المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيد محسن بن مهدي بن صالح الحكيم



الفراتي
01-17-2003, 04:26 PM
السيد محسن بن مهدي بن صالح الحكيم

السيِّد محسن بن مهدي بن صالح بن أحمد بن حمود بن إبراهيم بن علي الطباطبائي الحكيم، أحد علماء الإمامية، ولد في النجف الأشرف، وقيل في بلدة بنت جبيل بلبنان سنة 1306هـ.

توفي والده وهو صغير، فتكفل تربيته أخوه الأكبر السيِّد محمود، وشرع في قراءة القرآن الكريـم وهو ابن سبع سنين، ثُمَّ ابتدأ بدراسة علم النحو، ودرس المقدّمات على أخيه السيِّد محمَّد، وعلى جملة من الفضلاء.

حضر الأبحاث العالية ـ الدرس الخارج ـ على فطاحل العلماء، كالشيخ محمَّد كاظم الخراساني، والشيخ ضياء الدين العراقي، والميرزا محمَّد حسين النائيني، والسيِّد محمَّد سعيد الحبوبي.

برز في الأوساط العلمية في النجف الأشرف، حتى أصبح سنة 1333هـ في مصاف العلماء، وعندما قاد السيِّد الحبوبي جمهور المسلمين في العراق في جبهة الناصرية ضدَّ الاحتلال الإنكليزي، استصفاه السيِّد الحبوبي لنفسه، وأولاه ثقته.

توجه للتدريس بعد رجوعه من الجهاد، وسافر في سنة 1350 هـ إلى جبل عامل في لبنان، فمكث فيها، يفتي ويعظ ويرشد ويفض الخصومات، ثُمَّ رجع إلى النجف الأشرف سنة 1315هـ.

اتجهت إليه الأنظار بعد وفاة السيِّد أبو الحسن الأصفهاني، وكان السيِّد البروجردي قد حلّ في مدينة قم المقدسة بإيران، فتقسمت المرجعية بين السيِّد الحكيم في النجف، والسيِّد البروجردي في قم، وبعد وفاة السيِّد البروجردي استقل بالمرجعية العامة.

كان مكافحاً ضدَّ السلطات الجائرة، والأفكار الإلحادية، والطائفية النكراء في جميع الأدوار التي عاصرته سواء كانت في الهند والباكستان وإيران والعراق وفي غيرها من الدول الإسلامية، وكانت فتواه سنة 1379هـ (1960م) دامغة للمدّ الشيوعي، حيث أطلقها عليهم مدوية بأنَّه «لا يجوز الانتماء إلى الحزب الشيوعي، فإنَّ ذلك كفر وإلحاد».

قام بنشر الثقافة الدينية والعلمية عن طريق تأسيس المكتبات العامة، فأسس المكتبة المعروفة باسم «مكتبة آية اللّه الحكيم» في النجف، وهو أوّل من أسس مكتبة عامة فيها، وأنشأ لها فروعاً في العراق، وأندونيسيا، وسوريا ولبنان.

توفي ببغداد سنة 1390هـ، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف، فدفن هناك.

له عدّة مؤلفات، منها: مستمسك العروة الوثقى، نهج الفقاهة، حقائق الأصول، شرح التبصرة، دليل الناسك، منهاج الصالحين، منتخب الرسائل، منهاج الناسكين.

قال الشيخ محمَّد هادي الأميني: «فقيه العصر، وسيِّد الطائفة، وزعيم الأمّة، كبير مراجع التقليد والفتيا».

قال الزركلي: «مجتهد إمامي، نعت بالمرجع الشيعي الأعلى».


--------------------------------------------------------------------------------

المصادر:

أعيان الشيعة، ج9، ص56، 57.
الأعلام، ج5، ص290.
حاشية معارف الرجال، ج3، ص121، 122، 125، 128.
ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص173.
معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص423، 424.
الذريعة، ج14، ص60، 63، و ج3، ص209.