المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصر والشيعة والسيسي والدكتور دحروج



غفوري
02-18-2014, 04:30 PM
2014/02/14

http://www.almasalah.com/MediaStorage/GalleryImages/15173.jpg?width=400&crop=auto

الدكتور محمود دحروج زميل دراسة قديم جدا أعرفه منذ سبعينات القرن الماضي وكان أول من عرفته من المنتمين لمدرسة أهل البيت في مصر كلها وكان أول من أعطاني كتابا للفقه الإمامي.

تقاربنا كثيرا وتباعدنا أحيانا وكان آخر تباعد بيننا بعد ثورة 25 يناير عندما أعلن دعمه لانتخاب مرسي وانحيازه للثوري الكلامنجي مجدي أحمد حسين وغضب أشد الغضب عندما انتقدت الأخ مجدي الذي سلم حزبه وإرثه السياسي للإخوان المسلمين ولم يحصل في المقابل إلا على قبض الريح وهو (الخط الثابت) الذي انتهجه آل حسين الذين عملوا كل شيء بخلاف سيرة الأب المؤسس أحمد حسين صاحب مصر الفتاة.

الدكتور دحروج قدم كل ما لديه من أجل تحقيق (الوحدة الإسلامية) التي يرى أنها لا تتحقق إلا بالتحالف مع الإخوان وغيرهم في حين لم ير هؤلاء بأسا من الاستفادة من تلك (الأيد العاملة الرخيصة) وفي رواية (المتطوعين من الأغيار) المنتحرين فداء لمجدهم من أجل الحصول على الجائزة الكبرى وهي اللاشيء.

المهم: فقد ألقي القبض على الدكتور دحروج في (قضية تبشير شيعي) من عينة اللاشيء وهو الآن محتجز في قسم شرطة طلخا محبوسا لمدة خمسة عشر يوما في انتظار تحريات أمن الدولة عفوا أقصد الأمن الوطني!!.

من الطبيعي أن يقوم كل شخص بتفسير الحدث وفقا لرؤيته وليس وفقا لرؤية تستند إلى معرفة بطبيعة الوضع في مصر.....

فالمؤيدون للإخوان سيقولون: هذه هي مكافأة السيسي لمن أيدوه ودعموه وانتظروا الأسوأ القادم.....

بينما يقول الواقع: أليس هناك نظام سياسي يمسك بكامل خيوط القوة في مصر وأليس هناك خط أمني ثابت وواضح في هذا البلد ومن ثم يمكن لأي جهة أن تنفذ سياستها وخطها ومن بين تلك الجهات من يرى ويصر على اعتبار الشيعة أعداء ينبغي القضاء عليهم ومن ثم فقد استثمر هؤلاء تلك الأخطاء الأمنية التي يصر البعض على ارتكابها للزج بالدكتور دحروج في قضية من نوع اللاشيء وهو ما حدث بالفعل.

السؤال التالي: على من يقع عبء تفعيل الدستور الذي يؤكد على احترام حرية العقيدة قولا وعملا، وإلى متى يجلس بعض الأشاوس في صمت يطالبون أبانا الذي في لاظوغلي أو مدينة نصر باحترام الدستور ولا يتخذون من الإجراءات القانونية ما يوجب تفعيل هذا الدستور ولا نرى لهم حسا ولا ركزا إلا إذا كان الأمر متعلقا باحتفال هنا أو مناسبة هناك تذبح فيه الخراف وتؤكل فيه العجول وتدور الكاميرات وتطلق التصريحات ولماذا لا يتبرع بعض هؤلاء بنصف ثمن عجل لإقامة مركز حقوقي يتكفل بمتابعة هذه الحوادث والقضايا التي تكررت في الفترة الأخيرة ويمكن أن تتكرر مرة أخرى.

الأمر الآخر: هو عدم إدراك الواقع وتوهم أن غياب الضبط والربط في بلد كمصر وفي مرحلة ما، يبرر ارتكاب بعض الأخطاء القاتلة (سيارة نقل بلا لوحة أرقام، تحمل كتبا أو سي ديهات، متوجهة إلى قرية معزولة)، لأن (هناك حرية) وفات من ارتكب هذه الحماقة أن هناك من يتربص بالدكتور دحروج وأن (حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط)!!.

الخلاصة: ندعو فرسان ذبح الخراف وأبطال أكل العجول ونجوم الكاميرات للتبرع بثمن نصف عجل لإنقاذ الدكتور محمود دحروج قبل ذبحه وأكله وللمطالبة بتفعيل الدستور، كما ندعو البعض الآخر للتأمل في الواقع وتدارس هذه الأزمة قبل أن يضاف إلى أزماتنا ومصائبنا مصيبة جديدة.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏14‏/02‏/2014/ موقع شيعة مصر