المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانسحاب التكتيكي السعودي: خدعة الملك عبد الله .....الكاتب و المحلل السياسي نضال نعيسة



فيثاغورس
02-07-2014, 12:30 PM
06فبراير
2014


http://levant.tv/AR/wp-content/uploads/2014/02/Nedal.jpg

الكاتب و المحلل السياسي نضال نعيسةخاص تلفزيون ليفانت



الإرهابيون الذين استقدمتهم الأموال البترودولارية الخليجية، والسعودية منها على الأخص من ثمان وثلاثين دولة، وفتحت السعودية لأجل ذلك سجونها وأخرجتهم منها تحت شرط واحد وهو القتال في سوريا، وبذا شكل السعوديون، وفق آخر إحصائية، ما مجموعة أثني عشر ألفاً من “رد السجون” والمجرمين الخطرين (الجهاديين)، والقتلة الإرهابيين أصحاب السوابق الجنائية ( والمعروفين اصطلاحاً في الميديا الخليجية بـ”ثوار سوريا”)، قتل منهم حتى الآن حوالي الأربعة آلاف إرهابي، نقول: يقبع هؤلاء جميعاً، اليوم، بين فكي كماشة، ومخالب الجيش الوطني السوري الباسل البطل الجارحة، والذي يلاحقهم على عموم الأرض السوري، ويصطادهم فرادى وجماعات، وبين فك قانون الإرهاب الجديد الذي أصدره العاهل السعودي عبد الله يوم أمس ومنع بموجبه، ضمناً، عودة هؤلاء الإرهابيين، بعد أن فرض عليهم عقوبات بالسجن تتراوح بين ثلاثة أعوام، وعشرين عاماً.



ومع ارتفاع الصوت، واشتداد حدة النقد الإعلامي لانخراط الشباب السعودي في الإرهاب في سوريا، وتزايد أعداد القتلى والنعوش الطائرة من انطاكية باتجاه عاصمة الموت “الرياض”، وبات الأمر ظاهرة في المطارات السعودية تشد لها الانتباه، وبغض النظر عن كون هذا القرار الملكي السعودي، يتناقض مع السياسة الخارجية المعلنة لما تسمى بالمملكة العربية السعودية، والتي تدعم الإرهاب الدولي (الثورة السورية) في سوريا على نحو علني، وأنه يأتي في وقت سعودي عصيب جداً نظراً لتضاؤل الخيارات أمام المملكة في ورطتها السورية، وانفرادها، تقريباً، في المواجهة، بعدما انسحبت رؤوس الفتنة والعدوان السابقة وتنصلها، ونفض يدها من المشروع، في تهيئة وإعداد ربما، لانسحاب المملكة ذاتها من المشروع، إثر تيقنها باستحالة إسقاط النظام السوري، وفق آليات الربيع العربي ونماذجه المتعددة،

المصرية (تنحي)، والتونسية (فرار الرئيس)، واليمنية (المبادرة الخليجية)، والليبية (العدوان الأطلسي)، كل هذه التنويعات الربيعية سقطت في سوريا، ولا نصيب لها في النجاح مطلقاً على ما يبدو، ولاسيما بعدما استبعدت واشنطن كلياً خيار الضربة، وظهور حالة يأس عامة في صفوف “ثوار سوريا” (الإرهابيين المرتزقة)، نتيجة استحالة حسم الصراع مع جيش وشعب يبدو بأنهما لن يقهرا، وبدأت جحافل من هؤلاء الثوار تفر بالمئات من البلدان التي أتت إليها، ما سيشكل عبئاً أمنياً ضاغطاً على سلطات آل سعود، هذه العوامل مجتمعة بدأت تفرض إيقاعها وذاتها على سياسة المملكة التي بدت عبثية في مناطحة الواقع والصخرة السورية التي تبددت وتحطمت عندها كل أوهام وأحلام آل سعود في السيطرة على القرار السياسي السوري، وتقديم الأنموذج الحريري (عبر الجربا)، إلى سوريا الذي “اقتيد” إلى مخفر جنيف لإخراجه مع رعاته وداعميه من الورطة السورية بشكل لائق ومحتشم وهذه واحدة من أهم أهداف وأسرار جنيف.


الرسالة الملكية لـ”الثوار” (الإرهابيين)، خاصة السعوديون منهم، أن لا عودة، ولا مكان لكم في ما يسمى بالمملكة، ,وعليكم البقاء حيث أنتم، وقد يبدو الأمر في ظاهره محاولة لتنصل وهروب آل سعود ودفع تهمة مساندة الإرهاب الدولي عن العائلة الملكة مستقبلاً، وركب موجة التبرؤ والتنصل الجماعية الحالية من تهمة الإرهاب الدولي (الثورة السورية)، التي تتلبس العائلة الحاكمة، ومعسكر “الأصدقاء” فإنه في العمق، يعني تحويل الإرهابيين السعوديين (ثوار سوريا)، إلى مشاريع انتحارية حيث الجيش السوري الوطني الباسل من أمامهم، وقانون مكافحة الإرهاب من ورائهم. وبذا تحقق المملكة هدفاً مزدوجاً من وراء ذلك، إبقاء وإذكاء الجرح السوري المفتوح، ما أمكن، وبما يخدم الإستراتيجية السعودية المعروفة بدعم الإرهاب والتعويل عليه، وثانيهما، الظهور أمام العالم بمظهر المكافح والمحارب للإرهاب، والانضمام لجوقة الهاربين، والفارين من استحقاقات التورط بالدم السوري، مع انهيار وفشل المشروع، وتعثره،

وانفضاح حقيقة هذه “الثورة” الباطلة والمزعومة والتي لم تكن إلا مشرعاً لتدمير الوطن والجيش الوطني السوري. ويجب ألا يقرأ فرمان العاهل السعودي(باعتبار لا يوجد قانون ولا دستور في المملكة بل حاكماً بأمره)، إلا في إطار السياسة السعودية المعلنة، والسعي المحموم والدؤوب للتصعيد في سوريا وإبقاء القتلة الإرهابيين (ثوار سوريا)، حيث هم في أرض الميدان وكي لا يكون خروجهم الجماعي نواة وشرارة لخروج وفرار كلي لإرهابيي ثلاث وثمانين دولة يقاتل رعاياها على الأرض السورية يريد أن يذكـّرهم بأنهم مجرد إرهابيين ليس إلا لن تستقبلهم أية دولة في العالم إلا في سجونها حيث مكانهم الطبيعي لكنهم، ويا للمفارقات المرة “ثوار” أبطال وأصبحوا بقدرة قادر وسطوة الإعلام المبرمج “شعب سوريا”، الذين يقتله النظام في سوريا بـ”البراميل” وتعقد من أجلهم جوقة الأصدقاء المؤتمرات وتقيم لهم مجالس العزاء والعويل والبكاء؟


لن تجدي هذه الحركات وغيرها في تبرئة سلطات آل سعود من الدم السوري، ومن تهمة الانخراط والتورط بالإرهاب الدولي (الثورة السورية)، ودعمه بالغالي والنفيس مليارات البترودولار على مدى سنوات ثلاث، ولن تفلح في محو الصورة القاتمة السوداء التي ارتسمت عن مملكة الملح والرمال والظلام باعتبارها أكبر داعم، وممول ومدافع عن الإرهاب الدولي المستشري أينما، وجد وأينما كان، وحتى فناء وانقراض هذه العائلة، ونهاية الزمان.



http://www.taqadoumiya.net/2014/02/06/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%b3%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%83%d8%aa%d9%8a%d9%83%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d8%ae%d8%af%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83/