المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أديبات مصريات بعضهن أدخلتهن مواقفهن السجن وأخريات هُددن بقتل أولادهن



دشتى
03-08-2005, 11:02 AM
إذا لم يتوقفن عن الكتابة


مع تواصل أجيال الأدب النسائي في مصر، نقترب في هذا الجزء من الدراسة من مسيرة اثنتي عشرة من صاحبات الأدب الرفيع هن: أمينة السعيد والدكتورة سهير القلماوي، وبنت الشاطئ، والدكتورة نعمات أحمد فؤاد ولطيفة الزيات، والدكتورة نوال السعداوي وسناء البيسي وصافي ناز كاظم وحسن شاه، ونهاد جاد وزينب صادق واقبال بركة.

أمينة السعيد
ولدت العام 1914 في أسيوط حيث كان يعمل والدها طبيبا هناك، وكانت أول فتاة تلتحق بقسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب العام 1932، وهي أول صحافية في مصر تبحث عن الخبر وتكتب التحقيق الصحافي وتحترف الصحافة بمعنى الكلمة، عملت في بداية حياتها في مجلة «آخر ساعة» ثم عملت في دار «الهلال» كأول صحافية تعمل بأجر ثابت، ولكن تم فصلها بعد ثلاثة أشهر فقط لعدم سعة ثقافتها ولكنها صممت على أن تثقف نفسها بنفسها حتى عاد بعد عامين من الفصل أمين زيدان، أحد صاحبي دار الهلال يطلبها للعمل مرة أخرى بدار الهلال.

وعندما فكر في اصدار مجلة نسائية شهرية باسم «حواء» اختار أمينة السعيد كرئيس للتحرير وبالفعل صدر العدد الأول منها في يناير 1954، ونجحت المجلة الجديدة نجاحا هائلا وكانت أول رئيس تحرير لمجلة «المصور» بعد «فكري أباظة، وأول مصرية تعين في مجلس ادارة مؤسسة صحفية، ثم رئيسا لمجلس ادارة «دار الهلال» فكانت بذلك أول سيدة مصرية تنتخب عضوا في مجلس نقابة الصحافيين، وأول سيدة تتولى منصب وكيل نقابة الصحافيين 1959، وحصلت على العديد من الأوسمة منها:

وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى 1963، ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى 1970، ووسام الكوكب الذهبي 1975، وسام الفنون والآداب من الدرجة الأولى، ولم تتوقف عن الكتابة خلال تاريخها الصحافي الطويل إلا بعد وفاة زوجها الدكتور عبد الله زين العابدين الذي تزوجته عن حب وساندها طويلا أثناء رحلتها في بلاط صاحبة الجلالة حيث بلغت درجة حزنها عليه بعد وفاته أن توقفت عن الكتابة لمدة ثلاث سنوات كاملة، وكانت أمينة السعيد قد تعرضت خلال رحلتها الصحافية للهجوم عليها والتهديد بقتلها وقتل أولادها كعقاب لها على مواقفها التقدمية من قضايا المرأة المصرية ولكنها ظلت - رغم كل هذا- تعمل إلى آخر يوم في حياتها وتكتب بابها الأسبوعي «اسألوني» في مجلة «المصور»، حتى وفاتها في أغسطس 1995.

سهير القلماوي
ولدت الدكتورة سهير القلماوي في القاهرة في 20 يوليو العام 1911 وتلقت تعليمها العالي في كلية البنات الأميركية وكلية الآداب قسم اللغة العربية، كذلك جامعة «السوربون» في باريس، وحصلت على الماجستير العام 1937، والدكتوراة في الآداب العام 1941، ولها مجموعتان قصصيتان هما:

«أحاديث جدتي» التي صدرت العام 1935، و«الشياطين تلهو»، فضلا عن دراساتها الأدبية والنقدية مثل كتابها عن «ألف ليلة وليلة» الذي حصل على الجائزة الأولى للمجمع اللغوي، و«آداب الخوارج»، و«المحاكاة في فن الأدب وفي النقد الأدبي» و«العالم بين دفتي كتاب»، و«الرواية الأميركية الحديثة»، وكان الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، والأستاذ والأب الروحي لها قد كتب لها مقدمة «أحاديث جدتي» قائلاً: «وقد ألتمس هذه الأسباب التي تحبب إلى الكتاب في هذه العبارة السهلة اليسيرة التي برئت من كل تكلف وارتفعت من كل تصنع وتحدثنا إلى النفس المصرية وإلى القلب المصري بلغة النفس المصرية والقلب المصري لم تستقر ألفاظها ولا أساليبها عند القدماء الذين بعد بينهم وبيننا العهد، ولم تتكلف محاكاة الأوروبيين الذين لم يتم بيننا وبينهم الامتزاج وإنما هي مصرية خالصة».

عائشة عبد الرحمن
ولدت الدكتورة «عائشة عبد الرحمن» في مدينة «دمياط» العام 1912، وقد تفردت بسيرة دراسية وعلمية نادرة، فهي ربيبة شيوخ وعلماء تلقت على أيديهم العلوم الإسلامية، وحفظت القرآن الكريم وجودته على يد والدها وزملائه الشيوخ في المعهد الديني الأزهري في دمياط، وبعد أن رسخت جذورها في المدرسة الإسلامية العريقة تطلعت إلى الدراسة الحديثة حيث كانت تقاليد جيلها تمنع خروج بنات العلماء الشيوخ إلى المدارس للتعليم، فلم تقف هذه التقاليد حائلاً أمام طموحها وشغفها بالعلم فحصلت بنفسها المواد المقررة على مدارس المعلمات، وتقدمت من المنزل لامتحان شهادة الكفاءة للمعلمات فكانت أولى الناجحات في مصر 1929.

وتابعت التحصيل وتقدمت من المنزل لامتحان الشهادات العامة فنالت الشهادة الابتدائية 1931، والكفاءة الثانوية 1932، والبكالوريا قسم الأدب 1934، دون أن تلتحق بأي مدرسة لهذه المراحل، ثم تابعت الدراسة الجامعية في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة حتى نالت الليسانس بامتياز العام 1939، ثم الماجستير العام 1941، ثم الدكتوراة العام 1950.
وقد قدمت الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) نحو أربعين كتابا للمكتبة العربية في الدراسات القرآنية والإسلامية والدراسات اللغوية والأدبية والتاريخية منها:

«التفسير البياني للقرآن الكريم»، و«القرآن وقضايا الإنسان»، و«تراجم سيدات بيت النبوة رضي الله عنهن» في خمس مجلدات بالإضافة إلى عشرات البحوث التي شاركت فيها في المؤتمرات وعشرات الرسائل الجامعية التي أشرفت عليها، بالإضافة إلى أعمال أدبية عدة كانت أولها «سيد الغربة» العام 1944، و«على الجسر» العام 1968- وهو السيرة الذاتية لها والتي أوضحت فيه سبب تسميتها باسم «بنت الشاطئ»، حيث قالت: «عندما بدأت في مراسلة المجلات والصحف فكرت في التستر وراء اسم مستعار لئلا يعلم أبي بالأمر فيغضب ويصدر قراراً يحرم فيه عليّ مكاتبة الصحف والاتصال بها، ولم يطل بي التفكير في اختيار الاسم المستعار بل كان أول ما خطر على بالي هو أن أنتمى إلى الشاطئ مهد مولدي وملعب طفولتي ومدرج حداثتي ومجال تأملاتي والمسرح الذي شهد مأساة فاجعة قيدتنا إليه بقيود لا فكاك منها غرق جدتي لأمي في النهر».

وقد نالت الدكتورة عائشة عبد الرحمن أوسمة وجوائز عدة منها: وسام الكفاءة الفكرية من الملك الحسن الثاني عاهل المغرب العام 1967، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى مصر العام 1972، وجائزة الدولة التقديرية للآداب مصر العام 1978، ووسام الاستحقاق لعلماء الإسلام مصر 1989، وتوفيت الدكتورة عائشة عبد الرحمن في الأول من ديسمبر 1998، عن عمر يناهز 86 عاما وأوصت في وصيتها بأن تؤول مكتبتها إلى دار الكتب القومية.

نعمات أحمد فؤاد
ولدت بمغاغة بمحافظة المنيا، وحفظت القرآن الكريم في طفولتها ثم انتقلت من مغاغة إلى ضاحية حلوان في القاهرة لتلتحق بالمدرسة الثانوية الداخلية للبنات في حلوان وتخرجت في كلية الآداب جامعة القاهرة ونالت درجة الماجستير في أدب المازني، أما رسالة الدكتوراة فكانت عن «النيل في الأدب العربي» ولها عبارة مهمة تقول فيها « شيء كبير أن يكون للإنسان قلم ولكن شيئاً نفيساً أن يكون للإنسان موقف، ومن نعم الله علىّ أن وهبني الكلمة والقرار، أعنى القدرة على الاختيار الصعب، فعرفت المواقف، وتحملت في سبيل مواقفي الكثير وعلوت على الإغراءات والعروض والمناصب والبريق، فأعز منها جميعاً تراب هذا البلد بكل ذرة من هذا التراب».

وقد اقترن اسم الدكتورة نعمات أحمد فؤاد بقضايا آثار عدة مهمة خاضت خلالها العديد من المعارك دفاعاً عن مصر وحضارتها وشعبها، ومن أهمها قضية هضبة الأهرام وقضية دفن النفايات الذرية وقضية الدفاع عن قبة الإمام الحسين وقضية الدفاع عن الآثار الإسلامية وقضية «أبو الهول» وقضية الآثار المصرية التي استولت عليها إسرائيل أثناء احتلالها سيناء، وللدكتورة نعمات مؤلفات عدة عن إبراهيم عبد القادر المازني، وأم كلثوم والنيل، كذلك عن العقاد والشاعر أحمد رامي، كما قامت اليونسكو بترجمة كتابها «إلى ابنتي» للإنكليزية.

لطيفة الزيات
لطيفة الزيات هي مناضلة سياسية تقدمية، وكاتبة مبدعة، وناقدة متميزة، ولدت في دمياط العام 1923، وتوفيت في سبتمبر 1996، عن عمر يناهز 73 عاما، نالت شهادة الليسانس في الأدب الإنكليزي من جامعة القاهرة 1946، ثم الدكتوراة العام 1957، عملت كأستاذة للآدب الإنكليزي والنقد في كلية البنات جامعة عين شمس، ورأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية العام 1978، كذلك رأست جمعية الكاتبات المصريات خلفا للأستاذة أمينة السعيد، من أشهر أعمالها رواية «الباب المفتوح»، العام 1960، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه، قامت ببطولته: فاتن حمامة وصالح سليم وحسن يوسف وأخرجه هنري بركات، ومن إنتاجها الأدبي المتميز كتاب «حملة تفتيش» ، «أوراق شخصية» «سيرة ذاتية» صدر العام 1992، و«صاحب البيت» رواية العام 1994، و«الرجل الذي عرف تهمته»، كذلك «صورة المرأة في القصص والروايات العربية»، دراسة نقدية 1989.

وكان للطيفة الزيات مواقف نضالية لا حصر لها، فقد كادت تحرك الطلبة المصريين ضد الاحتلال البريطاني وحكم الملك «فاروق» 1946، ودخلت الأديبة الكبيرة السجن مرتين: مرة وهي عروس في السادسة والعشرين من عمرها، والمرة الثانية وهي في الثامنة والخمسين من عمرها العام 1981، إثر حملة الاعتقالات التي ضمت الكتاب والصحافيين المعارضين لحكم السادات، فلقد قامت الدكتورة لطيفة الزيات العام 1979، بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل بتأسيس اللجنة الوطنية للدفاع عن الثقافة القومية التي شكلت جبهة رئيسية في مواجهة التطبيع مع إسرائيل، ويوم الإفراج عن السجينات السياسيات، أسرع مدير السجن إلى الدكتورة لطيفة الزيات يقبل يدها وجبهتها وهو يقول: «إذا كانت هناك إمرأة عربية تستحق أن تقبل يدها وجبهتها في هذا الوطن فهي الدكتورة لطيفة الزيات، ونتمنى ألا تنزلي ضيفة علينا مرة أخرى»، فقاطعته قائلة: «لو امتد بي العمر عشرين عاما أخرى وحدث ما يستحق أن أتصدى له لن أتردد لحظة، وحينئذ قد تجدني ضيفة عليكم مرة أخرى»، وحصلت الدكتورة لطيفة الزيات على جائزة الدولة التقديرية العام 1996، قبل وفاتها بأشهر قليلة.

نوال السعداوي
ولدت في حي العباسية في القاهرة العام 1930، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة العام 1954 من جامعة القاهرة، ثم نالت الماجستير في الصحة العامة من جامعة «كولومبيا» في نيويورك العام 1966، وعملت رئيسا لقسمي الصحافة والعلاقات العامة في إدارة الشؤون العامة في وزارة الصحة، وقدمت استقالتها من عضوية مجلس نقابة الأطباء العام 1970، واختيرت عضوا في اتحاد الكتاب الدولي العام 1971، ولها مؤلفات عدة منها: مجموعتان من القصص القصيرة الأولى بعنوان «تعلمت الحب»، والثانية «حنان قليل»، وكذلك «مذكرات طبيبة»، كما قامت الدكتورة نوال السعداوي بدراسة وتحليل الحياة الجنسية للرجل والمرأة، في كتب عدة منها «المرأة والجنس» و«الأنثى هي الأصل»، و«الرجل والجنس»، للوقوف على الأسباب التي أدت إلى تشويه حياة الرجل والمرأة معا ومحاولة القضاء على هذه الأسباب بالمعرفة العلمية الواعية.

ترجمت الدكتورة نوال السعداوي العديد من الكتب مثل: كتاب «كلنا إخوة» للكاتبة تشارلي ماي سيمون و«شجرة تنمو في بروكلين» للكاتبة بيتي سميث، كما ترجمت أعمالا كثيرة للدكتورة نوال السعداوي، ويقول عنها الكاتب الكبير أنيس منصور: «جاءت شهرتها من الخارج عندما ترجمت كتبها بمئات الألوف إلى اللغات الأوروبية ورأوا فيها بارقة إصلاح وثورة الرجل واحتضنوها كأي لاجئ سياسي, إن نوال السعداوي أديبة قد «بهدلتها» نوال السعداوي الثائرة».

سناء البيسي
سناء حسين البيسي كاتبة تهتم كثيرا بالجزئيات الصغيرة والمنمنمات، كأنها تصنع الأرابيسك ومن هذه الجزئيات والتفاصيل ترسم لنا لوحة رائعة، فهي كاتبة تهتم في المقام الأول بالواقع وجزئياته والشخصيات وهمومها والمكان وزواياه والزمان وتداخلاته ففى مجموعتها القصصية الأولى «في الهواء الطلق»، تعالج أدق أحاسيس المرأة وعواطفها المكبوتة، ومجموعتها الثانية «امرأة لكل العصور,, هي وهو» وخرجت فيها من دائرة المحيط الإنساني إلى قطاعات أرحب من المجتمعات الإنسانية، واستعان التلفزيون المصري ببعض قصصها القصيرة في المسلسل الشهير «هو وهي» الذي قامت ببطولته الفنانة سعاد حسني والفنان أحمد زكي وأخرجه يحيى العلمي، وكانت سناء البيسي المشرفة على صفحات المرأة في جريدة «الأهرام» ثم تولت منصب رئيس تحرير مجلة «نصف الدنيا» منذ 14 سنة وحتى الآن.

صافي ناز كاظم
من مواليد أغسطس العام 1937، حاصلة على ليسانس الآداب قسم صحافة العام 1958، ثم على الماجستير في النقد المسرحي من جامعة نيويورك، وديبلوم الدراسات العليا في الصحافة من جامعة «كانساس»، قامت في سنة 1959 بإجراء مغامرة صحافية حيث قامت وهي لا تزال طالبة في الجامعة وعمرها 18 عاما بجولة في سبع دول أجنبية مع شقيقتها بطريقة الأوتوستوب ولم يكن معها إلا عشرون جنيها فقط، واستغرقت تجربتها سبعين يوما زارت خلالها لبنان واليونان، وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وكتبت تجربتها المثيرة في حلقات نشرت في مجلة «الجيل» .

وقدمها الكاتب الكبير الراحل، موسى صبري بأنها أجرأ مغامرة صحافية العام 1959، ثم قامت بعد ذلك بسنوات عدة بالسفر إلى أميركا بعد أن اقترضت مصروفات السفر من زملائها ثم ردت لهم القروض من أجرها كعاملة في كافيتيريا الجامعة في أميركا ولكن سحبت منها المنحة الأميركية نتيجة لردها على أستاذ أميركي جامعي سب جامعة القاهرة في مؤتمر صحافي، وقامت صافي ناز كاظم بكتابة ما حدث ونشر في تحقيق صحافي كبير في جريدة «الأخبار» ما اضطر السفارة الأميركية في القاهرة إلى الاعتذار.

وأمضت ست سنوات تدرس في أميركا على حسابها الخاص، حيث قامت بدراسة فن النقد المسرحي، وفي العام 1972 قامت بأداء فريضة الحج وتقول: «أنظر إلى حياتي قبل الحجاب نظرة نقدية للاستفادة والعبرة وأجد رغم أنني كنت مسلمة بالإيمان والعقيدة في كل لحظة من حياتي إلا أننى كنت مسروقة من إسلامي وكنت أعاني على المستوى الفردي من الانفصام بين العقيدة والسلوك».

وقد اعتقلت صافي ناز كاظم مرات عدة، الأولى كانت العام 1973، والثانية العام 1975، أما المرة الثالثة فكانت العام 1981، في اعتقالات سبتمبر الشهيرة، كذلك منعت من الكتابة العام 1972، وأيضا في العام 1979، أما حاليا فهي تمارس الكتابة الصحافية الحرة في مؤسسات صحافية عدة.

حُسن شاه
تخرجت في كلية الحقوق في جامعة الإسكندرية وعملت كمحامية تحت التمرين في أحد مكاتب المحاماة في الإسكندرية، وفي ذلك الحين بدأت في مراسلة جريدة «أخبار اليوم» بأخبار وموضوعات من الإسكندرية، إلى أن تلقت يوما خطابا من صاحب دار «أخبار اليوم» علي أمين يطلب لقاءها فسافرت للقاهرة واستقبلها علي أمين بكل ترحاب وتواضع وشجعها على أن تبدأ حياتها الصحافية كصحافية متفرغة وليست هاوية، وبالفعل تركت مدينتها الإسكندرية واستقرت في القاهرة وهجرت المحاماة وعملت في الصحافة.

فكانت أول من تقمص شخصيات في المجتمع ليرصد رد فعل الجمهور تجاهها، ففي العام 1956، ارتدت ملابس «كمسارية»، وقامت باجراء تحقيق صحافي كان من نتيجته دخول المرأة في هذا المجال في مصر للمرة الاولى، وطرقت أبواب مكاتب التزويج تطلب عريسا، وأجرت تحقيقا مهما عن بنوك الدم، أما أهم الخبطات الصحافية الكبيرة في حياتها فكانت دخولها الجزائر العام 1962 كأول صحافية ولقاؤها بالفدائيين الجزائريين العائدين إلى بلادهم وحديثها مع أم بن بيلا قائد جيش التحرير آنذاك.

وكذلك قضت شهراً مع جيش التحرير الفلسطيني في الأردن في الأغوار وسط القصف والقنابل وسجلت هذه الأحداث بالتفصيل في 12 حلقة نشرت في مجلة «آخر ساعة»، وأسند إليها الاشراف على الصفحة الأدبية في جريدة «الأخبار»، وكانت لها اهتمامات فنية ونقدية وصقلت تلك الاهتمامام بالدراسة فالتحقت بقسم المسرح، والنقد الأدبي والدراما، في الجامعة الأميركية لمدة أربع سنوات ثم دخلت معهد السينما قسم إخراج وسيناريو وتخرجت فيه أيضاً ثم تولت رئاسة تحرير مجلة «الكواكب» العام 1984، فكانت أول رئيس تحرير لمجلة غير نسائية في مصر، وقدمت للسينما قصة فيلم «أريد حلاً» الذي أحدث دويا كبيرا ليس في مصر فقط بل على مستوى العالم عندما رشح الفيلم لنيل جائزة الأوسكار العام 1975.

نهاد جاد
حين يكتب المؤرخون عن تاريخ الحركة المسرحية في مصر سيجدون أن نهاد جاد تمثل نقطة ينبغي التوقف عندها في حقبة الثمانينيات، فهي ليست مثل غيرها، هكذا يقول الكاتب المسرحي والناقد محمد سليمان عن نهاد جاد التي توفيت العام 1989، عن 54 عاما ولنهاد جاد مسرحيات الأولى:

بعنوان «الرجل الذي لم يصبح» المعروفة باسم «عديلة» وقدمت على مسرح الطليعة العام 1981، بطولة الفنانة نعيمة وصفي، والثانية «محطة الأتوبيس» التي تحول اسمها إلى «على الرصيف» بطولة الفنانة سهير البابلي وحسن عابدين، ونهاد جاد بدأت مسيرتها الصحافية في مجلة «صباح الخير» في أواخر الخمسينات أثناء دراستها في قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب ثم سافرت إلى الولايات المتحدة، حيث حصلت على درجة الماجستير في الدراما من جامعة «إنديانا»، وعند عودتها جمعت بين التدريس في آداب القاهرة وممارسة الصحافة، حتى صدر قرار تعيينها مديرا للتحرير في مجلة «صباح الخير» العام 1978، فاستقالت من الجامعة وتفرغت للصحافة، وقد تعددت كتاباتها، فكتبت القصة القصيرة، والمقال النقدي، وآدب الرحلات والتحقيقات الاجتماعية، بالإضافة إلى عشرات القصص للطفل، ومن أشهر أبوابها الصحافية في «صباح الخير»: «صباح الخير يا أبلة نهاد» و«زوجة عبد الموجود» وقدمت للسينما فيلما واحدا هو «النساء» وكانت تكتب في أيامها الأخيرة مسرحية عن القضية الفلسطينية في قالب كوميدي.

زينب صادق
التحقت بقسم الصحافة جامعة القاهرة العام 1954، وبدأت عملها الصحافي في مجلة «صباح الخير» العام 1956، وعن بدايتها الأدبية تقول الأستاذة زينب صادق : «حضر يوسف إدريس إلى إحدى الندوات فقرأت عليه بعض أشعاري في الندوة وعندما استمع إليها قال: أنت بتكتبي قصة قصيرة وليست أشعاراً، إبدئي من الآن كتابة قصص قصيرة»، وهكذا كان الدكتور يوسف إدريس أول من شجعني على كتابة القصص القصيرة التي كنت أنشرها في مجلة «صباح الخير»، ومن أهم مؤلفاتها: رواية «يوم بعد يوم» العام 1969 و«حكايات عن الحب»، وهي دراسة في تاريخ الحب، و«عندما يقترب الحب» مجموعة قصصية، ورواية «لاتسرق الأحلام» و«هذا النوع من النساء»، و«أنقذني من أحلامي»، و«ضاع منها في الزحام» و«يوميات امرأة مطلقة»، وآخر مجموعة قصصية للأديبة زينب صادق كانت «نسيم الصبا»، العام 1998.

وتقول «صافي ناز كاظم عن زينب صادق: «الكتابة عند زينب صادق هي حياتها، إنها أديبة مخلصة لكتاباتها، تملك دأبا وصبرا ونفسا طويلا كرستها جميعها لخدمة طموحها في هذه الحياة، هذا الطموح لم يهتز لحظة عن قصد واحد وهو أن تكون كاتبة ناجحة تأخذ مكانها في حيز الإبداع، الأدبي والعربي المعاصر»، وتواصل زينب صادق كتاباتها الأدبية الصحافية على صفحات «صباح الخير» تحت عنوان «أنا والحياة» والذي تحرره منذ عدة سنوات.

إقبال بركة
ولدت في حي الظاهر في القاهرة وتخرجت في كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، قسم اللغة الإنكليزية العام 1962، ثم تخرجت في كلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية العام 1979، وعملت كصحافية في مجلة «صباح الخير» العام 1967، حيث نشرت قصصا قصيرة فيها ثم تحقيقات صحافية وتوقفت فترة ثم عادت العام 1973، أثناء حرب أكتوبر وعملت كمراسلة حربية، وشغلت منصب رئيس تحرير مجلة «حواء» منذ يونيو 1993.

ومن أهم مؤلفاتها: «ولنظل أصدقاء إلى الأبد»، «الفجر لأول مرة»، «ليلى والمجهول»، و«يوميات امرأة عاملة»، و«هي في عيونهم»، هذا بالإضافة إلى دراسة عن أهم قضايا إسلامية معاصرة، حيث تتحاور مع ثلاثة عشر مفكرا وعالما إسلاميا حول أهم القضايا الإسلامية المعاصرة، وتقول إقبال بركة عن نفسها: «أنا امرأة شرقية ترفض أن تكون حالة خاصة، وتصر على أن تعيش كإنسانة بصرف النظر عن الجنس أو النوع، امرأة تحلم بأن تترك جملة مفيدة واحدة تحسب لها في الأجيال المقبلة».