المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب الناس ,, كيف نتعلمه من اهل البيت



نبضات ولائية
03-10-2005, 07:09 AM
بسمه تعالى

( حب الناس في قلوب أهل البيت عليهم السلام ,, هل نتعلم منه في حركتنا الرسالية )

عندما نتكلم بخطاب رسالي في هذا الموضوع نقول , إن من التعاليم الذي نتعلمها من نهج وسلوك أهل البيت عليهم السلام وكل الأنبياء قبلهم , هو الشعور الإنساني العظيم في حب المجتمع وحب الناس حتى ولو كانوا يختلفون معهم في الدين والمبدأ , ونحن لا نقول أن الكفار لابد أن نحبهم بل يجب أن نبغضهم ولكن هذا البغض يكون لما يحملونه من فكر ودين أما نحن وما نشعر به من إحساس تجاه الإنسان أي إنسان كان فهو لابد أن يكون المحبة والرحمة والرأفة , وننطلق في حركتنا الرسالية التي لابد لنا أن نتحرك بها ونستشعرها في قلوبنا وإحساسنا هو حب الآخرين ,,,
حب الناس وحب الإنسان هو نعمة عظيمة تعلم الإنسان الكثير من الأحاسيس التي تجعله يعيش الصفاء والتواضع وبكلام عام مكارم الأخلاق , قال رسول الله صلى الله عليه وآله " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ومكارم الأخلاق هي حب الإنسان لأن كل أخلاقنا هي المعاملة مع كافة جوانب الكون بكل ما يحمل من حياة الإنسان والحيوان وحتى الجماد , ونعلم أن أكرم مخلوق هو الإنسان ,,, ورأفة أهل البيت بالحيوان عظيمة وهذا طبعا لأنهم يستشعرون روح الحياة التي خلقها الله فيهم ,, فكيف بتعاملهم مع الإنسان .
وهنا نريد أن نضرب أمثلة من واقع أئمتنا عليهم السلام وبقائدهم رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وآله ونرجو أن نتعلم منهم هذه الصفات لأنها تجعلنا نعيش في المجتمع بكل الحالات الإيجابية المطلوب منا أن نتحرك بها لكي نحيي الأرض بالرحمة والعفة والطهارة والسماحة وكل ما يتبعهم .
يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وهو ينظر ويشعر بكل ما فعله المشركين به من أذى : " ما أوذي نبي مثلما أوذيت " فإنظروا إخواني وأخواتي هل الأذى الذي مورس من قبل المشركين تجاه الرسول ( ص ) وأتباعه قد أثر على حالتهم وحملوا الحقد والبغض للمشركين بحيث عندما انتصر الإسلام استغلوا مواقعهم وانتصارهم وعاملوا المشركين بالانتقام , هل وجدنا ذلك ؟ طبعا لا , بل قال الرسول ( ص ) وهو يسأل المشركين عند دخوله مكة , ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وإبن أخ كريم . قال الرسول (ص) : إذهبوا فأنتم الطلقاء " فما هذه العظمة يا رسول الله , وما أعظم هذه الأخلاق التي ربيت عليها أصحابك المخلصين وربيت أولا عليها أهل بيتك عليهم السلام ,, فهل نتعلم منها ؟ وطبعا لا أتكلم بطريقة سطحية وأقول إن المؤمن يكون ضعيف ويتعامل دائما مع أعداءه بالعفو فهذا الأمر لابد أن يكون نسبيا وخاضع للظروف , فبعض المواقف تستدعي أشد العقاب للأعداء , ولكن طرحت هذا الأمر لكي أعلم الأخوان والأخوات قيمة الرحمة وحب الناس في ذهن العظماء , فهم سخروا كل طاقاتهم للناس وحب الناس , وهذا أمر لابد أن نستشعره في تعاملنا مع الآخرين في مجتمعنا ونحبهم خصوصا إنهم موالين حتى لو اختلفوا معنا , فالإنسان المؤمن قد توجه له اتهامات وقذف وشتم من قبل حتى المقربين له لأنه إتخذ طريق الإصلاح في المجتمع وخدمة الناس ,,, فدائما يفكر براحة الناس وقضاياهم ويترك المصالح الراجعة إلى نفسه ويترك كل الشعور الأناني ويربي في نفسه التواضع والخضوع للمؤمنين , ,,
إخواني إن التذلل للمؤمنين شيء لو تفكرنا فيه فهو جميل رسالياً ’ مع قوة المؤمن , ومثالنا الآخر ننطلق به من خلال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هذا الرجل المظلوم الذي للآن لم يعرف أحد قدره ومنزلته , الذي اشتهر بالشجاعة في التاريخ ولكن نحن لا ننظر له شجاع فقط وأعلم الأمة بعد الرسول ( ص ) بل في الحقيقة لابد أن ننظر له أنه الرجل الرحيم الذي صحيح أنه أشجع الشجعان ولكنه عندما يرى يتيماً فإنه يكون في أرق حالة تصل لها الإنسانية , عندما يبكي اليتيم يتفطر قلب المولى أمير المؤمنين عليه السلام وأبناءه طبعا مثله والحسين عليه السلام أبو الأيتام , وأيضا عندما ينظرون إلى المسكين وهكذا لكل فقير ومحتاج ,,,
ولكن فلننظر كيف يتعاملون مع أعدائهم , فاللعين عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام عليه السلام , كان الإمام يتعامل معه بكل محبة في حياته وكان يساعده في كل شيء والإمام يعلم أنه قاتله , وحتى في وقت ضربة الإمام عليه السلام , كان الإمام يوصي ولده الإمام الحسن عليه السلام ويقول له " بني الله الله في أسيركم , أطعموه مما تأكلون , وعندما يُـأتى للإمام بلبن يقول خذوه إلى أسيركم ؟ ما هذه العظمة يا مولاي , يا علي ,,, والله إننا مقصرون معكم موالي ,,,
فلننظر إلى الحسين عليه السلام فهو يبكي يوم العاشر في المعركة فعندما يسألونه لماذا تبكي ؟ فيقول " أبكي لهؤلاء القوم لأنهم يدخلون النار بسببي " يعني انه يرأف بحالهم وكأنه يقول إني أحب هدايتهم ولم آتي إلا من أجلهم ومن أجل أن اصنع فيهم الإنسانية والرحمة ,,,
هذه الحالة هي المفروض تكون في المؤمن الرسالي ,,, العطف والرحمة والمودة والإنسانية ,, فعندما ترون أيها الشباب العاملون والشابات العاملات أي إنسان محتاج وضعيف وهو بحاجة للهداية فإنظروا له بإنسانية ورحمة وكونوا في صفه ,,, إخواني أتكلم بصراحة , أن في مجتمعنا شباب وشابات لا يعرفون الالتزام وهم كما نسميهم منحرفون ؟ ولكن إعلموا أن من فيه حب الولاية وحب الزهراء وأهل بيتها فإن قلبه لابد من وجود نبضة الالتزام والإنسانية فيه فلابد أن ننظر لهم بالاهتمام ونعينهم لعلهم يعيشون حالة الهداية الحقيقية , ومثال على حالة التغيير التي قد تصدر من كلمة واحدة كما قال أحد الأئمة عليهم السلام " رُب كلمة أحيت سامعها " وكما حدث إلى بشر الحافي الذي انتقل من الانحراف إلى الهداية وأصبح من العُباد الزهاد والموالين من كلمة واحدة وقعت في قلبه قالها إمامنا الكاظم عليه السلام ,,
أخيراً إخواني وأخواتي ,, لابد لنا من حب الإنسانية التي من خلالها نحب الخير في أنفسنا وحب الناس هو وسيلة من اجل تفعيل العطف والرحمة الإلهية في ذاتنا وأخلاقنا .
لابد لنا من نهضة رحمانية إجتماعية تواضعية تملأ نفوسنا بالحركة التصاعدية التكاملية من أجل أن نحقق حالة الالتزام الاجتماعي والهداية الإسلامية في المجتمع المسلم ونصنع أنفسنا على درب مكارم الأخلاق .
نبضات ولائية 8/3/2005 الثلاثاء الموافق 27/محرم/1426هـ

فاطمة
03-10-2005, 07:19 AM
أحسنت يا أخي

يعقوب
03-10-2005, 11:21 AM
كم هو رائع هذا الموضوع

أتمنى يوم من الأيام أن أرى عنوان هذا الموضوع على غلاف كتاب يفتح عقول الناس وقلوبهم
على البعد الانسانى الرائع فى حياة أهل البيت عليهم السلام.
وأنت أهل يا أخى نبضات ولائية أن تقوم بهذا المشروع الطيب.

لك كل شكرى ومحبتى