المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السنعوسي لـ «الراي»: التدين في الكويت مظاهر... بلا جوهر



تشكرات
02-23-2014, 08:00 AM
«الناظر من الخارج يعتقد أننا أكثر أهل الأرض تديناً بالكتابات على الجدران والمكاتب.. والمآذن»

محليات · 23 فبراير 2014


http://s1.alrai.pro/CMS/Attachments/2014/2/22/371686_011701_Org__660x0.jpg

محمد السنعوسي



| كتبت بشاير العجمي |


• في مجلس الأمة نوائب لا نواب...
فهل هؤلاء نظيفون
وبعيدون عن الهوى وكاملو الأهلية؟

• سمو الأمير صاحب الفضل
في إطلاق هامش الحرية منذ البداية
ما أتاح ظهور الطفرة الإعلامية

• أتمنى أن يدرك «العقلاء»
مرونة فكر قيادتنا قبل ظهور
المطالب السياسية بالأسماء الرنانة

• لن يستطيع إعلامنا الرسمي
التأثير في طرح أي قضية
ما دام مجتمعنا منقسما غير متفهم

• بعض قنواتنا التلفزيونية الخاصة
تمثل ذوي مصالح وبعضها طوائف وتأثيراتها متباينة

• التعامل مع الشباب على أنهم فئة «خاصة» يعزّز عزلتهم في المجتمع

• امرأة قالت لي إنني أشبه ممثلاً هندياً في شبابي وأوسم ممثلي إيطاليا في شيبي

• لا أخاف سيف المعز ولا أتطلع الى ذهبه ... وللأسف «طلعت خسران في الزمن الرديء»


أكد وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي أن حقيقة التدين في الكويت لا تعدو أن تكون مظاهر شكلية بعيدة عن جوهر الدين، مع تراجع للقيم الأصيلة فيه مثل المعاملات والأخلاق والصدق والانضباط والعمل والإنتاج.

وقال السنعوسي في لقاء مع «الراي» إن من ينظر إلى مجتمعنا من الخارج يعتقد أننا أكثر أهل الأرض تمسكاً بدينهم وبمعتقداتهم، من خلال مظاهر التدين العامة والشائعة، من آيات قرآنية كريمة مكتوبة على الحوائط في المحال التجارية والمكاتب، الى محطات الإذاعة والمكروفونات في مئات المساجد التي تذيع الأشكال المختلفة لذكر الله، مشيرا إلى أن الواقع يؤكد أنها مجرد مظاهر شكلية تماثل التمسك بقشور هذا الدين العظيم وهو تناقض واضح.

ورسم الوزير الأسبق صورة رمادية لواقعنا الكويتي الحالي مؤكدا أننا «لنا الله في هذا الزمن السياسي الرديء».. «فنواب أمتنا... نوائب» متسائلا إذا كان على النائب ان يكون نظيفاً من أية شبهة، وبعيداً عن الهوى الشخصي، وكاملاً في أهليته وعقله وضميره، فهل برلمانيونا اليوم كذلك؟ مشددا على أنه لا يخاف ردود الفعل على آرائه الجريئة، وان مجتمعنا يردد أقوالاً لا يفهمها، وان الشباب مهددون بالعزلة إذا ما استمرت معاملتهم كفئة «خاصة». وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

● كلفت بحقيبة وزارة الاعلام في وقت كانت تعتبر فيه وزارة ذات سيادة، واقتصرت قيادتها على ابناء الاسرة الحاكمة فقط، فكيف كان ذلك؟

- نعم، في الواقع جاءت حقيبة الوزارة متأخرة بالنسبة لي. وبالفعل اتذكر كيف كانت وزارتا الاعلام والمالية، مثل وزارات الداخلية والدفاع والخارجية، مرهونة لأبناء الاسرة الحاكمة دون غيرهم. وهذا يؤكد حكمة القيادة السياسية في البلاد التي آثرت التدرج في تطوير الواقع السياسي والديموقراطي، بحيث نصل مع الوقت الى ما نبتغيه جميعاً من تطور ديموقراطي.

وأود هنا ان اذكّر بتركيبة مجلس الوزراء في المرحلة التالية للتحرير مباشرة، حين كان عدد الوزراء الشعبيين لا يزيد عن ثلاثة، والبقية كانوا من أبناء الاسرة، أما اليوم فانظروا كم تغير الوضع.

كما اذكّر بتكليف السيد ضاري العثمان بمنصب نائب رئيس الوزراء ووزيراً في عهد المغفور له الشيخ سعد العبدالله. وكذلك عرض على السيد مشاري العنجري ان يكون نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء. وهي خطوة متقدمة جداً. اتمنى ان يدرك العقلاء كم تدل على مرونة في فكر القيادة السياسية. فلنتذكر ايضاً كيف ان النظام في البلاد لم يكن يتشدد بملاحقة ومتابعة التنظيمات المهنية والسياسية حتى غير المرخصة منها. ولنتذكر سابقة فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء، وغير ذلك مما يحق لنا الفخر به، قبل ان نتناقل مطالب سياسية بأسماء رنانة قد لا تكون متوائمة مع واقعنا.

● كان تلفزيون الكويت الاول في منطقة الخليج العربي، بل في المنطقة العربية، فأين هو اليوم؟ وهل لايزال للإعلام المحلي دوره المؤثر في المجتمع؟

- صحيح، كان تلفزيون الكويت الاول في المحيط العربي، وبالفعل بدأ بثه قبل كل التلفزيونات العربية بما فيها التلفزيون المصري.

كان التلفزيون في البدء مملوكاً لوكالة بهبهاني التجارية، كمحطة تعرض فقط الأفلام الروائية الطويلة وافلام الكارتون، ولم تتوفر له في ذاك الوقت امكانات غير ما يسمى بـ «تليسين» وهو المستخدم لعرض الافلام السينمائية. ثم اشترت الدولة التلفزيون وأسست فيه لمحطة حكومية، وبدأ بثه الرسمي بالتزامن مع التلفزيون المصري. وبهذه الحقيقة نكون فعلاً الرواد في الاعلام المرئي في العالم العربي.

اما في ما يتعلق بدوره في المجتمع محلياً، أرى انه لا يمكن للاعلام ان يحمل لواء قضية، وان يروج لها ويدعو من اجلها، في حين يكون المجتمع مختلفا داخليا على تفهمها، وتقبلها، انه ارتباط وثيق بين الدولة والمجتمع، والفكر الذي يسود في المجتمع في مرحلة معينة لن تغيره مجرد حملة تلفزيونية.

● ارتبط اسمك بالطفرة الاعلامية في البلاد وارتفاع سقف التعبير بظهور الصحف الخاصة، فكيف تقيم تلك المرحلة؟

- يرجع الفضل الى صاحب السمو أمير البلاد في إطلاق هامش الحرية على هذا النحو. و أقول هذا عن قناعة تامة، لانه كان من الممكن وقف ذلك لو أراد. وهذه الطفرة الإعلامية تحسب كذلك الى الحكومة التي دعمتها ولم تحاربها. كما تحسب لجرأة رجال الأعمال الذين خاضوا التجربة ولم يخافوا عواقبها.

● ما رأيك في أداء أعضاء مجلس الامة في السنوات الأخيرة؟

- حقيقة ان الأصل في عضوية مجلس الامة الخدمة العامة، خدمة الوطن والمواطن. فهي مسؤولية جسيمة. والنائب لا بد ان يكون نظيفاً من أي شبهة، وبعيداً عن الهوى الشخصي، كامل الأهلية والعقل والضمير.

فهو يحمل على كاهله مسؤولية الرقابة والتشريع، ويواجه الفساد والتجاوزات بذمة نظيفة. وسأترك للقارئ تطبيق هذه الصفات على نوابنا الحاليين والقادمين. للأسف لقد فقدت هذه المؤسسة قيمتها الكبرى في تاريخ الكويت، واصبح النواب نوائب... لنا الله في هذا الزمن الرديء.

● ازداد عدد المحطات التلفزيونية الفضائية أخيراً، هل ازدادت معه جودة مضمونها؟

- لدينا عدد كبير من القنوات التلفزيونية. بعضها وجوده مثل عدمه. فبعض تلك القنوات لها تأثير على المشاهد، في حين ان بعضها الآخر لا تأثير له. والعمل في المجال الاعلامي مختلط بين حكومي وخاص، وبعضها تمثل مصالح معينة وأخرى تمثل طوائف محددة، ولكن في الواقع فإنها جميعاً تواجه التحديات ذاتها.

● هناك خطة في وزارة الاعلام لتخصيص قناة تلفزيونية لفئة الشباب، ما رأيك في هذه الخطوة؟

- لست من المؤمنين ببرامج خاصة للشباب، لان هذا يرسخ العزلة عن هذه الفئة النشطة والحيوية لأي مجتمع. أنا أفضل وجود برامج تتحدث عن أنشطة الشباب، ولكن ما يعرض على الشاشة التلفزيونية بشكل عام ينبغي ان يكون مقدماً الى كل المجتمع، بكل فئاته العمرية، فالشباب ليس منعزلاً عن بقية الأطياف والفئات.

● انتقدت خلال مسيرتك الإعلامية المهمة ظواهر كثيرة في المجتمع، وكشفت تناقضات، فما الذي يلفت نظرك اليوم في مجتمعنا؟

- عند مرورنا بأي من شوارع البلاد في المحافظات المختلفة سنلاحظ كأنما نحن اكثر أهل الأرض تمسكاً بدينهم وبمعتقداتهم. فمظاهر التدين عامة وشائعة، من آيات قرآنية كريمة مكتوبة على الحوائط في المحال التجارية والمكاتب، الى محطات الإذاعة والمكروفونات في مئات المساجد التي تذيع أشكال ذكر الله المختلفة. إضافة الى مظهر الكويتيين انفسهم من رجال ونساء متحجبات ومنتقبات. وعلى الرغم من هذا التجلي لمظاهر الدين في المجتمع، الا ان الواقع يؤكد أنها مجرد مظاهر شكلية، بعيدة عن جوهر الدين، وتماثل تمسكاً بقشور هذا الدين العظيم، مع تراجع لقيم أصيلة فيه مثل المعاملات والأخلاق والصدق والانضباط والعمل، والإنتاج. فواقعنا للأسف يعرض هذا التناقض بوضوح.

أيضاً هناك عادة ان نكرر مقولات دون فهم، فهناك بعض الاقوال طالما رددناها مثل ان الشباب يمثل نصف الحاضر وكل المستقبل، فلنتأمل هذه المقولة، صحيح ان الشباب يمثل نصف الحاضر، ولكن كيف يمثل كل المستقبل اذا كان أطفال اليوم سوف يصبحون شباباً في الغد، وشباب اليوم سيصيرون شيوخاً.

فهذه المقولة تتسم بالأستاتيكية، وتقفل حركة المجتمع وديناميكيته. ومثل هذه المقولة الكثير مما نقوله ونردده ولا نفهمه. وهذه من آفاتنا.

● ماذا أخذ منك العمل في المجال الاعلامي؟

- لم يأخذ مني، بل أعطاني الكثير، وعملي في الإعلام هو اجمل وأروع الأوقات في حياتي، واحمد الله الذي أكرمني ومنحني كل ميزات النجاح في العمل الاعلامي الذي احبه.

● هل ترى أعمالك الإعلامية القديمة في التلفزيون؟

- نعم ومزعج ان أقارن بين الوسامة والحيوية في الماضي، وما أنا عليه الان مع التقدم بالعمر. ولكنني اود ان اشكر سيدة قالت لي «كنت تشبه الممثل الهندي كومار في شبابك، وصرت تشبه أوسم الممثلين الإيطاليين في شيباتك». يبدو ان لكل مرحلة جمالها.

● كيف ترى نفسك بعد 10 سنوات، ما صورة المستقبل؟

- أتمنى ان أكون حياً، والا يضعف قلبي، وان تستمر سعادتي مع أسرتي وعائلتي. فهذا الأهم والابقى.

● لك آراء جريئة في الصحافة وعلى الشاشات، ألا تخاف ردود الفعل؟

- أنا لا أخاف سيف المعز ولا أتطلع الى ذهبه. واعلم يقيناً ان «الي يبيع أمته ربحان»، وكل يوم أطلع أنا الخاسر. هذا هو الزمن الرديء.

● لو كنت ناقدا لما تقدمه الإذاعة والتلفزيون، فماذا ستقول؟

- النقد ليس فقط بقول السلبيات، وهذه حقيقة ننساها كثيراً. وفي الواقع أن الإذاعة لها ايجابياتها، وما يقارب 80 في المئة من البرامج التي تقدمها هادفة جداً وجيدة ومسلية. وفي الواقع أنني مستمع جيد للإذاعة، وأفضلها على متابعة التلفزيون.

● ما مقومات المسلسل التلفزيوني الجيد؟

- حتى يكون العمل الفني التلفزيوني جيدا يحتاج الى ان يكون موضوعه جيدا، وان يحظى بمخرج جيد، وكاتب سيناريو موهوب، وممثلين على مستوى عال، حتى وان كانوا في بداياتهم. إضافة الى وضع كافة الخدمات الإنتاجية اللازمة تحت تصرف المخرج، ووقتها يظهر العمل بصورة طيبة ومشرفة، والأمثلة كثيرة على ذلك.

http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=486617

موالى
02-23-2014, 09:19 AM
أصاب كبد الحقيقه