yasmeen
03-11-2005, 09:04 PM
آخر الأبحاث العلمية تؤكد
يحاول فريق من العلماء الهولنديين كشف الغموض الذي يحيط بمفهوم »الشخصية« ومعرفة اسرارها وكيف يختلف شخص عن اخر من حيث الطباع والسلوك, وكيف نجد اشخاصاً يتسمون بالخجل والحياء فيما نجد اخرين يتصفون بالجرأة والتهور على سبيل المثال!
هناك سؤالان مطروحان- أولهما: ما هو الدور الذي تلعبه الجينات في تشكيل شخصياتنا?
والسؤال الثاني يتعلق بمسألة اكثر غموضاً وهو: كيف تتحدد شخصية الانسان وكيف تتطور?
ويقوم العلماء بسلسلة من التجارب الطموحة التي تتضمن دراسة طباع آلاف الاشخاص وكيف يتفاعلون مع الاخرين, وفي الوقت ذاته يقوم هؤلاء العلماء بعمليات مقارنة بين شخصيات هؤلاء الافراد وشخصيات ذرياتهم بالاضافة الى فحص وتحليل احماضهم النووية DNA .
الاعجب من ذلك ان العلماء الذين يقومون بهذه الدراسات في معهد البيئة الهولندي قاموا بتوسيع دائرة التجارب لتشمل شخصيات الطيور البرية!
وحتى وقت قريب كان معظم الخبراء ينظرون الى مثل هذه التجارب على انها شطحات علمية تثير الشكوك وتحيط بها الريبة والسخرية وعلامات الاستفهام- الا ان العلماء المعاصرين وجدوا اخيراً انه في عالم الحيوان نجد افراداً منها تتميز على الاخرى بطباع وسمات سلوكية خاصة يمكن اعتبارها من مقومات الشخصية واذا ثبت صحة ذلك فان الشخصية الانسانية لابد ان تكون لها جذور شهدت عملية تطور مستمرة في الزمن الماضي.
والدراسات التي تجري على الطيور حالياً والتي يشرف عليها البروفسور »بييت درينت« في معهد البيئة الهولندي تعتبر اكثر الدراسات من نوعها طموحها فيما يتعلق بالشخصية لدى الطيور الجارحة.
ويجري العلماء الهولنديون تجاربهم على الجينات لمعرفة مدى تأثيرها على شخصية الطائر, ودورها في وجود اختلافات في شخصيات الطيور ومدى قدرتها على البقاء على قيد الحياة.
وسيحاول العلماء بعد ذلك اجراء دراسات موازية على الانسان لمعرفة ما اذا كان يتعرض لنفس القوى التي تؤثر على تطور شخصيات الطيور.
ولم يهتم العلماء بدراسة شخصية الحيوان الا في السنوات العشر الاخيرة ففي منتصف التسعينات قام البروفسور »غوسلينغ« (بجامعة كاليفورنيا - بيركلي) باجرا دراسة على قطيع يضم 34 ضبعاً بهدف معرفة ما اذا كان من الممكن تحديد شخصية الحيوان, الا انه اعترف بوجود صعوبات كبيرة بهذا الخصوص وطلب منه بعض المتخصصين في رعاية الحيوانات بوضع ما يمكن تسميته باستفتاء خاص بالحيوانات على غرار الاستفتاء الذي يوضع للانسان من أجل معرفة شخصيته ولدهشته وجد »غوسلينغ« ان هناك ابعاداً شخصية يمكن تمييزها لدى الحيوان بنفس الطريقة المستخدمة في تمييز شخصية الانسان- كالاصابة بالعصاب او الانسجام مع الجماعة ومنذ ذلك التاريخ والعلماء يسجلون مشاهداتهم وملاحظاتهم فيما يتعلق بشخصية الحيوان بدءاً بالقرد الشمبانزي حتى الحبار »السبيد« وهو من الرخويات البحرية واهم ما يريد العلماء معرفته هو كيف يبقي الانتخاب الطبيعي على سلسلة طويلة من الانماط المختلفة لهذه الشخصيات? ولماذا لم تبق فقط شخصية واحدة يمكن اعتبارها الشخصية الرئيسية وسط افراد الجنس الواحد.
وكما تبدو في اوساط الحيوانات شخصيات مختلفة تبدو ايضاً في اوساط الطيور شخصيات مختلفة طبقاً لنتائج الدراسات التي قام بها العلماء اخيراً بهذا الخصوص ولاحظ العلماء ان معظم الطيور تقضي وقتها كله في غابة واحدة وكانت سعيدة عندما انتقلت الى الصناديق التي اقامها لها العلماء كاعشاش جديدة وظل العلماء يتعقبون هذه الطيور على مدى سنوات متعاقبة ويسجلون احوالها المعيشية وحالاتها الصحية ووسائل تكاثرها وطباعها بصفة عامة.
وراح العلماء يحضرون بعض الطيور الى مختبراتهم لتحديد وقياس شخصياتها او لاجراء تجارب تتعلق بالتكاثر وتمكن العلماء من تسجيل اختلافات في شخصيات تلك الطيور واتضحت هذه الاختلافات عندما وضع العلماء اشياء غير عادية في اعشاش الطيور كالبطاريات والعرائس والكشافات وراحوا يراقبون تصرفاتها. ووجد العلماء ان بعض الطيور سارعت الى نبش هذه الاشياء لتحقق منها فيما تبطاءت طيور اخرى, وامتنع نوع ثالث عن الاقتراب منها!
وفي تجربة اخرى لجأ العلماء الى فتح ابواب الاقفاص وتركوا للطيور حرية الخروج, ووضعوا نماذج لخمس اشجار صناعية وفيما اندفعت بعض الطيور بسرعة الى هذه الاشجار لتتفحصها اثرت طيور اخرى البقاء في الاقفاص والتمتع بالهدوء والراحة.
وفي تجربة ثالثة وضع العلماء اناء به ديدان لذيذة الطعم بالنسبة للطيور وعندما حطت هذه الطيور على الاناء لتناول الوجبة حاول العلماء ازعاجها برفع طبق معدني قريب وخفضه محدثاً صوتاً معيناً وانتظر العلماء عودة تلك الطيور لتناول طعامها من الديدان, وبدءوا في قياس الوقت الذي يعود فيه كل طائر الى الاناء - ومن الطبيعي ان يكون هناك فارق بين طائر وآخر في استجماع الجرأة والشجاعة التي تمكنه من العودة مرة اخرى لتناول الوجبة وهذا الفارق ينم عن اختلاف الشخصية.
ومن اهم نتائج هذه التجارب ما اتضح من ان الطيور على اختلاف سلوكياتها- تتمتع بشخصيات معينة تظل ثابتة دون تغيير على مدى سنوات طويلة وتبين بصفة عامة ان الطيور الجريئة »bold birds« كما يسميها العلماء كانت اسرع في فحص الاشياء الجديدة او الغريبة »مثلما اتضح في تجربة الاشجار الصناعية وفي تجربة الطبق المعدني«.
وتبين كذلك ان الطيور الخجولة بطيئة في ردود افعالها هادئة في حركاتها واتضح ان الطيور الجريئة اكثر ميلا الى العدوانية من الطيور الخجولة واقل عرضة للتوتر.
وتبين للعلماء ان لهذه الصفات اساساً جينياً فيما يتعلق بالتكاثر وانجاب الذرية وعلى مدى اربعة اجيال اتضح ان الذرية تكتسب صفات وخصائص الآباء- أي أن الخلف يتبع السلف وبهذه الطريقة تمكن العلماء من التحكم في انتاج طيور جريئة وطيور خجولة!
يحاول فريق من العلماء الهولنديين كشف الغموض الذي يحيط بمفهوم »الشخصية« ومعرفة اسرارها وكيف يختلف شخص عن اخر من حيث الطباع والسلوك, وكيف نجد اشخاصاً يتسمون بالخجل والحياء فيما نجد اخرين يتصفون بالجرأة والتهور على سبيل المثال!
هناك سؤالان مطروحان- أولهما: ما هو الدور الذي تلعبه الجينات في تشكيل شخصياتنا?
والسؤال الثاني يتعلق بمسألة اكثر غموضاً وهو: كيف تتحدد شخصية الانسان وكيف تتطور?
ويقوم العلماء بسلسلة من التجارب الطموحة التي تتضمن دراسة طباع آلاف الاشخاص وكيف يتفاعلون مع الاخرين, وفي الوقت ذاته يقوم هؤلاء العلماء بعمليات مقارنة بين شخصيات هؤلاء الافراد وشخصيات ذرياتهم بالاضافة الى فحص وتحليل احماضهم النووية DNA .
الاعجب من ذلك ان العلماء الذين يقومون بهذه الدراسات في معهد البيئة الهولندي قاموا بتوسيع دائرة التجارب لتشمل شخصيات الطيور البرية!
وحتى وقت قريب كان معظم الخبراء ينظرون الى مثل هذه التجارب على انها شطحات علمية تثير الشكوك وتحيط بها الريبة والسخرية وعلامات الاستفهام- الا ان العلماء المعاصرين وجدوا اخيراً انه في عالم الحيوان نجد افراداً منها تتميز على الاخرى بطباع وسمات سلوكية خاصة يمكن اعتبارها من مقومات الشخصية واذا ثبت صحة ذلك فان الشخصية الانسانية لابد ان تكون لها جذور شهدت عملية تطور مستمرة في الزمن الماضي.
والدراسات التي تجري على الطيور حالياً والتي يشرف عليها البروفسور »بييت درينت« في معهد البيئة الهولندي تعتبر اكثر الدراسات من نوعها طموحها فيما يتعلق بالشخصية لدى الطيور الجارحة.
ويجري العلماء الهولنديون تجاربهم على الجينات لمعرفة مدى تأثيرها على شخصية الطائر, ودورها في وجود اختلافات في شخصيات الطيور ومدى قدرتها على البقاء على قيد الحياة.
وسيحاول العلماء بعد ذلك اجراء دراسات موازية على الانسان لمعرفة ما اذا كان يتعرض لنفس القوى التي تؤثر على تطور شخصيات الطيور.
ولم يهتم العلماء بدراسة شخصية الحيوان الا في السنوات العشر الاخيرة ففي منتصف التسعينات قام البروفسور »غوسلينغ« (بجامعة كاليفورنيا - بيركلي) باجرا دراسة على قطيع يضم 34 ضبعاً بهدف معرفة ما اذا كان من الممكن تحديد شخصية الحيوان, الا انه اعترف بوجود صعوبات كبيرة بهذا الخصوص وطلب منه بعض المتخصصين في رعاية الحيوانات بوضع ما يمكن تسميته باستفتاء خاص بالحيوانات على غرار الاستفتاء الذي يوضع للانسان من أجل معرفة شخصيته ولدهشته وجد »غوسلينغ« ان هناك ابعاداً شخصية يمكن تمييزها لدى الحيوان بنفس الطريقة المستخدمة في تمييز شخصية الانسان- كالاصابة بالعصاب او الانسجام مع الجماعة ومنذ ذلك التاريخ والعلماء يسجلون مشاهداتهم وملاحظاتهم فيما يتعلق بشخصية الحيوان بدءاً بالقرد الشمبانزي حتى الحبار »السبيد« وهو من الرخويات البحرية واهم ما يريد العلماء معرفته هو كيف يبقي الانتخاب الطبيعي على سلسلة طويلة من الانماط المختلفة لهذه الشخصيات? ولماذا لم تبق فقط شخصية واحدة يمكن اعتبارها الشخصية الرئيسية وسط افراد الجنس الواحد.
وكما تبدو في اوساط الحيوانات شخصيات مختلفة تبدو ايضاً في اوساط الطيور شخصيات مختلفة طبقاً لنتائج الدراسات التي قام بها العلماء اخيراً بهذا الخصوص ولاحظ العلماء ان معظم الطيور تقضي وقتها كله في غابة واحدة وكانت سعيدة عندما انتقلت الى الصناديق التي اقامها لها العلماء كاعشاش جديدة وظل العلماء يتعقبون هذه الطيور على مدى سنوات متعاقبة ويسجلون احوالها المعيشية وحالاتها الصحية ووسائل تكاثرها وطباعها بصفة عامة.
وراح العلماء يحضرون بعض الطيور الى مختبراتهم لتحديد وقياس شخصياتها او لاجراء تجارب تتعلق بالتكاثر وتمكن العلماء من تسجيل اختلافات في شخصيات تلك الطيور واتضحت هذه الاختلافات عندما وضع العلماء اشياء غير عادية في اعشاش الطيور كالبطاريات والعرائس والكشافات وراحوا يراقبون تصرفاتها. ووجد العلماء ان بعض الطيور سارعت الى نبش هذه الاشياء لتحقق منها فيما تبطاءت طيور اخرى, وامتنع نوع ثالث عن الاقتراب منها!
وفي تجربة اخرى لجأ العلماء الى فتح ابواب الاقفاص وتركوا للطيور حرية الخروج, ووضعوا نماذج لخمس اشجار صناعية وفيما اندفعت بعض الطيور بسرعة الى هذه الاشجار لتتفحصها اثرت طيور اخرى البقاء في الاقفاص والتمتع بالهدوء والراحة.
وفي تجربة ثالثة وضع العلماء اناء به ديدان لذيذة الطعم بالنسبة للطيور وعندما حطت هذه الطيور على الاناء لتناول الوجبة حاول العلماء ازعاجها برفع طبق معدني قريب وخفضه محدثاً صوتاً معيناً وانتظر العلماء عودة تلك الطيور لتناول طعامها من الديدان, وبدءوا في قياس الوقت الذي يعود فيه كل طائر الى الاناء - ومن الطبيعي ان يكون هناك فارق بين طائر وآخر في استجماع الجرأة والشجاعة التي تمكنه من العودة مرة اخرى لتناول الوجبة وهذا الفارق ينم عن اختلاف الشخصية.
ومن اهم نتائج هذه التجارب ما اتضح من ان الطيور على اختلاف سلوكياتها- تتمتع بشخصيات معينة تظل ثابتة دون تغيير على مدى سنوات طويلة وتبين بصفة عامة ان الطيور الجريئة »bold birds« كما يسميها العلماء كانت اسرع في فحص الاشياء الجديدة او الغريبة »مثلما اتضح في تجربة الاشجار الصناعية وفي تجربة الطبق المعدني«.
وتبين كذلك ان الطيور الخجولة بطيئة في ردود افعالها هادئة في حركاتها واتضح ان الطيور الجريئة اكثر ميلا الى العدوانية من الطيور الخجولة واقل عرضة للتوتر.
وتبين للعلماء ان لهذه الصفات اساساً جينياً فيما يتعلق بالتكاثر وانجاب الذرية وعلى مدى اربعة اجيال اتضح ان الذرية تكتسب صفات وخصائص الآباء- أي أن الخلف يتبع السلف وبهذه الطريقة تمكن العلماء من التحكم في انتاج طيور جريئة وطيور خجولة!