حسين
06-02-2003, 03:59 AM
تعالوا لنرى ما هي العناوين التي طرحها الله تعالى في هذه الآية الكريمة، فيما أراد للناس أن ينطلقوا به في العلاقة مع الإنسان الآخر: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم}. هذه الآية تعالج الانطباعات التي يحملها الإنسان تجاه الإنسان الآخر، هل هو طيب أم خبيث، خيّر أم شرير؟! ربما تواجه في تجربتك مع الإنسان الآخر بعض المظاهر السلبية بشكل جزئي، فتحمل انطباعاً عنه نتيجة هذه الجزئية السلبية أو هذا المظهر الطارئ، أنه خبيث أو فاسق أو عميل وما إلى ذلك من الكلمات التي نتداولها. الله تعالى يريد لك عندما تحمل انطباعاً عن شخص وتحكم عليه بحكم سلبي، في نفسك أو في المجتمع، أن تملك كل عناصر الحكم والحيثيات، لأن مسألة أن تحكم على شخص حكماً عادلاً، يعني أنه لا بدّ أن تجمّع كل الحيثيات والأدلة التي تدعم هذا الحكم، لأن الحكم هو تدخّل في كرامة إنسان وفي حياته..
فالله تعالى يريد لنا أن نجتنب كثيراً من الظن، فيما نحمله من انطباعات وأحكام، لأن بعض الظن إثم، لكي نحكم على أساس اليقين عندما تتجمّع كل عناصر الحكم، والإمام عليّ(ع) يقول: "ضع أمر أخيك على أحسنه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملا"، وهذا هو الذي يمثّل القاعدة الإنسانية الحضارية الموجودة في العالم: "المتهم بريء حتى تثبت إدانته".
وبذلك يشعر الإنسان بالأمن والطمأنينة، عندما يلتزم المجتمع بهذه القاعدة، فلا يحكم على إنسان إلا بعد أن تتوفّر كل حيثيات العدالة في الحكم، لأن المجتمع عند ذلك مجتمع مؤمن لا يحمّل ذمته، وبذلك يكون المجتمع عادلاً في تحقيق انطباعاته وحكمه على الناس.. أما إذا شعر كل واحد منا أن الآخرين يمكن أن يحكموا عليه على أساس الظن والتهمة، من دون أن تقدّم دفاعك، فإن الظلم سوف يتفشى في المجتمع. والله تعالى في آية ثانية يقول: {ولا تقفُ - تتّبع - ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}، فكّر عند ذلك بالموقف بين يدي الله، عندما يسألك عن حكمك على فلان على أيّ أساس كان وما هو دليلك؟!
وما أقوله لنفسي ولكم: كل شيء تجد فيه الدفاع والعذر أمام الله تعالى فتكلّم به، أما إذا كنت لا تستطيع أن تقدّم جوابك ودفاعك فوفّر على نفسك أمام الله تعالى هذا الموقف، وهذه هي علامة الإنسان المؤمن الذي لا يقدّم رِجلاً ولا يؤخر أخرى حتى يعلم أن في ذلك لله رضى.
العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله
فالله تعالى يريد لنا أن نجتنب كثيراً من الظن، فيما نحمله من انطباعات وأحكام، لأن بعض الظن إثم، لكي نحكم على أساس اليقين عندما تتجمّع كل عناصر الحكم، والإمام عليّ(ع) يقول: "ضع أمر أخيك على أحسنه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملا"، وهذا هو الذي يمثّل القاعدة الإنسانية الحضارية الموجودة في العالم: "المتهم بريء حتى تثبت إدانته".
وبذلك يشعر الإنسان بالأمن والطمأنينة، عندما يلتزم المجتمع بهذه القاعدة، فلا يحكم على إنسان إلا بعد أن تتوفّر كل حيثيات العدالة في الحكم، لأن المجتمع عند ذلك مجتمع مؤمن لا يحمّل ذمته، وبذلك يكون المجتمع عادلاً في تحقيق انطباعاته وحكمه على الناس.. أما إذا شعر كل واحد منا أن الآخرين يمكن أن يحكموا عليه على أساس الظن والتهمة، من دون أن تقدّم دفاعك، فإن الظلم سوف يتفشى في المجتمع. والله تعالى في آية ثانية يقول: {ولا تقفُ - تتّبع - ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}، فكّر عند ذلك بالموقف بين يدي الله، عندما يسألك عن حكمك على فلان على أيّ أساس كان وما هو دليلك؟!
وما أقوله لنفسي ولكم: كل شيء تجد فيه الدفاع والعذر أمام الله تعالى فتكلّم به، أما إذا كنت لا تستطيع أن تقدّم جوابك ودفاعك فوفّر على نفسك أمام الله تعالى هذا الموقف، وهذه هي علامة الإنسان المؤمن الذي لا يقدّم رِجلاً ولا يؤخر أخرى حتى يعلم أن في ذلك لله رضى.
العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله