من العقاب.

نشرت شقيقة هارون على «فيسبوك» انه توفي بجرعة مخدرات زائدة في منزل والده في فينيكس في ولاية اريزونا الاميركية، ثم أكدت الامر للكاتبة التي اتصلت بها عبر الهاتف.

وعندما التقته في القاهرة ابدى هارون للكاتبة انزعاجه مما مر عليه خلال احتجازه، وشتم السفارة الاميركية التي قال انها لا ترغب في حماية المواطنين الأميركيين من أمثاله في الخارج.

هارون قدم نفسه في ذلك الوقت على انه أميركي من اصل لبناني ومسلم سني جاء الى الشرق الاوسط للاحتجاج على السياسة الأميركية الفاسدة في المنطقة.

وبحسب هارون ومخبر من مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) كان يراقبه، فانه واصل القيام بجولات الى الشرق الأوسط للمشاركة في احداث «الربيع العربي»، غير انه ظهر بوصفه «الجهادي الأميركي» في سورية في مطلع 2013.

وتسلل هارون الى شمال غربي سورية في اواخر 2012 بعد ان عبر الحدود التركية للانضمام الى الجيش الحر. واثر معركة فوضوية مع موالين للنظام، وجد نفسه في منطقة تسيطر عليها «جبهة النصرة». ورغم ان عناصر الجبهة اعتقلوه في البداية، الا انه اثبت لهم اخلاصه من خلال انقاذه جريحا من الجبهة خلال معركة مع الجيش السوري.

وقال «ابو محمد»، وهو كويتي كان رفيق سلاح لهارون في سورية، قبل ان يعود الى الكويت: «عندما انقذ حياة المقاتل. رأينا انه يمكن ان يكون مساعدا في أسوأ الاحوال»، مضيفا ان «هارون بذل بعد ذلك دما من أجلنا» حين جُرح هو نفسه في معركة.

وأوضح «أبو محمد» لـ «ديلي بيست»: «عندما ذهب الى أميركا اعتقدنا انه سيجلب لنا السلاح. أظن انه كان يعتقد ان بامكانه ان يكون صلة وصل بيننا وبين المال والسلاح في أميركا. وفي كل مرة كنت أتحدث معه، كان يتمنى ان يعود إلينا ليقاتل معنا بشار الأسد».

واشار «أبو محمد» الى ان العديد من المقاتلين شكوا بهارون عندما تم احتجازه في أميركا، الا «انني كنت مؤمناً بولائه لقضية المعارضة السورية».

وحقق «اف بي آي» مع هارون في اسطنبول حول دعمه المعارضة السورية بالسلاح، حسب ما قال مخبر الجهاز الذي كان مصدر المعلومات الاساسي في قضية جنائية ضده. وعندما هبط هارون في مطار «دولس» في واشنطن في 27 مارس 2013 جرى استجوابه طوعا في البداية من قبل «اف بي آي» ثم اوقف بتهمة التآمر لاستخدام سلاح دمار شامل من قبل منظمة تصنفها واشنطن ارهابية. ولو ادين بهذه التهمة لكان يمكن ان يسجن 30 عاما.

لكن هارون امضى في النهاية 6 اشهر في السجن الانفرادي في فرجينيا قبل ان يجري اطلاق سراحه بموجب اتفاق على الادلاء باعترافات مع الادعاء في سبتمبر العام 2013.

ولدى توقيفه، كان هارون قد اصبح شخصا مهما على المسرح السوري، خصوصا بسبب حضوره البارز على الانترنت، واصبح معروفا لدى النشطاء الاعلاميين والمحللين والموالين للأسد والمواقع الجهادية الذين اختلفوا على توصيفه بين «مقاتل من اجل الحرية» و«ارهابي» و«جاسوس» و«سائح حرب».

وكذلك ظهرت قصته كثيرا في الصحافة الأميركية، فظهرت تقارير عن «أريزونا جونز» تيمنا بـ «انديانا جونز»، كما نشرت مجلة «فورين بوليسي» المعروفة مقالا عن «الجهادي من فينيكس» وصفته فيه بانه «مهووس وعنصري وغير مستقر». وتحدثت المجلة عن مشكلاته المتعلقة بشرب الخمر مع رجال الشرطة في الولايات المتحدة. وكشف تحقيق المجلة انه ليس من اصل لبناني بل اميركي ابيض اعتنق الاسلام ولا علاقة سابقة له بالشرق الاوسط.

وبنتيجة ذلك، اصبح هارون شخصية غير مثيرة للتعاطف أثناء تقدم قضيته في المحاكم الأميركية. ومع ذلك فان وضعه شكل قضية غير مسبوقة في القانون الأميركي، بحسب محاميه جيريمي سي كامينز، الذي قال انه «لم يسبق ابدا على حد علمي ان وجهت الحكومة الاميركية اتهاما الى مواطن لقتاله مع مجموعة متسقة مع المصالح الأميركية».

كما قال استاذ القانون في جامعة تكساس والخبير في الامن القومي روبرت شيسني لصحيفة «نيويورك تايمز»: «اذا كان هذا الرجل يقول الحقيقة، فهناك سؤال مثير للاهتمام يتعلق بسبب محاكمته. فهو يبدو انه كان يقاتل في الجانب الأميركي، لكن مع الأشخاص الخطأ».

وخلال الجلسات التمهيدية للمحاكمة، شهد مخبر الـ «اف بي آي» بول هيغينبوثام بان لا دليل على ان هارون تورط في نشاط ارهابي أو انه حمل «افكارا اصولية او جهادية»، مضيفا انه كان قد صرح بانه «يكره القاعدة».

وبعد الافراج عنه في سبتمبر عاد هارون الى عاداته الاستفزازية على مواقع التواصل الاجتماعي، وايضا الى حس الدعابة المثير لديه. لكنه تحدث ايضا عن مأساة الشعب السوري التي فطرت قلبه، وانتقد تعامل بلاده مع هذا الوضع.

وكتب في احدى المرات على «فيسبوك»: «عليك ان تمزح وتضحك لمنع نفسك من البكاء».

وفي مقابلة مع مراسل محلي لشبكة «اي بي سي» قال انه يشعر «بالخيانة من قبل حكومتي وبلادي» وانه غير نادم على ما فعله لانه كان يحاول مساعدة الناس».

وكان هارون في انتظار اجراءات المحاكمة ويتوق الى العودة الى سورية لكنه ايضا عبر عن اهتمامه بالتسجيل في الجامعة في منطقته.

ومساء الثلاثاء الماضي عثر عليه فاقدا للوعي في منزل والده في اريزونا واكد الناطق باسم مقاطعة ماريكوبا حيث المنزل وفاته، وجرى تشريح الجثة.


http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=497172