المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتب كويتي : ربط الزعماء العرب مصائرهم بمصائر دولهم، فهم الدولة والدولة هم ... والفوضى قادمه



القمر الاول
04-04-2014, 06:25 AM
لا بد من الفوضى


د. فهيد البصيري / حديث الأيام

• 04 أبريل 2014

http://s3.alraimedia.com/CMS/Attachments/2014/4/3/378827_29_Org_1_728x0.jpg

| د. فهيد البصيري |


الأنظمة العربية وجدت في الدين والتراث صيدها، وربط الزعماء مصائرهم بمصائر دولهم، فهم الدولة والدولة هم، وليتهم مخلدون في الدنيا لرضينا، ولكنهم سيذهبون عاجلا أم أجلا، وإذا ما ذهبوا دبت الفوضى بعدهم بثورة ومن دون ثورة، وهو أمر طبيعي لأنهم لم يؤسسوا دولا، بل ممالك وإقطاعيات، ومن الطبيعي أن يتقاتل الورثة بعدهم عليها، وهنا تبدأ الشعوب من جديد ولابد من الفوضى ولو طال الزمن.

مشكلة الشخصية العربية أنها تحمل من التناقضات ما لا يحتمل، والسبب أنها تعيش في حالة صراع نفسي عميق، بين العبء التراثي الذي تحمله، و سياسة التجهيل المبرمجة التي تقوم بها الأنظمة العربية مستخدمة هذا التراث الغريب، وما زاد الطين بلة أن هذا التخلف الوراثي أصبح متطورا تكنولوجيا، لأنه يستخدم المخترعات العلمية الحديثة كالكمبيوتر والإعلام حتى أصبح تخلفنا عصريا.

وقد أنتج هذا الخليط الغريب شخصية لا تعرف ما لها ولا تدري ما عليها، فهي حائرة بين الماضي والحاضر، وبين الواقع والأسطورة، وبين الوالي والولي، وطبيعي أن هذا النمط من التفكير المشوش، لن يصل إلى نتيجة، ولن يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ، لأنه تفكير لا يرتكز على أبسط القواعد المنطقية.

ولا يستطيع الإنسان العربي الفكاك من تأثير الماضي ولو كان أسود من جناح الغراب، فالعراقيون اليوم يترحمون على أيام صدام حسين، مع أنه زرع لهم الأرض مشانق، والشعب السوري لا يريد أن يفرط بالرئيس الأسد مع أنه حصد 150000 الف سوري حتى هذه اللحظة، والشعب الليبي يترحم على أيام القذافي مع أنه كان معتوها بكل المقاييس، وأما أم المضحكات فهي في أم الدنيا مصر، وطبيعة الشعب المصري، أنه شعب يبالغ في كل شيء، حتى في تخلفه، فالرقاصة المثالية فيفي عبده تحولت إلى الأم المثالية مع أنها لا تنجب، وأحد اعضاء مجلس الشعب المصري والسياسي «النصاب» دوخنا في الفضائيات وهو يمدح حسني مبارك، وبعد قيام الثورة كان من أول المنقلبين عليه، وصور نفسه محمولا على الأعناق في ميدان التحرير، ولما قامت الثورة الثانية على الرئيس المنتخب محمد مرسي، لم يصدق ذلك، وانقلب فورا على مرسي، وأخيرا وجد نفسه في أحضان السيسي، وأول عبارة نطق بها تأييدا للسيسي قال : السيسي ذكر ونحن نحتاجه بشدة! ولا أدري هل يريده رئيسا أم فحلا لمصريين، ويحلف هذا بالله ويقول: إذا لم يترشح السيسي فسوف أنزله بنفسي. ولا يتوقف عن التهريج ففي إحدى تمثيلياته السخيفة يقول : إذا لم يترشح السيسي فسوف اضرب عن الطعام و(أموّت نفسي)!

أما عمرو موسى أحفورة الجامعة العربية فيقول: (حنخلي السيسي يترشح غصبا عنه)، ثم جاء رجال الدين بدينهم : ووضعوا السيسي موضع الرسل والأنبياء، وبين هؤلاء وهؤلاء تسمع، (أرجوك ياسيسي)، (وأنا بعرضك يا سيسي،) و(أبوس رجلك يا سيسي)، و(سايبنا لمين ياسيسي). وكلام يستحي أن يقوله الأطفال في الروضة.

ولكني لا أستنكر مثل هذا التفكير الموغل في التخلف، لأنه نتاج التراث العربي السخيف الذي ما زال يقول، يا صلاح الدين قم، و وامعتصماه، ويريد عودة الخلافة العثمانية. وهو بيت القصيد، فالأنظمة العربية وجدت في الدين والتراث صيدها، وربط الزعماء مصائرهم بمصائر دولهم، فهم الدولة والدولة هم، وليتهم مخلدون في الدنيا لرضينا، ولكنهم سيذهبون عاجلا أم أجلا، وإذا ما ذهبوا دبت الفوضى بعدهم بثورة ومن دون ثورة، وهو أمر طبيعي لأنهم لم يؤسسوا دولا، بل ممالك وإقطاعيات، ومن الطبيعي أن يتقاتل الورثة بعدهم عليها، وهنا تبدأ الشعوب من جديد ولابد من الفوضى ولو طال الزمن.


Fheadpost@Gmail.Com


http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=495383