المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكاتب صلاح الفضلي يسأل ....تبون الحكم ولا ما تبونه ؟



كاكاو
02-02-2014, 12:48 PM
شريط مؤامرة الخرافي وناصر المحمد


http://dr-salah.com/portal/images/logo.png


01-02-2014

د.صلاح الفضلي


انشغل الكويتيون قبل أسابيع عدة بما سُمي بـ "شريط المؤامرة" الذي يُزعم أنه تسجيل يجمع رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي يُظهر قيامهم بالتخطيط لإزاحة ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وترتيب الأمور لوصول الشيخ ناصر المحمد بدلاً منه، وتم تداول هذا الموضوع بشكل مكثف عبر شبكات التواصل، وتبنى معسكر الموالين لنواب المعارضة السابقة الترويج لوجود هذا الشريط وكانوا يتحدثون بلهجة المتيقن الواثق، وكان أبرز هؤلاء المحامي محمد عبدالقادر الجاسم وسعد العجمي الذي كتب "لو يدري عمير جان شق جيبه"، وحتى أحمد السعدون المعروف عنه دقته في التحقق من الأمور استشهد في حسابه على التويتر بالآية الكريمة "إن الله لا يحب الخائنين" في إشارة غير مباشرة إلى الموضوع، بل وذكر في مقابلته على قناة اليوم مع محمد الوشيحي أنه لم يستمع إلى الشريط ولكنه سمع من أشخاص يثق بهم بوجود "الشريط".


انتظر الجميع أن يظهر "شريط المؤامرة" الذي كان يقال أنه لدى الشيخ أحمد الفهد وقيل في حينها أنه سوف يسلمه لسمو الأمير، ولكن الشريط لم ير النور حتى أصبح مثل "بيض الصعو اللي نسمع فيه وما نشوفه". وبعد طول إنتظار قطع جاسم الخرافي الشك باليقين وتقدم ببلاغ إلى النيابة يدعي فيه على من روج لوجود هذا الشريط، ومن الواضح أن المحسوبين على نواب المعارضة ومن يقف خلفهم وبسبب عداءهم الشديد للخرافي وناصر المحمد وقعوا في فخ الترويج للشريط الذي أعتقدوا أنه ضربة قاصمة لتحالف الخرافي-المحمد. ومن الواضح أن هناك من له مصلحة في تسريب إشاعة الشريط في أوساط المعارضة لإثارة البلبلة وإعادة الحديث عن منصب ولاية العهد، وهنا لابد من أن نفتش عن المستفيد وهي القاعدة السائدة للاستدلال على الفاعل عند وقوع أي جريمة.


بعد أن تبين أن لا وجود للشريط المزعوم كيف يمكن أن نفهم ما حصل، ومن له مصلحة في خلق هذه البلبلة حول ولاية العهد والحديث عن "مؤامرة" لتنحيته عن منصبه؟ بداية لابد من التذكير أن الحديث عن تنحية سمو ولي العهد خلال فترة إشاعة الشريط لم تكن المرة الأولى للحديث في هذا الشأن، بل حدث قبل ذلك عندما ذهب سمو ولي العهد للعلاج قبل أشهر عدة ويومها تم إشاعة أن السفر هو تمهيد لطلب إعفائه من المنصب. لا أعتقد أنه يمكن فهم مغزى ظهور "إشاعة الشريط" إلا في سياق "مداحر الشيوخ" للوصول إلى المناصب العليا والذي لم يعد خافياً على أحد، ولعل أوضح من عبر عن القلق من إستمرار هذا "المداحر" على استقرار الحكم هو رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عندما كان نائباً بقوله "تبون الحكم وإلا ما تبونه"، والمنطق السليم يقول أن من يقف خلف إشاعة الشريط "شيخ ولد شيخ".


لم يعد خافياً أبداً أن المعركة بين الطامحين للزعامة من الشيوخ سوف تستمر على أشدها في المرحلة القادمة والمرجح أنه سوف تستخدم فيها كل الأسلحة الفتاكة من مال ووسائل إعلام وتحالفات وشبيحة وضرب تحت الحزام إستعداداً لساعة الصفر التي لم تعد بعيدة، وهنا نردد مع مرزوق الغانم "تبون الحكم وإلا ما تبونه".


د. صلاح الفضلي salahma@yahoo.com


@salahfadly


http://dr-salah.com/portal/articlesDesc.asp?id=176