المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتدى الصدر بين راسم المرواني وأحمد الخفاف



Osama
03-11-2005, 08:30 AM
الجزء الأول

كتابات - أحمد الخفاف

أتباع السيد مقتدى الصدر وخاصة من هم داخل العراق يعيشون مع الأسف بعقلية يمكن وصفها بأنها عنيفة ومتطرفة حتى في استخدام المصطلحات الإسلامية وكأنهم حديثي عهد بالإسلام.. لا يجيدون بدء الحديث وقواعد المجالسة وأدب المخاطبة وآداب المحادثة.. غليظون قليلا..

قريبون من توجهات غلاة الوهابيين وأسلوب طالبان وإن انتسبوا للتشيع السمح.. متشددين في الخطاب.. عنيفين في المخاطبة.. يفرضون على محادثهم ما يجب أن يقوله أو يفعله.. مصادرين حرية آراءه.. مخطّئين عقائده.. مسارعين لتكفير الآخرين وإن كانوا من أبناء جلدتهم أو من أتباع مذهبهم.. قريبين في التوجهات السياسية والاجتماعية والفكرية والسلوكية من أعداء التشيع.. متهورين في اتخاذ القرارات.. غير متسامحين.. يحسبون أنهم مؤمنون والآخرين حديثو عهد بالإسلام، أو ما هم بمؤمنين.. يعتقدون أنهم لا يخطئون.. والآخرين دوما خطّاءون..

يعيش الكثير منهم حالة نفسية غير منضبطة.. يلقون بالمشاكل على الآخرين وهم يهيئون أرضيته ويعدون له.. لا يقبلون النقد والنصح من الآخرين وإن كانوا هؤلاء على حق.. طويلي اللسان في الانتقاد.. لا يصطفون بجانب الحق بل يقتربون من الباطل.. ثورة غضبهم سريعة ومعرفتهم للأمور بطيئة.. فهمهم للواقع والأمور شبه قاصر وقناعتهم بما يُملى عليهم قاطع.. ليس لديهم سوى لون اسود أو أبيض ولا يعترفون باللون الرمادي.. الدين لعق على ألسنة بعضهم.. ينعقون مع كل ناعق دون تفكر وتدبر وإن كان الناعق عدوهم.. يلهثون وراء السراب فإذا أدركوه قالوا خُدعنا مخونين الناس.. ينخدعون بمعسول الكلام.. ويتقبلون من الغدرة المكرة زور السلام.. يستفزون الآخرين، وحين يرون أن النتائج خاسرة والمعركة للنصر فاقدة ينكفئون ويرتدون على أعقابهم.. شامتين بالناس مخونينهم وإن كانوا اخوة لهم.. مقبلين على من ينعق بفارغ الكلام.. مدبرين عمن يتفوه بجواهر الكلام ويتفوه لهم بطيب السلام.. غوغائيين في الحديث..مشتتي الأفكار...//

هذه كانت فقرة من مقال كتبته ونشر على موقع /كتابات/ حاولت فيه أن أصف انطباعي عن نفر من أتباع مقتدى الصدر الذين راسلوني والسيوف بأيديهم مرفوعة ومن أغمادها مسلولة.. وقد قرأت شقشقية السيد راسم المرواني والذي برع مشكورا في إثبات ما وصفته من الخُلُق الرفيع!! الذي يتميز به أتباع مقتدى الصدر مع من يختلفون معهم.. فقد بدأ الرجل وديا حين قال (إلى الأخ أحمد الخفاف، مع الود) وقال ( لقد قرأت لك بحب..) ثم أنهى شقشقيته سابا شاتما إياي حين أورد بيته الشعري:

ولو سمعَ الإلهُ دعاءَ كلب ٍ رأيتَ الأرضَ كوماً من عظام ِ

وإذا كان مثقف آل مقتدى حاله هكذا وخطابه شتم وسب الآخرين الذين يعارضونهم في الفكر فقط فماذا سيكون يا ترى حال الرعاع منهم.. ألن يكونوا سيّافة بحق وحقيقة يضربون عنق كل من يفكر خلاف ما يعتقد به قائدهم المفدى مقتدى!!

وقبل أن أرد على السيد المرواني أوكد على حقيقة يعرفها الجميع وهو ضرورة التفريق بين التيار الصدري المتبع لأفكار وطروحات السيد المرجع آية الله السيد محمد محمد صادق الصدر وبين أتباع السيد مقتدى الصدر.. وهنا أوضح أنني كل ما سأتناوله في ردي على السيد المرواني يخص بالصميم ما يسمى تيار مقتدى الصدر والذي لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب بالتيار الصدري الشريف والذي نعرف الكثير من شخصياته الكريمة ذات التوجهات المستنيرة المتعقلة الواعية..

لقد قرأت رد السيد المرواني بتمعن.. ومن عادتي في قراءة مقالات الآخرين أن لا أهتم بالنقاط الثانوية بقدر ما أتابع وأذهب إلى جوهر الموضوع ولب الحديث.. وبعيدا عن أسلوب شقشقيتة اللامزة والغامزة ولكي نصل إلى فهم بعضنا البعض بعيدا عن المهاترات فأقول أنه أفصح بأنه وجد صعوبة في فهم الدوافع التي من أجلها كتبت مقالي حول ممارسات مساعدي مقتدى الصدر ووكلائه وأمنائه على وحيه!! وتصرفات ثلة من أتباعه في المدن العراقية المختلفة.. ولكي لا يظل يروح ويجيء ويضطرب من عدم فهمه للدوافع التي دعتني أن أكتب ذلك الموضوع.. فسأختزل له الدوافع في جملة واحدة حتى يرتاح ويفهم وتسكن نفسه حتى لا يلوم الآخرين.. وفي الواقع إنها ليست دوافع بل دافع واحد لا غير..

يا سيدي الفاضل وأخي العزيز أنني أشعر من خلال متابعتي للأحداث حضوريا وسمعيا وبصريا من أن أناس عراقيون ومن المذهب الذي أنتمي إليه يسعون بل ويصرون على المضي قدما على خط فكري وسياسي واجتماعي خاطئ وخطير مشى فيه قبلهم وسار عليه أبناء مذهبهم من الإيرانيين عندما انتصرت ثورتهم عام 1979 حيث رفعت شعارات لبست لباس الدين والتطرف الديني بكل معنى الكلمة ثم ساروا في ساحة التطرف وأصروا في السير على المسار الخاطئ وهم ينطحون جبل الواقعية والموضوعية مستغلين مشاعر الشعب الإيراني الدينية والمذهبية الملتهبة آنذاك.. وبعد عقدين من الإصرار على المسار الديني الخاطئ أدركوا الخطأ وصححوا المسار أو يكادون ولكن بعد ماذا؟.. بعد خراب البصرة كما يقولون.. بعد مليون قتيل وجريح ومعوق وملايين المعارضين السياسيين وملايين أخرى من طالبي الإصلاح والإصلاحات في كل مجالات الحياة.. الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي..

خوفي يا سيد المرواني هو أن تيار مقتدى الصدر منذ أن بدأت مسيرته بعد سقوط نظام الطاغوت يضع قدمه حيث وضعة قادة إيران الدينيين عام 1979 ويريدون السير على ذات النهج الخاطئ وذات الطريق المعوج غير آبهين بما جرى لإيران وللشعب الإيراني من ويلات وخراب ودمار.. كل ذلك بسبب الشعارات اللاواقعية التي رفعها طلبة الحوزات الدينية في إيران إبان انتصار الثورة الإسلامية فيها والتي أوصلت إيران إلى ما أوصلته في عام 1988 عندما صرح الإمام الخميني وبمرارة أنه تجرع السم لإرغامه على إعلانه قبوله لقرار 598 لوقف الحرب مع العالم أجمع وليس مع صدام فقط... أتعرف لماذا؟ لأن جميع القرارات التي كانت تتخذ من قبل القيادة الدينية الإيرانية آنذاك كانت ترتكز على شعارات الشارع الهوجاء والتي كان المعممون بدورها يغذونها ويزودونها بمزيد من وقود الشعارات الدينية ذات المدلولات الخطيرة.. ماذا جنى الإيرانيون من شعار ( جنك جنك تا بيروزي ) أي حربا حربا حتى النصر غير الدمار وتخريب البلاد، وقد ذهب السيد رفسنجاني مهرولا إلى الإمام الخميني قبل أيام من إرغام القيادة الدينية الإيرانية على وقف إطلاق النار مع العراق.. جاء رفسنجاني إلى الإمام الخميني وقال له بالحرف الواحد لا نستطيع تدارك جبهات القتال لقد وصلنا إلى طريق مسدود!!.. من أوصلهم إلى طريق مسدود.؟؟ أليست الشعارات غير الواقعية هي التي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه!!

أخي المرواني أنا أخاف على بلدي أن يدمر وينهار وهو المدمر أساسا.. دمره سابقا صدام حسين عبر حروبه الثلاثة مع إيران ومع الكويت ومع أمريكا.. دمرت قوات الغزو الأمريكية البلاد بعد أن أحرقت الحرث والنسل.. ثم دمره ويدمره أمواج الضباع السلفية التكفيرية التي اجتاحت أرض العراق.. ثم دمره ويدمره أزلام البعث وفلوله المتحالفين مع أبناء جلدتهم من الوهابيين.. دمره أناس ظنوا أنهم وكلاء الله على الأرض وأنهم خليفته وأن الآخرين عليهم إبداء السمع والطاعة لهم.. دمره الفكر الفاشي الديكتاتوري الرافض للأخر سواء كانت دوافع أصحاب هذا الفكر قومية أو دينية شيعية أو سنية لا ضير..

في كلمة وجيزة، أخي أخاف أن يندفع المندفعون من أتباع مقتدى الصدر ويصرون على السير على نهج ديني منحرف عفا عليه الزمن واعترف أصحابه في إيران بفشله وخطورته.. أخاف عليه من شعارات تدغدغ المشاعر الدينية والمذهبية للناس الأبرياء البسطاء مما يدفعهم أو قل قد تدفعهم بعض الدوائر الخبيثة المعلومة الحال فتحصل فتنة بين أتباع المذهب الواحد.. عندها لن ينجو منها أحد وحينها لا يفيد طرحك "للخليفة" وما إلى ذلك.. لأن الخليفة حينها سيكون من غيرهم.. فتوقع في المذهب ثلمة لا يسدها شيء فنصبح ملومين محسورين جميعا.

على أنني سأتناول في مقالات مقبلة خطورة الطرح الذي يتباه أتباع مقتدى الصدر من خلال سرد تجربة الشعارات الإيرانية والتي اضمحلت اليوم بعد أن أدرك قادة إيران الدينيون أن شعاراتهم غير الحكيمة أصابتهم في مقتل وجعلتهم متأخرين والدليل على ذلك هو انكفاء الفكر الديني المتشدد وزوال شعارات الحقبة الرفسنجانية والباسدارانية..أي حقبة الثمانينات وانطلاق الحركات التصحيحية التي تعم طول إيران وعرضها.. أظن إن الدافع الوحيد الذي لم تتفهم مغزاه أو لم تفهمه أو لم ترد فهمه بات واضحا وسأزيدك تفصيلا إن شاء الله كما وعدتك في حلقات مقبلة.. أما لدي بعض الردود السريعة على ما كتبته في ردك..

أما قولك // وكل هذا لا يعني بأنني أقف منك موقف العداء ، فقد عودنا مقتدى ، وأبوه ، والسلسلة الذهبية من أهل البيت عليهم السلام أن نحترم الرأي الآخر ، وأن ننزله منزل التكريم وحسن الإنصات// أقول أن هذا الكلام يوحي للقاري بأنك تحاور شخصا لا ينتمي لمذهب أهل البيت!! وقد زكيت نفسك من حيث لا تشعر والله يقول لنا "ولا تزكوا أنفسكم".. فمن يدري قد أكون أنا أعلا مقاما وشأنا عند الله.. كما أنه ليس كل من رفض مقتدى الصدر وخطه معناه إنه خرج من الملّة فهم كافرون وأنتم المزَكون.. كما أن قولك بأنك أنزلتني منزل التكريم غير صحيح بدليل مهاجمتك إياي ويبدو أنك كثير النسيان ..

أما قولك // والحقيقة أنني لم أر السيد مقتدى يسلم أحداً من أتباعه ( هراوة ) ويأمره بظرب رؤوس الذين يتقاطعون معه بالرأي// أقول ما رأيك بالمحكمة الشرعية التي أنشأها السيد مقتدى الصدر في النجف وأخذ أتباعه يجرجرون الناس فيها ويتم التعذيب في أقبيتها.. ماذا تقول عن ذلك؟.. //المتخرص// يا سيد مرواني هو الذي يلقي الكلام على عواهنه وليس من يقول أن هناك أحاديث عن تصرفات مقيتة يتصرف بها اتباع شخص ما.. وأسأل ماذا تسمي تصريحات الناطق الرسمي لمقتدى الشيخ أحمد البغدادي حول تهديده لكل من يعارض مقتدى الصدر بسيفه البتار.. هل تعتبر نقد هذه التصريحات الهوجاء "تخرصات"!! استغفر الله ولا تكونن من الشاتمين... تعيذني بالله من لعنة التاريخ يوم تتكشف فيه الحقائق وكأنك متيقن بأنك على صراط مستقيم.. هل وفرت لنفسك لحظة ما لتفكر أنك قد تكون على غير طريق حق؟؟ لماذا هذا الإطلاق في التصور والتحكيم من جانب واحد والاستنتاج؟؟ ما تعلمناه من أئمتنا عليهم السلام أننا نستخدم عقولنا دون تأويل النص ونسير في بحر الحياة فتتقاذفنا الأمواج في البحر المتلاطم فنسير فيه ونسير والسفينة تسبح يمينا وشمالا تغوص وتطلع وبعد تلك المسيرة ترسى السفينة في بر الأمان..

أما قولك // بأن وجود التناقض في التصريحات (تصريحات مساعدي مقتدى)لا يعني عدم وضوح الرؤية ، بل هو حالة صحية ، وهو دليل على وجود التنوع في الآراء داخل التيار الصدري تجاه الأحداث ومعطياتها// أقول هذا هو السفسطة وحشو الكلام بعينه، المتفق عليه مبدئيا من الجميع أنه لو كان هناك وضوح للرؤية في أمر ما تنتفي التناقضات تماما.. والعلة في عدم وجود الرؤية الواضحة هو ما نراه من تخبط في تصريحات المساعدين... على أن هناك أمرأ آخر استجد وأنت كنت تحضر لكتابة ردك وهو إعلان السيد مقتدى الصدر عزل السيد السميسم من جميع مناصبه كما ذكر في الأخبار بسبب انخراط أقارب المذكور في العملية السياسية الجارية في العراق ودخوله للبرلمان.. إذا ليس كما تدعي بأن مقتدى يقبل التعددية وأنه ديمقراطي مع مساعديه.. بل إن للرجل توجهاته وعندما ينجلي موضوع ما يترتب عليه آثار تضر بحركته يتصرف بأسلوب خشن تجاه من يراهم بأنهم يسيئون إليه فيعزل من يعزل ويصدر أوامره بفصل من يريد.. أما الكلام الشفاف الذي تحدثت عنه في مقالك فإنها أضغاث أحلام ليس إلاّ.

وقد أوردت أسماء لوكلاء مقتدى الصدر ولاحظت أنك تجاهلت تماما الشيخ عبد الستار البهادلي نائب السيد مقتدى في البصرة الفيحاء فتسائلت لماذا؟؟ هل تم إسقاطه هو الآخر أيضا بسبب قيادته فرقة الرقص الشعبي أيام الطاغية صدام في البصرة.. أم أن زاغت الأبصار عنه.. أو رأى تجارة في البصرة فانفض إليها تاركا الجماعة!! وهل يعتبر هو من وجهة نظر تيار مقتدى الصدر //رجلا عملاقا// من عمالقة العراق كمحمد باقر الصدر والمرجع محمد صادق الصدر أو آية الله السيد محسن الحكيم أو المراجع الخميني والشيرازي والسبزواري؟؟ وهل تعتبر السيّاف الشيخ البغدادي الذي لوح بسيف الإمام المهدي (عج) لضرب أعناق الناس //رجلا عملاقا// هو الأخر حقا!!.. وقد يكون قد أوهم أتباع مقتدى أن سيف الإمام الحجة المهدي عليه السلام الحقيقي قد يكون حقا في منزل الشيخ البغدادي محتفظ في صندوق وعليه حراسة مشددة حتى لا يسرقه أحد وأن الناس بإمكانهم زيارة منزل الشيخ البغدادي ولمس السيف والتبرك به والدعاء عليه..

عندما نشير إلى أخطاء المساعدين ونقول أنها من الممكن أن تتراكم وتؤدي إلى عواقب وخيمة تضر بالمصلحة العليا بأبناء المذهب تقول // هم ليسوا بأنبياء ، فنحن نعلم أن محمدأ (ص) هو خاتم الأنبياء ، ولكنهم رجال يجتهدون ، فيخطؤون تارة ويصيبون..// وأسال لماذا عندما يخطئ الآخرون لا تتعاملون معهم بنفس المنطق وتقبلون بإنهم رجال يجتهدون فيخطئون تارة ويصيبون.. بل تكفرونهم وتخرجونهم من الملة وبلغ الأمر بأحدكم يُخرج أمة الكرد بكاملها من فصيلة البشر وينسبهم إلى فئة الجن والعفاريت!! ما هذا المنطق سيدي المرواني.. رجالكم يجتهدون فيصيبون تارة ويخطئون تارة ورجال الآخرين مخطئون بل خطاءون دوما.. ألم يكن لي الحق أن أكتب ما جاء في مقدمة هذا المقال عن خصال بعض من اتباع السيد مقتدى الصدر؟؟؟

أما أن تقولني شيئا لم أقله فهذا مع الأسف وكما أشرت سلفا هي أساليب غوغائية في المناقشة والحوار عند أتباع مقتدى الصدر.. وها أنت قولتني بما لم أقله.. بل على العكس تماما فقد ذكرت مقتدى الصدر بالسيد مقتدى الصدر فتقويلك إياي بأني أشك في انتساب السيد مقتدى الصدر بالسادة الأشراف وتطلب مني وثيقة بذلك فهذا المنطق غير معقول بالمرة وهذا هراء، ولم أشك لحظة أن السيد مقتدى غير سيد.. ولكن إنك استعملت العبارة لتوهم القارئ بأني شككت بنسبة مقتدى للسادات وهذا مأخذ كبير عليك جناب المتحدث.. قليلا من التقوى يرحمنا الله!!

أما محاولتك إلقاء دروس في المصطلحات الحوزوية وأن تلمز وتغمز في كلامك بأني // أفهم وإنك جدير بالفهم..// كلها تدل على العقلية الفوقية التي تجتاح فئة المتدينين الجدد في العراق مع الأسف وكأن طبقة جديدة نشأت في العراق تستحوذ وحدها على المعرفة بعلوم الدين وعلوم المستقبل وأخبار الغيب وجنس الأقوام من البشر ومن هو كافر ومن هو متدين.. قد لا يعرف أصحاب هذا النمط من الفكر أنهم بهذه العقلية سينعزلون.. وهذا ما حصل بالفعل حيث يشعر العراقيون أن انكماشا في الفكر التعصبي التكفيري سواء على صعيد المذهب السني أو الشيعي في طريقه للاضمحلال في العراق.

وقد أعجبتني فقرة من كلامك تعترف فيها أن //هناك ممن لا دين لهم// منخرطون في "جيش المهدي" ثم تقول أن ذلك خلل، ولكن ليس لمقتدى علاقة بهذا الخلل.. أسألك بالله من هو زعيم جيش المهدي؟ من الذي أسسه؟ من الذي دعا إلى تشكيله؟ من هو زعيمه الروحي؟ أليس مقتدى الصدر؟؟ ما هذا المنطق؟.. جيش تدعون إليه كل من هب ودب وعندما تبدأ الحواسم!! ينتقد الناس الجيش فتقولون العيب في الناس لأنها تنتقد الجيش وليس في قادة الجيش، لأن السيد علي السيستاني تركنا في ساحة المواجهة وحدانا؟؟ وما علاقة مغادرة السيد السيستاني بنوعية الأفراد التي انتمت إلى جيش المهدي.. وما علاقة هذا بذاك إلا اللهم المراوغة والتملص من المسئولية.(راجع مقالك)

تسألني عن حجم المهزلة فيما حصل في النجف وفي مدينة الصدر كذلك.. أنا أقول لك.. المهزلة هي أنكم مراوغون تثيرون المشاكل ثم تحاولون التملص منها لا تحسبون حساباتكم جيدا ولا تسمعون لنصيحة الناصحين.. تركبون رؤوسكم وعندما ترون أن الفأس سقط بالرأس تهرولون للسيد علي السيستاني ملتمسين أن يجد حلا ومنقذا للمحاصرين في الروضة الحيدرية.. كانت تصريحات مساعدي مقتدى أيامها على اشدها.. تقول أننا بأمر المرجعية.. إذا أرادت المرجعية مفاتيح الحضرة نقدمها.. ظللتم تراوغون وكانت حساباتكم خاطئة.. فعندما عرفتم أن الناس اعتزلوكم ومعركتكم خاسرة و"جيش المهدي" بات دون قيادة.. والمرجعية التي طالما ظللتم تتمسحون بعباءتها سواء التي في إيران أو التي في النجف لم تعد تثق بكم نزلتم على شروط مذلة، أذهبتم وحدة الصف الشيعي وقوة المذهب وصرتم خنجرا في خصر شيعة العراق وأضعفتم الشيعة في سائر أرجاء العالم لا سيما في إيران ولبنان..

أما قياسك لمقتدى مع الرسول الأعظم بأنهما قائدي جيشين.. فإنها أم المفارقات ولم أكن أتوقع أن اسمعه منك أنت "المثقف" المدافع عن مقتدى الصدر!!... فيا سيدي عندما نؤكد لكم أنكم تحملون أفكارا تنهي بكم إلى استنتاجات خطيرة ينبغي مراجعتها يكون معنا حق... فمثلا قياسك هذا يستوجب قبول مبدأ وهو أن يزيد ليس مسئولا عن قتل الحسين عليه السلام.. ومعاوية ليس مسؤولا عما جرى من حروب وقتل بين المسلمين لأن العلة في أفراد الجيش وليس من القادة أو الخلفاء هذا حسب منطقك.. كما أنك وقعت في مطب كفانا الله شر الوقوع فيه وهو تساوي المسئوليات بين النبي (ص) ومقتدى إزاء انضمام المجرمين في جيشيهما.. وينبغي القول حول هذه النقطة أن النبي لديه وحي منزل، ينزل عليه من السماء.. واذا كان بين جيشه مخطئ فحسابه على الله وليس على النبي (ص).. ولكن ماذا لدى مقتدى؟؟ هل لدى مقتدى وحي؟ وهل ينزل عليه أحد؟ ولذلك فهو مسئول مباشرة عن كل ما يدور في جيشه الذي أسسه هو وإلا ما فائدة الإصلاح الذي ظللت تتغنى به وتقول أن مقتدى يريده للمجتمع.. هل يريد أن يصلح المجتمع بجيش فيه لصوص وقطاع طرق وفدائيي صدام، وعندما تنبعث الروائح منه ويسوده الهرج والمرج ينبري عدد من الأتباع الدفاع عنه ليقولون أن مقتدى غير مذنب لأن حاله كحال الرسول الأعظم!!



وللحديث بقية..

ALKHAFAFAHMAD@YAHOO.COM