عباس الابيض
02-20-2014, 05:56 AM
18 فبراير 2014
http://s1.alrai.pro/CMS/Attachments/2014/2/17/370684_0357100_Org__660x0.jpg
http://s1.alrai.pro/CMS/Attachments/2014/2/17/370688_1392646785090965900_Crp__660x0.jpg
http://s2.alrai.pro/CMS/Attachments/2014/2/17/370687_1392646730010952500_Crp__660x0.jpg
http://s3.alrai.pro/CMS/Attachments/2014/2/17/370686_1392647010011011100_Crp__660x0.jpg
شيع إلى مثواه في ثرى الكويت الدكتور الزميل أحمد سامح الذي وافته المنية فجر أمس في مستشفى مبارك.
الأسرتان الطبية والإعلامية ومعهما أسرة الدكتور الزميل أحمد سامح كانت فجعيتهم بمغادرته الفانية باكرا وهو الذي حاول التغلب على مصاعبه الطبية على مدى العامين الماضيين ولم يترك سانحة في فترة نقاهته الطبية إلا وعاد ليستأنف عمله في مستوصف الرميثية لمعالجة مرضاه. ولعل الصفحات لا تكفي بسرد سيرة حياة هذا الطبيب الذي تمتع بحس إنساني يفوق التقدير، ولا تفيه الكلمات لذكر مآثره حقه، بحكم أنه أعطى لمهنة الطب حقها معنى ومضموناً.
أسرة «الراي» التي ألمها فقد المصاب تتقدم من أسرة الزميل سامح بأحر التعازي وأن يمنحها الصبر والسلوان سائلة المولى عز وجل أن يدخله فسيح جناته....
طبيب الغلابة
أن تصبح على موت فهو القدر.
... وان تصبح على خبر من أدركه الموت... فهو موتك البطيء.
فالقدر حلّ صباحاً على الطبيب الكاتب الزميل أحمد سامح، وسرى الخبر فاجعاً، مؤثراً ومؤلماً.
من لا يعرف سامح، فهو الطبيب الذي حمل في قلبه الكبير ليس أوجاع مرضاه وحسب، بل همومهم أيضاً (...)، ونذر ضميره في خدمة مهنته، في وقت طغت فيه المادة على الضمير عند بعض أبناء مهنة الطب.
أحمد سامح، واحد من هؤلاء، ممن جسدوا الإنسانية الحقة في نطاق عملهم على المستوى الإنساني والمجتمعي على العموم، وأقله انه كان «طبيب الغلابة» كما يقال بـ «البلدي».
الطبيب الذي لم يعرف الراحة في وقت راحته بعيداً عن مستوصف الرميثية حيث يعمل، كان يسابق الريح الى «زاويته» في مقهى كائن في خيطان... زاوية حملت اسم الدكتور أحمد سامح يعاين فيها وبالمجان «الغلابة» من العمال، يشخص الداء ويسعى لتأمين الدواء.
طبيب في مقهى... مفارقة، ليس ليرتاح كرواد المقاهي، بل لتقديم الراحة لمن لا تسمح لهم ظروف العمل الكادح من تركه والتوجه إلى مستوصف أو مستشفى طلباً للعلاج، إذ كانوا يجدون في ابن البلد (سامح) ضالتهم.
والطمع في طلب العلاج على يد «ابن البلد» لم يكن مقتصراً على أبناء البلد وحسب، بل شمل العمال الآسيويين وغيرهم وغيرهم.
الطبيب سامح في ميدانه الطبي لم يختلف عنه في الميدان الإنساني، وعلى سبيل الذكر، وذات يوم وبعد افطار رمضاني أبصر كاتب هذه السطور (الدكتور سامح) في مطعم كائن في السالمية يوصي على 30 وجبة وحدد السحور موعداً لتسلمها ومن باب الفضول، تم طرح السؤال عليه «لمن هذا العدد الكبير من الوجبات».
ليجيب «... لعمال التنظيف، وأقدم على هذا العمل طوال الشهر الفضيل» وختم «الله يساعدهم ويكون في عونهم».
الطبيب - صاحب المعدن الأصيل - رحل، تاركاً مواقفه «الفياضة» ومآثره في ذاكرة أدركها الموت البطيء مع خبر وفاته.
أحمد سامح، قامة، أحب الكويت وقدم لها طبياً، واحتضنه ثراها... ألف رحمة عليك.
علي بلوط
... نهر عطاء لن يجف
رحل أحمد سامح المتسامح مع نفسه ومع الناس، رحل عن دنيانا جسدا لكنه ترك لنا نهر حب لن يجف، رحل عن عالمنا بعد أن علمنا دروسا في العطاء لن تمحى من ذاكرة من استفاد من عطائه.
كنت واحدا ممن يزورونه في محرابه الطبي إذا ألمّ بي مرض، أو أصابني عارض، وفي إحدى زياراتي له وأنا زميله في مهنة المتاعب، وصلت إلى مستوصف الرميثية واتصلت عليه فلم يرد على هاتفي، ولم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار عن الموعد إن كان قد قام بإلغائه، بحثت عنه بعد أن وجدت مركبته في مواقف المستوصف، لأجد ما لا يصدقه عقل الدكتور أحمد سامح في معية عدد من العمال الاسيويين يجمع دينارا من هنا ونصف دينار من هناك، وعندما اقتربت منه ارتسمت على محياه ابتسامته المعهودة، ومضى وكأنه لا يعرفني.
يومها تعرفت على جانب آخر من جوانب الراحل أحمد سامح، جانب الإصرار على مساعدة المحتاج حتى لو كان الثمن نسيان مهنته الأساسية في علاج المرضى طبيا، مادام على الجانب الآخر يسد حاجاتهم ماديا.
عاد سامح وقد ارتدى ثوب الطبيب من جديد، ليقوم بفحصي بعد أن شكوت له علتي، وعندما سألته عن وقوفه إلى جانب هؤلاء الآسويين أجابني ببراءته إن أحدهم في حاجة إلى مبلغ من المال ليتمكن من السفر إلى أسرته فتطوعت لأجمع له.
اختلفت معك أيها الراحل في بعض القضايا لكن اختلافي معك لم يمنعني من احترام قلمك، ولم يمنعك من تقديم النصح لي متى طلبته.
اليوم أرثيك أنت الذي لم يجف قلمك عن رثاء من فارقوك..
أرثيك لعل رثائي لك يسكن آلام فراقك... داعيا المولى عز وجل أن تكون الجنة مثواك.
عبدالله فهمي
... آسف لعدم المجيء
.. قبيل منتصف الليل منذ أيام قليلة جاءني صوته خافتاً واهناً على غير العادة.. تسبقه عبارات صادرة من القلب عن مقدار اعتزازه بصداقتي، وسعادته بالتواصل الدائم معي.. تركته يسترسل ولم أقاطعه ممازحاً كما أفعل دائماً، ووجدتني أسرح في نبرات صوته.. وأتساءل لماذا هي مختلفة هذه المرة؟.. عادة ما تكون نبرته حماسية.. عالية حين يتحدث.. وقبل أن أسأله أفقت على سؤاله: «حتيجي بأه المره دي مش كده؟.. والنبي عشان خاطري.. كلنا نفسنا نشوفك.. وأنا والله أكتر واحد نفسي أشوفك.. وعشان خاطرك حنخليه متأخر».
.. انتبهت فجأة إلى أنني «سرحت»، وتجاوزت الطريق الذي كان يجب أن أدخله بسيارتي.. وقلت له: حاضر يا دكتور هحاول المرة دي بس قلت لي مين هيكون موجود؟.. فرد بذكائه المعتاد: «والنعمة شكلك سرحت مني.. معلش أنا عارف مشاغلك بص يا سيدي.. ثم شرح لي تفاصيل التكريم الذي سينظمه لصديق مشترك في أحد المطاعم، وضرورة وجودي.. واختتم كلامه بقوله: قلبي حاسس أنك هتعمل زي كل مرَّة ومش هتيجي.. بس المرَّة دي والله نفسي أشوفك، يا راجل ما حدش عارف هنتقابل تاني إمتى.
.. انقبض قلبي لعبارته الأخيرة، ووعدته بمحاولة الانضام اليهم، وبالأمس جاءتني رسالة: «البقاء لله.. انتقل الى رحمة الله الدكتور أحمد سامح أحد الرموز الوطنية العاشقة لتراب مصر، والمقيم بالكويت، وسيتم دفنه بها حسب وصيته، وذلك بعد صراع مع المرض».. (إنا لله وإنا إليه راجعون)..
.. رحل د.أحمد سامح، الطبيب الاعلامي الذي ذاب حباً وعشقاً وهياماً في مصر، ولم تمنعه غربته الطويلة عنها من التواصل معها، فرغم انه لا يسكنها الا انها كانت تسكن كل ذرة في جسده، وكل خلية في عقله، وكل قطرة دم في عروقه.. انشغل بما يحدث في المحروسة عن كل شيء آخر، يذهب الى مصر في كل مناسبة ويشارك في الأحداث، ويعود منفعلاً يفرغ شحنات انفعاله صراخاً في مكالمات هاتفية طويلة يشكو فيها مما يفعله الأبناء بأمهم مصر.
كان د. أحمد سامح رحمه الله رمزاً مصرياً شامخاً يعرفه كل المصريين في الكويت «شهماً.. كريماً.. خدوماً.. لا يرد أحداً، ولا يعبس في وجه مريض، أحبه الجميع ووثق فيه الكل،.. احترم ذاته ومصريته.. فاحترمه كل من عرفه.
.. آسف يا صديقي العزيز.. صحت توقعاتك، وانشغلت في الصحيفة حتى وقت متأخر، ولم أحضر «العشاء الأخير».. وليتني كنت أعلم أنه الأخير،.. ولكن قاتل الله مهنة البحث عن المتاعب.. أدعو الله أن يتغمدك بواسع رحمته.. وأن نلتقي في مكان أفضل من الدنيا كثيراً.. حيث لا خيانة.. ولا انقسامات.. ولا تطاحن.. ولا صراعات.. ولا حروب ولا مظاهرات..
(دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} (يونس - 10).
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
كنت «البطل» دوماً
سمعت خبر وفاتك ومازالت أذني تكذب الخبر... غبت عنا في لمح البصر.
لقد اختلطت في نفسي منذ عرفتك... عرفتك معرفة القلب والنفس والروح فأصبحت شيئاً من دمي.
فقدناك ولا أتصور انني أكتب عنك وارثيك.
من أعزي؟ نفسي أم كل أحبائك ومن عرفوك؟
دمعت عيناي ولم أستطع أن أمنع قلبي من أن ينفطر فتركت له المجال.
لقد أتى كل منا ليقدم دوره على مسرح هذه الحياة وقد أديت دوماً دور البطولة.
جئنا غير مخيرين كما نذهب أيضاً غير مخيرين والعمر لا يعد بالسنين ولكن بالمواقف والعواطف والأعمال وكنت فيها جميعاً عظيماً.
عرفتك دوماً صاحب نفس مصممة وحكيمة ملؤها العزيمة.
يا رحمة الله من فوق سبع سماواته... رحمة الله عليك الأخ والصديق والرفيق الدكتور أحمد سامح.
لم أتخيل نفسي أكتب رثاء فيك لكنها الحياة... وهآنذا... اكتبه... ستبقى ذكراك تعطر كل المجالس... فإلى جنة الخلد.
عاطف شمس الدين
«قلي الوداع»... لم يقلها لي أو أقولها له
«قلي الوداع»... لكن هذه المرة لم يقلها لي الدكتور احمد سامح او أقولها له لانه سافر من غير وداع وتركني حائراً أبكي على حلم راح «زي النسيم والرياح وأخذ النسايم والضلة وساب مكانه الجراح، وأنا ابص عليه ماشي والدمعة حايرة منزلا شي وانا شايفه ببعيد بعيد بعيد».
هذه الكلمات من أغنية «قلي الوداع» لمطربته المفضلة شادية كانت خلال السنوات العديدة الماضية تبعث البهجة في قلب صاحب اكبر قلب قابلته في حياتي... فهو أب في حنيته وحرصه على أولاده حيث كان يعتبر كل المصريين في الكويت صغيرهم قبل كبيرهم عائلته الكبيرة.. وهو أم عندما يضم أحبابه بين ذراعيه وكأنه يخشى عليهم من همس الريح وضجر الزمن.
لقد كانت كلمات هذه الاغنية «قلي الوداع» هي مبتدأ كل حوار او مكالمة هاتفية بيني وبينه وهي المنتهى وكأنها السلام الوطني في دولة الحب في قلبه.
الموت شيء صعب يأخذ أحب الناس فجأة دون انذار مسبق تتلفت فلا تجده تحاول البحث فلا تقدر حتى ان تقول أين هو، وقت الموت ينعقد اللسان وتهيج المشاعر ويتوقف العقل عن التفكير وتمر الاحداث شريطاً سينمائياً فتحسب نفسك انك في حلم.
وصدق الحسن البصري عندما قال: إنما الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والموت متوسط بينهما، ونحن أضغاث أحلام من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. من نظر في العواقب نجا، ومن أطاع هواه ضل. من حلم غنم، ومن خاف سلم، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، ومن علم عمل. فإذا زللت فارجع، وإذا ندمت فأقلع، وإذا جهلت فاسأل، وإذا غضبت فأمسك، واعلم أن أفضل الأعمال ما أكرهت النفوس عليه. وبعدها تستسلم (سبحان من قهر عباده بالموت) فهنا لا تجد الا البكاء!!!! المر الذي يترجم كل ذاك الاحساس
لا اراكم الله مكروهاً بعزيز
مصطفى جمعة
قل للطبيب...!
قل للطبيب تخطفته يد الردى
يا شافي الأمراض من أرداكا...؟
لا حول ولا قوة إلا بالله... لله ما أعطى ولله ما أخذ... انتقل أمس إلى رحمة الله تعالى الدكتور الطبيب أحمد سامح بعد رحلة طويلة قضاها في خدمة الناس من دون كلل أو ملل... يكشف ويصف الدواء كطبيب مخلص في عمله... لكنه كان يتميز عن كثير من أقرانه بالخلق الكريم... والصوت الهادئ والنفس الطيبة... صادق الجميع من عامل المطعم والقهوة إلى المدير والسفير والوزير مروراً بكافة شرائح الناس ومشاربهم... والجميع أجمع حبه واحترامه.
لم يكن الدكتور أحمد سامح - رحمه الله تعالى - طبيباً فحسب بل كان صاحب الصفحات المتخصصة في المجال الصحي في جريدة «الراي» منذ النشأة... ولم تنقطع صفحاته يوماً أو تتوقف لعذر أو لمرض... بل كانت مما تتميز به الغزارة في المعرفة الطبية وتبصير الناس وتعليمهم كيفية التعامل مع الأمراض والأعراض الصحية وكيفية الوقاية منها.
لم يتوقف به الأمر عند هذا الحد بل كان صاحب رأي سياسي يقوم على البحث والدراسة خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير في مصر... اختلف معه الكثيرون لكنه كان ثابتاً على موقفه ومبادئه وآرائه وهذه إحدى أهم سماته رحمه الله تعالى.
مات الطبيب أحمد سامح بعد عدد من الوعكات الصحية المتلاحقة... ندعو الله أن تكون في ميزان حسناته... مات الطبيب وهذا حكم الله في خلقه... مات الطبيب بعدما كان سبباً بإذن الله تعالى في شفاء الكثير من خلق الله... مات الطبيب أحمد سامح - رحمه الله - وترك خلفه ثروة هائلة من الاصدقاء وغيرهم ممن يبتهلون إليه بالدعاء أن يتغمده الله بواسع رحمته سبحانه وتعالى وأن يسكنه فسيح جناته وأن يتجاوز عنه سيئاته.
عبدالله متولي
حذرت الناس من المرض ... فوقعت ضحيته
إن لم نمت اليوم نمت غداً، وإن لم نجرب الموت فقد تجرعنا مرارته بفقد عزيز أو قريب.
فلنبك جميعا حزنا على زميلنا العزيز الدكتور أحمد سامح والذي عاشرته لسنين طويلة، كان مثال الزميل المحب لعمله والمتفاني في إنجاز وإخراج صفحته المتخصصة، وفي كيفية المحافظة على صحة الإنسان ولكن مفارقات القدر انه لم يستطع أن يحمي نفسه من أمراض العصر وافترسه المرض، حيث أسلم روحه الطاهرة صباح أمس متأثرا به ومؤكدا قوله تعالى «كل نفس ذائقة الموت».
اللهم ارحم الدكتور أحمد سامح وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لفراقك لمحزونون.
ناصر الفرحان
غابت شمس سامح
تشرق الشمس وتغرب كل يوم نرى وجوها جديدة وتغيب أخرى نتعرف على البعض وننسى البعض الاخر. وفي وسط هذا التباين الدائم... هناك اناس تتوقف عندها لتنبهر بتصرفاتها... هكذا هو الدكتور أحمد سامح رحمة الله عليه... عندما تعرفت عليه تذكرت حديث رسول الله «ان لله اناسا اختصهم بقضاء حوائج الناس». فقد كان مهتما كثيرا بمن حوله ومهتما كثيرا بقضايا مصر... وكتب الكثير عنها لعله يغير واقعا مؤلما نشهده.
تركنا الدكتور سامح وترك دنيانا الى رحاب بارئه دون ان يرى احلامه لبلده حقيقة يوما ما. نظرت الى درج مكتبي فوجدت اخبارا تنتظر دورها الاسبوعي في الصدور...
رحل الطبيب الاديب وترك كتاباته تنفع الناس. فاللهم احسن مدخله اللهم احسن مدخله.
عبد الناصر صبره
العزاء غداً في «الرعيل الأول»
تقام مراسم عزاء للطبيب الراحل أحمد سامح في صالة «الرعيل الأول» التابعة لجمعية الرميثية، قرب السوق المركزي في قطعة 7، وذلك بعد صلاة عصر غد الأربعاء.
http://s1.alrai.pro/CMS/Attachments/2014/2/17/370684_0357100_Org__660x0.jpg
http://s1.alrai.pro/CMS/Attachments/2014/2/17/370688_1392646785090965900_Crp__660x0.jpg
http://s2.alrai.pro/CMS/Attachments/2014/2/17/370687_1392646730010952500_Crp__660x0.jpg
http://s3.alrai.pro/CMS/Attachments/2014/2/17/370686_1392647010011011100_Crp__660x0.jpg
شيع إلى مثواه في ثرى الكويت الدكتور الزميل أحمد سامح الذي وافته المنية فجر أمس في مستشفى مبارك.
الأسرتان الطبية والإعلامية ومعهما أسرة الدكتور الزميل أحمد سامح كانت فجعيتهم بمغادرته الفانية باكرا وهو الذي حاول التغلب على مصاعبه الطبية على مدى العامين الماضيين ولم يترك سانحة في فترة نقاهته الطبية إلا وعاد ليستأنف عمله في مستوصف الرميثية لمعالجة مرضاه. ولعل الصفحات لا تكفي بسرد سيرة حياة هذا الطبيب الذي تمتع بحس إنساني يفوق التقدير، ولا تفيه الكلمات لذكر مآثره حقه، بحكم أنه أعطى لمهنة الطب حقها معنى ومضموناً.
أسرة «الراي» التي ألمها فقد المصاب تتقدم من أسرة الزميل سامح بأحر التعازي وأن يمنحها الصبر والسلوان سائلة المولى عز وجل أن يدخله فسيح جناته....
طبيب الغلابة
أن تصبح على موت فهو القدر.
... وان تصبح على خبر من أدركه الموت... فهو موتك البطيء.
فالقدر حلّ صباحاً على الطبيب الكاتب الزميل أحمد سامح، وسرى الخبر فاجعاً، مؤثراً ومؤلماً.
من لا يعرف سامح، فهو الطبيب الذي حمل في قلبه الكبير ليس أوجاع مرضاه وحسب، بل همومهم أيضاً (...)، ونذر ضميره في خدمة مهنته، في وقت طغت فيه المادة على الضمير عند بعض أبناء مهنة الطب.
أحمد سامح، واحد من هؤلاء، ممن جسدوا الإنسانية الحقة في نطاق عملهم على المستوى الإنساني والمجتمعي على العموم، وأقله انه كان «طبيب الغلابة» كما يقال بـ «البلدي».
الطبيب الذي لم يعرف الراحة في وقت راحته بعيداً عن مستوصف الرميثية حيث يعمل، كان يسابق الريح الى «زاويته» في مقهى كائن في خيطان... زاوية حملت اسم الدكتور أحمد سامح يعاين فيها وبالمجان «الغلابة» من العمال، يشخص الداء ويسعى لتأمين الدواء.
طبيب في مقهى... مفارقة، ليس ليرتاح كرواد المقاهي، بل لتقديم الراحة لمن لا تسمح لهم ظروف العمل الكادح من تركه والتوجه إلى مستوصف أو مستشفى طلباً للعلاج، إذ كانوا يجدون في ابن البلد (سامح) ضالتهم.
والطمع في طلب العلاج على يد «ابن البلد» لم يكن مقتصراً على أبناء البلد وحسب، بل شمل العمال الآسيويين وغيرهم وغيرهم.
الطبيب سامح في ميدانه الطبي لم يختلف عنه في الميدان الإنساني، وعلى سبيل الذكر، وذات يوم وبعد افطار رمضاني أبصر كاتب هذه السطور (الدكتور سامح) في مطعم كائن في السالمية يوصي على 30 وجبة وحدد السحور موعداً لتسلمها ومن باب الفضول، تم طرح السؤال عليه «لمن هذا العدد الكبير من الوجبات».
ليجيب «... لعمال التنظيف، وأقدم على هذا العمل طوال الشهر الفضيل» وختم «الله يساعدهم ويكون في عونهم».
الطبيب - صاحب المعدن الأصيل - رحل، تاركاً مواقفه «الفياضة» ومآثره في ذاكرة أدركها الموت البطيء مع خبر وفاته.
أحمد سامح، قامة، أحب الكويت وقدم لها طبياً، واحتضنه ثراها... ألف رحمة عليك.
علي بلوط
... نهر عطاء لن يجف
رحل أحمد سامح المتسامح مع نفسه ومع الناس، رحل عن دنيانا جسدا لكنه ترك لنا نهر حب لن يجف، رحل عن عالمنا بعد أن علمنا دروسا في العطاء لن تمحى من ذاكرة من استفاد من عطائه.
كنت واحدا ممن يزورونه في محرابه الطبي إذا ألمّ بي مرض، أو أصابني عارض، وفي إحدى زياراتي له وأنا زميله في مهنة المتاعب، وصلت إلى مستوصف الرميثية واتصلت عليه فلم يرد على هاتفي، ولم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار عن الموعد إن كان قد قام بإلغائه، بحثت عنه بعد أن وجدت مركبته في مواقف المستوصف، لأجد ما لا يصدقه عقل الدكتور أحمد سامح في معية عدد من العمال الاسيويين يجمع دينارا من هنا ونصف دينار من هناك، وعندما اقتربت منه ارتسمت على محياه ابتسامته المعهودة، ومضى وكأنه لا يعرفني.
يومها تعرفت على جانب آخر من جوانب الراحل أحمد سامح، جانب الإصرار على مساعدة المحتاج حتى لو كان الثمن نسيان مهنته الأساسية في علاج المرضى طبيا، مادام على الجانب الآخر يسد حاجاتهم ماديا.
عاد سامح وقد ارتدى ثوب الطبيب من جديد، ليقوم بفحصي بعد أن شكوت له علتي، وعندما سألته عن وقوفه إلى جانب هؤلاء الآسويين أجابني ببراءته إن أحدهم في حاجة إلى مبلغ من المال ليتمكن من السفر إلى أسرته فتطوعت لأجمع له.
اختلفت معك أيها الراحل في بعض القضايا لكن اختلافي معك لم يمنعني من احترام قلمك، ولم يمنعك من تقديم النصح لي متى طلبته.
اليوم أرثيك أنت الذي لم يجف قلمك عن رثاء من فارقوك..
أرثيك لعل رثائي لك يسكن آلام فراقك... داعيا المولى عز وجل أن تكون الجنة مثواك.
عبدالله فهمي
... آسف لعدم المجيء
.. قبيل منتصف الليل منذ أيام قليلة جاءني صوته خافتاً واهناً على غير العادة.. تسبقه عبارات صادرة من القلب عن مقدار اعتزازه بصداقتي، وسعادته بالتواصل الدائم معي.. تركته يسترسل ولم أقاطعه ممازحاً كما أفعل دائماً، ووجدتني أسرح في نبرات صوته.. وأتساءل لماذا هي مختلفة هذه المرة؟.. عادة ما تكون نبرته حماسية.. عالية حين يتحدث.. وقبل أن أسأله أفقت على سؤاله: «حتيجي بأه المره دي مش كده؟.. والنبي عشان خاطري.. كلنا نفسنا نشوفك.. وأنا والله أكتر واحد نفسي أشوفك.. وعشان خاطرك حنخليه متأخر».
.. انتبهت فجأة إلى أنني «سرحت»، وتجاوزت الطريق الذي كان يجب أن أدخله بسيارتي.. وقلت له: حاضر يا دكتور هحاول المرة دي بس قلت لي مين هيكون موجود؟.. فرد بذكائه المعتاد: «والنعمة شكلك سرحت مني.. معلش أنا عارف مشاغلك بص يا سيدي.. ثم شرح لي تفاصيل التكريم الذي سينظمه لصديق مشترك في أحد المطاعم، وضرورة وجودي.. واختتم كلامه بقوله: قلبي حاسس أنك هتعمل زي كل مرَّة ومش هتيجي.. بس المرَّة دي والله نفسي أشوفك، يا راجل ما حدش عارف هنتقابل تاني إمتى.
.. انقبض قلبي لعبارته الأخيرة، ووعدته بمحاولة الانضام اليهم، وبالأمس جاءتني رسالة: «البقاء لله.. انتقل الى رحمة الله الدكتور أحمد سامح أحد الرموز الوطنية العاشقة لتراب مصر، والمقيم بالكويت، وسيتم دفنه بها حسب وصيته، وذلك بعد صراع مع المرض».. (إنا لله وإنا إليه راجعون)..
.. رحل د.أحمد سامح، الطبيب الاعلامي الذي ذاب حباً وعشقاً وهياماً في مصر، ولم تمنعه غربته الطويلة عنها من التواصل معها، فرغم انه لا يسكنها الا انها كانت تسكن كل ذرة في جسده، وكل خلية في عقله، وكل قطرة دم في عروقه.. انشغل بما يحدث في المحروسة عن كل شيء آخر، يذهب الى مصر في كل مناسبة ويشارك في الأحداث، ويعود منفعلاً يفرغ شحنات انفعاله صراخاً في مكالمات هاتفية طويلة يشكو فيها مما يفعله الأبناء بأمهم مصر.
كان د. أحمد سامح رحمه الله رمزاً مصرياً شامخاً يعرفه كل المصريين في الكويت «شهماً.. كريماً.. خدوماً.. لا يرد أحداً، ولا يعبس في وجه مريض، أحبه الجميع ووثق فيه الكل،.. احترم ذاته ومصريته.. فاحترمه كل من عرفه.
.. آسف يا صديقي العزيز.. صحت توقعاتك، وانشغلت في الصحيفة حتى وقت متأخر، ولم أحضر «العشاء الأخير».. وليتني كنت أعلم أنه الأخير،.. ولكن قاتل الله مهنة البحث عن المتاعب.. أدعو الله أن يتغمدك بواسع رحمته.. وأن نلتقي في مكان أفضل من الدنيا كثيراً.. حيث لا خيانة.. ولا انقسامات.. ولا تطاحن.. ولا صراعات.. ولا حروب ولا مظاهرات..
(دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} (يونس - 10).
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66
كنت «البطل» دوماً
سمعت خبر وفاتك ومازالت أذني تكذب الخبر... غبت عنا في لمح البصر.
لقد اختلطت في نفسي منذ عرفتك... عرفتك معرفة القلب والنفس والروح فأصبحت شيئاً من دمي.
فقدناك ولا أتصور انني أكتب عنك وارثيك.
من أعزي؟ نفسي أم كل أحبائك ومن عرفوك؟
دمعت عيناي ولم أستطع أن أمنع قلبي من أن ينفطر فتركت له المجال.
لقد أتى كل منا ليقدم دوره على مسرح هذه الحياة وقد أديت دوماً دور البطولة.
جئنا غير مخيرين كما نذهب أيضاً غير مخيرين والعمر لا يعد بالسنين ولكن بالمواقف والعواطف والأعمال وكنت فيها جميعاً عظيماً.
عرفتك دوماً صاحب نفس مصممة وحكيمة ملؤها العزيمة.
يا رحمة الله من فوق سبع سماواته... رحمة الله عليك الأخ والصديق والرفيق الدكتور أحمد سامح.
لم أتخيل نفسي أكتب رثاء فيك لكنها الحياة... وهآنذا... اكتبه... ستبقى ذكراك تعطر كل المجالس... فإلى جنة الخلد.
عاطف شمس الدين
«قلي الوداع»... لم يقلها لي أو أقولها له
«قلي الوداع»... لكن هذه المرة لم يقلها لي الدكتور احمد سامح او أقولها له لانه سافر من غير وداع وتركني حائراً أبكي على حلم راح «زي النسيم والرياح وأخذ النسايم والضلة وساب مكانه الجراح، وأنا ابص عليه ماشي والدمعة حايرة منزلا شي وانا شايفه ببعيد بعيد بعيد».
هذه الكلمات من أغنية «قلي الوداع» لمطربته المفضلة شادية كانت خلال السنوات العديدة الماضية تبعث البهجة في قلب صاحب اكبر قلب قابلته في حياتي... فهو أب في حنيته وحرصه على أولاده حيث كان يعتبر كل المصريين في الكويت صغيرهم قبل كبيرهم عائلته الكبيرة.. وهو أم عندما يضم أحبابه بين ذراعيه وكأنه يخشى عليهم من همس الريح وضجر الزمن.
لقد كانت كلمات هذه الاغنية «قلي الوداع» هي مبتدأ كل حوار او مكالمة هاتفية بيني وبينه وهي المنتهى وكأنها السلام الوطني في دولة الحب في قلبه.
الموت شيء صعب يأخذ أحب الناس فجأة دون انذار مسبق تتلفت فلا تجده تحاول البحث فلا تقدر حتى ان تقول أين هو، وقت الموت ينعقد اللسان وتهيج المشاعر ويتوقف العقل عن التفكير وتمر الاحداث شريطاً سينمائياً فتحسب نفسك انك في حلم.
وصدق الحسن البصري عندما قال: إنما الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والموت متوسط بينهما، ونحن أضغاث أحلام من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. من نظر في العواقب نجا، ومن أطاع هواه ضل. من حلم غنم، ومن خاف سلم، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، ومن علم عمل. فإذا زللت فارجع، وإذا ندمت فأقلع، وإذا جهلت فاسأل، وإذا غضبت فأمسك، واعلم أن أفضل الأعمال ما أكرهت النفوس عليه. وبعدها تستسلم (سبحان من قهر عباده بالموت) فهنا لا تجد الا البكاء!!!! المر الذي يترجم كل ذاك الاحساس
لا اراكم الله مكروهاً بعزيز
مصطفى جمعة
قل للطبيب...!
قل للطبيب تخطفته يد الردى
يا شافي الأمراض من أرداكا...؟
لا حول ولا قوة إلا بالله... لله ما أعطى ولله ما أخذ... انتقل أمس إلى رحمة الله تعالى الدكتور الطبيب أحمد سامح بعد رحلة طويلة قضاها في خدمة الناس من دون كلل أو ملل... يكشف ويصف الدواء كطبيب مخلص في عمله... لكنه كان يتميز عن كثير من أقرانه بالخلق الكريم... والصوت الهادئ والنفس الطيبة... صادق الجميع من عامل المطعم والقهوة إلى المدير والسفير والوزير مروراً بكافة شرائح الناس ومشاربهم... والجميع أجمع حبه واحترامه.
لم يكن الدكتور أحمد سامح - رحمه الله تعالى - طبيباً فحسب بل كان صاحب الصفحات المتخصصة في المجال الصحي في جريدة «الراي» منذ النشأة... ولم تنقطع صفحاته يوماً أو تتوقف لعذر أو لمرض... بل كانت مما تتميز به الغزارة في المعرفة الطبية وتبصير الناس وتعليمهم كيفية التعامل مع الأمراض والأعراض الصحية وكيفية الوقاية منها.
لم يتوقف به الأمر عند هذا الحد بل كان صاحب رأي سياسي يقوم على البحث والدراسة خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير في مصر... اختلف معه الكثيرون لكنه كان ثابتاً على موقفه ومبادئه وآرائه وهذه إحدى أهم سماته رحمه الله تعالى.
مات الطبيب أحمد سامح بعد عدد من الوعكات الصحية المتلاحقة... ندعو الله أن تكون في ميزان حسناته... مات الطبيب وهذا حكم الله في خلقه... مات الطبيب بعدما كان سبباً بإذن الله تعالى في شفاء الكثير من خلق الله... مات الطبيب أحمد سامح - رحمه الله - وترك خلفه ثروة هائلة من الاصدقاء وغيرهم ممن يبتهلون إليه بالدعاء أن يتغمده الله بواسع رحمته سبحانه وتعالى وأن يسكنه فسيح جناته وأن يتجاوز عنه سيئاته.
عبدالله متولي
حذرت الناس من المرض ... فوقعت ضحيته
إن لم نمت اليوم نمت غداً، وإن لم نجرب الموت فقد تجرعنا مرارته بفقد عزيز أو قريب.
فلنبك جميعا حزنا على زميلنا العزيز الدكتور أحمد سامح والذي عاشرته لسنين طويلة، كان مثال الزميل المحب لعمله والمتفاني في إنجاز وإخراج صفحته المتخصصة، وفي كيفية المحافظة على صحة الإنسان ولكن مفارقات القدر انه لم يستطع أن يحمي نفسه من أمراض العصر وافترسه المرض، حيث أسلم روحه الطاهرة صباح أمس متأثرا به ومؤكدا قوله تعالى «كل نفس ذائقة الموت».
اللهم ارحم الدكتور أحمد سامح وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لفراقك لمحزونون.
ناصر الفرحان
غابت شمس سامح
تشرق الشمس وتغرب كل يوم نرى وجوها جديدة وتغيب أخرى نتعرف على البعض وننسى البعض الاخر. وفي وسط هذا التباين الدائم... هناك اناس تتوقف عندها لتنبهر بتصرفاتها... هكذا هو الدكتور أحمد سامح رحمة الله عليه... عندما تعرفت عليه تذكرت حديث رسول الله «ان لله اناسا اختصهم بقضاء حوائج الناس». فقد كان مهتما كثيرا بمن حوله ومهتما كثيرا بقضايا مصر... وكتب الكثير عنها لعله يغير واقعا مؤلما نشهده.
تركنا الدكتور سامح وترك دنيانا الى رحاب بارئه دون ان يرى احلامه لبلده حقيقة يوما ما. نظرت الى درج مكتبي فوجدت اخبارا تنتظر دورها الاسبوعي في الصدور...
رحل الطبيب الاديب وترك كتاباته تنفع الناس. فاللهم احسن مدخله اللهم احسن مدخله.
عبد الناصر صبره
العزاء غداً في «الرعيل الأول»
تقام مراسم عزاء للطبيب الراحل أحمد سامح في صالة «الرعيل الأول» التابعة لجمعية الرميثية، قرب السوق المركزي في قطعة 7، وذلك بعد صلاة عصر غد الأربعاء.