مجاهدون
03-08-2005, 11:38 AM
أنيس منصور
المؤسسات الثقافية المصرية تحتفل بمرور 250 سنة على حكم اسرة محمد علي لمصر ـ أو الاحتفال بمحمد علي باني نهضتها ومشعل التنوير.. فقد اعتلى حكم مصر واحدا واربعين عاما، وقد اصيب بالجنون في السنوات الاخيرة، ويبدو ـ والله أعلم ـ أن هذه السنة سوف تشهد نهاية هذه الأسرة واحدا واحدا.. ففي الشهر الماضي توفيت احدى بنات الملك فاروق وماتت اخيرا ملكة مصر ناريمان. وقد قالت لي الاميرة فريال آخر بنات فاروق، انها تعاني من السرطان الذي اقعدها عن الحركة ـ وكانت هذه الاميرة تعمل في جمع الثمار من الحدائق الخاصة. ولم تستطع أن تجيء مع جثمان اختها الى مصر.. كما ان الملك احمد فؤاد آخر ملوك مصر لم يستطع أن يمشي في جنازة أمه الملكة ناريمان..
ولقد سألته ونحن نصلي على جثمان اخته الاميرة فوزية، فقال ان والدته في الانعاش وان هناك خوفا عليها. ولما عاد الى الفندق كان ينزف دماء، وفي سويسرا ادخل المستشفى واخفوا عنه وفاة أمه. وهو ايضا في حالة خطيرة..
وكان الملك احمد فؤاد في حالة مادية لا توصف. فقد حجزت عليه زوجته فضيلة بعد الطلاق منه.. واستولت على كل فلوسه في البنوك.. ولولا مساعدة احد الأمراء السعوديين ما انتقل احمد فؤاد من غرفة فوق السطوح الى شقة انيقة تديرها سيدة سويسرية.. وكذلك لم تعد اخته الاميرة فريال تعمل في الحدائق.. والامبراطورة فوزية قد تقدمت في السن تماما. وهى في حالة صحية سيئة وفي عزلة تامة.. والذين رأوها يقولون انها هي الاخرى في طريق النهاية..
وعندما استولت حكومة الثورة المصرية على القصور الملكية، اختفى كثير من روائع القصور في بيوت بعض الثوار ـ أو الملوك الجدد، وفي يوم ذهبت اتفرج ودخلت غرفة الملكة ناريمان.. ذات الألوان الزرقاء السماوية.. الجدران والأثاث والحمام، وجدت شيئا عجيبا الى جوار سرير الملكة: نسخة من رواية (عشيق الليدي تشاترلي) باللغة الفرنسية للمؤلف الانجليزي د.هـ. لورانس، وهى قصة جنسية عريانة نشرت لأول مرة سنة 1960، أي بعد وفاة المؤلف بثلاثين عاما، ومنعتها الرقابة في الولايات المتحدة هى ورواية (لوليتا) للكاتب الروسي نابوكوف، ثم تم الافراج عندما وقف المحامي يقول للقضاة: ان الجنس في هاتين الروايتين اقل كثيرا جدا من الجنس الموجود في الكتاب المقدس، الذي يضعه الملايين تحت المخدة..
أما الغرض من ترك هذه الرواية الى جوار سرير الملكة، فلكي تقول إنها قليلة الأدب وأنها منحلة!
ونحن على يقين من أنها لم تكن كذلك وأنها لم تكن تعرف اللغة الفرنسية. فالملك فاروق عندما كان يبعث لها قبل الزواج بخطاباته الغرامية كان يكتبها بالفرنسية، وكانت هي تطلب من مدرستها أن ترد على الملك باللغة الفرنسية، فهي لا تستطيع أن تقرأ هذه الرواية! ومع ذلك فالجنس في هذه الرواية التي كتبها لورانس وهو على فراش الموت تحكي قصة زوجته الالمانية مع عشيقها الايطالي.
وتشويه سمعة هذه الملكة الغلبانة هو محاولة ساذجة لإلقاء الوحل (عمال على بطال)، على كل افراد الاسرة المالكة.. ونحن على يقين من أن الثوار لم يكونوا على هذه الدرجة من الطهارة. وقد عاش افراد الاسرة المالكة فقراء.. وكنا نسمي زمانهم (العهد الاسود البغيض).. أما ابناء (النقاء الثوري) فيملكون عشرات ومئات الملايين - عجبي!
المؤسسات الثقافية المصرية تحتفل بمرور 250 سنة على حكم اسرة محمد علي لمصر ـ أو الاحتفال بمحمد علي باني نهضتها ومشعل التنوير.. فقد اعتلى حكم مصر واحدا واربعين عاما، وقد اصيب بالجنون في السنوات الاخيرة، ويبدو ـ والله أعلم ـ أن هذه السنة سوف تشهد نهاية هذه الأسرة واحدا واحدا.. ففي الشهر الماضي توفيت احدى بنات الملك فاروق وماتت اخيرا ملكة مصر ناريمان. وقد قالت لي الاميرة فريال آخر بنات فاروق، انها تعاني من السرطان الذي اقعدها عن الحركة ـ وكانت هذه الاميرة تعمل في جمع الثمار من الحدائق الخاصة. ولم تستطع أن تجيء مع جثمان اختها الى مصر.. كما ان الملك احمد فؤاد آخر ملوك مصر لم يستطع أن يمشي في جنازة أمه الملكة ناريمان..
ولقد سألته ونحن نصلي على جثمان اخته الاميرة فوزية، فقال ان والدته في الانعاش وان هناك خوفا عليها. ولما عاد الى الفندق كان ينزف دماء، وفي سويسرا ادخل المستشفى واخفوا عنه وفاة أمه. وهو ايضا في حالة خطيرة..
وكان الملك احمد فؤاد في حالة مادية لا توصف. فقد حجزت عليه زوجته فضيلة بعد الطلاق منه.. واستولت على كل فلوسه في البنوك.. ولولا مساعدة احد الأمراء السعوديين ما انتقل احمد فؤاد من غرفة فوق السطوح الى شقة انيقة تديرها سيدة سويسرية.. وكذلك لم تعد اخته الاميرة فريال تعمل في الحدائق.. والامبراطورة فوزية قد تقدمت في السن تماما. وهى في حالة صحية سيئة وفي عزلة تامة.. والذين رأوها يقولون انها هي الاخرى في طريق النهاية..
وعندما استولت حكومة الثورة المصرية على القصور الملكية، اختفى كثير من روائع القصور في بيوت بعض الثوار ـ أو الملوك الجدد، وفي يوم ذهبت اتفرج ودخلت غرفة الملكة ناريمان.. ذات الألوان الزرقاء السماوية.. الجدران والأثاث والحمام، وجدت شيئا عجيبا الى جوار سرير الملكة: نسخة من رواية (عشيق الليدي تشاترلي) باللغة الفرنسية للمؤلف الانجليزي د.هـ. لورانس، وهى قصة جنسية عريانة نشرت لأول مرة سنة 1960، أي بعد وفاة المؤلف بثلاثين عاما، ومنعتها الرقابة في الولايات المتحدة هى ورواية (لوليتا) للكاتب الروسي نابوكوف، ثم تم الافراج عندما وقف المحامي يقول للقضاة: ان الجنس في هاتين الروايتين اقل كثيرا جدا من الجنس الموجود في الكتاب المقدس، الذي يضعه الملايين تحت المخدة..
أما الغرض من ترك هذه الرواية الى جوار سرير الملكة، فلكي تقول إنها قليلة الأدب وأنها منحلة!
ونحن على يقين من أنها لم تكن كذلك وأنها لم تكن تعرف اللغة الفرنسية. فالملك فاروق عندما كان يبعث لها قبل الزواج بخطاباته الغرامية كان يكتبها بالفرنسية، وكانت هي تطلب من مدرستها أن ترد على الملك باللغة الفرنسية، فهي لا تستطيع أن تقرأ هذه الرواية! ومع ذلك فالجنس في هذه الرواية التي كتبها لورانس وهو على فراش الموت تحكي قصة زوجته الالمانية مع عشيقها الايطالي.
وتشويه سمعة هذه الملكة الغلبانة هو محاولة ساذجة لإلقاء الوحل (عمال على بطال)، على كل افراد الاسرة المالكة.. ونحن على يقين من أن الثوار لم يكونوا على هذه الدرجة من الطهارة. وقد عاش افراد الاسرة المالكة فقراء.. وكنا نسمي زمانهم (العهد الاسود البغيض).. أما ابناء (النقاء الثوري) فيملكون عشرات ومئات الملايين - عجبي!