المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في تقرير لـ «لوموند» ...الكويت: أموال الجهاد في سوريا خسرت نقاطاً بسبب تطرف جزء من الثوار



ديك الجن
04-06-2014, 11:50 PM
بن جامين بارث – مبعوث «لوموند» الى الكويت

بسبب تطرف جزء من الثوار.. فلا يرغبون في تمويل عمليات قتل


لم تعد المواجهات بين أطياف المعارضة، وتطرف بعض الجماعات، تشجع المانحين من القطاع الخاص على التبرع بالمزيد من الأموال للسوريين. لقد فترت حماسة الكويتيين بسبب تطرف جزء من الثوار في سوريا، لأنهم لا يرغبون في تمويل عمليات قتل تحدث بين الأشقاء.

وتدعو اللافتة، التي وضعت عند مدخل فيلا النائب الاسلامي السابق جمعان الحربش، الذي يقيم في منطقة سكنية في العاصمة الكويت، الى دعم لواء التوحيد، أحد ابرز كتائب الثوار في الشمال السوري.

وتشرف على عملية جمع المال مجموعة من رجال الدين والسياسة، وجميعهم من الملتحين. أما اسفل اللافتة فقد كُتبت عناوين وأرقام واتس أب للمتبرعين بهدف جمع 7 ملايين دينار أي ما يعادل 18 مليون يورو.



حملة

ويقول جمعان الحربش «لقد أطلقنا هذه الحملة في بداية السنة، حين شدد الجيش قبضته على مدينة حلب واندلع القتال بين الثوار وداعش، لكن حتى الساعة لم نتمكن حتى من جمع 500 الف دينار، الناس منهكون من هذه الحرب التي لم تنته. إنهم لا يرغبون في تمويل حرب بين الاشقاء».

وفي ديوانيته يستقبل جمعان الحربش، وهو أحد قادة الحركة الدستورية الاسلامية، فرع الاخوان المسلمين في الكويت، حركات سياسية. ومنذ بداية الصراع السوري في 2011، ضاعف دعواته للتبرع لسوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لقد كانت الدعوات تطلق في البداية، لأهداف انسانية لكن بسرعة تحولت لاهداف عسكرية.

لم يفصح جمعان الحربش عن المبلغ الذي تمكن من جمعه، لكنه اكد أن معظم هذه الاموال ذهبت الى لواء التوحيد، وهي مجموعة اسلامية معتدلة، منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر، الذي تدعمه القوى الغربية وحلفاؤها العرب.

ومثل الحربش، تحول العشرات من شخصيات المعارضة الاسلامية الكويتية خلال عام 2012 إلى ممولين «أحرار» للمقاتلين ضد الأسد. وقد بدأت الاموال بالتدفق ليس فقط من مواطنين داخل الكويت وانما ايضا من دول مجلس التعاون الخليجي بعد أن تـأثر المتبرعون بفيديوهات القتال التي كان الثوار يصورونها.

انتشرت الظاهرة واتسعت ليس فقط بسبب بشاعة الحرب، وانما أيضا لاعتبارات دينية، فجزء من المساهمين في حملات التبرع يرون بأن نظام الأسد فظيع.

تم نقل الأموال التي جمعت يدا بيد خلال السهرات الخاصة التي كانت تنظم في الديوانيات، أو تم تحويلها الى حسابات كويتية، نقلت الى غاية سوريا، عن طريق مبعوثين عبر الحدود اللبنانية أو التركية.



جماعات مسلحة

ووفق تقرير صدر عن مركز بروكينغكز في الدوحة، فقد انتقلت على الأقل مئات الملايين من الدولارات خلال السنوات الثلاث الـأخيرة من الكويت الى الجماعات المسلحة السورية، وقد ساعدت في ذلك حرية التعبير النسبية التي تتميز بها الامارة.

غير أن مجموع هذه المساعدات، التي تأتي من مصادر خاصة، لا تزال أقل من تحويلات كل من قطر والسعودية اللتين تعدان من أبرز من يزود المعارضة السورية بالسلاح.

لكن تضاعف قنوات التمويل هذه وخلفية المسؤولين عنها، لم تساهما قليلا في انقسام المعارضة وتطرفها. فغالبية أصحاب المال في الواقع هم من السلف الذين يميلون الى الخلط بين الجهاد والثورة. والبعض لا يتحرج في تمويل جماعات قريبة او بعيدة عن تنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة وداعش وأحرار الشام ويعترف جمعان الحربش بذلك بقوله: «لقد بدأ اشخاص بدعم المتطرفين عن غير قصد او بسبب غياب المعلومات. لكن مع تسجيل 150 ألف قتيل في ثلاث سنوات، كان الامر متوقعا. ومع الفوضى التي تنتشر على الأرض، تميل الانقسامات بين الجماعات المسلحة إلى عدم الوضوح».

في صيف 2013، جمع العديد من الشيوخ السلف بقيادة شافي العجمي، وهو استاذ الشريعة الاسلامية في جامعة الكويت، المال من أجل تنفيذ هجوم على الساحل السوري. وقد ادت هذه العملية التي نفذتها كل من جبهة النصرة و«داعش» وصقور العز، وهي كتيبة مكونة من سعوديين، الى مقتل حوالي 200 مدني من العلويين. وبعد بضعة أسابيع وعد شافي العجمي على حسابه على تويتر بأن يشتري ما يلزم من أجل طرد كل «الصفويين»، وهذا المصطلح يعني في لغة السلف الايرانيين والشيعة. واما متطرف اخر يدعى الشيخ حجاج العجمي، فظهر قبل بضعة شهور في صورة إلى جانب ابو عمر الشيشاني وهو أحد القادة العسكريين في «داعش» في شمال سوريا، وقد كتب اسفل الصورة «من يساعد مجاهدا فسينال بدوره لقب مجاهد».

غير أن بدء اعمال عدائية ضد «داعش» بداية السنة قلب كل الأمور، حيث قتل الالاف من الثوار في هذه الحرب مما أثار سخط المتبرعين، ومن يقومون بجمع المال من المقربين من الجيش السوري الحر، مثل جمعان الحربش، الذي زار حلب اربع مرات مع حقائبة المليئة بـ«الكاش»، فقد صرفوا النظر عن السفر الى سوريا لأسباب امنية.



«داعش»

وأما على تويتر، فقد أدرك شافي العجمي الحقيقة فجأة، حيث يقضي وقته في لعن وتحقير «داعش»، ويقول عنه مقرب منه، رفض ذكر اسمه، «انه متأثر جدا بالخلافات التي برزت داخل المعارضة، لقد ارجأ نشاطاته الداعمة للمعارضة السورية، ويركز على عمله في الجامعة».

لقد دفعت الشكوك، التي تحوم حول المنظمات المتطرفة في سوريا، السلطات الكويتية إلى تشديد لهجتها، فبضغوط من الولايات المتحدة الأميركية، تم التصويت العام الماضي على قانون يجرم تمويل المنظمات الارهابية، والمملكة العربية السعودية استجابت هي الاخرى لهذه الضغوطات ضد اتباع الجهاد في سوريا، الذين باتوا مهددين بعقوبات تصل الى السجن.

عيون ساهرة

وعلى الرغم من شعبيتهم، فقد تلقى بعض رجال المال من السلف مكالمات هاتفية من مصالح الأمن، التي أبلغتهم بأن عيونها ساهرة، وأما النائب السابق وليد الطبطبائي على سبيل المثال، فقد صودر جواز سفره.

ويقول المحلل الكويتي غانم النجار: «في بداية الثورة، كان يصعب على الحكومة أن تحد من هذه الظاهرة، لأن العاطفة كانت قوية، لكن يبدو الأمر أكثر سهولة الان، والمعارضة السلفية في ورطة».

ما يزال تمويل الحركات الجهادية قائما ويبدو قطعه بعيدا، لكن «داعش» خسر نقاطا في الكويت مثلما خسرها أيضا على الاراضي السورية.


* بن جامين بارث – مبعوث «لوموند» الى الكويت



http://www.alqabas.com.kw/node/853821