لمياء
03-10-2005, 11:08 AM
جاسم بودي
سبحان الله في خلقه وشؤونه، سبحانه في تنوع كونه واتساعه لهذا الحشد من المتناقضات والمتكاملات والمفارقات والغرائب والعجائب، وسبحانه في امتحاننا أمام الانتصار والانكسار, قبل يومين وقف «سيد المقاومة» حسن نصر الله زعيما يخطب في مليون ونصف مليون مواطن في الهواء الطلق، في بلد يشهد انقساما ويعيش أزمة سياسية كبيرة وعلى مفترق مصيري في تاريخه، يتحدث مع الناس وهو واحد منهم، يرفرف فوق رأسه ورؤوسهم علم لبنان فقط,,, لم تحصل بين مئات الآلاف المحتشدة في مكان محدود مشادة واحدة مثل التي تحصل يوميا وطبيعيا بين مئات مرتادي مترو الانفاق في اي دولة اوروبية، لم يأخذ اي متظاهر في طريقه اشارة ضوئية كما كانت تظاهرات لبنان القومية تفعل في الستينات والسبعينات، ولم تخرج الشعارات التي طرحت على السياق العام «المدني» لمثل هذه التظاهرات رغم كل الحدة التي تميزت فيها.
وبعد لحظات من ذلك، وقف «سيد البيت الابيض» جورج بوش خطيبا في حشد صغير منتقى بعناية، غالبية جمهوره من كبار الجنرالات وخاضع لترتيبات الأمن والسلامة في غرفة مسورة باجهزة التنصت وتعطيل الذبذبات، وفي بلد يشهد اجماعا متقدما على خطط الرئيس الخارجية، يخاطب شريحة معينة من الناس على امتداد العالم العربي كأنه واحد منها، يرفرف فوق رأسه ورؤوسهم العلم الاميركي، ولم تخرج الشعارات التي طرحت على السياق العام «العسكري» لمثل هذه الخطابات رغم كل الهدوء الذي تميزت فيه.
حشد «السيد» مئات الآلاف تحت علم بلاده، خاطب لبنانيين وتفاعل معه لبنانيون بالحضور والتصفيق او بالامتناع والاعتراض، نظم «حزب الله» اكبر تظاهرة في تاريخ لبنان لإثبات حضور محلي وطني في زمن تريد الآلة الاميركية، اعلاما وتشريعات وقوانين، ان نطوع ما نراه ونسمعه ونعيشه ونصدق ان الحزب حالة ايرانية او سورية او ارهابية, تحدث «السيد» عن تطبيق اتفاق الطائف وهو المطلب الاجماعي اللبناني العربي الدولي، عن كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو المطلب الاجماعي اللبناني العربي الدولي، عن الوفاء لسورية وضرورة تأمين قاعدة اجماعية سياسية انسانية لانسحاب جيشها من لبنان، وهو المطلب الاخلاقي بالدرجة الاولى، مع الاحترام الكامل لوجهات النظر اللبنانية الاخرى الداعية، منذ زمن طويل، الى انسحاب القوات السورية ووقف تدخل المخابرات في الشؤون الداخلية للبنان.
تحدث «السيد» عن التمسك بالسلم الاهلي وبالوحدة والحوار والوفاق والاتفاق ورفض الانقسام والتقسيم والفوضى، وكلها ايضا محاور اجماع عربي ودولي، عبر عن رفضه للقرار ،1559 لأن فيه اتساقا مع الحملة الاميركية الدولية على المنطقة، يتجاوز موضوع الانسحاب السوري وسيادة لبنان الى وضع المقاومة بشكل خاص، وتجريدها من حضورها سياسيا ووجدانيا قبل تجريدها من سلاحها، الذي لم يكن حقيقة في يوم من الايام الا في خدمة السيادة اللبنانية في وجه ارهاب الدولة الاسرائيلية الغاصبة المحتلة, ومع الاحترام الكامل للقرارات الدولية وعدم جواز رفضها لأنها تمثل شرعية دولية، ولا مكان في عالم اليوم للخارجين على الشرعية، ومع عدم الاحترام نهائيا لوجهة النظر الاميركية الداعمة بالمطلق لدولة تشكل كل نقائض المبادئ من احتلال وقمع وعنصرية ووحشية ومجازر، الا ان من حق اي فصيل سياسي الاعتراض والتعبير عن اعتراضه بالوسائل السلمية وتحت سقف القوانين والانظمة، خصوصا ان الشرعيتين ـ السورية واللبنانية ـ اعلنتا احترامهما للقرار الدولي والعمل على تنفيذه,,, أليست هذه هي الديموقراطية؟
«السيد» الذي يراد لنا «بكل الوسائل» ان نصدق انه ارهابي يثبت كل يوم ومن خلال «كل الوسائل» انه اكثر ديموقراطية من مَنْ صنفه ارهابيا,
وافقنا على خطابه السياسي ام اعترضنا، احببناه ام كرهناه، الا ان خطاب الرجل ينسجم اولا واخيرا مع مبادئه الدينية والوطنية والانسانية، وثانيا مع هذه القاعدة العريضة التي تلتف حوله، وثالثا مع وجدان الامة التي ينتمي اليها,,, والاهم من ذلك كله هو خطاب يحترم كل قطرة دم سالت لتحرير تراب بلده من المحتل الاسرائيلي، وكل دمعة ام سكبت بماء العز والفخر حزنا على زين الشباب,,, أوليست هذه هي الديموقراطية ايضا؟
سبحان الله في خلقه وشؤونه، سبحانه في تنوع كونه واتساعه لهذا الحشد من المتناقضات والمتكاملات والمفارقات والغرائب والعجائب,,, الرئيس الاميركي جورج بوش يتحدث عن المشهد الاعتراضي في لبنان ويبني عليه فكرة جديدة مفادها ان الديموقراطية التي ستسود ستطرق ابواب انظمة المنطقة كلها، متجاهلا ان لبنان وفي احلك ايامه وانقساماته كان اكثر ديموقراطية من كل الدول العربية وما زال الى الآن الاكثر تقدما رغم الاشادات الدورية التي يصدرها بوش تجاه دول بعضها لا يملك دستورا حتى، وبعضها الآخر لم يعرف حتى اليوم شيئا اسمه الانتخابات، ومع ذلك فالديموقراطية التي ينشدها اتسعت امس لمعارضيه في مشهد تاريخي، فهل سيقبل حكمها ويوازن في العلاقات والحوار والسياسات ام سيعتبر ان الديموقراطية لا تعني شيئا خارج «حركة التاريخ» التي يقودها؟
سبحانه في امتحاننا امام الانتصار والانكسار,,, سبحانه انه العلي القدير الواحد القهار!
سبحان الله في خلقه وشؤونه، سبحانه في تنوع كونه واتساعه لهذا الحشد من المتناقضات والمتكاملات والمفارقات والغرائب والعجائب، وسبحانه في امتحاننا أمام الانتصار والانكسار, قبل يومين وقف «سيد المقاومة» حسن نصر الله زعيما يخطب في مليون ونصف مليون مواطن في الهواء الطلق، في بلد يشهد انقساما ويعيش أزمة سياسية كبيرة وعلى مفترق مصيري في تاريخه، يتحدث مع الناس وهو واحد منهم، يرفرف فوق رأسه ورؤوسهم علم لبنان فقط,,, لم تحصل بين مئات الآلاف المحتشدة في مكان محدود مشادة واحدة مثل التي تحصل يوميا وطبيعيا بين مئات مرتادي مترو الانفاق في اي دولة اوروبية، لم يأخذ اي متظاهر في طريقه اشارة ضوئية كما كانت تظاهرات لبنان القومية تفعل في الستينات والسبعينات، ولم تخرج الشعارات التي طرحت على السياق العام «المدني» لمثل هذه التظاهرات رغم كل الحدة التي تميزت فيها.
وبعد لحظات من ذلك، وقف «سيد البيت الابيض» جورج بوش خطيبا في حشد صغير منتقى بعناية، غالبية جمهوره من كبار الجنرالات وخاضع لترتيبات الأمن والسلامة في غرفة مسورة باجهزة التنصت وتعطيل الذبذبات، وفي بلد يشهد اجماعا متقدما على خطط الرئيس الخارجية، يخاطب شريحة معينة من الناس على امتداد العالم العربي كأنه واحد منها، يرفرف فوق رأسه ورؤوسهم العلم الاميركي، ولم تخرج الشعارات التي طرحت على السياق العام «العسكري» لمثل هذه الخطابات رغم كل الهدوء الذي تميزت فيه.
حشد «السيد» مئات الآلاف تحت علم بلاده، خاطب لبنانيين وتفاعل معه لبنانيون بالحضور والتصفيق او بالامتناع والاعتراض، نظم «حزب الله» اكبر تظاهرة في تاريخ لبنان لإثبات حضور محلي وطني في زمن تريد الآلة الاميركية، اعلاما وتشريعات وقوانين، ان نطوع ما نراه ونسمعه ونعيشه ونصدق ان الحزب حالة ايرانية او سورية او ارهابية, تحدث «السيد» عن تطبيق اتفاق الطائف وهو المطلب الاجماعي اللبناني العربي الدولي، عن كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو المطلب الاجماعي اللبناني العربي الدولي، عن الوفاء لسورية وضرورة تأمين قاعدة اجماعية سياسية انسانية لانسحاب جيشها من لبنان، وهو المطلب الاخلاقي بالدرجة الاولى، مع الاحترام الكامل لوجهات النظر اللبنانية الاخرى الداعية، منذ زمن طويل، الى انسحاب القوات السورية ووقف تدخل المخابرات في الشؤون الداخلية للبنان.
تحدث «السيد» عن التمسك بالسلم الاهلي وبالوحدة والحوار والوفاق والاتفاق ورفض الانقسام والتقسيم والفوضى، وكلها ايضا محاور اجماع عربي ودولي، عبر عن رفضه للقرار ،1559 لأن فيه اتساقا مع الحملة الاميركية الدولية على المنطقة، يتجاوز موضوع الانسحاب السوري وسيادة لبنان الى وضع المقاومة بشكل خاص، وتجريدها من حضورها سياسيا ووجدانيا قبل تجريدها من سلاحها، الذي لم يكن حقيقة في يوم من الايام الا في خدمة السيادة اللبنانية في وجه ارهاب الدولة الاسرائيلية الغاصبة المحتلة, ومع الاحترام الكامل للقرارات الدولية وعدم جواز رفضها لأنها تمثل شرعية دولية، ولا مكان في عالم اليوم للخارجين على الشرعية، ومع عدم الاحترام نهائيا لوجهة النظر الاميركية الداعمة بالمطلق لدولة تشكل كل نقائض المبادئ من احتلال وقمع وعنصرية ووحشية ومجازر، الا ان من حق اي فصيل سياسي الاعتراض والتعبير عن اعتراضه بالوسائل السلمية وتحت سقف القوانين والانظمة، خصوصا ان الشرعيتين ـ السورية واللبنانية ـ اعلنتا احترامهما للقرار الدولي والعمل على تنفيذه,,, أليست هذه هي الديموقراطية؟
«السيد» الذي يراد لنا «بكل الوسائل» ان نصدق انه ارهابي يثبت كل يوم ومن خلال «كل الوسائل» انه اكثر ديموقراطية من مَنْ صنفه ارهابيا,
وافقنا على خطابه السياسي ام اعترضنا، احببناه ام كرهناه، الا ان خطاب الرجل ينسجم اولا واخيرا مع مبادئه الدينية والوطنية والانسانية، وثانيا مع هذه القاعدة العريضة التي تلتف حوله، وثالثا مع وجدان الامة التي ينتمي اليها,,, والاهم من ذلك كله هو خطاب يحترم كل قطرة دم سالت لتحرير تراب بلده من المحتل الاسرائيلي، وكل دمعة ام سكبت بماء العز والفخر حزنا على زين الشباب,,, أوليست هذه هي الديموقراطية ايضا؟
سبحان الله في خلقه وشؤونه، سبحانه في تنوع كونه واتساعه لهذا الحشد من المتناقضات والمتكاملات والمفارقات والغرائب والعجائب,,, الرئيس الاميركي جورج بوش يتحدث عن المشهد الاعتراضي في لبنان ويبني عليه فكرة جديدة مفادها ان الديموقراطية التي ستسود ستطرق ابواب انظمة المنطقة كلها، متجاهلا ان لبنان وفي احلك ايامه وانقساماته كان اكثر ديموقراطية من كل الدول العربية وما زال الى الآن الاكثر تقدما رغم الاشادات الدورية التي يصدرها بوش تجاه دول بعضها لا يملك دستورا حتى، وبعضها الآخر لم يعرف حتى اليوم شيئا اسمه الانتخابات، ومع ذلك فالديموقراطية التي ينشدها اتسعت امس لمعارضيه في مشهد تاريخي، فهل سيقبل حكمها ويوازن في العلاقات والحوار والسياسات ام سيعتبر ان الديموقراطية لا تعني شيئا خارج «حركة التاريخ» التي يقودها؟
سبحانه في امتحاننا امام الانتصار والانكسار,,, سبحانه انه العلي القدير الواحد القهار!