المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنيئا لشعب الكويت بنائبه!



فاطمة
03-10-2005, 07:28 AM
أحمد البغدادي

خلصنا من الجنس الثالث, جاءنا اللقطاء والمثليون والأسر المتفككة من جانب النائب السلفي الدكتور في الشريعة الإسلامية وليد الطبطبائي, وليس أمامنا سوى تهنئة أهل كيفان الذين انتخبوا مثل هذا النائب المؤدب في ألفاظه, السمح في أخلاقه, الذي يحثه فكره الديني على احترام المرأة وفقا لمفاهيمه الخاصة!!

ولم يكتف بهذا بل دفعه خلقه النبيل الى شتم المجتمع الكويتي كله حين صرح متحمسا في ندوة زميله الذي ايضا يحترم المرأة التي يعتبر نيلها حقوقها السياسية وصمة عار في جبين مجلس الامة, ونسي ان وجوده وأمثاله من النواب وصمة عار في جبين الديمقراطية, بالقول (وهو ما نسب الى الطبطبائي) »إن من يريدون إدخال المرأة في الحياة السياسية يستهدفون تفتيت المجتمع وانتشار المثلية واللقطاء فيه وانتشار افكار غريبة هدامة للأسرة«!!. وبموجب الحديث النبوي الذي ينص على أن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده, يصبح هذ النائب بعد أن شتم مسلمي الكويت من المواطنين, خارجا عن دين الاسلام, كما أنه يحقق مضمون المثل الشعبي (كل من يرى الناس بعين طبعه)! وبعدين إيش قصة هؤلاء السلف? واحد يعدد الجنس الثالث وكأنه معهم?! والثاني يتحدث عن المثلية واللقطاء وكأنه عاش مثل هذه التجربة في مجتمع وافق على حقوق المرأة السياسية وحدثت فيه مثل هذه الأمور الشاذة? كلاهما ينطق عن هوى نفس غير سوية تجاه المرأة.

ولو كان في الكويت حكومة حقيقية ودولة قانون لكان هناك قانون يمنع استغلال الاطفال في تحقيق الماˆرب السياسية, كما فعل النائب ¯ للأسف ¯ بورمية في حملته الإعلامية ضد حقوق المرأة السياسية حيث نشرت »الرأي العام« صورة طفل لا يتجاوز عمره ثماني سنوات يحمل ملصقا عن الندوة على صدر قميصه!! وشكرا للاخت منى ششتر على هذه المعلومة التي وردت في مقالها الممتع ضد الطبطبائي المنشور يوم 3 ¯ 3 ¯ .2005 لكن لماذا العجب من استغلال الاطفال في حملة سياسية لا يفقه فيها الطفل شيئا, وهم يضللون الاحداث للجهاد في العراق ضد الاميركيين, وينتجون الارهابيين في حلقات المحاضرات في المساجد? لاشيء يستنكر من هذا التيار.

وبالمناسبة, لابد من »تكريم« ناخبي منطقة كيفان على انتخابهم وليد الطبطبائي, وحيث أنه لا يهمهم الجانب الاخلاقي في الحملات السياسية التي يشنها الطبطبائي والتيار الديني كما يتبين من هذا التصريح, ضد خصومه, حتى ولو كان الخصم الشعب الكويتي نفسه. ولا ندري هل كان هذا النائب يرى في منطقته الانتخابية تأييدا لما يقوله, أم أنه سيملأ الساحات في كيفان باليافطات اعتذارا?

ان صدور مثل هذا الكلام البذيء المخالف للاˆداب العامة يقتضي من الحكومة او من أحد الكويتيين ¯ ان كانوا حقا حريصين على سمعة المجتمع الكويتي ¯ التقدم الى النيابة العامة للشكوى ضده, وان لم يتم هذا فهو دليل على أن الجهات الرسمية والشعب الكويتي يوافقون الطبطبائي على ما يقول. لكن ما أعرفه جيدا, أن الحكومة بتحالفها المشبوه مع التيار الديني ومحاولة استرضائه بشتى السبل لن تتقدم بالشكوى, والشعب الكويتي بخنوعه وخضوعه للتيار الديني لن يقدم عليه ايضا, لذلك نقول لهما معا, هنيئا لكم بمثل هذا النائب, وبمثل هذا المجلس الذي يمثل الفكر الديني والقبلي ولا يمثل أهل الكويت الحقيقيين المؤمنين بالدستور حقا.

الكويت دولة دستورية ونظام الحكم فيها ديمقراطي, ولهذا لم ينص الدستور على مصطلح »ولي الأمر« الذي يتداوله التيار الديني الاˆن, وتحاول الحكومة ان تعليه فوق الدستور. وإذا كانت الحكومة تؤمن حقيقة بهذا المصطلح فلتقم بحل مجلس الامة, وفرض الرغبة الاميرية السامية بشأن حقوق المرأة. ونتمنى أن يكون حل المجلس بأمر أميري حتى لا ينطبق عليه شرط المدة الدستورية.