عائلة البنا الأردنية تقيم عزاء لإبنها المتورط بعملية التفجير الانتحاري في الحلة

[جمال]

اختتمت عائلة البنا الأردنية أمس مجلس عزاء أقامته في مدينة السلط (30 كيلومترا غرب العاصمة عمان) لتقبل التعازي بوفاة ابنها رائد منصور البنا الذي قالت العائلة إنها تلقت اتصالا هاتفيا من جهة مجهولة في العراق أفاد بتنفيذه عملية عسكرية هناك، أكدت مصادر عراقية أنها عملية التفجير الانتحاري في الحلة في الأول من الشهر الجاري والتي تعد اكبر عملية من نوعها تحدث في العراق من حيث عدد قتلاها من المدنيين والذين زاد عددهم عن 130 قتيلا.

وقال والد رائد انه فوجئ بخبر مقتل ابنه البالغ من العمر 32 عاما في العراق، مضيفا انه لم يكن يعرف أن ابنه موجود في العراق. وقال «فقد ودعنا قبل شهرين من اجل السفر إلى السعودية لأداء مناسك العمرة مع 48 شخصا، لكننا فوجئنا باتصال هاتفي يوم الأربعاء الماضي من جماعة مجهولة قالت إنها تتحدث من العراق أكدت ان ابني قد استشهد بعد تنفيذ عملية عسكرية في العراق من دون تحديد مكانها أو زمانها».

وأضاف والد رائد «أبلغتنا الجماعة أنهم قاموا بالواجب ودفنوه على الطريقة الإسلامية وأكدوا أن صورة رائد ستظهر مع تفاصيل العملية التي قام بها على الإنترنت خلال أيام». وقال مقبلون من العراق إن رائد هو الذي نفذ عملية التفجير في مدينة الحلة. وتنفي عائلة البنا أن تكون لديها معلومات عن ذلك، وتؤكد أن ابنها كان يعيش في الولايات المتحدة ولم يكن لديه ميول دينية متشددة.

وقالت الملحق الصحافي في السفارة العراقية في عمان هناء مراد لـ«الشرق الأوسط» انه ليس لديها علم بالعمل العسكري الذي نفذه رائد البنا. وأشارت إلى أن جميع ضحايا حادثة الحلة هم من المدنيين العراقيين.

وأكدت عائلة البنا أن لا علاقة قربى لها مع الدكتور صبري البنا (ابو نضال) قائد تنظيم فتح ـ المجلس الثوري الذي وجد مقتولا في العراق قبل أيام من سقوط النظام العراقي السابق.
وكان رائد المولود في عام 1973 والحاصل على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة مؤتة عام 1995، وقت هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية في الولايات المتحدة يعمل في ولاية كاليفورنيا، كما قال شقيقه احمد الذي أشار إلى أن تلك الحادثة غيرت شخصيته من شاب عادي إلى شخص ملتزم بالدين، مواظب على الصلاة في المسجد ويقف جنبا إلى جنب مع الداعية المصري وجدي غنيم في مساجد كاليفورنيا. وجاء خبر مقتل رائد البنا بعد قيامه بالعملية الانتحارية بيومين عندما اتصل بشقيقه احمد شخص «من شباب الجزيرة». وقتل مع شريكه الأردني أيضا صفوان العبادي.

[موالى]

جهاد جهنمي!

علي احمد البغلي

لا أدري ما نوع الجهاد الذي يقتنع به البعض من الشباب العربي والمسلم الذي يودي بحياة العشرات ويجرح المئات من المدنيين الابرياء، ويأخذ معه من اراد التقرب الى الله والفوز بالجنة وحور عينها بذلك الفعل الاجرامي المتوحش وغير المنطقي.. انا اتكلم عن ذلك «الغر» الذي ارسلوه في يوم من ايام الاسبوع الماضي الى مجلس عزاء شيعي في الموصل، ليحيل الحاضرين الى اشلاء وبطون مبقورة واطراف مبتورة، ويذهب معه البطل ولكن الى الجحيم الخالد ان شاء الله!

ما صلة ذلك بالجهاد او المقاومة، كما تجعجع بذلك بعض الفضائيات والصحف العربية التي تقطر جهالة؟ الانتحاري ومن ارسله لقتل الرافضة او الشيعة في ذلك المأتم، الا يعرف ان في الموصل كوكتيلا من الطوائف والملل والنحل؟ اراهن ان عشرات ممن قتلوهم من ابناء السنة او المسيحيين وغيرهم.. ذلك هو الارهاب الذي لا يفرق بين الناس، فضائىات وصحافة «العهر» العربي لماذا لم تعتبر المقاومة ضد صدام الكافر جهادا ومقاومة وطنية؟!

لم املك الا الشعور بالأسى والاحباط عندما قرأت في إحدى الصحف ان احد المواطنين الاردنيين قد اقام مجلس عزاء في «السلط» وتقبل تهاني معارفه باستشهاد ولده الاردني خريج الحقوق، هذا الاردني بدل البحث عن وظيفة والاستقرار ذهب الى العراق، حيث تم اقناعه بالاستشهاد في سبيل «الكضية الجهادية»، ليفخخ نفسه بعشرات الكيلو غرامات من المواد شديدة الانفجار ويذهب الى سوق شعبي في مدينة الحلة الاسبوع الماضي.. ينجم عن ذلك اكثر من 130 قتيلا مدنيا، واضعاف عددهم من الجرحى والمعوقين، وطبعا ذهاب صاحبنا الاردني الحقوقي الى الجحيم ليخلد هناك مع من ارسله لحتفه ومروجي مثل تلك الافكار.

هذا الاب الاردني وجمهور معزيه او مهنئيه بهلاك ابنه لم يروا المشاهد المروعة التي تركها وتسبب بها ابن قريتهم؟ الم يروا الامهات الثكالى، والملتاعين من الآباء والاصدقاء بفقد احبائهم؟! وكانوا من المدنيين البسطاء، الذين تجمعوا امام مركز توظيف وفي سوق شعبي في تلك المدينة العراقية المهملة! أهذه اعمال «خير أمة أخرجت للناس»؟ امة يقودها بن لادن والزرقاوي، وافكارهما الجهنمية التي تلقى صدى وقبولا عند الكثيرين ولكن لا يجرؤون على البوح بها! هذا النوع من الارهاب وصل بين ظهرانينا بعامر خليف وخالد الدوسري وجماعته، الذين صرحوا برغبتهم في الذهاب الى العراق للقيام بما قام به الاردني الهالك.. اللهم اننا بالنيابة عن امة محمد نتبرأ من ذلك الارهاب الجهنمي..

.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

albaghlilaw@hotmail.com