ديك الجن
02-04-2014, 12:36 AM
http://www.alqabas.com.kw/sites/default/files/imagecache/original_image/article/original/2014/02/03/523380.jpg
الأسهم تشير إلى آثار أقدام العمال أثناء قيامهم بالنبش والتخريب (صورة خاصة بـ القبس)
نبش وتخريب وعمال «يدوسون» على القبوربأقدامهم من دون أدنى اكتراث، هذا ملخص ما حدث مع أحد المواطنين الذي كان يقوم بترميم قبر والدته ليفاجأ بعدها بنبشه وتخريبه والنفايات مبعثرة حوله.
بالإشارة الى التقرير الصحفي الذي نشره السيد زكريا محمد في صحيفة القبس يوم 2014/1/25 والخاص بظاهرة تخريب ونبش القبور في مقبرة الصليبخات، نود اولاً هنا ان نقدم الشكر للسيدة الفاضلة سعاد السيد رجب الرفاعي التي أثارت هذا الموضوع ذا الحساسية الكبيرة جداً للكثير من الأهالي والأسر والافراد، وعلى الاخص الذين غيب الموت أمهاتهم وآباءهم وأبناءهم وأزواجهم وأقاربهم، وذلك لما للقبور من حرمه عالية قد كفلتها جميع الأديان والمجتمعات بصورة عامة.
فبجانب التبريرات التي جاءت على لسان العاملين في المقبرة وذلك في ما يخص تلك الظاهرة الغريبة، فإن شيئا ما مفقود من الصورة الكاملة للموضوع، ولهذا فإنه من الضروري جداً تتبع تفاصيل هذه الظاهرة الغريبة الى ابعد الحدود، وإجراء المقابلات اللازمة مع كبار موظفي البلدية بدءا بالوزير وانتهاء بمدير الإدارة الخاصة بشؤون المقابر ودفن الموتى.
واقعة
وحتى نساهم في البحث عن الحقيقة لهذه الظاهرة، نود ان نسرد الواقعة الحقيقية التي حدثت لأحد الاقارب، ولنطلق عليه اسم احمد، فقد انتقلت والدته الى رحمة الله تعالى قبل أربع سنوات، وكان يقوم بزيارة قبرها شهرياً للترحم والدعاء لها، وفي احدى الزيارات لاحظ احمد أن «البحص» الذي يغطي تربة القبر قد تبعثر. فقام احمد باحضار بحص جديد وغطى به قبر والدته، إلا انه في هذه المرة مزج مع البحث قليلا من الاسمنت حرصا منه على ان تتماسك حباته دون ان تتبعثر مرة اخرى، وبينما كان احمد منهمكا في العمل، فقد فاجأه مراقب البلدية ومعه بعض العمال، وقال لأحمد: اني انصحك بالا تواصل العمل وان تقف عند هذا الحد، لأنه سوف تصدر الاوامر للعمال لاحقا للقيام بنبش وتخريب ما تفعله الآن، والسبب يكمن في انك استعملت مادة الاسمنت مع البحص، فكان رد احمد للمراقب: وما الخطأ في ذلك؟
ممنوع
فأجاب المراقب: ان الاسمنت ممنوع استخدامه في ترميم القبور، لانه بمجرد استخدام الاسمنت، فإن البلدية تنظر الى القبر وكأنه «بناء» مخالف ومن ثم تطبق عليه إجراءات وأنظمة المخالفة وذلك إما بنبشه أو تخريبه، وبعد ان انتهى أحمد من ترميم قبر والدته، غادر المكان ليعود إليه بعد أسبوعين ليرى قبر والدته وقد تم نبشه وتخريبه، والنفايات مبعثرة حوله، وكذلك آثار أقدام تشير الى ان العمال قد داسوا على القبر دون أدنى اكتراث، والصور المرفقة خير شاهد على ذلك.
جولة
كما ذكر لي أحمد أيضاً، انه تجول في زوايا مختلفة من المقبرة، فشاهد مقابر وقد استعمل في ترميمها ليس فقط الاسمنت وانما أصناف عديدة من المواد الحديثة مثل الموزايك والفسيفساء والبورسلان والكاشي والطابوق الجيري، وبارتفاعات لا تقل عن 50 سم من مستوى الأرض، وعلى الرغم من ذلك، فان تلك القبور لم تمسها آلة النبش والتخريب التابعة للبلدية! طبعاً هناك في الأمر شيء ما، ولكن ما هو ذلك الشيء؟ وفي زيارة أخرى لقبر والدته، ذكر لي أحمد، بانه التقى بأحد المراقبين هناك، فوجه للمراقب السؤال التالي: لماذا المسؤولون في البلدية على عداء مستمر مع مادة الاسمنت، وعلى الأخص في حال استعمالها في ترميم القبور؟
فرد عليه المراقب: ان هناك فتوى تطبقها البلدية بدقة على القبور..! مفادها بان مادة الاسمنت قد تعرضت الى «نار حامية» أثناء تصنيعها، ولهذا لا يجوز استخدامها في ترميم القبور، (وهنا انتهى جواب المراقب).
انتهاك
مما سبق يمكن الاستنتاج بان هذه الفتوى (ان كان فعلاً هناك فتوى) قد اجازت للمسؤولين في البلدية تخريب ونبش قبور الموتى لمجرد استعمال الاسمنت في الترميم، مما يؤدي ذلك حتماً الى انتهاك حرمة القبور وتوجيه اهانة وضربة قاسية لمشاعر وأحاسيس أهالي الموتى وذويهم.
ولك أيها القارئ الكريم ان تتخيل الى أي مدى نحن مغموسون في ظلام حالك السواد، قد فرض علينا في غفلة من الزمان.
إلى مسؤولي البلدية
كيف تداس القبور؟ أين حرمتها واحترامها؟.. منا إلى المسؤولين في البلدية!
غازي هاشم عبدالرحمن البدر
http://www.alqabas.com.kw/node/836670
الأسهم تشير إلى آثار أقدام العمال أثناء قيامهم بالنبش والتخريب (صورة خاصة بـ القبس)
نبش وتخريب وعمال «يدوسون» على القبوربأقدامهم من دون أدنى اكتراث، هذا ملخص ما حدث مع أحد المواطنين الذي كان يقوم بترميم قبر والدته ليفاجأ بعدها بنبشه وتخريبه والنفايات مبعثرة حوله.
بالإشارة الى التقرير الصحفي الذي نشره السيد زكريا محمد في صحيفة القبس يوم 2014/1/25 والخاص بظاهرة تخريب ونبش القبور في مقبرة الصليبخات، نود اولاً هنا ان نقدم الشكر للسيدة الفاضلة سعاد السيد رجب الرفاعي التي أثارت هذا الموضوع ذا الحساسية الكبيرة جداً للكثير من الأهالي والأسر والافراد، وعلى الاخص الذين غيب الموت أمهاتهم وآباءهم وأبناءهم وأزواجهم وأقاربهم، وذلك لما للقبور من حرمه عالية قد كفلتها جميع الأديان والمجتمعات بصورة عامة.
فبجانب التبريرات التي جاءت على لسان العاملين في المقبرة وذلك في ما يخص تلك الظاهرة الغريبة، فإن شيئا ما مفقود من الصورة الكاملة للموضوع، ولهذا فإنه من الضروري جداً تتبع تفاصيل هذه الظاهرة الغريبة الى ابعد الحدود، وإجراء المقابلات اللازمة مع كبار موظفي البلدية بدءا بالوزير وانتهاء بمدير الإدارة الخاصة بشؤون المقابر ودفن الموتى.
واقعة
وحتى نساهم في البحث عن الحقيقة لهذه الظاهرة، نود ان نسرد الواقعة الحقيقية التي حدثت لأحد الاقارب، ولنطلق عليه اسم احمد، فقد انتقلت والدته الى رحمة الله تعالى قبل أربع سنوات، وكان يقوم بزيارة قبرها شهرياً للترحم والدعاء لها، وفي احدى الزيارات لاحظ احمد أن «البحص» الذي يغطي تربة القبر قد تبعثر. فقام احمد باحضار بحص جديد وغطى به قبر والدته، إلا انه في هذه المرة مزج مع البحث قليلا من الاسمنت حرصا منه على ان تتماسك حباته دون ان تتبعثر مرة اخرى، وبينما كان احمد منهمكا في العمل، فقد فاجأه مراقب البلدية ومعه بعض العمال، وقال لأحمد: اني انصحك بالا تواصل العمل وان تقف عند هذا الحد، لأنه سوف تصدر الاوامر للعمال لاحقا للقيام بنبش وتخريب ما تفعله الآن، والسبب يكمن في انك استعملت مادة الاسمنت مع البحص، فكان رد احمد للمراقب: وما الخطأ في ذلك؟
ممنوع
فأجاب المراقب: ان الاسمنت ممنوع استخدامه في ترميم القبور، لانه بمجرد استخدام الاسمنت، فإن البلدية تنظر الى القبر وكأنه «بناء» مخالف ومن ثم تطبق عليه إجراءات وأنظمة المخالفة وذلك إما بنبشه أو تخريبه، وبعد ان انتهى أحمد من ترميم قبر والدته، غادر المكان ليعود إليه بعد أسبوعين ليرى قبر والدته وقد تم نبشه وتخريبه، والنفايات مبعثرة حوله، وكذلك آثار أقدام تشير الى ان العمال قد داسوا على القبر دون أدنى اكتراث، والصور المرفقة خير شاهد على ذلك.
جولة
كما ذكر لي أحمد أيضاً، انه تجول في زوايا مختلفة من المقبرة، فشاهد مقابر وقد استعمل في ترميمها ليس فقط الاسمنت وانما أصناف عديدة من المواد الحديثة مثل الموزايك والفسيفساء والبورسلان والكاشي والطابوق الجيري، وبارتفاعات لا تقل عن 50 سم من مستوى الأرض، وعلى الرغم من ذلك، فان تلك القبور لم تمسها آلة النبش والتخريب التابعة للبلدية! طبعاً هناك في الأمر شيء ما، ولكن ما هو ذلك الشيء؟ وفي زيارة أخرى لقبر والدته، ذكر لي أحمد، بانه التقى بأحد المراقبين هناك، فوجه للمراقب السؤال التالي: لماذا المسؤولون في البلدية على عداء مستمر مع مادة الاسمنت، وعلى الأخص في حال استعمالها في ترميم القبور؟
فرد عليه المراقب: ان هناك فتوى تطبقها البلدية بدقة على القبور..! مفادها بان مادة الاسمنت قد تعرضت الى «نار حامية» أثناء تصنيعها، ولهذا لا يجوز استخدامها في ترميم القبور، (وهنا انتهى جواب المراقب).
انتهاك
مما سبق يمكن الاستنتاج بان هذه الفتوى (ان كان فعلاً هناك فتوى) قد اجازت للمسؤولين في البلدية تخريب ونبش قبور الموتى لمجرد استعمال الاسمنت في الترميم، مما يؤدي ذلك حتماً الى انتهاك حرمة القبور وتوجيه اهانة وضربة قاسية لمشاعر وأحاسيس أهالي الموتى وذويهم.
ولك أيها القارئ الكريم ان تتخيل الى أي مدى نحن مغموسون في ظلام حالك السواد، قد فرض علينا في غفلة من الزمان.
إلى مسؤولي البلدية
كيف تداس القبور؟ أين حرمتها واحترامها؟.. منا إلى المسؤولين في البلدية!
غازي هاشم عبدالرحمن البدر
http://www.alqabas.com.kw/node/836670