ديك الجن
04-02-2014, 11:50 PM
الاحد , 30 اذار / مارس 2014بانواما الشرق الاوسط
أحمد الشرقاوي
http://panorama.almadina.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/2014/03/1-612699.jpg
خلافات تكتيكية و مصالح إستراتيجية
أنهى الرئيس ‘باراك أوباما’ زيارته السريعة إلى الرياض الجمعة، والتي حاول من خلالها طمأنة آل سعود إلى أن ما يجمع البلدين هي “مصالح إستراتيجية” لا يمكن أن تعكر صفوها “خلافات تكتيكية” من قبيل تلك التي برزت في الآونية الأخيرة بين واشنطن والرياض حول جملة من قضايا المنطقة، والتي تعتبرها الإدارة الأمريكية أمور تفصيلية سيتم تجاوزها بالتعاون البناء والتنسيق الوثيق.
هذا يعني، أن الفهم الصحيح للموقف الأمريكي الحقيقي من القضايا الإستراتيجية الكبرى، لا يتم إنطلاقا من التصريحات المتناقضة للمسؤولين بالبيت الأبيض، أو من خلال متابعة تفاصيل مواقفهم المتباينة في المحطات المفصلية، أو برصد أسلوب أدائهم الفاضح عند التدخل بشؤون الدول السيادية، لأن الإدارة الأمريكية هي بالنهاية جهاز تنفيذي مرن، يقوم بوضع الخطط والمقاربات والآليات وطرق تنفيذ الإستراتيجيات الكبرى التي تُحضّر في مطابخ مغلقة لمديات متوسطة وطويلة، من قبل دهاقنة السياسية، بناء على دراسات عميقة ودقيقة تأخذ بالإعتبار المصالح الأمريكية حتى لو تعارضت مع مصالح الشعوب الأخرى.
وبالتالي، فما يقوم به الرئيس ‘أوباما’ أو غيره من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، هو تجريب مجموعة من الخيارات السياسية والأمنية والعسكرية التي تصب بالنهاية في خدمة الإستراتيجيات الكبرى. وعلى ضوء النجاحات أو الإخفاقات تتم محاسبة الرئيس وإدارته.
السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
بالنسبة للشرق الأوسط، تقوم مصلحة الأمن القومي الأمريكي كما صرح بذلك الرئيس أوباما نفسه على إستراتيجيتان أساسيتان: “أمن إسرائيل” و “ضمان سلامة تدفق الطاقة إلى الأسواق” لإرتباطها بالدولار، عصب الإقتصاد الأمريكي. وما عداهما، تفاصيل لا تعني أمريكا كثيرا ولا تمثل لها أولوية في السياسة.
وبالنسبة للإستراتيجية الأولى (أمن إسرائيل)، فالحرب ليست هدفا في حد ذاتها، بل مجرد وسيلة، ضرورية أحيانا، لفرض الرؤية الأمريكية لحل معضلة “أمن إسرائيل”، في منطقة تعرف غليانا دائما ورفضا شعبيا قاطعا لوجود هذا السرطان في جسد الأمة، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية تدعم الديكتاتوريات ضدا في حق الشعوب في الحرية والديمقراطية، وتغض الطرف عن فساد وإستبداد الأنظمة العربية العميلة التي تستعملها كأداة لتنفيذ مخططاتها المشبوهة، وتحارب الأنظمة الممانعة والمقاومة لسياساتها الظالمة بكل السبل المتاحة، حتى لو كانت محرمة كإستخدام “الإرهاب” أدات لزرع الفوضى والموت والخراب.
ولضمان “أمن إسرائيل” عملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة من خلال ثلاث محاور: الأول، دعم “إسرائيل” عسكريا بكل ما يلزمها من سلاح وعتاد وذخيرة وتكنولوجيا متطورة لتدافع عن نفسها في حال شعرت بأن أمنها مهدد بالخطر من قبل جهة خارجية معادية، ودعمها سياسيا بلا حدود ولا قيود لعرقلة أي قرار قد يتخذه المجتمع الدولي بحقها. الثاني، ألزمت تركيا بإعتبارها عضوا في الحلف الأطلسي، بتولي حماية أمن “إسرائيل” من خلال إتفاق إستراتيجي أمني وعسكري. الثالث، التوصل إلى إتفاق سلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني ينهي الصراع التاريخي ويفتح الباب لتطبيع العلاقات بين الدول العربية و “إسرائيل”.
وتمثل هذه المحاور الثلاث، الأسس الضرورية لإقامة شرق أوسط جديد وفق الرؤية الصهيوأمريكية المتداولة، لكن عدم نجاح إدارة ‘بوش الصغير’ بالحرب على العراق ثم بالحرب على لبنان سنة 2006 وغزة نهاية سنة 2008 وبداية 2009 في تغيير موازين القوى ومعادلات الصراع في المنطقة، وفشل إدارة ‘أوباما’ بعد ذلك في تجسيد هذا الحلم الكبير من خلال “الفوضى الخلاقة” و “الحروب بالوكالة” لأزيد من ثلاث سنوات في سورية، جعل البوصلة تتجه هذه المرة إلى رأس محور الممانعة والمقاومة “إيران”، باعتبارها المستهدف الحقيقي بالنهاية.
لأن إيران تمثل العائق الأساس لتنفيذ الرؤية الأمريكية في الشرق الأوسط، ولأنها كذلك، تمثل تهديدا وجوديا خطيرا لإسرائيل، كما أن نجاحاتها العلمية والحضارية أصبحت تثير إعجاب الشباب العربي الذي إكتشف أن كل مشاريع التنمية منذ تأسيس “الدولة الوطنية” بعد الإستقلال وإلى اليوم فشلت فشلا ذريعا في تحقيق ما وعدت به من وحدة وتحرير ونهضة، وأن المشروع الحضاري الإيراني بصرف النظر عن الجانب الإديولوجي، مشروع يستحق التقدير والإتباع، لأنه مشروع نهضة أمة، يرفع شعار “تحرير الأرض و الإنسان و تحقيق حلم الوحدة”، ولأنه كذلك أنموذج حضاري إسلامي متسامح ومنفتح، وعلمي حديث، وتنموي رائد من خلال إستراتيجية “إقتصاد المقاومة” التي تقوم على توزيع عادل للفرص والثروات لجعل الإنتاج بيد الشعب، بدل تفقير المواطنين لفائدة الشركات الإحتكارية العابرة للأوطان والقارات كما هو الحال مع النظام الليبرالي الأمريكي المتوحش، المعتمد من قبل الأنظمة العربية كافة.
وحيث أن إيران، هي من تدعم النظام في سورية، وتدعم المقاومة في لبنان وفلسطين، والحوثيين في اليمن، والثورة في البحرين وفق ما يدعيه نظام آل خليفة زورا وتلفيقا، والإنتفاضات المتصاعدة في القطيف بالمنطقة الشرقية الغنية بالنفط (80% من الإنتاج العام) وفق ما تقوله السعودية كذبا وبهتانا، علما أن المنطقة الشرقية يقطنها مواطنون “شيعة” يمثلون ما بين 18% إلى 20% من إجمالي سكان السعودية.. فإن مصالح أمريكا كما السعودية تلتقي حول إستراتيجية إضعاف إيران وعزلها ما وراء مياه الخليج.
ومن الواضح أن هناك تقاطع مصالح بين أمريكا والسعودية و”إسرائيل” في الإستراتيجية الكبرى الواجب إتباعها مع إيران، وإن كانت تختلف من حيث الأهداف المرحلية، لأنه إذا كانت الحرب الأمريكية الباردة المعلنة على إيران منذ أزيد من ثلاثة عقود، هدفها هو تحييدها وتقليم أظافرها حتى لا تمثل أي خطر مستقبلي محتمل على وجود إسرائيل، فإن هدف الحرب السعودية القائمة ضد إيران بالوكالة في سورية ولبنان واليمن من خلال الإرهاب، هدفها قطع أدرع إيران في المنطقة العربية لتتربع مملكة الشر الوهابية على عرش العالم العربي والإسلامي دون منافس ولا منازع، وبهذا المعنى، تعتبر الحرب على إيران قضية حياة أو موت بالنسبة لآل سعود وآل خليفة وآل عيسى.
وحيث أن أمريكا ليست في وارد الدخول في حرب مباشرة مع إيران، لأسباب موضوعية معلومة، فقد عملت إدارة أوباما، مثل سابقاتها من الإدارات منذ الرئيس ‘كارتر’ إلى ‘بوش الصغير’، على فتح قنواة إتصال مع كهران، لكن هذه الأخيرة كانت ترفض في كل مرة، لأنها ببساطة لا تثق في نوايا أمريكا، بحكم معرفتها الدقيقة بإستراتيجة إمبراطورية روما الجديد لإحتوائها بالخديعة السياسية بعد أن عجزت عن مواجهتها عسكريا.
وبهذا المعنى، تعتبر الحرب على سورية مجرد ورقة ضغط أمريكية على إيران، بحيث لن يحل السلام في بلاد الشام إلا إذا قبلت إيران بالترتيبات السياسية والأمنية وفق الرؤية الأمريكية لخارطة المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، أو قررت طهران حسم الصراع في المنطقة بإستهداف العدو الصهيوني في سورية ولبنان وغزة، لأن بإنهياره تنهار كل أنظمة العمالة والخيانة، وتنتهي الهيمنة الأمريكية على خيرات الشعوب ومقدرات المنطقة، فتعود للأمة بهجتها، ويصبح لحلم الوحدة مصداق قائم على الأرض، ليبدأ عصر التدوين لحضارة عربية وإسلامية صاعدة و واعدة.
وكون سورية كانت مطوقة بتركيا من الشمال (الحلف الأطلسي) وإسرائيل من الجنوب (حاملة الطائرات الأمريكية)، فلم يكن من الوارد التفكير بضرب سورية لأنها لا تمثل خطرا حقيقيا على إسرائيل من وجهة نظر أمريكا، لكن إستراتيجية تركيع إيران وقلع أنيابها إقتضت تخريب سورية لإستعمالها كورقة ضغط في وجه إيران، فسقط الرهان الأمريكي بدخول روسيا على الخط، دفاعا عن مصالحها الجيوسياسية في المنطقة، الأمر الذي أعطى للحرب في و على سورية بعدا إقليميا ودوليا تتحدد على ضوء نتائجه معالم النظام الدولي الجديد المتعدد الأقطاب الذي هو في طور التشكل اليوم من رماد الحرب في سورية وعلى جثت وأشلاء العرب أنفسهم، دون حاجة لتدخل عسكري مباشر من قبل جيش أمريكا وحلف “الناتو”.
المتأمل لهذه السياسات الأمريكية في المنطقة، يدرك سريعا أنها تصب في إستراتيجية حماية “أمن إسرائيل”. أما إستراتيجية “تدفق صادرات النفط”، فيمكن القول أن لا أحد يهدد تدفق الطاقة إلى الغرب، بل حتى صدام حسين الذي أسقطته أمريكا بعدوانها الغاشم على العراق، كان يصدر النفط للولايات المتحدة وأوروبا دون عوائق، وكل ما قيل عن أن نفط العراق كان إحدى مبررات الحرب، تبين أن لا أساس له من الصحة، وأن الهدف بالنهاية كان إضعاف العراق وتفتيت جيشه وإسقاط دولته حماية لـ”أمن إسرائيل”. وهو مرحلة من خطة تستهدف سورية ومصر حتى لا يبقى في المنطقة من جيش يرفع رأسه في وجه “إسرائيل”.
وبذلك فكل ما وقع ويقع أو قد يقع مستقبلا في المنطقة من خراب ودمار، هو بسبب “إسرائيل” ومن أجل “إسرائيل” وخدمة لـ”إسرائيل” التي تحول “أمنها” إلى هوس من ضمن مقتضيات العقيدة اليهودية الصهيونية والمسيحية الصهيونية معا.
السعوديـــة تلعـــب بالنــــار
يبدو وفق ما نشر من معلومات، أن أمريكا رفعت حظر السلاح عن “المعارضة” في سورية، و وافقت أخيرا على زيادة دعمها لها بعد إعادة تنظيمها و وضع سياسة جديدة لإدارة العمليات في ساحات القتال بشكل منسق ومتكامل بين الدول المشاركة في المؤامرة (السعودية، تركيا، قطر، الأردن، إسرائيل) لتلافي الأخطاء الماضية التي أدت لتناحر المقاتلين في ما بينهم على الغنائم.
كما وقررت الإدارة الأمريكية أخيرا، برغم تحفظ العديد من المسؤولين، تزويد “المعارضة” بمنظومة صواريخ أرض – جو المضادة للطائرات والمحمولة على الأكتاف، شريطة أن يتم توزيعها بشكل مسؤول حتى لا تسقط في يد مرتزقة القاعدة.
لكن ما الذي يمنع من أن تمد جهة أخرى المرتزقة بهذا النوع من السلاح لإستهداف الطيران المدني فوق سماء الخليج أو تركيا أو “إسرائيل” مثلا؟.. لتنفجر ضجة إعلامية بأبعاد عالمية خطيرة، قد تكون المُفجّر لحرب تركية أطلسية على سورية؟..
نقول هذا بعد أن تبين أن للجماعات الإرهابية في سورية دور وظيفي تحدده الجهات الممولة، ظهر هذا في الهجوم الكيماوي الذي أثار ضجة عالمية وكاد أن يتسبب في تدخل عسكري، وانتهى بتسليم سورية لمخزونها من هذا السلاح، ثم ظهرت اليوم في قضية ضريح جد العثمانيين السلاجقة الذي لا يعرفه أحد في العالمين، كمبرر لتدخل عسكري سافر في الأراضي السورية، بهدف تمكين الإرهابيين من إحداث مجزرة بحق العلويين و الأرمن وإحتلال منفذ على البحر، تبين من المعلومات الإستخباراتية، أن تركيا كانت تستهدف من خلاله ضرب البوارج الحربية الروسية المرابطة بالمنطقة بواسطة عمليات إرهابية منظمة.
وجاءت تسريبات المؤامرة التي كانت تحاك في مكتب وزير الخارجية ‘داوود أوغلو’ في إجتماع وصف بأنه على مستوى “أمن الدولة”، لتؤكد أن أمريكا وتركيا وقطر والسعودية وإسرائيل، كانوا يخططون لإشعال حرب إقليمية تركية سورية تضعف الجيش السوري وتسهل ‘غزوة دمشق’ من الجنوب (درعا والجولان).
كما وأنه تم الإتفاق على أن تقوم القوات الأمريكية بتدريب حوالي 600 مقاتل شهريا في الأردن، تستقدمهم السعودية من باكستان ودول عربية عديدة. ما يعني أن لا حل سياسي أو عسكري يبدو واضحا في المدى المنظور، وأن حرب الإستنزاف المتواصلة من شأنها تبخيس منجزات النظام، وإرهاق الجيش العربي السوري ومعه الشعب إلى غاية إسقاط ‘الأسد’، لأن بقائه بالنسبة للسعودية كما قطر وتركيا وإسرائيل، خط أحمر.
وهذا ما كشفته أوساط دبلوماسية قطرية في العاصمة البريطانية لندن لموقع “الخبر برس”، من أن أمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني الذي زار الولايات المتحدة الأميركية قبل شهرين من إبعاده عن السلطة في شهر يونيو الماضي، والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما، فأبلغه بشكل مُلِحّ أنه يجدر أن تتدخل أميركا فورا بالقوة العسكرية لإسقاط نظام الرئيس السوري ‘بشار الأسد’، لأن الجيش العربي السوري يستعيد الأرض ويسحق التكفيريين، وفي غضون أشهر قليلة سيعلن ‘الأسد’ الإنتصار، وأن هناك تخوفا من أن ينتقل الأسد بعد الإنتصار الى مرحلة الإنتقام السياسي من الدول التي تورطت في مهمة إسقاطه. وهذا ما يفسر قرار السعودية المبرم الذي لا رجعة فيه بإسقاط ‘الأسد’ مهما كلف الأمر من أثمان.
بعد سورية و لبنان.. جاء الدور على إيران
اليوم يتكشف بما لا يدع مجالا للشك، أن إبعاد الأمير “بندر بن سلطان” عن جهاز المخابرات، وسن قانون جديد لمكافحة الإرهاب، والإجراءات الأمنية الأخيرة التي إتخذتها السعودية، خصوصا لجهة منع مواطنيها من التوجه للقتال في سورية وتسهيل عودة من تسميهم بـ”المضللين” إلى وطنهم، كل ذلك جاء كمسرحية ردجيئة من باب التضليل، ولإعطاء الإنطباع بأن مملكة الشر لا علاقة لها بالإرهاب في المنطقة.
غير أن ما كشفت عنه تقارير إستخباراتية، هو أن الأمير ‘بندر بن سلطان’ بعد عودته من أمريكا حيث أجري عملية جراحية، وقضائه لفترة نقاهة قصيرة في المغرب، إنتقل بعدها إلى تركيا، حيث كان يجند الإرهابيين الشيشان لمعركة ‘كسب’، وقد نجح في ضخ حوالي 3.500 من المقاتلين الشيشان إلى الشمال السوري بتغطية من المخابرات التركية.
ووفق ما كشفه موقع “ميدل إيست أونلاين” الذي يبث من لندن السبت، فإن رئيس المخابرات السعودية السابق، الأمير ‘بندر بن سلطان’ نسّق مع منظمة خلق الايرانية المحظورة من أجل تنفيذ هجمات إرهابية في إيران، مضيفاً أن ‘بندر’ فتح للمنظمة غرفة عمليات في الأردن.
وبحسب التقرير الذي أعده الصحفي العراقي ‘نجاح محمد علي’ المتخصص في الشأن الإيراني، نقلاً عن قائد في الحرس الثوري الإيراني قوله، أن إيران كانت تتطلع إلى حصول انفراج في علاقاتها مع السعودية فيما يتعلق بالملف السوري تحديدا، “ولقد تم تكليف الأمير بندر مجددا بالملف السوري، وأنه سوف يدير الجماعات المسلحة وسينسق مع ‘مجاهدي خلق’ وسيستفيد منهم، وقد فتح لهم غرفة عمليات في الأردن، وسنشهد مرحلة أمنية بامتياز’.
وأضاف القائد الإيراني، إن ” مجاهدي خلق وانفصاليين عرباً وأكراداً سيتحركون في سيستان بلوشستان وكردستان والأهواز وهم يخططون للقيام بأعمال إرهابية واسعة”.
وحسب التقرير، فإن المرحلة المقبلة ستكون “أمنية بامتياز، في إيران والعراق وسوريا ولبنان”، مشيرا إلى “أن الجماعات الإرهابية تستعد للقيام بأعمال خطف واغتيال وتفجير في إيران أيضا”.
وفي حال نجح ‘بندر’ الذي تحول إلى متعهد خاص للإرهاب الدولي لحساب أمريكا، من دون أن تكون له صفة سعودية رسمية تورط الرياض في أعماله، وهذا لعمري هو قمة ما إبتدعه الذكاء البدوي لآل سعود، معتقدين أنهم يستطيعون حرق المنطقة من دون أن تصلهم النار.. أقول، في حال نجاحه، يفترض أن يتولى ملف شرقي آسيا أيضا لنفجير روسيا وبعدها الصين بالإرهاب ‘القوقازي’ و ‘التاتاري’ الذي اصبحت له وظيفة تتجاوز قدرة الجيوش النظامية على الهدم والتدمير.. وبذلك سيجنب الله أمريكا القتال المباشر وينصرها على أعدائها بأعداء أعدائها، ولله في خلقه شؤون.
إيران التي ركزت دائما في سياستها الخارجية على التقارب والتعاون مع الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها السعودية، وإقترحت على الدول الخليجية مظلة أمنية مشتركة، تأكد لها اليوم وفق ما لديها من معلومات إستخباراتية، أنها دخلت دائرة الإستهداف بالحرب الأمريكية والصهيو – وهابية من خلال الإرهاب، لزعزعة إستقرارها ونشر الفوضى في البلاد.
كما وأن إيران أصبحت تدرك أن ما أعد له محور المؤامرة من حرائق في المرحلة المقبلة سيطال كل المحور من لبنان إلى إيران، مرورا بسورية والعراق في نفس الوقت، وقد يتسع ليشمل روسيا أيضا، لتدفع ثمن دعمها لسورية وقضمها “القرم” وتربصها بشرق وجنوب أوكرانيا.
الموضوع تجاوز اليوم الملف النووي، ليطال الصواريخ الباليستية، والملف السوري واللبناني والفلسطيني والخليجي.. ما يشكل تنازلات يستحيل أن يقبل بها الإيراني.
فماذا عساها ستفعل إيران ومحور المقاومة لمواجهة هذه الحرب الإرهابية الإقليمية الشاملة التي تحركها أمريكا والسعودية وتركيا وقطر وإسرائيل في الكواليس؟
ما نستطيع تأكيده اليوم، هو أن الحرب على محور الممانعة والمقاومة، أصبحت حرب وجود ومصير، ومواجهتها لا تقتصر على مكافة الإرهاب والتصدي له، بل على تجفيف جذوره ومنابعه التي توجد في السعودية وإسرائيل.
وحيث أن الأمر كذلك، وما دام كل ما يجري ويدور هو بسبب إسرائيل ومن أجلها، فهل سنشهد مبادرة من محور المقاومة لخلط الأوراق بجر رجل “إسرائيل” لحرب وجودية تتغير معها الخرائط وموازين القوى في المنطقة؟..
لأنه وفق ما أكده سماحة السيد في كلمته السبت، “إسرائيل” غير معنية بحرب على سورية أو لبنان، لأنها تُقدّر خطر تداعياتها على الداخل، كما أن خوض مثل هكذا مغامرة في ظل التقارير التي تتحدث عن قوة حزب الله وسورية القتالية والصاروخية وغيرها، أمر يتطلب الكثير من الحسابات الدقيقة.. لأن الأمر بالنهاية لم يعد نزهة كما كان عليه الحال قبل 30 سنة.
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
Read more: http://www.mepanorama.net/436866/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d9%80%d 9%80%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%80%d9%80%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%80%d9%80%d9%80%d8%b1%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%80%d9%89-%d8%a5%d9%8a%d9%80%d9%80/#ixzz2xlBXBAPC
أحمد الشرقاوي
http://panorama.almadina.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/2014/03/1-612699.jpg
خلافات تكتيكية و مصالح إستراتيجية
أنهى الرئيس ‘باراك أوباما’ زيارته السريعة إلى الرياض الجمعة، والتي حاول من خلالها طمأنة آل سعود إلى أن ما يجمع البلدين هي “مصالح إستراتيجية” لا يمكن أن تعكر صفوها “خلافات تكتيكية” من قبيل تلك التي برزت في الآونية الأخيرة بين واشنطن والرياض حول جملة من قضايا المنطقة، والتي تعتبرها الإدارة الأمريكية أمور تفصيلية سيتم تجاوزها بالتعاون البناء والتنسيق الوثيق.
هذا يعني، أن الفهم الصحيح للموقف الأمريكي الحقيقي من القضايا الإستراتيجية الكبرى، لا يتم إنطلاقا من التصريحات المتناقضة للمسؤولين بالبيت الأبيض، أو من خلال متابعة تفاصيل مواقفهم المتباينة في المحطات المفصلية، أو برصد أسلوب أدائهم الفاضح عند التدخل بشؤون الدول السيادية، لأن الإدارة الأمريكية هي بالنهاية جهاز تنفيذي مرن، يقوم بوضع الخطط والمقاربات والآليات وطرق تنفيذ الإستراتيجيات الكبرى التي تُحضّر في مطابخ مغلقة لمديات متوسطة وطويلة، من قبل دهاقنة السياسية، بناء على دراسات عميقة ودقيقة تأخذ بالإعتبار المصالح الأمريكية حتى لو تعارضت مع مصالح الشعوب الأخرى.
وبالتالي، فما يقوم به الرئيس ‘أوباما’ أو غيره من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، هو تجريب مجموعة من الخيارات السياسية والأمنية والعسكرية التي تصب بالنهاية في خدمة الإستراتيجيات الكبرى. وعلى ضوء النجاحات أو الإخفاقات تتم محاسبة الرئيس وإدارته.
السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
بالنسبة للشرق الأوسط، تقوم مصلحة الأمن القومي الأمريكي كما صرح بذلك الرئيس أوباما نفسه على إستراتيجيتان أساسيتان: “أمن إسرائيل” و “ضمان سلامة تدفق الطاقة إلى الأسواق” لإرتباطها بالدولار، عصب الإقتصاد الأمريكي. وما عداهما، تفاصيل لا تعني أمريكا كثيرا ولا تمثل لها أولوية في السياسة.
وبالنسبة للإستراتيجية الأولى (أمن إسرائيل)، فالحرب ليست هدفا في حد ذاتها، بل مجرد وسيلة، ضرورية أحيانا، لفرض الرؤية الأمريكية لحل معضلة “أمن إسرائيل”، في منطقة تعرف غليانا دائما ورفضا شعبيا قاطعا لوجود هذا السرطان في جسد الأمة، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية تدعم الديكتاتوريات ضدا في حق الشعوب في الحرية والديمقراطية، وتغض الطرف عن فساد وإستبداد الأنظمة العربية العميلة التي تستعملها كأداة لتنفيذ مخططاتها المشبوهة، وتحارب الأنظمة الممانعة والمقاومة لسياساتها الظالمة بكل السبل المتاحة، حتى لو كانت محرمة كإستخدام “الإرهاب” أدات لزرع الفوضى والموت والخراب.
ولضمان “أمن إسرائيل” عملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة من خلال ثلاث محاور: الأول، دعم “إسرائيل” عسكريا بكل ما يلزمها من سلاح وعتاد وذخيرة وتكنولوجيا متطورة لتدافع عن نفسها في حال شعرت بأن أمنها مهدد بالخطر من قبل جهة خارجية معادية، ودعمها سياسيا بلا حدود ولا قيود لعرقلة أي قرار قد يتخذه المجتمع الدولي بحقها. الثاني، ألزمت تركيا بإعتبارها عضوا في الحلف الأطلسي، بتولي حماية أمن “إسرائيل” من خلال إتفاق إستراتيجي أمني وعسكري. الثالث، التوصل إلى إتفاق سلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني ينهي الصراع التاريخي ويفتح الباب لتطبيع العلاقات بين الدول العربية و “إسرائيل”.
وتمثل هذه المحاور الثلاث، الأسس الضرورية لإقامة شرق أوسط جديد وفق الرؤية الصهيوأمريكية المتداولة، لكن عدم نجاح إدارة ‘بوش الصغير’ بالحرب على العراق ثم بالحرب على لبنان سنة 2006 وغزة نهاية سنة 2008 وبداية 2009 في تغيير موازين القوى ومعادلات الصراع في المنطقة، وفشل إدارة ‘أوباما’ بعد ذلك في تجسيد هذا الحلم الكبير من خلال “الفوضى الخلاقة” و “الحروب بالوكالة” لأزيد من ثلاث سنوات في سورية، جعل البوصلة تتجه هذه المرة إلى رأس محور الممانعة والمقاومة “إيران”، باعتبارها المستهدف الحقيقي بالنهاية.
لأن إيران تمثل العائق الأساس لتنفيذ الرؤية الأمريكية في الشرق الأوسط، ولأنها كذلك، تمثل تهديدا وجوديا خطيرا لإسرائيل، كما أن نجاحاتها العلمية والحضارية أصبحت تثير إعجاب الشباب العربي الذي إكتشف أن كل مشاريع التنمية منذ تأسيس “الدولة الوطنية” بعد الإستقلال وإلى اليوم فشلت فشلا ذريعا في تحقيق ما وعدت به من وحدة وتحرير ونهضة، وأن المشروع الحضاري الإيراني بصرف النظر عن الجانب الإديولوجي، مشروع يستحق التقدير والإتباع، لأنه مشروع نهضة أمة، يرفع شعار “تحرير الأرض و الإنسان و تحقيق حلم الوحدة”، ولأنه كذلك أنموذج حضاري إسلامي متسامح ومنفتح، وعلمي حديث، وتنموي رائد من خلال إستراتيجية “إقتصاد المقاومة” التي تقوم على توزيع عادل للفرص والثروات لجعل الإنتاج بيد الشعب، بدل تفقير المواطنين لفائدة الشركات الإحتكارية العابرة للأوطان والقارات كما هو الحال مع النظام الليبرالي الأمريكي المتوحش، المعتمد من قبل الأنظمة العربية كافة.
وحيث أن إيران، هي من تدعم النظام في سورية، وتدعم المقاومة في لبنان وفلسطين، والحوثيين في اليمن، والثورة في البحرين وفق ما يدعيه نظام آل خليفة زورا وتلفيقا، والإنتفاضات المتصاعدة في القطيف بالمنطقة الشرقية الغنية بالنفط (80% من الإنتاج العام) وفق ما تقوله السعودية كذبا وبهتانا، علما أن المنطقة الشرقية يقطنها مواطنون “شيعة” يمثلون ما بين 18% إلى 20% من إجمالي سكان السعودية.. فإن مصالح أمريكا كما السعودية تلتقي حول إستراتيجية إضعاف إيران وعزلها ما وراء مياه الخليج.
ومن الواضح أن هناك تقاطع مصالح بين أمريكا والسعودية و”إسرائيل” في الإستراتيجية الكبرى الواجب إتباعها مع إيران، وإن كانت تختلف من حيث الأهداف المرحلية، لأنه إذا كانت الحرب الأمريكية الباردة المعلنة على إيران منذ أزيد من ثلاثة عقود، هدفها هو تحييدها وتقليم أظافرها حتى لا تمثل أي خطر مستقبلي محتمل على وجود إسرائيل، فإن هدف الحرب السعودية القائمة ضد إيران بالوكالة في سورية ولبنان واليمن من خلال الإرهاب، هدفها قطع أدرع إيران في المنطقة العربية لتتربع مملكة الشر الوهابية على عرش العالم العربي والإسلامي دون منافس ولا منازع، وبهذا المعنى، تعتبر الحرب على إيران قضية حياة أو موت بالنسبة لآل سعود وآل خليفة وآل عيسى.
وحيث أن أمريكا ليست في وارد الدخول في حرب مباشرة مع إيران، لأسباب موضوعية معلومة، فقد عملت إدارة أوباما، مثل سابقاتها من الإدارات منذ الرئيس ‘كارتر’ إلى ‘بوش الصغير’، على فتح قنواة إتصال مع كهران، لكن هذه الأخيرة كانت ترفض في كل مرة، لأنها ببساطة لا تثق في نوايا أمريكا، بحكم معرفتها الدقيقة بإستراتيجة إمبراطورية روما الجديد لإحتوائها بالخديعة السياسية بعد أن عجزت عن مواجهتها عسكريا.
وبهذا المعنى، تعتبر الحرب على سورية مجرد ورقة ضغط أمريكية على إيران، بحيث لن يحل السلام في بلاد الشام إلا إذا قبلت إيران بالترتيبات السياسية والأمنية وفق الرؤية الأمريكية لخارطة المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، أو قررت طهران حسم الصراع في المنطقة بإستهداف العدو الصهيوني في سورية ولبنان وغزة، لأن بإنهياره تنهار كل أنظمة العمالة والخيانة، وتنتهي الهيمنة الأمريكية على خيرات الشعوب ومقدرات المنطقة، فتعود للأمة بهجتها، ويصبح لحلم الوحدة مصداق قائم على الأرض، ليبدأ عصر التدوين لحضارة عربية وإسلامية صاعدة و واعدة.
وكون سورية كانت مطوقة بتركيا من الشمال (الحلف الأطلسي) وإسرائيل من الجنوب (حاملة الطائرات الأمريكية)، فلم يكن من الوارد التفكير بضرب سورية لأنها لا تمثل خطرا حقيقيا على إسرائيل من وجهة نظر أمريكا، لكن إستراتيجية تركيع إيران وقلع أنيابها إقتضت تخريب سورية لإستعمالها كورقة ضغط في وجه إيران، فسقط الرهان الأمريكي بدخول روسيا على الخط، دفاعا عن مصالحها الجيوسياسية في المنطقة، الأمر الذي أعطى للحرب في و على سورية بعدا إقليميا ودوليا تتحدد على ضوء نتائجه معالم النظام الدولي الجديد المتعدد الأقطاب الذي هو في طور التشكل اليوم من رماد الحرب في سورية وعلى جثت وأشلاء العرب أنفسهم، دون حاجة لتدخل عسكري مباشر من قبل جيش أمريكا وحلف “الناتو”.
المتأمل لهذه السياسات الأمريكية في المنطقة، يدرك سريعا أنها تصب في إستراتيجية حماية “أمن إسرائيل”. أما إستراتيجية “تدفق صادرات النفط”، فيمكن القول أن لا أحد يهدد تدفق الطاقة إلى الغرب، بل حتى صدام حسين الذي أسقطته أمريكا بعدوانها الغاشم على العراق، كان يصدر النفط للولايات المتحدة وأوروبا دون عوائق، وكل ما قيل عن أن نفط العراق كان إحدى مبررات الحرب، تبين أن لا أساس له من الصحة، وأن الهدف بالنهاية كان إضعاف العراق وتفتيت جيشه وإسقاط دولته حماية لـ”أمن إسرائيل”. وهو مرحلة من خطة تستهدف سورية ومصر حتى لا يبقى في المنطقة من جيش يرفع رأسه في وجه “إسرائيل”.
وبذلك فكل ما وقع ويقع أو قد يقع مستقبلا في المنطقة من خراب ودمار، هو بسبب “إسرائيل” ومن أجل “إسرائيل” وخدمة لـ”إسرائيل” التي تحول “أمنها” إلى هوس من ضمن مقتضيات العقيدة اليهودية الصهيونية والمسيحية الصهيونية معا.
السعوديـــة تلعـــب بالنــــار
يبدو وفق ما نشر من معلومات، أن أمريكا رفعت حظر السلاح عن “المعارضة” في سورية، و وافقت أخيرا على زيادة دعمها لها بعد إعادة تنظيمها و وضع سياسة جديدة لإدارة العمليات في ساحات القتال بشكل منسق ومتكامل بين الدول المشاركة في المؤامرة (السعودية، تركيا، قطر، الأردن، إسرائيل) لتلافي الأخطاء الماضية التي أدت لتناحر المقاتلين في ما بينهم على الغنائم.
كما وقررت الإدارة الأمريكية أخيرا، برغم تحفظ العديد من المسؤولين، تزويد “المعارضة” بمنظومة صواريخ أرض – جو المضادة للطائرات والمحمولة على الأكتاف، شريطة أن يتم توزيعها بشكل مسؤول حتى لا تسقط في يد مرتزقة القاعدة.
لكن ما الذي يمنع من أن تمد جهة أخرى المرتزقة بهذا النوع من السلاح لإستهداف الطيران المدني فوق سماء الخليج أو تركيا أو “إسرائيل” مثلا؟.. لتنفجر ضجة إعلامية بأبعاد عالمية خطيرة، قد تكون المُفجّر لحرب تركية أطلسية على سورية؟..
نقول هذا بعد أن تبين أن للجماعات الإرهابية في سورية دور وظيفي تحدده الجهات الممولة، ظهر هذا في الهجوم الكيماوي الذي أثار ضجة عالمية وكاد أن يتسبب في تدخل عسكري، وانتهى بتسليم سورية لمخزونها من هذا السلاح، ثم ظهرت اليوم في قضية ضريح جد العثمانيين السلاجقة الذي لا يعرفه أحد في العالمين، كمبرر لتدخل عسكري سافر في الأراضي السورية، بهدف تمكين الإرهابيين من إحداث مجزرة بحق العلويين و الأرمن وإحتلال منفذ على البحر، تبين من المعلومات الإستخباراتية، أن تركيا كانت تستهدف من خلاله ضرب البوارج الحربية الروسية المرابطة بالمنطقة بواسطة عمليات إرهابية منظمة.
وجاءت تسريبات المؤامرة التي كانت تحاك في مكتب وزير الخارجية ‘داوود أوغلو’ في إجتماع وصف بأنه على مستوى “أمن الدولة”، لتؤكد أن أمريكا وتركيا وقطر والسعودية وإسرائيل، كانوا يخططون لإشعال حرب إقليمية تركية سورية تضعف الجيش السوري وتسهل ‘غزوة دمشق’ من الجنوب (درعا والجولان).
كما وأنه تم الإتفاق على أن تقوم القوات الأمريكية بتدريب حوالي 600 مقاتل شهريا في الأردن، تستقدمهم السعودية من باكستان ودول عربية عديدة. ما يعني أن لا حل سياسي أو عسكري يبدو واضحا في المدى المنظور، وأن حرب الإستنزاف المتواصلة من شأنها تبخيس منجزات النظام، وإرهاق الجيش العربي السوري ومعه الشعب إلى غاية إسقاط ‘الأسد’، لأن بقائه بالنسبة للسعودية كما قطر وتركيا وإسرائيل، خط أحمر.
وهذا ما كشفته أوساط دبلوماسية قطرية في العاصمة البريطانية لندن لموقع “الخبر برس”، من أن أمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني الذي زار الولايات المتحدة الأميركية قبل شهرين من إبعاده عن السلطة في شهر يونيو الماضي، والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما، فأبلغه بشكل مُلِحّ أنه يجدر أن تتدخل أميركا فورا بالقوة العسكرية لإسقاط نظام الرئيس السوري ‘بشار الأسد’، لأن الجيش العربي السوري يستعيد الأرض ويسحق التكفيريين، وفي غضون أشهر قليلة سيعلن ‘الأسد’ الإنتصار، وأن هناك تخوفا من أن ينتقل الأسد بعد الإنتصار الى مرحلة الإنتقام السياسي من الدول التي تورطت في مهمة إسقاطه. وهذا ما يفسر قرار السعودية المبرم الذي لا رجعة فيه بإسقاط ‘الأسد’ مهما كلف الأمر من أثمان.
بعد سورية و لبنان.. جاء الدور على إيران
اليوم يتكشف بما لا يدع مجالا للشك، أن إبعاد الأمير “بندر بن سلطان” عن جهاز المخابرات، وسن قانون جديد لمكافحة الإرهاب، والإجراءات الأمنية الأخيرة التي إتخذتها السعودية، خصوصا لجهة منع مواطنيها من التوجه للقتال في سورية وتسهيل عودة من تسميهم بـ”المضللين” إلى وطنهم، كل ذلك جاء كمسرحية ردجيئة من باب التضليل، ولإعطاء الإنطباع بأن مملكة الشر لا علاقة لها بالإرهاب في المنطقة.
غير أن ما كشفت عنه تقارير إستخباراتية، هو أن الأمير ‘بندر بن سلطان’ بعد عودته من أمريكا حيث أجري عملية جراحية، وقضائه لفترة نقاهة قصيرة في المغرب، إنتقل بعدها إلى تركيا، حيث كان يجند الإرهابيين الشيشان لمعركة ‘كسب’، وقد نجح في ضخ حوالي 3.500 من المقاتلين الشيشان إلى الشمال السوري بتغطية من المخابرات التركية.
ووفق ما كشفه موقع “ميدل إيست أونلاين” الذي يبث من لندن السبت، فإن رئيس المخابرات السعودية السابق، الأمير ‘بندر بن سلطان’ نسّق مع منظمة خلق الايرانية المحظورة من أجل تنفيذ هجمات إرهابية في إيران، مضيفاً أن ‘بندر’ فتح للمنظمة غرفة عمليات في الأردن.
وبحسب التقرير الذي أعده الصحفي العراقي ‘نجاح محمد علي’ المتخصص في الشأن الإيراني، نقلاً عن قائد في الحرس الثوري الإيراني قوله، أن إيران كانت تتطلع إلى حصول انفراج في علاقاتها مع السعودية فيما يتعلق بالملف السوري تحديدا، “ولقد تم تكليف الأمير بندر مجددا بالملف السوري، وأنه سوف يدير الجماعات المسلحة وسينسق مع ‘مجاهدي خلق’ وسيستفيد منهم، وقد فتح لهم غرفة عمليات في الأردن، وسنشهد مرحلة أمنية بامتياز’.
وأضاف القائد الإيراني، إن ” مجاهدي خلق وانفصاليين عرباً وأكراداً سيتحركون في سيستان بلوشستان وكردستان والأهواز وهم يخططون للقيام بأعمال إرهابية واسعة”.
وحسب التقرير، فإن المرحلة المقبلة ستكون “أمنية بامتياز، في إيران والعراق وسوريا ولبنان”، مشيرا إلى “أن الجماعات الإرهابية تستعد للقيام بأعمال خطف واغتيال وتفجير في إيران أيضا”.
وفي حال نجح ‘بندر’ الذي تحول إلى متعهد خاص للإرهاب الدولي لحساب أمريكا، من دون أن تكون له صفة سعودية رسمية تورط الرياض في أعماله، وهذا لعمري هو قمة ما إبتدعه الذكاء البدوي لآل سعود، معتقدين أنهم يستطيعون حرق المنطقة من دون أن تصلهم النار.. أقول، في حال نجاحه، يفترض أن يتولى ملف شرقي آسيا أيضا لنفجير روسيا وبعدها الصين بالإرهاب ‘القوقازي’ و ‘التاتاري’ الذي اصبحت له وظيفة تتجاوز قدرة الجيوش النظامية على الهدم والتدمير.. وبذلك سيجنب الله أمريكا القتال المباشر وينصرها على أعدائها بأعداء أعدائها، ولله في خلقه شؤون.
إيران التي ركزت دائما في سياستها الخارجية على التقارب والتعاون مع الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها السعودية، وإقترحت على الدول الخليجية مظلة أمنية مشتركة، تأكد لها اليوم وفق ما لديها من معلومات إستخباراتية، أنها دخلت دائرة الإستهداف بالحرب الأمريكية والصهيو – وهابية من خلال الإرهاب، لزعزعة إستقرارها ونشر الفوضى في البلاد.
كما وأن إيران أصبحت تدرك أن ما أعد له محور المؤامرة من حرائق في المرحلة المقبلة سيطال كل المحور من لبنان إلى إيران، مرورا بسورية والعراق في نفس الوقت، وقد يتسع ليشمل روسيا أيضا، لتدفع ثمن دعمها لسورية وقضمها “القرم” وتربصها بشرق وجنوب أوكرانيا.
الموضوع تجاوز اليوم الملف النووي، ليطال الصواريخ الباليستية، والملف السوري واللبناني والفلسطيني والخليجي.. ما يشكل تنازلات يستحيل أن يقبل بها الإيراني.
فماذا عساها ستفعل إيران ومحور المقاومة لمواجهة هذه الحرب الإرهابية الإقليمية الشاملة التي تحركها أمريكا والسعودية وتركيا وقطر وإسرائيل في الكواليس؟
ما نستطيع تأكيده اليوم، هو أن الحرب على محور الممانعة والمقاومة، أصبحت حرب وجود ومصير، ومواجهتها لا تقتصر على مكافة الإرهاب والتصدي له، بل على تجفيف جذوره ومنابعه التي توجد في السعودية وإسرائيل.
وحيث أن الأمر كذلك، وما دام كل ما يجري ويدور هو بسبب إسرائيل ومن أجلها، فهل سنشهد مبادرة من محور المقاومة لخلط الأوراق بجر رجل “إسرائيل” لحرب وجودية تتغير معها الخرائط وموازين القوى في المنطقة؟..
لأنه وفق ما أكده سماحة السيد في كلمته السبت، “إسرائيل” غير معنية بحرب على سورية أو لبنان، لأنها تُقدّر خطر تداعياتها على الداخل، كما أن خوض مثل هكذا مغامرة في ظل التقارير التي تتحدث عن قوة حزب الله وسورية القتالية والصاروخية وغيرها، أمر يتطلب الكثير من الحسابات الدقيقة.. لأن الأمر بالنهاية لم يعد نزهة كما كان عليه الحال قبل 30 سنة.
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
Read more: http://www.mepanorama.net/436866/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d9%80%d 9%80%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%80%d9%80%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%80%d9%80%d9%80%d8%b1%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%80%d9%89-%d8%a5%d9%8a%d9%80%d9%80/#ixzz2xlBXBAPC