مجاهدون
03-11-2005, 07:36 AM
د.فوزي سلمان الخواري
لقد ابتليت الامة الاسلامية منذ زمن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والى يومنا هذا بفكر الخوارج الذي يعتمد تحديدا على فكر تكفير الحكام والعلماء منهجا له في صد هذه الامة عن الغاية الاسمى لها وهي الدعوة الى الاسلام، مستندين بفكرهم على تفسيرهم الخاص لنصوص القرآن الكريم، وما حدث في الكويت يدل على مدى ضحالة هذا الفكر ولنا في الاثر قصص عدة تدل على ضيق نطاق هذا الفكر ومحدودية الرؤيا لدى أتباعه.
في جلسة استرخاء واستقراء للاحداث التي مر بها عهد سيدنا علي بن ابي طالب ـ رضي الله عنه ـ جلس كل من عبدالرحمن بن ملجم واثنين من اصحابه وهم من حفظة القرآن الكريم عن ظهر قلب، وارجأوا السبب الوحيد فيما آل اليه الحال ووصلت اليه الامور هو سيدنا علي بن ابي طالب ـ رضي الله عنه وكرم وجهه ـ حيث انه قد تقاعس عن حقوق المسلمين وتنازل عن لقب امير المؤمنين في جلسة التحكيم التي اقيمت بينه وبين معاوية وشن حربا على مسلمين ولم يأسر احدا منهم، فقرروا تصفية امير المؤمنين علي بقتله، فتصدى لهذه المهمة ابن الملجم وانتظره بالمسجد وضربه بسيفه المسموم قبل صلاة الفجر، وعندما مات سيدنا علي ـ رضي الله عنه ـ متأثرا بالضربة التي تلقاها من ابن الملجم، اتى به المسلمون وقالوا:
نشفي نفوسنا منه، فقطع عبدالله بن جعفر يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم، فكحل عينيه بمسمار محمى بالنار فلم يجزع، وعندما اخرج لسانه ليقطعه، اخذ يصرخ ويقول ـ اي ابن الملجم ـ : «اكره ان اكون في الدنيا فواقا لا اذكر الله». فقطعوا لسانه ثم احرقوه، ابن الملجم يفجعه قطع لسانه الذي يذكر فيه الله، وهو يعلم بأنهم سيقتلونه، رغم تجرئه على قتل ولي امر المسلمين الذي كرم الله وجهه بأنه لم يسجد لصنم قط وزوج بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم وأحد المبشرين بالجنة.
ويروي ابن حزم في كتابه الفصل ان الصحابي عبدالله بن خباب كان يمضي وزوجته في طريق به جماعة من الخوارج، فعلّق المصحف في عنقه ومضى مطمئنا، كما فعلوا عندما قاتلهم علي ـ رضي الله عنه ـ، فقبضوا عليه قائلين:
«الذي في عنقك يأمرنا بقتلك»، وسألوه: «ماذا تقول في خلافة ابي بكر؟» فقال: «خيرا»، «وماذا تقول في خلافة عمر؟» قال: «خيرا»، و«ماذا عن عثمان؟» فقال: «خيرا»، ثم سألوه: «ماذا تقول في علي وفي قبول التحكيم؟» فقال: «ان عليا أعلم بكتاب الله منا»، فقربوه من النهر بمرأى من زوجته وذبحوه، وكان صحابي اخر هو واصل بن عطاء يمر بالطريق ذاته ـ وقد عرف بقصة ابن خباب ـ، فلما اقترب هو وجماعته سألوه: «من انتم؟» اجاب: «مشركون يستجيرون بكم» فقالوا: «ابتعدوا بعيدا». فقال: «ألم تسمعوا بالاية». (وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)، فتلوا عليهم بعضا من القرآن وقالوا: «ارحلوا» فقال واصل: «ألم تسمعوا ببقية الاية، فهي تقول (ثم ابلغه مأمنه)، فأرسلوا معهم حراسا حتى ابلغوهم مأمنهم».
فيا سبحان الله يقتل من علق القرآن في رقبته ويترك من يدعي الشرك ويحاججهم بالقرآن كي يخلوا سبيله! انها حقا حكايات تثير الدهشة، ولكن هل سينتهي هذا الفكر نهائيا؟
وهل تستطيع الجهات الرسمية بكل ما اوتيت من امكانيات التصدي له؟ بالطبع لا فهذا الفكر باق، قال عليه الصلاة والسلام في عبدالله ذو الخويصرة التميمي الذي شكك في قسمته للغنائم: «انه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج اخرهم مع المسيح الدجال فإذا لقيتموهم فاقتلوهم هم شر الخلق والخليقة».
f.alkhawari@ic.ac.uk
لقد ابتليت الامة الاسلامية منذ زمن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والى يومنا هذا بفكر الخوارج الذي يعتمد تحديدا على فكر تكفير الحكام والعلماء منهجا له في صد هذه الامة عن الغاية الاسمى لها وهي الدعوة الى الاسلام، مستندين بفكرهم على تفسيرهم الخاص لنصوص القرآن الكريم، وما حدث في الكويت يدل على مدى ضحالة هذا الفكر ولنا في الاثر قصص عدة تدل على ضيق نطاق هذا الفكر ومحدودية الرؤيا لدى أتباعه.
في جلسة استرخاء واستقراء للاحداث التي مر بها عهد سيدنا علي بن ابي طالب ـ رضي الله عنه ـ جلس كل من عبدالرحمن بن ملجم واثنين من اصحابه وهم من حفظة القرآن الكريم عن ظهر قلب، وارجأوا السبب الوحيد فيما آل اليه الحال ووصلت اليه الامور هو سيدنا علي بن ابي طالب ـ رضي الله عنه وكرم وجهه ـ حيث انه قد تقاعس عن حقوق المسلمين وتنازل عن لقب امير المؤمنين في جلسة التحكيم التي اقيمت بينه وبين معاوية وشن حربا على مسلمين ولم يأسر احدا منهم، فقرروا تصفية امير المؤمنين علي بقتله، فتصدى لهذه المهمة ابن الملجم وانتظره بالمسجد وضربه بسيفه المسموم قبل صلاة الفجر، وعندما مات سيدنا علي ـ رضي الله عنه ـ متأثرا بالضربة التي تلقاها من ابن الملجم، اتى به المسلمون وقالوا:
نشفي نفوسنا منه، فقطع عبدالله بن جعفر يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم، فكحل عينيه بمسمار محمى بالنار فلم يجزع، وعندما اخرج لسانه ليقطعه، اخذ يصرخ ويقول ـ اي ابن الملجم ـ : «اكره ان اكون في الدنيا فواقا لا اذكر الله». فقطعوا لسانه ثم احرقوه، ابن الملجم يفجعه قطع لسانه الذي يذكر فيه الله، وهو يعلم بأنهم سيقتلونه، رغم تجرئه على قتل ولي امر المسلمين الذي كرم الله وجهه بأنه لم يسجد لصنم قط وزوج بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم وأحد المبشرين بالجنة.
ويروي ابن حزم في كتابه الفصل ان الصحابي عبدالله بن خباب كان يمضي وزوجته في طريق به جماعة من الخوارج، فعلّق المصحف في عنقه ومضى مطمئنا، كما فعلوا عندما قاتلهم علي ـ رضي الله عنه ـ، فقبضوا عليه قائلين:
«الذي في عنقك يأمرنا بقتلك»، وسألوه: «ماذا تقول في خلافة ابي بكر؟» فقال: «خيرا»، «وماذا تقول في خلافة عمر؟» قال: «خيرا»، و«ماذا عن عثمان؟» فقال: «خيرا»، ثم سألوه: «ماذا تقول في علي وفي قبول التحكيم؟» فقال: «ان عليا أعلم بكتاب الله منا»، فقربوه من النهر بمرأى من زوجته وذبحوه، وكان صحابي اخر هو واصل بن عطاء يمر بالطريق ذاته ـ وقد عرف بقصة ابن خباب ـ، فلما اقترب هو وجماعته سألوه: «من انتم؟» اجاب: «مشركون يستجيرون بكم» فقالوا: «ابتعدوا بعيدا». فقال: «ألم تسمعوا بالاية». (وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)، فتلوا عليهم بعضا من القرآن وقالوا: «ارحلوا» فقال واصل: «ألم تسمعوا ببقية الاية، فهي تقول (ثم ابلغه مأمنه)، فأرسلوا معهم حراسا حتى ابلغوهم مأمنهم».
فيا سبحان الله يقتل من علق القرآن في رقبته ويترك من يدعي الشرك ويحاججهم بالقرآن كي يخلوا سبيله! انها حقا حكايات تثير الدهشة، ولكن هل سينتهي هذا الفكر نهائيا؟
وهل تستطيع الجهات الرسمية بكل ما اوتيت من امكانيات التصدي له؟ بالطبع لا فهذا الفكر باق، قال عليه الصلاة والسلام في عبدالله ذو الخويصرة التميمي الذي شكك في قسمته للغنائم: «انه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج اخرهم مع المسيح الدجال فإذا لقيتموهم فاقتلوهم هم شر الخلق والخليقة».
f.alkhawari@ic.ac.uk