المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قائد أمني كويتي سابق يتحدث عن أسرار القمم السياسيه في قصر بيان ، ويسخر من الزعماء وأسماء دولهم



السماء الزرقاء
03-28-2014, 06:51 AM
من أسرار القمم السياسية

28 مارس 2014

http://s5.alraimedia.com/CMS/Attachments/2014/3/27/377421_29_Org__728x0.jpg


| بقلم د. فهيد البصيري - الراي |

كلما حدث مؤتمر في الكويت وضعت يدي على قلبي وقلت اللهم (عديه) على خير، وصحيح أنني لم أكن في يوم ما رئيسا لدولة لا سمح الله، ولكنني كنت في يوم من الأيام القائد الأمني المكلف بحراسة خمسة رؤساء دول بوزرائهم ومرافقيهم دفعة واحدة.

ففي سنوات خلت كنت مسؤولا في قصر المؤتمرات، والذي كان في ذلك الوقت يحوي عددا من القصور الكبيرة، والتي تتناثر بين مساحات شاسعة تتخللها حدائق غناء تفصل بين هذه القصور، وقد سميت هذه القصور على أسماء مناطق الكويت وجزرها، كبوبيان، والجهراء، وفيلكا، وغيرها مما لا أذكره، وكان كل قصر من هذه القصور يحوي ثلاثة أدوار، وكل دور يحوي جناحين، وكل جناح يضم رئيس دولة ووزرائه ومرافقيه، وكانت المناسبة هي أحد المؤتمرات في نهاية عقد الثمانينيات، وأرجو إعفائي من ذكر التاريخ لأن بعض الرؤساء مازال موجودا، وما زال رئيسا وقد يبقى رئيسا إلى يوم يبعثون.

المهم أنني وبعد تكليفي، وكلت أمري إلي الله وقلت (قرب من الرئيس تأمن).

وجاءت البركة، وبدأ وصول الملوك والرؤساء وكانت حصيلتي في يوم واحد، ملكين وثلاثة رؤساء منهم رئيس بوركينا فاسو، وفي البداية اعتقدت أن هناك خطأ في التسمية ولكن اتضح أنها بالفعل بوركينا فاسو.

وكنت أنا وفريقي مشدودين على الآخر، فأنت لا تمسي إلا على رئيس، ولا تصبح إلا على ملك، وكانت الحرب الإيرانية العراقية تقول هل من مزيد، وتهدد بإفشال القمة أو محاولة تخريبها بشتى الطرق.

والحقيقة أن الرؤساء كانوا أناسا عاديين، ولكن القدر جعلهم رؤساء، وأغلبهم كان يفضل المكوث في جناحه على مشاهدة رئيس آخر يكرهه، وقد يكون السبب خلافا سياسيا أو غيرة سياسية لا فرق.

وهناك الكثير من المفارقات المضحكة وربما المفزعة التي لا بد من وقوعها في مثل هذه المؤتمرات، ففي أحد المرات رن لدينا جرس إنذار الحريق الخاص بجناح الوفد العراقي، فوقف شعر رأسي وقلت: احترق عزت الدوري وربعه. فهرعنا لجناحهم، واستقبلنا الجنود بالبنادق وكاد أن يحدث المحظور، وبعد الاستفسار تبين أن عزت الدوري وفريقه لا يثقون بالأكل الذي يقدم لهم، وقد خطر على بالهم أن يأكلوا كبابا عراقيا، وحولوا أجنحة القصر إلى مطعم مسقوف، وكادوا أن يحرقوا القصر بالرؤساء (اللي فيه).

وكل شيء في المؤتمر يحتاج إلى ترتيب دقيق، فليس كل رئيس يهضم الرئيس الآخر، وعليك أن تباعد بينهم في المضاجع، ولذا أصر الوفد السوري على احتلال قصر كامل لوفده، وبكامل أجنحته، والحقيقة أنه معذور لأنه جاء معه بفيلق مجحفل وبكامل معداته، والحمد لله أن الحكومة الكويتية آنذاك لم تسمح بنزول المعدات وأبقتها في المطار، ولو أنها سمحت بنزولها لحدثت معركة بين الوفد العراقي والوفد السوري على أرض الكويت.

ومن المشاكل التي واجهتنا أن الرئيس (البوركينا فاسوي) كان برتبة نقيب وكان لا يخلع ملابسه العسكرية أبدا، وكأنه ولد فيها وسيموت بها- وهذا ما حدث بالفعل- وكان من بيننا ضباط برتب أعلى منه بكثير، وحاروا في أمره، وأمر القواعد العسكرية الجامدة، وكيف يحيونه وهم أعلى منه رتبة، وبعد هات وأخذ وإقناع قلنا لهم (حيوه) كضيف وأمركم إلى الله.

ولم تكن هذه مشكلته الوحيدة، فمن طرائفه أنه يعتقد نفسه في حقول السافانا الأفريقية، ولديه عادة غريبة وهي الجري طوال الليل وكأنه في مطاردة ماراثونية، وكان لا بد من توفير حرس لحمايته أثناء الجري، خصوصا وأنه يتنازل ويخلع بدلة النقيب التي تميزه، ولأنه رياضي محترف، فقد صار لعنة على مرافقيه، وفي البداية حاولوا مجاراته، ولما فشلوا في ذلك سلموا أمرهم لله، وصاروا يراقبونه بالمناظير، وتركوه لقدره.

وهناك من الرؤساء من يريد أن يجعل من المؤتمر (حج وحاجة) أي هو في مؤتمر ولا مانع من السياحة، فهم بشر حالهم كحالنا، وفي احدى المرات فوجئت بأحد مساعديّ وهو يوقظني في الساعة الواحدة ليلا، فقلت خير إن شاء الله هل حدث مكروه لأحد الملوك أو الرؤساء، قال لا ولكن أحد الرؤساء يريد أن يتمشى على البحر، قلت له (بنرفزة): يا أخي لماذا لم تقل له أن غدا وراءه اجتماع مهم وعليه أن يصحو مبكرا؟ قال إنه مصمم، والمشكلة أنه لا يريد مرافقة الحرس، قلت: احسن لأنه لا يوجد حرس لهذه المهمة، وبالفعل ذهب الضابط مع الرئيس لشم الهواء على شارع الخليج والحمد لله أنه عاد «صاغ سليم».

ومع انهيال الأوامر الغريبة توقعت أن يطلب مني أحد الوفود، رجل دين ليقرأ على رئيسه، الذي لا يأتيه النوم بسهولة بسبب خوفه من انقلاب يحدث في أثناء غيابه في الكويت، ولكن ربكم ستر ولطف ومشت الأمور على خير ما يرام، والكل راض ومبسوط، وغادر الجميع في أمان الله ورعايته.

ولكن الأيام ليست كلها أفراح ولو كنت رئيسا، فالرئيس الرومانسي الذي يحب المشي على البحر، فارق الرومانسية، فقد حدث انقلاب عليه بعد المؤتمر مباشرة ونفي، أما الرئيس النقيب الذي يحب الجري، فقد جرى إلى حتفه، وأطيح به وقتل فور وصوله لدولته، وأما عزت الدوري ورفاقه، فقد حان دورهم وفارقهم العز إلى غير رجعة، أما الوفد السوري فلم يعد له وجود، وأغلب الرؤساء الذين شاهدتهم لم يعد لهم وجود، وأكثرهم حظا من مات موتا طبيعيا، أما أهم نتائج تلك القمة فقد كان غزو الكويت! وتم تحريرها من دون قمة! فلا تعولوا كثيرا على القمم العربية، لأنها ليست سوى قيعان يحاول الرؤساء العرب فيها رفع العتب عنهم والخروج منها بستر وسلام.


Fheadpost@Gmail.Com


http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=493785

سلسبيل
03-28-2014, 08:05 PM
يعني كان عسكريا

هل لازال في السلك العسكري

وفي أي مجال شهادته التي يحملها ؟