مقاوم
02-17-2014, 10:30 PM
16 فبراير 2014
https://www.youtube.com/watch?v=56DW46jKVAI
كلمة السيد حسن نصر الله في ذكرى استشهاد القادة الشهداء 16 02 2014
الامين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر اللهالامين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله حذر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من الحرب الدائرة في سوريا ودعا الى وقفها، حقنا للدماء ونبذا للفتنة وخدمة للقضية الفلسطينية. وحذر السيد نصر الله من خطر التكفيريين، وقال ان من حق لبنان ان يقلق كما يقلق العالم باسره من هذه الجماعات مؤكدا حتمية الانتصار عليهم. وفي كلمته مساء اليوم الاحد في ذكرى الشهداء القادة، أشار السيد نصر الله إلى الخطر الإسرائيلي الذي يهدد المنطقة برمتها، مؤكدا أنه "لولا المقاومة لبقيت إسرائيل في لبنان ولتأكد الجميع انها تريد الهيمنة والسيطرة ولا تريد خيرا للبلد ولطوائفه".
امريكا و"اسرائيل" تسعيان الى تصفية القضية الفلسطينية
وأضاف السيد نصر الله بالقول؛ "لولا انطلاق المقاومة والصراع الدامي الذي دخله اللبنانيون المقامون مع الاحتلال لما خرجت اسرائيل الى الشريط الحدودي"، مشيرا إلى أن الادارة الاميركية تسعى مع الادارة الصهيونية الى تصفية القضية الفلسطينية لأن كل دولة مشغولة بحالها.
العدو لا يخيفنا ولايمكن ان يمس بعزمنا
وقال السيد نصر الله؛ إن "الاسرائيلي يعتبر الوضع فرصة له للهجوم على المقاومة في لبنان والضغط عليها وقد يتم استغلال بعض الفرص لبعض الاعمال العدوانية، مؤكدا أنه "اليوم في ذكرى الشهداء القادة أقول إن العدو يعرف أنه لا يخيفنا ولا يمكنه ان يمسّ بعزمنا، ويعرف ان المقاومة تحافظ على جهوزية عالية في كل وقت".
الارهاب التكفيري موجود في كل المنطقة
وفي جانب آخر من حديثه أشار نصر الله، إلى أن "ما يجري في سوريا من قتال بين داعش وجبهة النصرة مشهد يجب التأمل فيه.. المرصد السوري يتحدث عن اكثر من 2000 قتيل وعشرات العمليات الانتحارية ضد بعضهم وسيارات مفخخة ارسلوها الى بلدات بكاملها ولم يرحموا احدا"، مؤكدا أن "الارهاب التكفيري موجود في كل منطقة ويتشكل من مجموعات مسلحة في كل دول المنطقة وهذه التيارات تنتهج منطقا الغائيا اقصائيا".
وأضاف السيد نصر الله "في الجزائر الجماعات المسلحة فيها ماذا فعلت في الشعب وقتل امراء بعضها البعض؟"، "لنرى تجربة افغانستان، الفصائل الافغانية قاتلت اقوى جيش هو السوفياتي، ثم عند خروجه فبعض الجماعات التي تحمل الفكر التكفيري دخلت في صراع فيما بينها وما قتلته من بعضها لم يفعله الجيش السوفياتي".
لبنان هو هدف للجماعات التكفيرية
السيد حسن نصر الله شدد على أن لبنان هو هدف للجماعات التكفيرية وجزء من مشروعها، وعلى أن هذه الجماعات كانت ستأتي إلى لبنان، واعتبر أن عقيديتهم هي من دعتهم للمجيء الى لبنان.
وحول تدخل حزب الله في سوريا، قال الأمين العام لحزب الله "جرى نقاش في لبنان على ضوء التفجيرات والعمليات الانتحارية، البعض قال ما كانت هذه الاعمال لتكون لولا تدخل حزب الله في سوريا، ومن يومها مشوا في هذا المنطق التبريري للعمليات وهذا المنطق سيبقى ولو اصبحنا في حكومة واحدة"، وهنا تساءل الأمين العام "قبل ان نذهب الى سوريا الم يكن في لبنان حرب فرضها هؤلاء في الشمال وبعض المخيمات واستهدفوا بسيارات مفخخة مناطق مسيحيين والجيش؟، هذه الامور قبل الاحداث في سوريا".
غالبية داعمي وممولي الارهابيين بداوا يكشفون عن خوفهم وقلقهم
ولفت إلى "المعطيات الجديدة نجد ان اغلبية الدول التي مولت وسهّلت وشجعت واوصلت المقاتلين الاجانب الى سوريا، بدأت تتحدث عن خوفها ورعبها من المخاطر الامنية التي يشكلها انتصار هؤلاء في سوريا وعودتهم الى الدول وما سيشكلون خطرا على هذه الدول"، مشيراً إلى أن عدداً من الدول اصدرت قوانين تحظر على ابنائها السفر الى سوريا للمشاركة في القتال مثلا تونس.
ماذا فعلت الحكومة اللبنانية حيال سوريا سوى دس الراس في التراب
وسأل اللبنانيين "لماذا يحق لكل دول العالم والسعودية وتونس وغيرها ان تقلق من وجود شبابها في هذه الجماعات المسلحة في سوريا ولا يحق لنا كلبنانيين ونحن جيران سوريا واكلنا وحياتنا ومصيرنا مرتبط بما يجري في سوريا، لماذا لا يحق لنا اتخاذ اجراءات وحرب استباقية وسموها ما تريدون؟ ماذا فعلت الحكومة اللبنانية سوى النأي بالنفس أي دس الرأس في التراب".
وتابع السيد حسن "اسأل المسيحيين قبل المسلمين ترون ما يجري في سوريا اين كنائسكم وراهباتكم ومطارنتكم؟ اذا تسنت لهذه الجماعات السيطرة على كل المناطق الحدودية، اسأل البعض ماذا فعلتم حتى الآن؟"، "اسأل المسلمين ايضا اليس وضعهم نفس الشيء؟ وما هو وضع الدروز في السويداء؟ اذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة هل سيكون هناك مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل سيكون هناك مستقبل للتوجهات غير هذا التوجه في لبنان؟".
الخطر التكفيري يهدد جميع اللبنانيين من دون تمييز
وأكد أن الخطر التكفيري يتهدد اللبنانيين جميعا، ولذلك في مواجهة هذا الخطر وهذه المعركة المفتوحة منذ سنوات في اكثر من بلد عربي وذهب ضحيتها عشرات الالاف بل مئات الالاف، نحن معنيون بالمواجهة.
الانتصار على التكفيريين مسالة وقت
وهنا ودعا الناس إلى أن يكون لديهم الناس قناعة "اننا بهذه المعركة سننتصر والمسألة مسألة وقت وما تحتاجه المعركة من عقول وامكانات واستعداد على المستوى الرسمي والمقاومة والشعبي هو موجود لكن المسألة تحتاج الى وقت، هذه المعركة مصيرية وافقها افق انتصار".
لن يبدر منا اي رد فعل يخدم الفتنة الطائفية وهؤلاء التكفيريين
واكد ضرورة العمل على منع تحقيق أي من اهداف العمل التكفيري"ومن اهدافهم القتال الطائفي، الآن خطابهم في سوريا ولبنان كله طائفي وهم يريدون فتنة، ويريدون ان نندفع كشيعة عندما تفجر نساؤنا واطفالنا برد فعل وهذا لم يحصل ولن يحصل، اي رد فعل يخدم الرد الطائفي يخدم هؤلاء التكفيريين، والحفاظ على دماء شهدائنا بالصبر والتحمل وعدم الاندفاع الى اي فتنة"، مشيداً بالجيش اللبناني ومخابراته وانجازاتهم وخصوصا الانجازات الاخيرة.
وحول تشكيل الحكومة اللبنانية، رفض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التسمية بأنها حكومة جامعة، كونها لا تضم جهات وازنة على الساحة اللبنانية، كانت ممثلة في الحكومة السابقة، واعتبر أنها حكومة "مصلحة وطنية" وقال إنها حكومة تسوية.
وشدد السيد نصر الله أن الحزب في خطابه كان دائما يتحدث عن الشراكة، ولم يقل في يوم من الأيام انه يرفض تشكيل حكومة يشارك فيها تيار المستقبل او القوات او احد من 14 آذار، "لم نقل يوما اننا نرفض ان يتمثل هؤلاء بالحكومة، لم نقل يوما اننا لا نجلس على طاولة الحكومة او الحوار مع 14 آذار بل كنا دائما نقول اننا نريد حكومة وحدة وطنية واننا نريد الحوار ولكن هذا لا يعني ان يفرض احد رأيه على الاخر".
من عطل تشكيل الحكومة هو من كان يرفض تشكيل حكومة سياسية
وأكد أن من عطل تشكيل الحكومة لـ 10 أشهر "ليس الحقائب او المداورة بل من كان يرفض تشكيل حكومة سياسية ودعا الى تشكيل حكومة حيادية ودعا الى عزل حزب الله من اي حكومة سياسية".
وأعلن الأمين العام لحزب الله أن من فتح باب هذا الانجاز الوطني هو حركة أمل وحزب الله، وقال "نحن وضعنا قوي ولسنا ضعاف، وظرفنا السياسي الداخلي والاقليمي والدولي افضل من أي وقت بالسنين الثلاث التي مضت، ولكن الوقت ضيق بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، كما ان تشكيل حكومة حيادية سيؤدي الى مشكل، وبالتشاور بين حزب الله وأمل تنازلنا عن احد الوزراء الشيعة والضمانات التي نرجوها يمكن الحصول عليها بشكل آخر، ونحن من فتحنا الباب وقوبلنا في لحظة اقليمية ودولية بالقبول وهذا شيء يجب ان يكون مدعاة للايجابية، المشكلة الاساسية حلت وبقيت المداورة".
وأعلن السيد نصر الله أن الحزب ذاهب إلى الحكومة ليس بنية عداوات او خصومات، وأمل بالذهاب إلى حكومة تلاقي وتفاهم وحوار ونقل المشكلة من الشارع وتخفيف حدة الخطاب السياسي والاعلامي في البلد، وأكد أن هذا الأمر من مصلحة الجميع.
اولوية الحكومة استحقاقاتها الدستورية
وقال إن "الحكومة كما اعلن رئيسها ان اولوياتها تحقيق الاستحقاقات الدستورية واهمها الاستحقاق الرئاسي ويجب ان نتعاون جميعا لاجرائه وهذا التشكيل يجب ان يدفع الجميع للذهاب وانتخاب رئيس وهذا يشجع ان لا يذهب احد الى الفراغ بالاستحقاق الرئاسي، ثم نأمل على الحكومة التصدي لكل انواع الارهاب ويكون هذا الملف جديا وحقيقيا، ومعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية".
اذا اردتم منع الفتنة بالمنطقة اوقفوا الحرب على سوريا
وتوجه السيد نصر الله إلى الشرفاء في منطقتنا بالقول "اذا اردتم ان تضييع الفرص على اسرائيل وتمنعوا ذهاب المنطقة الى فتنة اوقفوا الحرب على سوريا واخرجوا المقاتلين من سوريا، وبالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سوريا، ويجب جميعا وقف الحرب على سوريا حفاظا على لبنان وفلسطين وسوريا والامة".
كما وجه السيد نصر الله تحية كبيرة "تحية اجلال وتقدير للشعب البحريني المظلوم بعد 3 سنوات من انطلاق حركته السلمية الراقية ومواصلته لهذه الحركة رغم القمع والتشويه والاعتقالات من قبل حكومة مفروضة عليه".
وفيما يلي النص الكامل لكلمة السيد نصر الله:
النص الكامل لكلمة سماحة السيد حسن نصر الله عبر قناة المنار بمناسبة ذكرى الشهداء القادة مساء الأحد 16-2-2014
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبيّنا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
إنني في البداية أتوجه بالتحية إلى أرواح القادة الشهداء، إلى أساتذتنا وقادتنا وحملة الراية الأوائل وأصحاب الإنجازات والانتصارات، إلى سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموساوي، إلى شيخ شهدائها الشيخ راغب حرب، إلى القائد الشهيد الحاج عماد مغنية... وكذلك إلى جميع الشهداء، شهداء الجيش والقوى الأمنية، شهداء الشعب، شهداء المقاومة بكل فصائلها، الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والعرب الذين روت دماؤهم أرض لبنان، فكانت لنا كل هذه الانتصارات.
أتوجه بالتحية إلى عوائل الشهداء القادة، إلى عوائل جميع الشهداء، وإلى الشهداء وعوائلهم الذين يتقدمون أيضا وما زالوا في كل ساحة وفي كل موقع وفي كل جبهة وعند كل واجب جهادي يدافعون فيه عن بلدهم وشعبهم وأمنهم وكرامتهم وسيادة وطنهم ومقدساتهم وقضايا أمتهم.
أتوجه بالتحية إلى شهداء التفجيرات الأخيرة التي ضربت في أكثر من منطقة لبنانية، إلى الشهداء الأطفال والنساء والشيوخ والرجال والكبار والصغار وإلى عائلاتهم الشريفة، وأواسيهم وأعزيهم وأدعوهم إلى الصبر والتحمّل، إلى الجرحى أتوجه بالدعاء لهم بالشفاء العاجل، وإلى كل الصابرين المحتسبين الصامدين الثابتين المقاومين، دفاعاً عن كرامتهم وعن عزتهم ومستقبلهم، أصحاب البصيرة والرؤية الصحيحة والوعي الواسع والاستعداد العالي للتضحية والفداء كما كانوا طوال التاريخ وكما كانوا طوال عقود.
أيها الإخوة والأخوات: سأحتاج إلى مزيد من الوقت للحديث، لأنه لدينا العديد من الموضوعات في هذه المناسبة، خصوصاً أنه مرّ مدة ولم أتحدث. حديثي سيتناول ثلاثة عناوين أساسية:
أولاً: العنوان الإسرائيلي، وما له صلة بالمقاومة والشهداء القادة والتحديات الحالية، ولن أتحدث عن التاريخ بقدر ما سأطل على الحاضر.
والمقطع الثاني له علاقة بالمواجهة القائمة حالياً في لبنان وسورية والمنطقة والخطر القائم وبالتالي ما يتصل به أيضا من تحديات أمنية وسياسية وما شاكل.
وفي المقطع الثالث سأتحدث قليلاً عن الحكومة الجديدة وإذا بقي وقت إن شاء الله يكون هناك كلمة أخيرة.
في ذكرى الشهداء القادة أبدأ أولاً من بديهية باتت منسية للأسف عند كثير من الناس هي إسرائيل. عندما نتحدث عن الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد وشهداء المقاومة يجب أن نتحدث عن المشروع الذي قاتلوه وواجهوه، عن العدو، وبالتالي عن إسرائيل، عن خطرها وأطماعها وتهديداتها، خطرها على جميع الدول في المنطقة وعلى جميع شعوب المنطقة العربية والإسلامية.
وأيضا نتحدث عن استفادتها القصوى من الفرص القائمة حالياً والمستجدة لها في وضع المنطقة وبمساعدة ودعم كاملين من الإدارة الأمريكية.
طبعا أنا سأقتصر بالكلام عن المخاطر على فلسطين وعلى لبنان لأن الوقت لا يتسع لأتحدث عن مخاطر المشروع الصهيوني على كل المنطقة، وتحدثنا به كثيراً ولكن فيما يتعلق بفلسطين وفيما يتعلق بلبنان نحن بحاجة إلى بعض التذكير.
هل يجب التذكير بالخطر الإسرائيلي على فلسطين كأرض، كوجود، كتاريخ، ككيان، كمستقبل، على المقدسات الإسلامية والمسيحية، على الشعب الفلسطيني داخل فلسطين، على الشعب الفلسطيني اللاجئ في الشتات. هذه بديهيات يتحدث الناس عنها لعشرات السنين، لكنها اليوم غائبة.
اليوم ينشغل أهل كل بلد ببلدهم، بل أن بعض هذه البلدان تخوض الآن مواجهات دامية ومعارك عسكرية حادة. للأسف الشديد وصلنا إلى مرحلة لا أحد يريد أن يتكلم عن فلسطين ولا أحد يريد أن يتكلم عن العدو، عن إسرائيل.
أنا أتوقع من بعض الناس أن يقولوا: "يا سيد أنت وين والعالم وين؟ وشو قاعد تحكينا؟" هذا تعبير عن الحال الذي وصلنا إليه وهذا بالتحديد ما أرادت أمريكا وإسرائيل أن تصل إليه شعوب المنطقة وحكوماتها ودولها بعد كل الانتصارات والانجازات التي حققها محور المقاومة من فلسطين إلى لبنان إلى سورية إلى إيران.
المطلوب أن نرجع أن ننسى، المطلوب أن تخرج فلسطين والصراع مع العدو الإسرائيلي ليس من دائرة الأولويات، الأميركان وإسرائيل الآن لا يريدون أن تكون فلسطين والصراع مع العدو بالاولويات ولو محلها تحت، وأن تخرج من دائرة الاهتمام أصل الاهتمام، بل أن تخرج من العقل ومن القلب ومن العاطفة، أن نصل إلى مرحلة أنك عندما تقول فلسطين – الليلة أريد أن أحكي كثيراً من الأمور بصراحة – سيقول لك الناس "حلّ عنا انت وفلسطين تبعك"، هذا ما يريدون أن تصل إليه شعوب العالم العربي والإسلامي: لبنان، سوريا، ومصر والعراق والأردن وكل الدول. مطلوب أن نصل إلى موقع، حتى على مستوى القلب والعاطفة، تصبح فيه فلسطين في كرة ارضية أخرى، في قارة أرضية أخرى، في عالم آخر، وحتى في العاطفة والمشاعر، هذا (بين هلالين) تترتب عليه أيضاً مسؤولية فلسطينية. يمكن اذا بقي وقت احكي عنها في سياق الكلام.
يجب الاعتراف أنهم نجحوا في هذا الأمر إلى درجة كبيرة، ولكن لم يفت الأوان بعد للتدارك، ما زال هناك وقت متاح وفرصة عمل متاحة واتخاذ خيارات ما زال متاحاً لتدارك هذا الأمر، ما الذي يفسر لنا ولكم جميعاً هذا الاهتمام الأميركي الاستثنائي والضغط الخاص من وزير الخارجية الاميركية جون كيري أنه الآن، خلال أشهر قليلة يريد تحقيق تسوية نهائية للموضوع الفلسطيني. لماذا الآن؟
هذا سؤال مطروح أم لا؟
أن يخرج بعض المسؤولين الاسرائيليين ليهاجموا جون كيري فهذه سخافات معتادون عليها ليتبين أنه وسيط نزيه وأنه يُهاجم من كل الأطراف. الآن الإدارة الأميركية تسعى مع الإدارة الصهيونية إلى تصفية القضية الفلسطينية. الآن وقتها لماذا الآن وقتها؟ ببساطة لأنه لا يوجد عالم عربي نهائياً. قبل الآن كان هناك بعض عالم عربي، هناك أحد يستطيع أن يقول عندنا مبادرة السلام العربية وعندنا شروط، عندنا ضوابط وقيود. الآن ليس هناك عالم عربي، ليس هناك عالم اسلامي، لأن كل دولة "مشغولة في حالها، ما حدا فاضي" لفلسطين أبدا، و"لا حدا فاضي" أن يضغط على أميركا لمصلحة الفلسطينيين ولا يضغط على الاسرائيليين.
بالعكس الآن الواقع في العالم العربي يضغط على الفلسطينيين أنفسهم، لأن كل واحد صار يريد أن يحل مشكلته في بلده على حساب القضية الفلسطينية ويريد أن يقدم تنازلات في القضية الفلسطينية للأميركيين لمصلحة الحفاظ على نظام الحكم أو سدة الحكم أو الوصول إلى الحكم في هذا البلد أو ذلك. للأسف الشديد، حتى الشعوب هي في عالم آخر، للأسف الشديد الفلسطينيين أنفسهم وضعهم صعب، انقساماتهم، ظروفهم، حكومة رام الله، حكومة غزة، يتعرض الفلسطينيون لشتى أنواع الضغوط الدولية والعربية والميدانية من قتل وسجن وحصار. هذا الواقع، هذه التحديات، إسرائيل تعتبرها فرصة، هذه حقيقة. إسرائيل تتحدث مع الأميركيين أن هذه فرصة لتصفية القضية الفلسطينية، يريدون استغلال هذه الفرصة وفرض الشروط على الفلسطينيين للوصول إلى التسوية التي تناسب المصالح الأميركية والإسرائيلية، "ما عم اقرا عزا لأنه يمكن التدارك".
يجب التذكير في الإطار الوطني اللبناني أن إسرائيل عدو، للذين نسوا في لبنان، وأن إسرائيل خطر على لبنان، على كل شيء في لبنان، على أرضه وشعبه ومياهه ونفطه وأمنه وسيادته، وهذا الفهم يجب أن ننتبه له جميعاً. نعم، في الماضي، وما زال (الأمر الآن) كانت المشكلة دائماً في لبنان هي تشخيص هذا الخطر، تسخيف هذا العدو، فهم هذا المشروع .
في العقود الماضية كان الإمام السيد موسى الصدر، أعاده الله ورفيقيه، وقيادات دينية وسياسية ووطنية من كل الطوائف، منذ الخمسينيات وما بعد إلى اليوم، كان لهم صوت مرتفع في التنبيه والتحذير والدعوة إلى الاستعداد والتجهّز للمقاومة والممانعة ومواجهة الأخطار والتهديدات الاسرائيلية. هذه المهمة، بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 كان للشيخ راغب حرب، كان للسيد عباس، كان لكل إخوانهم في مختلف الحركات والفصائل أيضاً أصوات مرتفعة ودعوات صارخة لإيقاظ الناس وتحمّل المسؤولية والدعوة للمقاومة والقول للناس جميعاً ـ ولبنان كان في حرب أهلية، في فتنة، في صراع داخلي ـ أن هذا هو العدو الذي يجب أن تتوجه اليه العقول والقلوب والسواعد والبنادق.
للأسف الشديد، انا لا أتحدث في التاريخ فقط، لاننا نعيش نفس الوضع لكن بعنوان آخر. للأسف الشديد، في ذلك الوقت اعتبر كثير من الناس أن مشكلة إسرائيل في اجتياح 82 ليست مع لبنان ولا مع اللبنانيين. إسرائيل ليست لها مشكلة معنا، إسرائيل في 82 - هناك ناس كانوا يعتقدوا ذلك- إسرائيل في 82 مشكلتها هي مع الفلسطينيين، مع منظمة التحرير الفلسطينية، مع المقاومة الفلسطينية، وهي اجتاحت لبنان من أجل إخراج الفلسطينيين من لبنان، وإلا فالاسرائيليون ليس لهم أطماع في لبنان ولا يريدون أن يحتلوا ويبنوا مستعمرات، وليسوا طامعين في مياهنا، ولايريدون الدخول في قرارنا السياسي وسيادتنا ودولتنا. أبداً، الجماعة نظر إليهم البعض كمنقذ، أليس كذلك؟ وأنه لا مشكلة، نحن الاسرائيلي بالنسبة لنا كلبنانيين لا يشكل خطراً ولا يشكل تهديداً.
هذا الكلام يجب أن يُقال لان أجيال الشباب الحالية اليوم في لبنان والعالم العربي لم يعايشوا تلك الفترة.
حسناً، ماذا حصل لاحقاً؟ خرجت منظمة التحرير، خرجت فصائل المقاومة الفلسطينية من لبنان وارتكبت أبشع المجازر بحق بعض المخيمات الفلسطينية كصبرا وشاتيلا، ولكن بقيت اسرائيل في لبنان. بقي الجيش الاسرائيلي يحتل الأرض، وأراد أن يفرض هيمنة وخيارات سياسية واتفاقات سياسية على لبنان، يقتل، يعتقل، بنى معتقلات وزج بها الآلاف من الشباب اللبناني والفلسطيني من أبناء المخيمات، وكان يتحضر ـ لو استقر له الأمر ـ لبناء مستعمرات في جنوب لبنان. هذا ما قالوه فيما بعد.
حسناً، لولا انطلاق المقاومة ـ بكل فصائلها وتلويناتها ـ والصراع الدامي الذي دخله اللبنانيون المقاومون مع قوات الاحتلال، كلنا يعرف، لَمَا خرجت اسرائيل من بيروت ومن الجبل ومن صيدا وصور والنبطية وبنت جبيل وخرجت إلى الشريط الحدودي، وفي تلك المرحلة لم تكن المقاومة تشكل تهديداً استرتيجياً ولا تهديداً وجودياً على كيان العدو أبداً، لماذا كانوا بحاجة للبقاء في الشريط الحدودي؟ طمعاً بالبقاء وبالاحتلال وبتكريس أمر واقع لولا استمرار المقاومة بعد عام 1985.
إذا لولا المقاومة لبقيت إسرائيل في لبنان ولتأكد الواهمون أنها عدو وأن لديها أطماع وأحلام وأنها تريد الهيمنة والسيطرة ولا تريد بهذا البلد وبشعبه ـ ولا بأي طائفة من طوئفه ولا منطقة من مناطقه ـ خيراً على الاطلاق.
ودائماً اللبنانيون يجب أن يستحضروا التجارب، المسيحيون، الموارنة، الدروز، الشيعة، السنة، الكل كل واحد له تجربة مع الإسرائيلي في الجبل وبيروت وشرق صيدا، وصيدا، والشريط الحدودي وآخرها جيش انطوان لحد. هذه التجارب يجب أن تبقى حاضرة. الآن الاسرائيلي ما زال هو العدو وما زال هو الخطر وما زال هو المشروع وما زال هو التهديد الذي يجب الانتباه إليه.
حسناً، إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية أيضاً ـ في الدائرة اللبنانية ـ حاولت أن تستفيد من الفرص لتشنّ حرباً نفسية قاسية على المقاومة وعلى بيئة المقاومة، ولذلك سمعنا خلال الأسابيع القليلة الماضية تهديداً ووعيداً، وأننا نقصف وندمّر ونمسح ونمحي. طبعاً هناك الكثيرون في لبنان لم يستمعوا إلى هذه التهديدات لأنها خارج دائرة اهتمامهم، لكن الإسرائيلي اعتبر أن هذه فرصة له، الانقسام الحاد في لبنان، القتال والمعارك في سوريا، وهذه فرصة لأن يهجم على المقاومة في لبنان، يستفرد بالمقاومة في لبنان، ويضغط عليها نفسياً، وقد يتم استغلال بعض الفرص ببعض الأعمال العدوانية من هنا أو من هناك. هذا يلجأ إليه الاسرائلي ولكن لا شك ان الاسرائيلي لا زالت عينه على أرضنا، على مياهنا، على نفطنا، وما زال ينظر ـ كما حصل في المؤتمرات الاخيرة في الكيان التي خطب فيها رئيس حكومة العدو ورؤساء أركان ورؤساء مخابرات سابقين ـ ما زالوا ينظرون إلى حزب الله على أنه الخطر الأكبر في المنطقة، طبعاً ليس بمعزل عن سوريا وإيران، ولكن بالمباشر، ما زالوا يعتبرون المقاومة هي التي تشكل الخطر على مصالحهم وعلى أطماعهم وعلى طموحاتهم وعلى مشاريعهم.
بالتأكيد، اليوم، في ذكرى الشهداء القادة أود أن أقول للعدو والصديق أن العدو يعرف أنه لا يخيفنا وأنه لا يستطيع المس بإرادتنا ولا بوعينا ولا بعزمنا بعد كل هذه التجارب الطويلة بيننا وبينه والانجازات الكبيرة وما ألحقته المقاومة بهذا العدو من هزائم، وهو يعرف أيضاً أن المقاومة تحافظ على جهوزية عالية في كل وقت وحتى في هذا الوقت بالرغم من كل ما يجري في لبنان وسوريا، وأن العدو يعلم أن كل ما يخشاه من قوة المقاومة وإمكانياتها هو قائم وجاهز ويتطور أيضاً، وأن المقاومة ـ وإن كان يسقط لها شهداء في سوريا تعتز بهم إلا أنها ـ تزداد خبرة ومعرفة وقدرة وكفاءة على مواجهات أكبر واستحقاقات أهم من كل ما واجهته من تجارب سابقاً في مواجهة العدو.
مع لبنان، من يجب أن يقلق هو العدو الاسرائيلي وحكومة العدو الاسرائيلي. شعب الكيان العدو هو الذي يجب عليه أن يقلق، وكما كان يحسب دائماً لهذه المقاومة ولرجالها، لمقدراتها، لإمكاناتها، لبيئتها، لشعبها مليون حساب، اليوم أيضاً يجب أن يبقى في هذه الحالة وأن لا يتوهم أو يرتكب أي حسابات خاطئة من خلال قراءته للأوضاع اللبنانية والإقليمية.
اليوم مجدداً أنا أدعو اللبنانيين جميعا للتنبه إلى ما تمثّله إسرائيل من تهديد ومخاطر على كل شيء في لبنان وأن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية على كل صعيد.
نحن في السابق، أنا في احتفال النصر الالهي في 22ايلول عام ألفين وستة من جملة ما قلت في ذلك الخطاب، نحن نتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح لدينا فيه دولة قوية قادرة أن تدافع عن لبنان، أن تحمي لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي حتى نرتاح نحن ونذهب إلى بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا وحقولنا.
اليوم في ذكرى الشهداء القادة، الذي تكلمنا عنه في العام ألفين وستة نعيده اليوم أيضاً، نحن ندعو ونتمنى أن ياتي اليوم الذي يصبح فيه الجيش اللبناني، هذه المؤسسة الوطنية هو القوة الوحيدة القادرة على حماية لبنان، والقوة الوحيدة التي تتحمل مسؤولية الدفاع عن لبنان، ونذهب نحن فيه إلى بيوتنا ومدارسنا وحوزاتنا وجامعاتنا وحقولنا، وهذا هو التحدي الحقيقي. نحن مع كل ما يقوي هذا الجيش عدةً وعتاداً وعديداً وامكاناتٍ وسلاحاً نوعياً وسلاحاً متطوراً قادراً على حماية لبنان في مواجهة التحديات الاسرائيلية.
على كل حال التجارب والأيام هي التي ستثبت أنه هل هناك في العالم، في مكان ما من العالم، إرادة بأن يقدم إلى الجيش اللبناني سلاح من هذا النوع أو لا، لو حصلت هذه الإرادة وحصل هذا الدعم سنكون شاكرين لكل من يعطي للبنان عنصراً من عناصر القوة. نحن همّنا وغمّنا، في ذكرى الشهداء القادة وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً، كان أن يُدافع عن لبنان، عن شعبه، عن كرامته، عن سيادته، عن عزته، عن مقدراته وخيراته، لا أن يُترك لمصيره. في الماضي تُرك لبنان لمصيره واليوم ما زال متروكاً لمصيره. نحن نأمل أن تتحقق إرادة وطنية جامعة لأن يكون لدينا دولة حقيقة تفكر بكل شبر من الأراضي اللبنانية، بكل لبناني، بكل منطقة لبنانية وبمصير كل لبنان وتبني جيشاً قوياً ومقدرات وطنية كبيرة لمواجهة هذه الأخطار.
أنتقل إلى المقطع الثاني، أو العنوان الثاني.
لكن بالربط بين العنوانين، هناك أمر آخر في العنوان الأول يجب أن أشير إليه ويساعد على فهم المواجهة في المرحلة الحالية.
أيضاً للتذكير، أتمنى على أجيالنا الجديدة أن تسأل أيضاً عن هذا الموضوع. منذ العام 1982 وحتى 2000 وفي 2006 كان دائما في لبنان أناس يحمّلون المقاومة مسؤولية كل ما كان يقوم به العدو من إعتداءات. أي أن الإسرائيلي يقصف الضيع (القرى)، قبل الانسحاب إلى الشريط الحدودي، عندما تحصل عمليات على الجيش الإسرائيلي - قوات الإحتلال، يأتي الإسرائيلي فيعتقل شباباً على الحواجز، يحاصر ضيعاً، يداهم ضيعاً، يهدم بيوتاً، يعتقل الناس، يقتل الناس. بعد ذلك عندما انسحب إلى الشريط الحدودي، كان يقصف الضيع - من دون تمييز - على المدن ويسقط شهداء وجرحى، دائما كان هناك أناس في لبنان
يقولون إن الذي يتحمل المسؤولية هو المقاومة، لماذا تقومون بتنفيذ عمليات على الإسرائيلي؟ لماذا تهاجمون مواقع الإسرائيلي؟ لماذا تنفذون عمليات استشهادية في بيروت ضد الاسرائيلي أو في الجبل أو في صيدا أو في صور أو في الأماكن الأخرى؟ اتركوا الاسرائيلي فلا يفعل شيئاً. حتى بعض الناس، إلى 2000 لم يستخدم يوماً كلمة شهيد عن شهداء المقاومة - لا أريد أن أفتح الماضي لكن أريد أن آخذ عبرة - ولم يكن يتحدث عن مقاومة وعدو، وإنما كان يتحدث عن حلقة عنف، دائرة عنف، قتال، ويسلخ عنه صفة الوطنية وصفة المقاومة وصفة القضية الشريفة.
حسناً، يومها لو أصغينا إلى هذا المنطق، حتى وصل إلى أن أصبح له تنظير سياسي وبات هناك حديث عن سياسة سحب الذرائع، فكيف نحمي لبنان بسياسة سحب الذرائع؟ نسحب الذرائع ويبقى لبنان تحت الإحتلال، هذه كانت النتيجة. لو أصغينا إلى هذا المنطق لكانت إسرائيل ما زالت في بيروت والجبل، وكانت ستكمل على الشمال، على طرابلس وعلى بعلبك الهرمل، ولكانت تقيم مستعمرات ولكانت هي التي تعين الحكومة وهي التي تدير البلد وتفرض خياراتها السياسية وتنهب مياهنا التي نحن اللبنانيين "ما عم نعرف" كيف نستفيد منها، لكن هم كانوا سحبوها على فلسطين المحتلة، وبعد ذلك إذا تبين أنه يوجد نفط لن نتقاتل على وزارة النفط، كان كل شيء عند الإسرائيلي.
لو أصغينا إلى هذا المنطق الذي كان يعتبر أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي من اعتداءات على اللبنانيين وقراهم وبلداتهم وبيوتهم ورجالهم ونسائهم هو مجرد رد فعل طبيعي، منطقي، مبرر للعدو الإسرائيلي لأنه أنتم المقاومة تقومون بعمليات ضده. ألم يكن هذا موجوداً في لبنان، وعمل له أدبيات، وعمل له إعلام، وعمل له تنظير سياسي وثقافي وفكري؟ ولكن هذه المقاومة وأهل هذه المقاومة وكثير من اللبنانيين وجزء كبير من الشعب اللبناني، لم ينضغطوا بهذا المنطق ولم يصغوا إليه وواصلوا الطريق، واصلوا العمل، وبالتضحيات وبالشهداء وبالجراح وبالأسر وبالسجون وبالتحمل وبالتهجير ومرة واثنتين وثلاث وأربع وخمس إلى أن صنعوا هذا التحرير الذي نحتفل به في كل عام وينعم به كل اللبنانيين، من دفع الثمن ومن لم يدفع الثمن.
حسناً، هذه لنتركها بالذهن حتى نعود ونتكلم عن الخطر الثاني لأن هذا أيضاً موجود في المواجهة.
يأتي الخطر الثاني والتهديد الثاني الذي أيضاً طالما تحدثنا عنه خلال الفترة الماضية، الذي يهدد كل دول المنطقة، مثلما إسرائيل خطر تهدد كل دول وحكومات وشعوب المنطقة، اليوم هذا الخطر يهدد كل دول وشعوب المنطقة وهو خطر الإرهاب التكفيري.
في صراحة، التكفير بحد ذاته وحده لا يشكل خطراً كبيراً، الآن شخص قال لي أنت كافر، "يصطفل"، أنا لا أطلب منه شهادة أن يقول لي إذا أنا كافر أو مؤمن، يكفّر الذي يريده، هذا شأنه، يعني إذا كان الأمر في الدائرة الفكرية القانونية، "يصطفل"، في النهاية بالدنيا ما طالبين شهادة منه، لا أحد طالب شهادة من أحد، لا نحن ولا غيرنا، وفي الآخرة مفتاح الجنة ليس بيده حتى يدخل الذي يريد ويخرج الذي يريد، مفتاح الجنة معروف أين.
https://www.youtube.com/watch?v=56DW46jKVAI
كلمة السيد حسن نصر الله في ذكرى استشهاد القادة الشهداء 16 02 2014
الامين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر اللهالامين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله حذر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من الحرب الدائرة في سوريا ودعا الى وقفها، حقنا للدماء ونبذا للفتنة وخدمة للقضية الفلسطينية. وحذر السيد نصر الله من خطر التكفيريين، وقال ان من حق لبنان ان يقلق كما يقلق العالم باسره من هذه الجماعات مؤكدا حتمية الانتصار عليهم. وفي كلمته مساء اليوم الاحد في ذكرى الشهداء القادة، أشار السيد نصر الله إلى الخطر الإسرائيلي الذي يهدد المنطقة برمتها، مؤكدا أنه "لولا المقاومة لبقيت إسرائيل في لبنان ولتأكد الجميع انها تريد الهيمنة والسيطرة ولا تريد خيرا للبلد ولطوائفه".
امريكا و"اسرائيل" تسعيان الى تصفية القضية الفلسطينية
وأضاف السيد نصر الله بالقول؛ "لولا انطلاق المقاومة والصراع الدامي الذي دخله اللبنانيون المقامون مع الاحتلال لما خرجت اسرائيل الى الشريط الحدودي"، مشيرا إلى أن الادارة الاميركية تسعى مع الادارة الصهيونية الى تصفية القضية الفلسطينية لأن كل دولة مشغولة بحالها.
العدو لا يخيفنا ولايمكن ان يمس بعزمنا
وقال السيد نصر الله؛ إن "الاسرائيلي يعتبر الوضع فرصة له للهجوم على المقاومة في لبنان والضغط عليها وقد يتم استغلال بعض الفرص لبعض الاعمال العدوانية، مؤكدا أنه "اليوم في ذكرى الشهداء القادة أقول إن العدو يعرف أنه لا يخيفنا ولا يمكنه ان يمسّ بعزمنا، ويعرف ان المقاومة تحافظ على جهوزية عالية في كل وقت".
الارهاب التكفيري موجود في كل المنطقة
وفي جانب آخر من حديثه أشار نصر الله، إلى أن "ما يجري في سوريا من قتال بين داعش وجبهة النصرة مشهد يجب التأمل فيه.. المرصد السوري يتحدث عن اكثر من 2000 قتيل وعشرات العمليات الانتحارية ضد بعضهم وسيارات مفخخة ارسلوها الى بلدات بكاملها ولم يرحموا احدا"، مؤكدا أن "الارهاب التكفيري موجود في كل منطقة ويتشكل من مجموعات مسلحة في كل دول المنطقة وهذه التيارات تنتهج منطقا الغائيا اقصائيا".
وأضاف السيد نصر الله "في الجزائر الجماعات المسلحة فيها ماذا فعلت في الشعب وقتل امراء بعضها البعض؟"، "لنرى تجربة افغانستان، الفصائل الافغانية قاتلت اقوى جيش هو السوفياتي، ثم عند خروجه فبعض الجماعات التي تحمل الفكر التكفيري دخلت في صراع فيما بينها وما قتلته من بعضها لم يفعله الجيش السوفياتي".
لبنان هو هدف للجماعات التكفيرية
السيد حسن نصر الله شدد على أن لبنان هو هدف للجماعات التكفيرية وجزء من مشروعها، وعلى أن هذه الجماعات كانت ستأتي إلى لبنان، واعتبر أن عقيديتهم هي من دعتهم للمجيء الى لبنان.
وحول تدخل حزب الله في سوريا، قال الأمين العام لحزب الله "جرى نقاش في لبنان على ضوء التفجيرات والعمليات الانتحارية، البعض قال ما كانت هذه الاعمال لتكون لولا تدخل حزب الله في سوريا، ومن يومها مشوا في هذا المنطق التبريري للعمليات وهذا المنطق سيبقى ولو اصبحنا في حكومة واحدة"، وهنا تساءل الأمين العام "قبل ان نذهب الى سوريا الم يكن في لبنان حرب فرضها هؤلاء في الشمال وبعض المخيمات واستهدفوا بسيارات مفخخة مناطق مسيحيين والجيش؟، هذه الامور قبل الاحداث في سوريا".
غالبية داعمي وممولي الارهابيين بداوا يكشفون عن خوفهم وقلقهم
ولفت إلى "المعطيات الجديدة نجد ان اغلبية الدول التي مولت وسهّلت وشجعت واوصلت المقاتلين الاجانب الى سوريا، بدأت تتحدث عن خوفها ورعبها من المخاطر الامنية التي يشكلها انتصار هؤلاء في سوريا وعودتهم الى الدول وما سيشكلون خطرا على هذه الدول"، مشيراً إلى أن عدداً من الدول اصدرت قوانين تحظر على ابنائها السفر الى سوريا للمشاركة في القتال مثلا تونس.
ماذا فعلت الحكومة اللبنانية حيال سوريا سوى دس الراس في التراب
وسأل اللبنانيين "لماذا يحق لكل دول العالم والسعودية وتونس وغيرها ان تقلق من وجود شبابها في هذه الجماعات المسلحة في سوريا ولا يحق لنا كلبنانيين ونحن جيران سوريا واكلنا وحياتنا ومصيرنا مرتبط بما يجري في سوريا، لماذا لا يحق لنا اتخاذ اجراءات وحرب استباقية وسموها ما تريدون؟ ماذا فعلت الحكومة اللبنانية سوى النأي بالنفس أي دس الرأس في التراب".
وتابع السيد حسن "اسأل المسيحيين قبل المسلمين ترون ما يجري في سوريا اين كنائسكم وراهباتكم ومطارنتكم؟ اذا تسنت لهذه الجماعات السيطرة على كل المناطق الحدودية، اسأل البعض ماذا فعلتم حتى الآن؟"، "اسأل المسلمين ايضا اليس وضعهم نفس الشيء؟ وما هو وضع الدروز في السويداء؟ اذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة هل سيكون هناك مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل سيكون هناك مستقبل للتوجهات غير هذا التوجه في لبنان؟".
الخطر التكفيري يهدد جميع اللبنانيين من دون تمييز
وأكد أن الخطر التكفيري يتهدد اللبنانيين جميعا، ولذلك في مواجهة هذا الخطر وهذه المعركة المفتوحة منذ سنوات في اكثر من بلد عربي وذهب ضحيتها عشرات الالاف بل مئات الالاف، نحن معنيون بالمواجهة.
الانتصار على التكفيريين مسالة وقت
وهنا ودعا الناس إلى أن يكون لديهم الناس قناعة "اننا بهذه المعركة سننتصر والمسألة مسألة وقت وما تحتاجه المعركة من عقول وامكانات واستعداد على المستوى الرسمي والمقاومة والشعبي هو موجود لكن المسألة تحتاج الى وقت، هذه المعركة مصيرية وافقها افق انتصار".
لن يبدر منا اي رد فعل يخدم الفتنة الطائفية وهؤلاء التكفيريين
واكد ضرورة العمل على منع تحقيق أي من اهداف العمل التكفيري"ومن اهدافهم القتال الطائفي، الآن خطابهم في سوريا ولبنان كله طائفي وهم يريدون فتنة، ويريدون ان نندفع كشيعة عندما تفجر نساؤنا واطفالنا برد فعل وهذا لم يحصل ولن يحصل، اي رد فعل يخدم الرد الطائفي يخدم هؤلاء التكفيريين، والحفاظ على دماء شهدائنا بالصبر والتحمل وعدم الاندفاع الى اي فتنة"، مشيداً بالجيش اللبناني ومخابراته وانجازاتهم وخصوصا الانجازات الاخيرة.
وحول تشكيل الحكومة اللبنانية، رفض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التسمية بأنها حكومة جامعة، كونها لا تضم جهات وازنة على الساحة اللبنانية، كانت ممثلة في الحكومة السابقة، واعتبر أنها حكومة "مصلحة وطنية" وقال إنها حكومة تسوية.
وشدد السيد نصر الله أن الحزب في خطابه كان دائما يتحدث عن الشراكة، ولم يقل في يوم من الأيام انه يرفض تشكيل حكومة يشارك فيها تيار المستقبل او القوات او احد من 14 آذار، "لم نقل يوما اننا نرفض ان يتمثل هؤلاء بالحكومة، لم نقل يوما اننا لا نجلس على طاولة الحكومة او الحوار مع 14 آذار بل كنا دائما نقول اننا نريد حكومة وحدة وطنية واننا نريد الحوار ولكن هذا لا يعني ان يفرض احد رأيه على الاخر".
من عطل تشكيل الحكومة هو من كان يرفض تشكيل حكومة سياسية
وأكد أن من عطل تشكيل الحكومة لـ 10 أشهر "ليس الحقائب او المداورة بل من كان يرفض تشكيل حكومة سياسية ودعا الى تشكيل حكومة حيادية ودعا الى عزل حزب الله من اي حكومة سياسية".
وأعلن الأمين العام لحزب الله أن من فتح باب هذا الانجاز الوطني هو حركة أمل وحزب الله، وقال "نحن وضعنا قوي ولسنا ضعاف، وظرفنا السياسي الداخلي والاقليمي والدولي افضل من أي وقت بالسنين الثلاث التي مضت، ولكن الوقت ضيق بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، كما ان تشكيل حكومة حيادية سيؤدي الى مشكل، وبالتشاور بين حزب الله وأمل تنازلنا عن احد الوزراء الشيعة والضمانات التي نرجوها يمكن الحصول عليها بشكل آخر، ونحن من فتحنا الباب وقوبلنا في لحظة اقليمية ودولية بالقبول وهذا شيء يجب ان يكون مدعاة للايجابية، المشكلة الاساسية حلت وبقيت المداورة".
وأعلن السيد نصر الله أن الحزب ذاهب إلى الحكومة ليس بنية عداوات او خصومات، وأمل بالذهاب إلى حكومة تلاقي وتفاهم وحوار ونقل المشكلة من الشارع وتخفيف حدة الخطاب السياسي والاعلامي في البلد، وأكد أن هذا الأمر من مصلحة الجميع.
اولوية الحكومة استحقاقاتها الدستورية
وقال إن "الحكومة كما اعلن رئيسها ان اولوياتها تحقيق الاستحقاقات الدستورية واهمها الاستحقاق الرئاسي ويجب ان نتعاون جميعا لاجرائه وهذا التشكيل يجب ان يدفع الجميع للذهاب وانتخاب رئيس وهذا يشجع ان لا يذهب احد الى الفراغ بالاستحقاق الرئاسي، ثم نأمل على الحكومة التصدي لكل انواع الارهاب ويكون هذا الملف جديا وحقيقيا، ومعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية".
اذا اردتم منع الفتنة بالمنطقة اوقفوا الحرب على سوريا
وتوجه السيد نصر الله إلى الشرفاء في منطقتنا بالقول "اذا اردتم ان تضييع الفرص على اسرائيل وتمنعوا ذهاب المنطقة الى فتنة اوقفوا الحرب على سوريا واخرجوا المقاتلين من سوريا، وبالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سوريا، ويجب جميعا وقف الحرب على سوريا حفاظا على لبنان وفلسطين وسوريا والامة".
كما وجه السيد نصر الله تحية كبيرة "تحية اجلال وتقدير للشعب البحريني المظلوم بعد 3 سنوات من انطلاق حركته السلمية الراقية ومواصلته لهذه الحركة رغم القمع والتشويه والاعتقالات من قبل حكومة مفروضة عليه".
وفيما يلي النص الكامل لكلمة السيد نصر الله:
النص الكامل لكلمة سماحة السيد حسن نصر الله عبر قناة المنار بمناسبة ذكرى الشهداء القادة مساء الأحد 16-2-2014
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبيّنا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
إنني في البداية أتوجه بالتحية إلى أرواح القادة الشهداء، إلى أساتذتنا وقادتنا وحملة الراية الأوائل وأصحاب الإنجازات والانتصارات، إلى سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموساوي، إلى شيخ شهدائها الشيخ راغب حرب، إلى القائد الشهيد الحاج عماد مغنية... وكذلك إلى جميع الشهداء، شهداء الجيش والقوى الأمنية، شهداء الشعب، شهداء المقاومة بكل فصائلها، الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والعرب الذين روت دماؤهم أرض لبنان، فكانت لنا كل هذه الانتصارات.
أتوجه بالتحية إلى عوائل الشهداء القادة، إلى عوائل جميع الشهداء، وإلى الشهداء وعوائلهم الذين يتقدمون أيضا وما زالوا في كل ساحة وفي كل موقع وفي كل جبهة وعند كل واجب جهادي يدافعون فيه عن بلدهم وشعبهم وأمنهم وكرامتهم وسيادة وطنهم ومقدساتهم وقضايا أمتهم.
أتوجه بالتحية إلى شهداء التفجيرات الأخيرة التي ضربت في أكثر من منطقة لبنانية، إلى الشهداء الأطفال والنساء والشيوخ والرجال والكبار والصغار وإلى عائلاتهم الشريفة، وأواسيهم وأعزيهم وأدعوهم إلى الصبر والتحمّل، إلى الجرحى أتوجه بالدعاء لهم بالشفاء العاجل، وإلى كل الصابرين المحتسبين الصامدين الثابتين المقاومين، دفاعاً عن كرامتهم وعن عزتهم ومستقبلهم، أصحاب البصيرة والرؤية الصحيحة والوعي الواسع والاستعداد العالي للتضحية والفداء كما كانوا طوال التاريخ وكما كانوا طوال عقود.
أيها الإخوة والأخوات: سأحتاج إلى مزيد من الوقت للحديث، لأنه لدينا العديد من الموضوعات في هذه المناسبة، خصوصاً أنه مرّ مدة ولم أتحدث. حديثي سيتناول ثلاثة عناوين أساسية:
أولاً: العنوان الإسرائيلي، وما له صلة بالمقاومة والشهداء القادة والتحديات الحالية، ولن أتحدث عن التاريخ بقدر ما سأطل على الحاضر.
والمقطع الثاني له علاقة بالمواجهة القائمة حالياً في لبنان وسورية والمنطقة والخطر القائم وبالتالي ما يتصل به أيضا من تحديات أمنية وسياسية وما شاكل.
وفي المقطع الثالث سأتحدث قليلاً عن الحكومة الجديدة وإذا بقي وقت إن شاء الله يكون هناك كلمة أخيرة.
في ذكرى الشهداء القادة أبدأ أولاً من بديهية باتت منسية للأسف عند كثير من الناس هي إسرائيل. عندما نتحدث عن الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد وشهداء المقاومة يجب أن نتحدث عن المشروع الذي قاتلوه وواجهوه، عن العدو، وبالتالي عن إسرائيل، عن خطرها وأطماعها وتهديداتها، خطرها على جميع الدول في المنطقة وعلى جميع شعوب المنطقة العربية والإسلامية.
وأيضا نتحدث عن استفادتها القصوى من الفرص القائمة حالياً والمستجدة لها في وضع المنطقة وبمساعدة ودعم كاملين من الإدارة الأمريكية.
طبعا أنا سأقتصر بالكلام عن المخاطر على فلسطين وعلى لبنان لأن الوقت لا يتسع لأتحدث عن مخاطر المشروع الصهيوني على كل المنطقة، وتحدثنا به كثيراً ولكن فيما يتعلق بفلسطين وفيما يتعلق بلبنان نحن بحاجة إلى بعض التذكير.
هل يجب التذكير بالخطر الإسرائيلي على فلسطين كأرض، كوجود، كتاريخ، ككيان، كمستقبل، على المقدسات الإسلامية والمسيحية، على الشعب الفلسطيني داخل فلسطين، على الشعب الفلسطيني اللاجئ في الشتات. هذه بديهيات يتحدث الناس عنها لعشرات السنين، لكنها اليوم غائبة.
اليوم ينشغل أهل كل بلد ببلدهم، بل أن بعض هذه البلدان تخوض الآن مواجهات دامية ومعارك عسكرية حادة. للأسف الشديد وصلنا إلى مرحلة لا أحد يريد أن يتكلم عن فلسطين ولا أحد يريد أن يتكلم عن العدو، عن إسرائيل.
أنا أتوقع من بعض الناس أن يقولوا: "يا سيد أنت وين والعالم وين؟ وشو قاعد تحكينا؟" هذا تعبير عن الحال الذي وصلنا إليه وهذا بالتحديد ما أرادت أمريكا وإسرائيل أن تصل إليه شعوب المنطقة وحكوماتها ودولها بعد كل الانتصارات والانجازات التي حققها محور المقاومة من فلسطين إلى لبنان إلى سورية إلى إيران.
المطلوب أن نرجع أن ننسى، المطلوب أن تخرج فلسطين والصراع مع العدو الإسرائيلي ليس من دائرة الأولويات، الأميركان وإسرائيل الآن لا يريدون أن تكون فلسطين والصراع مع العدو بالاولويات ولو محلها تحت، وأن تخرج من دائرة الاهتمام أصل الاهتمام، بل أن تخرج من العقل ومن القلب ومن العاطفة، أن نصل إلى مرحلة أنك عندما تقول فلسطين – الليلة أريد أن أحكي كثيراً من الأمور بصراحة – سيقول لك الناس "حلّ عنا انت وفلسطين تبعك"، هذا ما يريدون أن تصل إليه شعوب العالم العربي والإسلامي: لبنان، سوريا، ومصر والعراق والأردن وكل الدول. مطلوب أن نصل إلى موقع، حتى على مستوى القلب والعاطفة، تصبح فيه فلسطين في كرة ارضية أخرى، في قارة أرضية أخرى، في عالم آخر، وحتى في العاطفة والمشاعر، هذا (بين هلالين) تترتب عليه أيضاً مسؤولية فلسطينية. يمكن اذا بقي وقت احكي عنها في سياق الكلام.
يجب الاعتراف أنهم نجحوا في هذا الأمر إلى درجة كبيرة، ولكن لم يفت الأوان بعد للتدارك، ما زال هناك وقت متاح وفرصة عمل متاحة واتخاذ خيارات ما زال متاحاً لتدارك هذا الأمر، ما الذي يفسر لنا ولكم جميعاً هذا الاهتمام الأميركي الاستثنائي والضغط الخاص من وزير الخارجية الاميركية جون كيري أنه الآن، خلال أشهر قليلة يريد تحقيق تسوية نهائية للموضوع الفلسطيني. لماذا الآن؟
هذا سؤال مطروح أم لا؟
أن يخرج بعض المسؤولين الاسرائيليين ليهاجموا جون كيري فهذه سخافات معتادون عليها ليتبين أنه وسيط نزيه وأنه يُهاجم من كل الأطراف. الآن الإدارة الأميركية تسعى مع الإدارة الصهيونية إلى تصفية القضية الفلسطينية. الآن وقتها لماذا الآن وقتها؟ ببساطة لأنه لا يوجد عالم عربي نهائياً. قبل الآن كان هناك بعض عالم عربي، هناك أحد يستطيع أن يقول عندنا مبادرة السلام العربية وعندنا شروط، عندنا ضوابط وقيود. الآن ليس هناك عالم عربي، ليس هناك عالم اسلامي، لأن كل دولة "مشغولة في حالها، ما حدا فاضي" لفلسطين أبدا، و"لا حدا فاضي" أن يضغط على أميركا لمصلحة الفلسطينيين ولا يضغط على الاسرائيليين.
بالعكس الآن الواقع في العالم العربي يضغط على الفلسطينيين أنفسهم، لأن كل واحد صار يريد أن يحل مشكلته في بلده على حساب القضية الفلسطينية ويريد أن يقدم تنازلات في القضية الفلسطينية للأميركيين لمصلحة الحفاظ على نظام الحكم أو سدة الحكم أو الوصول إلى الحكم في هذا البلد أو ذلك. للأسف الشديد، حتى الشعوب هي في عالم آخر، للأسف الشديد الفلسطينيين أنفسهم وضعهم صعب، انقساماتهم، ظروفهم، حكومة رام الله، حكومة غزة، يتعرض الفلسطينيون لشتى أنواع الضغوط الدولية والعربية والميدانية من قتل وسجن وحصار. هذا الواقع، هذه التحديات، إسرائيل تعتبرها فرصة، هذه حقيقة. إسرائيل تتحدث مع الأميركيين أن هذه فرصة لتصفية القضية الفلسطينية، يريدون استغلال هذه الفرصة وفرض الشروط على الفلسطينيين للوصول إلى التسوية التي تناسب المصالح الأميركية والإسرائيلية، "ما عم اقرا عزا لأنه يمكن التدارك".
يجب التذكير في الإطار الوطني اللبناني أن إسرائيل عدو، للذين نسوا في لبنان، وأن إسرائيل خطر على لبنان، على كل شيء في لبنان، على أرضه وشعبه ومياهه ونفطه وأمنه وسيادته، وهذا الفهم يجب أن ننتبه له جميعاً. نعم، في الماضي، وما زال (الأمر الآن) كانت المشكلة دائماً في لبنان هي تشخيص هذا الخطر، تسخيف هذا العدو، فهم هذا المشروع .
في العقود الماضية كان الإمام السيد موسى الصدر، أعاده الله ورفيقيه، وقيادات دينية وسياسية ووطنية من كل الطوائف، منذ الخمسينيات وما بعد إلى اليوم، كان لهم صوت مرتفع في التنبيه والتحذير والدعوة إلى الاستعداد والتجهّز للمقاومة والممانعة ومواجهة الأخطار والتهديدات الاسرائيلية. هذه المهمة، بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 كان للشيخ راغب حرب، كان للسيد عباس، كان لكل إخوانهم في مختلف الحركات والفصائل أيضاً أصوات مرتفعة ودعوات صارخة لإيقاظ الناس وتحمّل المسؤولية والدعوة للمقاومة والقول للناس جميعاً ـ ولبنان كان في حرب أهلية، في فتنة، في صراع داخلي ـ أن هذا هو العدو الذي يجب أن تتوجه اليه العقول والقلوب والسواعد والبنادق.
للأسف الشديد، انا لا أتحدث في التاريخ فقط، لاننا نعيش نفس الوضع لكن بعنوان آخر. للأسف الشديد، في ذلك الوقت اعتبر كثير من الناس أن مشكلة إسرائيل في اجتياح 82 ليست مع لبنان ولا مع اللبنانيين. إسرائيل ليست لها مشكلة معنا، إسرائيل في 82 - هناك ناس كانوا يعتقدوا ذلك- إسرائيل في 82 مشكلتها هي مع الفلسطينيين، مع منظمة التحرير الفلسطينية، مع المقاومة الفلسطينية، وهي اجتاحت لبنان من أجل إخراج الفلسطينيين من لبنان، وإلا فالاسرائيليون ليس لهم أطماع في لبنان ولا يريدون أن يحتلوا ويبنوا مستعمرات، وليسوا طامعين في مياهنا، ولايريدون الدخول في قرارنا السياسي وسيادتنا ودولتنا. أبداً، الجماعة نظر إليهم البعض كمنقذ، أليس كذلك؟ وأنه لا مشكلة، نحن الاسرائيلي بالنسبة لنا كلبنانيين لا يشكل خطراً ولا يشكل تهديداً.
هذا الكلام يجب أن يُقال لان أجيال الشباب الحالية اليوم في لبنان والعالم العربي لم يعايشوا تلك الفترة.
حسناً، ماذا حصل لاحقاً؟ خرجت منظمة التحرير، خرجت فصائل المقاومة الفلسطينية من لبنان وارتكبت أبشع المجازر بحق بعض المخيمات الفلسطينية كصبرا وشاتيلا، ولكن بقيت اسرائيل في لبنان. بقي الجيش الاسرائيلي يحتل الأرض، وأراد أن يفرض هيمنة وخيارات سياسية واتفاقات سياسية على لبنان، يقتل، يعتقل، بنى معتقلات وزج بها الآلاف من الشباب اللبناني والفلسطيني من أبناء المخيمات، وكان يتحضر ـ لو استقر له الأمر ـ لبناء مستعمرات في جنوب لبنان. هذا ما قالوه فيما بعد.
حسناً، لولا انطلاق المقاومة ـ بكل فصائلها وتلويناتها ـ والصراع الدامي الذي دخله اللبنانيون المقاومون مع قوات الاحتلال، كلنا يعرف، لَمَا خرجت اسرائيل من بيروت ومن الجبل ومن صيدا وصور والنبطية وبنت جبيل وخرجت إلى الشريط الحدودي، وفي تلك المرحلة لم تكن المقاومة تشكل تهديداً استرتيجياً ولا تهديداً وجودياً على كيان العدو أبداً، لماذا كانوا بحاجة للبقاء في الشريط الحدودي؟ طمعاً بالبقاء وبالاحتلال وبتكريس أمر واقع لولا استمرار المقاومة بعد عام 1985.
إذا لولا المقاومة لبقيت إسرائيل في لبنان ولتأكد الواهمون أنها عدو وأن لديها أطماع وأحلام وأنها تريد الهيمنة والسيطرة ولا تريد بهذا البلد وبشعبه ـ ولا بأي طائفة من طوئفه ولا منطقة من مناطقه ـ خيراً على الاطلاق.
ودائماً اللبنانيون يجب أن يستحضروا التجارب، المسيحيون، الموارنة، الدروز، الشيعة، السنة، الكل كل واحد له تجربة مع الإسرائيلي في الجبل وبيروت وشرق صيدا، وصيدا، والشريط الحدودي وآخرها جيش انطوان لحد. هذه التجارب يجب أن تبقى حاضرة. الآن الاسرائيلي ما زال هو العدو وما زال هو الخطر وما زال هو المشروع وما زال هو التهديد الذي يجب الانتباه إليه.
حسناً، إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية أيضاً ـ في الدائرة اللبنانية ـ حاولت أن تستفيد من الفرص لتشنّ حرباً نفسية قاسية على المقاومة وعلى بيئة المقاومة، ولذلك سمعنا خلال الأسابيع القليلة الماضية تهديداً ووعيداً، وأننا نقصف وندمّر ونمسح ونمحي. طبعاً هناك الكثيرون في لبنان لم يستمعوا إلى هذه التهديدات لأنها خارج دائرة اهتمامهم، لكن الإسرائيلي اعتبر أن هذه فرصة له، الانقسام الحاد في لبنان، القتال والمعارك في سوريا، وهذه فرصة لأن يهجم على المقاومة في لبنان، يستفرد بالمقاومة في لبنان، ويضغط عليها نفسياً، وقد يتم استغلال بعض الفرص ببعض الأعمال العدوانية من هنا أو من هناك. هذا يلجأ إليه الاسرائلي ولكن لا شك ان الاسرائيلي لا زالت عينه على أرضنا، على مياهنا، على نفطنا، وما زال ينظر ـ كما حصل في المؤتمرات الاخيرة في الكيان التي خطب فيها رئيس حكومة العدو ورؤساء أركان ورؤساء مخابرات سابقين ـ ما زالوا ينظرون إلى حزب الله على أنه الخطر الأكبر في المنطقة، طبعاً ليس بمعزل عن سوريا وإيران، ولكن بالمباشر، ما زالوا يعتبرون المقاومة هي التي تشكل الخطر على مصالحهم وعلى أطماعهم وعلى طموحاتهم وعلى مشاريعهم.
بالتأكيد، اليوم، في ذكرى الشهداء القادة أود أن أقول للعدو والصديق أن العدو يعرف أنه لا يخيفنا وأنه لا يستطيع المس بإرادتنا ولا بوعينا ولا بعزمنا بعد كل هذه التجارب الطويلة بيننا وبينه والانجازات الكبيرة وما ألحقته المقاومة بهذا العدو من هزائم، وهو يعرف أيضاً أن المقاومة تحافظ على جهوزية عالية في كل وقت وحتى في هذا الوقت بالرغم من كل ما يجري في لبنان وسوريا، وأن العدو يعلم أن كل ما يخشاه من قوة المقاومة وإمكانياتها هو قائم وجاهز ويتطور أيضاً، وأن المقاومة ـ وإن كان يسقط لها شهداء في سوريا تعتز بهم إلا أنها ـ تزداد خبرة ومعرفة وقدرة وكفاءة على مواجهات أكبر واستحقاقات أهم من كل ما واجهته من تجارب سابقاً في مواجهة العدو.
مع لبنان، من يجب أن يقلق هو العدو الاسرائيلي وحكومة العدو الاسرائيلي. شعب الكيان العدو هو الذي يجب عليه أن يقلق، وكما كان يحسب دائماً لهذه المقاومة ولرجالها، لمقدراتها، لإمكاناتها، لبيئتها، لشعبها مليون حساب، اليوم أيضاً يجب أن يبقى في هذه الحالة وأن لا يتوهم أو يرتكب أي حسابات خاطئة من خلال قراءته للأوضاع اللبنانية والإقليمية.
اليوم مجدداً أنا أدعو اللبنانيين جميعا للتنبه إلى ما تمثّله إسرائيل من تهديد ومخاطر على كل شيء في لبنان وأن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية على كل صعيد.
نحن في السابق، أنا في احتفال النصر الالهي في 22ايلول عام ألفين وستة من جملة ما قلت في ذلك الخطاب، نحن نتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح لدينا فيه دولة قوية قادرة أن تدافع عن لبنان، أن تحمي لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي حتى نرتاح نحن ونذهب إلى بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا وحقولنا.
اليوم في ذكرى الشهداء القادة، الذي تكلمنا عنه في العام ألفين وستة نعيده اليوم أيضاً، نحن ندعو ونتمنى أن ياتي اليوم الذي يصبح فيه الجيش اللبناني، هذه المؤسسة الوطنية هو القوة الوحيدة القادرة على حماية لبنان، والقوة الوحيدة التي تتحمل مسؤولية الدفاع عن لبنان، ونذهب نحن فيه إلى بيوتنا ومدارسنا وحوزاتنا وجامعاتنا وحقولنا، وهذا هو التحدي الحقيقي. نحن مع كل ما يقوي هذا الجيش عدةً وعتاداً وعديداً وامكاناتٍ وسلاحاً نوعياً وسلاحاً متطوراً قادراً على حماية لبنان في مواجهة التحديات الاسرائيلية.
على كل حال التجارب والأيام هي التي ستثبت أنه هل هناك في العالم، في مكان ما من العالم، إرادة بأن يقدم إلى الجيش اللبناني سلاح من هذا النوع أو لا، لو حصلت هذه الإرادة وحصل هذا الدعم سنكون شاكرين لكل من يعطي للبنان عنصراً من عناصر القوة. نحن همّنا وغمّنا، في ذكرى الشهداء القادة وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً، كان أن يُدافع عن لبنان، عن شعبه، عن كرامته، عن سيادته، عن عزته، عن مقدراته وخيراته، لا أن يُترك لمصيره. في الماضي تُرك لبنان لمصيره واليوم ما زال متروكاً لمصيره. نحن نأمل أن تتحقق إرادة وطنية جامعة لأن يكون لدينا دولة حقيقة تفكر بكل شبر من الأراضي اللبنانية، بكل لبناني، بكل منطقة لبنانية وبمصير كل لبنان وتبني جيشاً قوياً ومقدرات وطنية كبيرة لمواجهة هذه الأخطار.
أنتقل إلى المقطع الثاني، أو العنوان الثاني.
لكن بالربط بين العنوانين، هناك أمر آخر في العنوان الأول يجب أن أشير إليه ويساعد على فهم المواجهة في المرحلة الحالية.
أيضاً للتذكير، أتمنى على أجيالنا الجديدة أن تسأل أيضاً عن هذا الموضوع. منذ العام 1982 وحتى 2000 وفي 2006 كان دائما في لبنان أناس يحمّلون المقاومة مسؤولية كل ما كان يقوم به العدو من إعتداءات. أي أن الإسرائيلي يقصف الضيع (القرى)، قبل الانسحاب إلى الشريط الحدودي، عندما تحصل عمليات على الجيش الإسرائيلي - قوات الإحتلال، يأتي الإسرائيلي فيعتقل شباباً على الحواجز، يحاصر ضيعاً، يداهم ضيعاً، يهدم بيوتاً، يعتقل الناس، يقتل الناس. بعد ذلك عندما انسحب إلى الشريط الحدودي، كان يقصف الضيع - من دون تمييز - على المدن ويسقط شهداء وجرحى، دائما كان هناك أناس في لبنان
يقولون إن الذي يتحمل المسؤولية هو المقاومة، لماذا تقومون بتنفيذ عمليات على الإسرائيلي؟ لماذا تهاجمون مواقع الإسرائيلي؟ لماذا تنفذون عمليات استشهادية في بيروت ضد الاسرائيلي أو في الجبل أو في صيدا أو في صور أو في الأماكن الأخرى؟ اتركوا الاسرائيلي فلا يفعل شيئاً. حتى بعض الناس، إلى 2000 لم يستخدم يوماً كلمة شهيد عن شهداء المقاومة - لا أريد أن أفتح الماضي لكن أريد أن آخذ عبرة - ولم يكن يتحدث عن مقاومة وعدو، وإنما كان يتحدث عن حلقة عنف، دائرة عنف، قتال، ويسلخ عنه صفة الوطنية وصفة المقاومة وصفة القضية الشريفة.
حسناً، يومها لو أصغينا إلى هذا المنطق، حتى وصل إلى أن أصبح له تنظير سياسي وبات هناك حديث عن سياسة سحب الذرائع، فكيف نحمي لبنان بسياسة سحب الذرائع؟ نسحب الذرائع ويبقى لبنان تحت الإحتلال، هذه كانت النتيجة. لو أصغينا إلى هذا المنطق لكانت إسرائيل ما زالت في بيروت والجبل، وكانت ستكمل على الشمال، على طرابلس وعلى بعلبك الهرمل، ولكانت تقيم مستعمرات ولكانت هي التي تعين الحكومة وهي التي تدير البلد وتفرض خياراتها السياسية وتنهب مياهنا التي نحن اللبنانيين "ما عم نعرف" كيف نستفيد منها، لكن هم كانوا سحبوها على فلسطين المحتلة، وبعد ذلك إذا تبين أنه يوجد نفط لن نتقاتل على وزارة النفط، كان كل شيء عند الإسرائيلي.
لو أصغينا إلى هذا المنطق الذي كان يعتبر أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي من اعتداءات على اللبنانيين وقراهم وبلداتهم وبيوتهم ورجالهم ونسائهم هو مجرد رد فعل طبيعي، منطقي، مبرر للعدو الإسرائيلي لأنه أنتم المقاومة تقومون بعمليات ضده. ألم يكن هذا موجوداً في لبنان، وعمل له أدبيات، وعمل له إعلام، وعمل له تنظير سياسي وثقافي وفكري؟ ولكن هذه المقاومة وأهل هذه المقاومة وكثير من اللبنانيين وجزء كبير من الشعب اللبناني، لم ينضغطوا بهذا المنطق ولم يصغوا إليه وواصلوا الطريق، واصلوا العمل، وبالتضحيات وبالشهداء وبالجراح وبالأسر وبالسجون وبالتحمل وبالتهجير ومرة واثنتين وثلاث وأربع وخمس إلى أن صنعوا هذا التحرير الذي نحتفل به في كل عام وينعم به كل اللبنانيين، من دفع الثمن ومن لم يدفع الثمن.
حسناً، هذه لنتركها بالذهن حتى نعود ونتكلم عن الخطر الثاني لأن هذا أيضاً موجود في المواجهة.
يأتي الخطر الثاني والتهديد الثاني الذي أيضاً طالما تحدثنا عنه خلال الفترة الماضية، الذي يهدد كل دول المنطقة، مثلما إسرائيل خطر تهدد كل دول وحكومات وشعوب المنطقة، اليوم هذا الخطر يهدد كل دول وشعوب المنطقة وهو خطر الإرهاب التكفيري.
في صراحة، التكفير بحد ذاته وحده لا يشكل خطراً كبيراً، الآن شخص قال لي أنت كافر، "يصطفل"، أنا لا أطلب منه شهادة أن يقول لي إذا أنا كافر أو مؤمن، يكفّر الذي يريده، هذا شأنه، يعني إذا كان الأمر في الدائرة الفكرية القانونية، "يصطفل"، في النهاية بالدنيا ما طالبين شهادة منه، لا أحد طالب شهادة من أحد، لا نحن ولا غيرنا، وفي الآخرة مفتاح الجنة ليس بيده حتى يدخل الذي يريد ويخرج الذي يريد، مفتاح الجنة معروف أين.