تشكرات
03-21-2014, 07:11 AM
http://alshahed.net/media/k2/users/273.jpg
الجمعة, 21 مارس 2014
عباس خامه يار
43443@alshahedkw.com
عيد الربيع «نوروز»، عيد المحبة والأخاء والتسامح، عيد اظهار العبودية لله تعالى و فرصة لنقل قيم الثقافة الشرقية المفعمة بتباشير المودة والحنان والعاطفة الى العالم الغربي حيث يحمل بين جنباته أعمق معاني التكاتف والتعاضد التي تحملها النسائم الأولى للربيع، وهو عيد تحتفل به بلدان ايران وتركيا وافغانستان واوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزيا وآذربيجان والعراق والقبائل الكردية منذ أربعة آلاف عام، ولطالما حمل أعظم معاني التسامح والسعادة والبهجة، وهو رمز للأخوة والثقافة المشتركة التي تجمع بين شعوب أوراسيا.
و يمثل التفاعل والتواصل بين الأمتين الفارسية و العربية أحد أفضل التجارب الإنسانية التي حصلت بين شعوب العالم لاسيما في المجالات الثقافية والحضارية والاجتماعية ومن خلال هذا التمازج الروحي والفكري نجحت الأمتان في تشييد صرح عظيم للحضارة الإسلامية نهلت منه ولا تزال بقية الأمم في أرجاء المعمورة.
وعيد النوروز الذي تحتفل به الحضارات الإيرانية والأفغانية والباكستانية والكردية والطاجيكية وتحتفي به بقية البلدان بمسميات متعددة كعيد الشجرة وعيد الأسرة وعيد شم النسيم يبشر ببداية فصل الربيع وتفـَتح الأزهار واخضرار الأشجار حيث تستفيق من سباتها الشتوي وتزهر مبشرة بولادة متجددة ؛ كما يرمز الى ديمومة الحياة وتجدد الانسان وتحرره من العبودية.
وقد وافقت منظمة الأمم المتحدة على تسمية يوم الحادي والعشرين من مارس من كل عام (يوم النوروز العالمي) باعتباره عيداً للتآخي والتعايش السلمي وكدليل على ان هذه المناسبات التاريخية قادرة على تحقيق ما تعجز عنه العديد من الخطط والأطروحات السياسية المتداولة في عالمنا المعاصر.
تروي صفحات التاريخ بان الخلفاء والسلاطين والأمراء كانوا يقيمون الاحتفالات الرسمية بهذه المواسم ويعتبرونها اعياداً مباركة لا تتنافى مع مفاهيم الدين الحنيف بل تصب في إطارها كونها ترمز للخير وتدعو للتسامح والحوار والوفاق، كما منح عيد النوروز أدباء العرب ثروة عظيمة حيث كانت تنشد المئات من القصائد الشعرية التي يتغنى أصحابها بجمال الطبيعة وما يواكبها من عطاء وبركة.
النوروز كلمة مركبة من لفظين: اولهما (نو) أي الجديد وثانيهما ( روز ) اي اليوم فكلمة نوروز تعني اليوم الجديد؛ وقد استعملت كلمة نوروز في اللغة العربية بصيغتها الفارسية كما عربت الى نيروز حيث اشتق العرب منها فعل (نَوْرَزَ) واستُعمل في النثر والشعر فيقول أحد الشعراء العرب:
نَوْرَزَ الناس ونورزت ولكن بدموعي
وزكت نارهم والنار ما بين ضلوعي
كما انشد المتنبي خلال اقامته في ارجان (ايران) ثلاث قصائد في مدح ابن العميد مطلعها:
جاء نيروزنا وأنت مراده
وَ وَردت بالذي اراد زناده
كما استعمل النوروز بصيغته الفارسية حيث قال البحتري في وصف الربيع:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحُسن حتى كاد ان يتكلما
وقد نَبَّـه النوروز في غلس الدُجى
أوائل ورد كـُن بالأمس نوَما
وهذا ابو تمام جعل النوروز رمزاَ لشفاء الخلق والنفوس حيث يقول:
وسيقت الى الخلق في النيروز عافية
بها شفاهم جديد الدهر من خلقه
وقد أثار النوروز مشاعر وعواطف ابي نواس حين يقول:
يباكرنا النوروز في غلس الدجى
بنور من الأغصان كالأنجم الزهر
يلوح كأعلام المطاف وشيه
من الصُفر فوق البيض والخضر والحمر
ويبقى عيد النيروز يحمل تباشير الربيع وأمطار الخير والرحمة التي تطهر القلوب من كل حقد وحسد وأنانية وتبشر بانطلاقة جديدة نحو التعايش السلمي والاخاء الإنساني.
الجمعة, 21 مارس 2014
عباس خامه يار
43443@alshahedkw.com
عيد الربيع «نوروز»، عيد المحبة والأخاء والتسامح، عيد اظهار العبودية لله تعالى و فرصة لنقل قيم الثقافة الشرقية المفعمة بتباشير المودة والحنان والعاطفة الى العالم الغربي حيث يحمل بين جنباته أعمق معاني التكاتف والتعاضد التي تحملها النسائم الأولى للربيع، وهو عيد تحتفل به بلدان ايران وتركيا وافغانستان واوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزيا وآذربيجان والعراق والقبائل الكردية منذ أربعة آلاف عام، ولطالما حمل أعظم معاني التسامح والسعادة والبهجة، وهو رمز للأخوة والثقافة المشتركة التي تجمع بين شعوب أوراسيا.
و يمثل التفاعل والتواصل بين الأمتين الفارسية و العربية أحد أفضل التجارب الإنسانية التي حصلت بين شعوب العالم لاسيما في المجالات الثقافية والحضارية والاجتماعية ومن خلال هذا التمازج الروحي والفكري نجحت الأمتان في تشييد صرح عظيم للحضارة الإسلامية نهلت منه ولا تزال بقية الأمم في أرجاء المعمورة.
وعيد النوروز الذي تحتفل به الحضارات الإيرانية والأفغانية والباكستانية والكردية والطاجيكية وتحتفي به بقية البلدان بمسميات متعددة كعيد الشجرة وعيد الأسرة وعيد شم النسيم يبشر ببداية فصل الربيع وتفـَتح الأزهار واخضرار الأشجار حيث تستفيق من سباتها الشتوي وتزهر مبشرة بولادة متجددة ؛ كما يرمز الى ديمومة الحياة وتجدد الانسان وتحرره من العبودية.
وقد وافقت منظمة الأمم المتحدة على تسمية يوم الحادي والعشرين من مارس من كل عام (يوم النوروز العالمي) باعتباره عيداً للتآخي والتعايش السلمي وكدليل على ان هذه المناسبات التاريخية قادرة على تحقيق ما تعجز عنه العديد من الخطط والأطروحات السياسية المتداولة في عالمنا المعاصر.
تروي صفحات التاريخ بان الخلفاء والسلاطين والأمراء كانوا يقيمون الاحتفالات الرسمية بهذه المواسم ويعتبرونها اعياداً مباركة لا تتنافى مع مفاهيم الدين الحنيف بل تصب في إطارها كونها ترمز للخير وتدعو للتسامح والحوار والوفاق، كما منح عيد النوروز أدباء العرب ثروة عظيمة حيث كانت تنشد المئات من القصائد الشعرية التي يتغنى أصحابها بجمال الطبيعة وما يواكبها من عطاء وبركة.
النوروز كلمة مركبة من لفظين: اولهما (نو) أي الجديد وثانيهما ( روز ) اي اليوم فكلمة نوروز تعني اليوم الجديد؛ وقد استعملت كلمة نوروز في اللغة العربية بصيغتها الفارسية كما عربت الى نيروز حيث اشتق العرب منها فعل (نَوْرَزَ) واستُعمل في النثر والشعر فيقول أحد الشعراء العرب:
نَوْرَزَ الناس ونورزت ولكن بدموعي
وزكت نارهم والنار ما بين ضلوعي
كما انشد المتنبي خلال اقامته في ارجان (ايران) ثلاث قصائد في مدح ابن العميد مطلعها:
جاء نيروزنا وأنت مراده
وَ وَردت بالذي اراد زناده
كما استعمل النوروز بصيغته الفارسية حيث قال البحتري في وصف الربيع:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحُسن حتى كاد ان يتكلما
وقد نَبَّـه النوروز في غلس الدُجى
أوائل ورد كـُن بالأمس نوَما
وهذا ابو تمام جعل النوروز رمزاَ لشفاء الخلق والنفوس حيث يقول:
وسيقت الى الخلق في النيروز عافية
بها شفاهم جديد الدهر من خلقه
وقد أثار النوروز مشاعر وعواطف ابي نواس حين يقول:
يباكرنا النوروز في غلس الدجى
بنور من الأغصان كالأنجم الزهر
يلوح كأعلام المطاف وشيه
من الصُفر فوق البيض والخضر والحمر
ويبقى عيد النيروز يحمل تباشير الربيع وأمطار الخير والرحمة التي تطهر القلوب من كل حقد وحسد وأنانية وتبشر بانطلاقة جديدة نحو التعايش السلمي والاخاء الإنساني.