صحن
02-25-2014, 11:52 PM
http://alkhabarpress.com/wp-content/uploads/2013/10/بشار-الأسد-والسعودية.jpg
التاريخ 24 فبراير 2014
بشار الأسد والسعودية
محمود هزيمة – خاص الخبر برس
بدأت دوائر الحكومة السّعودية عمليات إستباقية في المناطق المحتملة لأي طارئ قد يُزعزع أمن البلاد وذلك بمضاعفة المراقبة الحدودية، وهو ما ترجمته طوابير الشّاحنات العابرة مِن وإلى المملكة، مما خلق حالة تذمّر لدى مواطني مجلس التّعاون الخليجي، إضافةً إلى إلغاء إجازات المخبرين والموظفين المُهمّين، ودعوة الجميع للإلتحاق بمراكزهم.
هذه الإجراءات هدفت إلى مراقبة السّاحة الدّاخلية مع تلازمها بتحذير من الملك بمحاكمة المشاركين في القتال خارج المملكة، وهو أمرٌ إعلاميٌ فقط لأن مَنْ يدير قتل شعب البحرين واليمن وسوريا والعراق هم أنفسهم المفرج عنهم من سجون النظام السعودي تحت إمرة المخابرات وكتائب درع الجزيرة العربية، وبالتّالي تريد المملكة صدّ السّهام التي بدأت تطالها لدعمها تنظيمات إرهابية يتزايد خطرها العالمي.
هذا “الإنفلاش” لن تستطيع السعودية الإستمرار في تحمّل تبعاته، خاصة بعد تخلّي الأمريكيين عنها كثمنٍ لخسارتهم المدوّية في سوريا وهذا ما أفقدهم توازنهم، لذا بدأت عملية تغيير بطيئة في سياستها كسُلحفاة تُشارك في مارتون دولي.
التّأفف بدأ من مواطني المملكة ليس نتيجة البطالة أو الدّيكتاتورية والتّمييز الدّيني والعنصري ومصادرة حقوق المرأة مِنْ قِبلِ “هيئة الأمر بالمعروف” التي فاحت رائحة فسادها، بل في أعداد القتلى المتزايدة من ساحات القتال السّورية وآخرين لا يعرف أحد مصيرهم.
شكّل هذا الأمر عبئاً هائلاً، وهو ما ترجمته صرخة الصّحافي السّعودي داوود الشّريان وبُكاءه على الهواء مباشرة طالباً من “الدّعات” إرسال أولادهم “للجهاد” في سوريا، والتّوقف عن التّغرير بالشباب السعودي، ولِمَنْ لا يعرف هذا الرّجل فهو من المقربين جداً للعائلة الحاكمة ولديه علاقات واسعة مع كبار المسؤولين في الدّولة.
هناك خوفٌ آخر لا يقلُّ أهميةً عمّا سبق، أنّ دول مجلس التّعاون الخليجي أدركتْ متأخرةً أنّ المهلكة الحقيقية هي في التّبعية العمياء لسياسة الرّياض، نرى سلطنة عُمان مثلاً تُعارضُ سياسات المملكة، والإمارات العربية تنفتحُ بثقلها على علاقاتٍ غير مسبوقة مع طهران، وقطر تُناطح العائلة الحاكمة وتُناصبها العداء، والكويت تسير عكس ما تشتهي رياح المطالب البندرية، والبحرين الشّريك الإستراتيجي يتحين الفرصة لتغيير سياسته تجاه مواطنيه المطالبين بالتّغيير، ناهيك عن اليمن الذي طالما سعى آل سعود إلى تغذية الصراعات فيه، نجدهم اليوم يفكّون قيد المخابرات السّعودية عن شقيه الشمالي والجنوبي.
يُضاف هذا إلى القنبلة الموقوتة في المجرمين الذين أُطلق سراحهم شرط الذّهاب إلى سوريا للقتال فصاروا خطراً حقيقياً على أمنِ تركيا والأردن ولبنان على السّواء .
كُلُّ هذه الأجواء جعلت السعودية تبحثُ عن شركاء غربيين كسفنِ إنقاذ.
إستبعادُ بندر بن سلطان وتحجيمُ وزير الخارجية تمهيداً لعزله بحجة المرض لأن الأول لم يعد يستطيع البروز كعرّاب القوة الخليجية بعد صفقات الأسلحة المشبوهة وتاريخه الدموي إضافة إلى فوقيته في التّعامل التي يكرهها الغرب والشرق على حدٍّ سواء.
الذي لم يلتفت إليه “بُعدُ “النّظر السعودي أنّ الحرب الباردة وغير المعلنة بين الولايات المتحدة وروسيا ستجعلهم (فرق تسعيرة) في المسرح الدّولي خاصة وأنّ دعم “الفريق عبد الفتّاح السيسي” في مصر على حساب الأخوان المسلمين سيرتدُّ سلباً عليهم، بدليل أنّ المملكة تعرف أكثر من غيرها كيف إخترق “جمال عبد النّصر” العائلة الحاكمة داعماً أحد أبناء “الملك عبد العزيز آل سعود” في عام ثمانية وخمسين من القرن الماضي لتنفيذ إنقلاب يُطيحُ بالملك، وقد سُحِبت الجنسية السعودية من الأمير طلال بن عبد العزيز، إلى أنْ “قُتِلَ”عبد النّاصر مسموماً بعلم المخابرات السعودية.
دعم السعوديين للسيسي وشرذمة حركة الأخوان المسلمين جعلهم يخسرون حليفاً مهماً في حلف شمال الأطلسي، “فرجب الطيب أردوغان” أراد ردّ الصفعة السعودية لحركته في مصر بالإنفتاح على إيران التي وصفها ببيته الثاني، وهذا يُشكّل بحد ذاته رصاصة الرّحمة على أي تغيّرٍ تُنادي به المملكة في سوريا، وأيضاً إغلاق الباب على إستعمال القوة ضدّ نظام الأسد.
من هنا نجد أن حلفاء المملكة التّقليديين تجنّبوا الدّخول بشكل ظاهر مؤخراً في الحرب السورية، لأن أي تغيير لنظام الأسد سيتبعه تغيّرات ورداتُ فعل القوى المقاومة التي فرضت وجودها القوي على الارض والتغييرات تطال إسرائيل هذه المرة وهذا ليس في مصلحة الغرب، وقد يُعيدنا إلى ما ذكرته سابقاً أنّ قرار دعم المشير عبد الفتّاح السيسي كان قراراً متسرعاً، لا حُبّاً مني “بالإخونجية الأغبياء” بل بما فعله السيسي برفض تعيين السّفير فورد وزيارة موسكو وصفقات الأسلحة التي وُقّعت واستقباله هناك بحفاوة تدلُّ على إنتهاء التّبعية للولايات المتحدة وهي الخطواتُ ذاتها التي أقدم عليها عبد الناصر إبان بناء السد العالي وتأميم قناة السويس، فكان الرّدُ الأمريكي على الخطوة المصرية الروسية بضرب النّفوذ الروسي في أوكرانيا.
الأمر الأخير الذي تُعاني منه المملكة هو البطالة التي تتهدد شرائح المجتمع بكل أطيافه، ستّون بالمئة من الشعب تحت خط الفقر وأموالهم تُوزّع على صفقات الأسلحة إن كان في سوريا أو لبنان أو العراق والبحرين واليمن والصومال، هي بداية نهاية الحكم الملكي السعودي وقد بدأ العدّ العكسي، والأيام القادمة ستشهد إعلان إنكسارها وانتصار الأسد بتتويجه الملك.
*مقالات الخبر برس
صفحة الكاتب محمود هزيمة على فايسبوك: facebook.com/mahmoud.hazime
صفحة الكاتب محمود هزيمة على تويتر: twitter.com/mahmoud_hazime
- See more at: http://alkhabarpress.com/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d9%8a%d8%b5%d9%81%d8%b9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d8%a3%d9%86%d8%a7/#sthash.ZnKIeLQj.dpuf
التاريخ 24 فبراير 2014
بشار الأسد والسعودية
محمود هزيمة – خاص الخبر برس
بدأت دوائر الحكومة السّعودية عمليات إستباقية في المناطق المحتملة لأي طارئ قد يُزعزع أمن البلاد وذلك بمضاعفة المراقبة الحدودية، وهو ما ترجمته طوابير الشّاحنات العابرة مِن وإلى المملكة، مما خلق حالة تذمّر لدى مواطني مجلس التّعاون الخليجي، إضافةً إلى إلغاء إجازات المخبرين والموظفين المُهمّين، ودعوة الجميع للإلتحاق بمراكزهم.
هذه الإجراءات هدفت إلى مراقبة السّاحة الدّاخلية مع تلازمها بتحذير من الملك بمحاكمة المشاركين في القتال خارج المملكة، وهو أمرٌ إعلاميٌ فقط لأن مَنْ يدير قتل شعب البحرين واليمن وسوريا والعراق هم أنفسهم المفرج عنهم من سجون النظام السعودي تحت إمرة المخابرات وكتائب درع الجزيرة العربية، وبالتّالي تريد المملكة صدّ السّهام التي بدأت تطالها لدعمها تنظيمات إرهابية يتزايد خطرها العالمي.
هذا “الإنفلاش” لن تستطيع السعودية الإستمرار في تحمّل تبعاته، خاصة بعد تخلّي الأمريكيين عنها كثمنٍ لخسارتهم المدوّية في سوريا وهذا ما أفقدهم توازنهم، لذا بدأت عملية تغيير بطيئة في سياستها كسُلحفاة تُشارك في مارتون دولي.
التّأفف بدأ من مواطني المملكة ليس نتيجة البطالة أو الدّيكتاتورية والتّمييز الدّيني والعنصري ومصادرة حقوق المرأة مِنْ قِبلِ “هيئة الأمر بالمعروف” التي فاحت رائحة فسادها، بل في أعداد القتلى المتزايدة من ساحات القتال السّورية وآخرين لا يعرف أحد مصيرهم.
شكّل هذا الأمر عبئاً هائلاً، وهو ما ترجمته صرخة الصّحافي السّعودي داوود الشّريان وبُكاءه على الهواء مباشرة طالباً من “الدّعات” إرسال أولادهم “للجهاد” في سوريا، والتّوقف عن التّغرير بالشباب السعودي، ولِمَنْ لا يعرف هذا الرّجل فهو من المقربين جداً للعائلة الحاكمة ولديه علاقات واسعة مع كبار المسؤولين في الدّولة.
هناك خوفٌ آخر لا يقلُّ أهميةً عمّا سبق، أنّ دول مجلس التّعاون الخليجي أدركتْ متأخرةً أنّ المهلكة الحقيقية هي في التّبعية العمياء لسياسة الرّياض، نرى سلطنة عُمان مثلاً تُعارضُ سياسات المملكة، والإمارات العربية تنفتحُ بثقلها على علاقاتٍ غير مسبوقة مع طهران، وقطر تُناطح العائلة الحاكمة وتُناصبها العداء، والكويت تسير عكس ما تشتهي رياح المطالب البندرية، والبحرين الشّريك الإستراتيجي يتحين الفرصة لتغيير سياسته تجاه مواطنيه المطالبين بالتّغيير، ناهيك عن اليمن الذي طالما سعى آل سعود إلى تغذية الصراعات فيه، نجدهم اليوم يفكّون قيد المخابرات السّعودية عن شقيه الشمالي والجنوبي.
يُضاف هذا إلى القنبلة الموقوتة في المجرمين الذين أُطلق سراحهم شرط الذّهاب إلى سوريا للقتال فصاروا خطراً حقيقياً على أمنِ تركيا والأردن ولبنان على السّواء .
كُلُّ هذه الأجواء جعلت السعودية تبحثُ عن شركاء غربيين كسفنِ إنقاذ.
إستبعادُ بندر بن سلطان وتحجيمُ وزير الخارجية تمهيداً لعزله بحجة المرض لأن الأول لم يعد يستطيع البروز كعرّاب القوة الخليجية بعد صفقات الأسلحة المشبوهة وتاريخه الدموي إضافة إلى فوقيته في التّعامل التي يكرهها الغرب والشرق على حدٍّ سواء.
الذي لم يلتفت إليه “بُعدُ “النّظر السعودي أنّ الحرب الباردة وغير المعلنة بين الولايات المتحدة وروسيا ستجعلهم (فرق تسعيرة) في المسرح الدّولي خاصة وأنّ دعم “الفريق عبد الفتّاح السيسي” في مصر على حساب الأخوان المسلمين سيرتدُّ سلباً عليهم، بدليل أنّ المملكة تعرف أكثر من غيرها كيف إخترق “جمال عبد النّصر” العائلة الحاكمة داعماً أحد أبناء “الملك عبد العزيز آل سعود” في عام ثمانية وخمسين من القرن الماضي لتنفيذ إنقلاب يُطيحُ بالملك، وقد سُحِبت الجنسية السعودية من الأمير طلال بن عبد العزيز، إلى أنْ “قُتِلَ”عبد النّاصر مسموماً بعلم المخابرات السعودية.
دعم السعوديين للسيسي وشرذمة حركة الأخوان المسلمين جعلهم يخسرون حليفاً مهماً في حلف شمال الأطلسي، “فرجب الطيب أردوغان” أراد ردّ الصفعة السعودية لحركته في مصر بالإنفتاح على إيران التي وصفها ببيته الثاني، وهذا يُشكّل بحد ذاته رصاصة الرّحمة على أي تغيّرٍ تُنادي به المملكة في سوريا، وأيضاً إغلاق الباب على إستعمال القوة ضدّ نظام الأسد.
من هنا نجد أن حلفاء المملكة التّقليديين تجنّبوا الدّخول بشكل ظاهر مؤخراً في الحرب السورية، لأن أي تغيير لنظام الأسد سيتبعه تغيّرات ورداتُ فعل القوى المقاومة التي فرضت وجودها القوي على الارض والتغييرات تطال إسرائيل هذه المرة وهذا ليس في مصلحة الغرب، وقد يُعيدنا إلى ما ذكرته سابقاً أنّ قرار دعم المشير عبد الفتّاح السيسي كان قراراً متسرعاً، لا حُبّاً مني “بالإخونجية الأغبياء” بل بما فعله السيسي برفض تعيين السّفير فورد وزيارة موسكو وصفقات الأسلحة التي وُقّعت واستقباله هناك بحفاوة تدلُّ على إنتهاء التّبعية للولايات المتحدة وهي الخطواتُ ذاتها التي أقدم عليها عبد الناصر إبان بناء السد العالي وتأميم قناة السويس، فكان الرّدُ الأمريكي على الخطوة المصرية الروسية بضرب النّفوذ الروسي في أوكرانيا.
الأمر الأخير الذي تُعاني منه المملكة هو البطالة التي تتهدد شرائح المجتمع بكل أطيافه، ستّون بالمئة من الشعب تحت خط الفقر وأموالهم تُوزّع على صفقات الأسلحة إن كان في سوريا أو لبنان أو العراق والبحرين واليمن والصومال، هي بداية نهاية الحكم الملكي السعودي وقد بدأ العدّ العكسي، والأيام القادمة ستشهد إعلان إنكسارها وانتصار الأسد بتتويجه الملك.
*مقالات الخبر برس
صفحة الكاتب محمود هزيمة على فايسبوك: facebook.com/mahmoud.hazime
صفحة الكاتب محمود هزيمة على تويتر: twitter.com/mahmoud_hazime
- See more at: http://alkhabarpress.com/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d9%8a%d8%b5%d9%81%d8%b9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d8%a3%d9%86%d8%a7/#sthash.ZnKIeLQj.dpuf