yasmeen
03-07-2005, 04:07 PM
الشيخ محمد الغزالي
أن أي مطالع للقرآن الكريم والسنن الصحاح يرى المرأة جزءا حيا من مجتمع حي, فهي تتعلم وتتعبد وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجاهد. اذا شاءت في البر والبحر, وتؤخذ منها البيعة على معاقد الإيمان الاخلاق وتعارض الحكم أو تؤيده .. الخ ودخل التحريف على تعاليمنا وتقاليدنا, فاذا المرأة كل على مولاه اينما يوجهه لا يأت بخير!!
قال لي صديق : انه عندما امر الملك فيصل بتعليم البنات تحولت أسر عن البلد الذي انشئت فيه أول مدرسة وكرهت ان ترى هذه البدعة المنكرة.. ولايزال نفر من علماء الدين يكرهون وجه المرأة, ويحملونها مسؤولية خروج أدم من الجنة كما زعم اليهود في كتبهم, ويرون الدين امساك النساء في البيوت حتى يتوفاهن الموت, وحرمانهن من أي نشاط عام.
واعتقد ان هؤلاء العلماء القاصرين لو كانوا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم, لطالبوه بطرد السيدتين اللتين حضرتا بيعة العقبة الكبرى, وقالوا له: ما للنساء وهذه الشؤون.. ولو كانوا موجودين عند فتح مكة لقالوا له: حسبك بيعة الرجال, وهم يعلمون نساءهم اما استخراج النساء للبيعة فقد يكون سببا في غرورهن وجرأتهن:
بل أعتقد أن هؤلاء العلماء - على المجاز لا على الحقيقية - لو كانوا مع نبي الله سليمان وهو يكتب خطابه لبلقيس »ألا تعلوا علي واتوني مسلمين« لقالوا له عدل هذه الصيغة فأنها تعترف بتوليها منصب الملك, اكتب بعزلها أولا ثم تفاهم مع الرجال وحدهم:!
هذه العقلية المختلة فرضت نفسها طويلا على دين الله , وبعد ان اعانت اقدار حسنة على زلزلة سلطانهم رأيناهم يستميتون في احراج المرأة المسلمة وتعكير مستقبلها بفتاوى مكذوبة على الإسلام.
وقد ساء وضع المرأة في القرون الاخيرة, وفرضت عليها الأمية والتخلف الإنساني العام.
بل انني اشعر بان احكاما قرآنية ثابتة اهملت كل الاهمال لانها تتصل بمصلحة المرأة, منها انه قلما نالت المرأة ميراثها, وقلما استشيرت في زواجها!
وبين كل مئة الف طلاق يمكن ان يقع تمتيع مطلقة .. اما قوله تعالى »وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين« فهو كلام للتلاوة.
والتطويح بالزوجة لنزوة طارئة أمرعادي اما قوله تعالى »وان خفتم شقاقاً بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها«.. فحبر على ورقة.المرأة انزل رتبة واقل قيمة من ان ينعقد لاجلها مجلس صلح! ان الرغبة في طردها لا يجوز ان تقاوم! وقد نددت في مكان آخر بان خطيئة الرجل تغتفر اما خطأ المرأة فدمها ثمن له!
وقد استغل الاستعمار العالمي في غارته الأخيرة علينا هذا الاعوجاج المذكور, وشن على تعاليم الاستعمار حربا ضارية! كأن الإسلام المظلوم هو المسؤول عن الفوضى الضاربة بين اتباعه.
والذي يثير الدهشة ان مدافعين عن الاسلام او متحدثين باسمه وقفوا محامين عن هذه الفوضى الموروثة,لانهم , بغباوة رائعة - ظنوا ان الاسلام هو هذه الفوضى! والجنون فنون والجهالة فنون!
ان الاعمدة التي تقوم عليها العلاقات بين الرجال والنساء تبرز في قوله تعالى: »لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض« وقوله:»من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون«.
تولي المناصب القيادية
وهناك أمور لم يجئ في الدين أمر بها او نهي عنها فصارت من قبيل العفو الذي سكت الشارع عنه ليتيح لنا حرية التصرف فيه سلبا وايجابا.
وليس لأحد ان يجعل رأيه هنا دينا, فهو رأي وحسب!
ولعل ذلك سر قول ابن حزم ان الاسلام لم يحظر على امرأة تولي منصب ما, حاشا الخلافة العظمى!.
وسمعت من رد كلام ابن حزم, بأنه مخالف لقوله تعالى: »الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم« .. فالآية تفيد- في فهمه - انه لا يجوز ان تكون المرأة رئيسة رجل في أي عمل!
وهذا رد مرفوض والذي يقرأ بقية الآية الكريمة يدرك ان القوامة المذكورة هي للرجل في بيته, وداخل اسرته.
وعندما ولى عمر قضاء الحسبة في سوق المدينة للشفاء, كانت حقوقها مطلقة على اهل السوق رجالات ونساء, تحل الحلال وتحرم الحرام وتقيم العدالة وتمنع المخالفات.
واذا كانت للرجل زوجة طبيبة في مستشفى فلا دخل له في عملها الفني ولا سلطان له على وظيفتها في مستشفاها.
قد يقال: كلام ابن حزم منقوض بالحديث »خاب قوم ولوا امرهم امرأة«.
وجعل امور المسلمين إلى النساء يعرض الأمة للخيبة فينبغي الا تسند اليهن وظيفة كبيرة ولا صغيرة وابن حزم يرى الحديث مقصوراً على رياسة الدولة,اما ما دون ذلك فلا علاقة للحديث به«.
ونحب ان نلقي نظرة أعمق على الحديث الوارد, ولسنا من عشاق جعل النساء رئيسات للدول أو رئيسات للحكومات, اننا نعشق شيئا واحدا, ان يرأس الدولة أو الحكومة أكفأ انسان في الأمة.
وقد تأملت في الحديث المروي في الموضوع, مع انه صحيح سندا ومتنا, ولكن مامعناه? عندما كانت فارس تتهاوى تحت مطارق الفتح الاسلامي كانت تحكمها ملكية مستبدة مشؤومة.
الدين وثني! والاسرة المالكة لاتعرف شورى, ولا تحترم رأيا مخالفا, والعلاقات بين افرادها بالغة السوء, قد يقتل الرجل أباه او اخوته في سبيل مأربه, والشعب خانع منقاد.
وكان في الامكان, وقد انهزمت الجيوش الفارسية امام الرومان الذين احرزوا نصرا مبينا بعد هزيمة كبرى, اخذت مساحة الدولة تتقلص ان يتولى الأمر قائد عسكري يوقف سيل الهزائم, لكن الوثنية السياسية جعلت الأمة والدولة ميراثا لفتاة لا تدري شيئا, فكان ذلك ايذانا بأن الدولة كلها الى ذهاب.
في التعليق على هذا كله قال النبي الحكيم كلمته الصادقة, فكانت وصفا للاوضاع كلها.
ولو ان الامر في فارس شورى, وكانت المرأة الحاكمة تشبه »غولدا مائير« اليهودية التي حكمت اسرائيل واستبقت دفة الشؤون العسكرية في أيدي قادتها لكان هناك تعليق آخر على الاوضاع القائمة.
ولك ان تسأل: ماذا تعني? واجيب: بأن النبي عليه الصلاة والسلام قرأ على الناس في مكة سورة النمل, وقص عليهم هذه السورة قصة ملكة سبأ التي قادت قومها الى الايمان والفلاح بحكمتها وذكائها, ويستحيل ان يرسل حكما في حديث يناقض مانزل عليه من وحي ! كانت بلقيس ذات ملك عريض, وصفه الهدهد بقوله: »اني وجدت أمرأة تملكهم واوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم«.
وقد دعاها سليمان الى الإسلام, ونهاها عن الاستكبار والعناد, فلما تلقت كتابه, تروت في الرد عليه, واستشارت رجال الدولة الذين سارعوا الى مساندتها في أي قرار تتخذه,قائلين »نحن أولو قوة واولو بأس شديد, والأمر اليك فانظري ماذا تأمرين«?
ولم تغتر المرأة الواعية بقوتها ولابطاعة قومها لها,بل قالت :»نختبر سليمان هذا لنتعرف اهو جبار من طلاب السطوة والثروة ام هو نبي صاحب ايمان ودعوة«.
أن أي مطالع للقرآن الكريم والسنن الصحاح يرى المرأة جزءا حيا من مجتمع حي, فهي تتعلم وتتعبد وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجاهد. اذا شاءت في البر والبحر, وتؤخذ منها البيعة على معاقد الإيمان الاخلاق وتعارض الحكم أو تؤيده .. الخ ودخل التحريف على تعاليمنا وتقاليدنا, فاذا المرأة كل على مولاه اينما يوجهه لا يأت بخير!!
قال لي صديق : انه عندما امر الملك فيصل بتعليم البنات تحولت أسر عن البلد الذي انشئت فيه أول مدرسة وكرهت ان ترى هذه البدعة المنكرة.. ولايزال نفر من علماء الدين يكرهون وجه المرأة, ويحملونها مسؤولية خروج أدم من الجنة كما زعم اليهود في كتبهم, ويرون الدين امساك النساء في البيوت حتى يتوفاهن الموت, وحرمانهن من أي نشاط عام.
واعتقد ان هؤلاء العلماء القاصرين لو كانوا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم, لطالبوه بطرد السيدتين اللتين حضرتا بيعة العقبة الكبرى, وقالوا له: ما للنساء وهذه الشؤون.. ولو كانوا موجودين عند فتح مكة لقالوا له: حسبك بيعة الرجال, وهم يعلمون نساءهم اما استخراج النساء للبيعة فقد يكون سببا في غرورهن وجرأتهن:
بل أعتقد أن هؤلاء العلماء - على المجاز لا على الحقيقية - لو كانوا مع نبي الله سليمان وهو يكتب خطابه لبلقيس »ألا تعلوا علي واتوني مسلمين« لقالوا له عدل هذه الصيغة فأنها تعترف بتوليها منصب الملك, اكتب بعزلها أولا ثم تفاهم مع الرجال وحدهم:!
هذه العقلية المختلة فرضت نفسها طويلا على دين الله , وبعد ان اعانت اقدار حسنة على زلزلة سلطانهم رأيناهم يستميتون في احراج المرأة المسلمة وتعكير مستقبلها بفتاوى مكذوبة على الإسلام.
وقد ساء وضع المرأة في القرون الاخيرة, وفرضت عليها الأمية والتخلف الإنساني العام.
بل انني اشعر بان احكاما قرآنية ثابتة اهملت كل الاهمال لانها تتصل بمصلحة المرأة, منها انه قلما نالت المرأة ميراثها, وقلما استشيرت في زواجها!
وبين كل مئة الف طلاق يمكن ان يقع تمتيع مطلقة .. اما قوله تعالى »وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين« فهو كلام للتلاوة.
والتطويح بالزوجة لنزوة طارئة أمرعادي اما قوله تعالى »وان خفتم شقاقاً بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها«.. فحبر على ورقة.المرأة انزل رتبة واقل قيمة من ان ينعقد لاجلها مجلس صلح! ان الرغبة في طردها لا يجوز ان تقاوم! وقد نددت في مكان آخر بان خطيئة الرجل تغتفر اما خطأ المرأة فدمها ثمن له!
وقد استغل الاستعمار العالمي في غارته الأخيرة علينا هذا الاعوجاج المذكور, وشن على تعاليم الاستعمار حربا ضارية! كأن الإسلام المظلوم هو المسؤول عن الفوضى الضاربة بين اتباعه.
والذي يثير الدهشة ان مدافعين عن الاسلام او متحدثين باسمه وقفوا محامين عن هذه الفوضى الموروثة,لانهم , بغباوة رائعة - ظنوا ان الاسلام هو هذه الفوضى! والجنون فنون والجهالة فنون!
ان الاعمدة التي تقوم عليها العلاقات بين الرجال والنساء تبرز في قوله تعالى: »لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض« وقوله:»من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون«.
تولي المناصب القيادية
وهناك أمور لم يجئ في الدين أمر بها او نهي عنها فصارت من قبيل العفو الذي سكت الشارع عنه ليتيح لنا حرية التصرف فيه سلبا وايجابا.
وليس لأحد ان يجعل رأيه هنا دينا, فهو رأي وحسب!
ولعل ذلك سر قول ابن حزم ان الاسلام لم يحظر على امرأة تولي منصب ما, حاشا الخلافة العظمى!.
وسمعت من رد كلام ابن حزم, بأنه مخالف لقوله تعالى: »الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم« .. فالآية تفيد- في فهمه - انه لا يجوز ان تكون المرأة رئيسة رجل في أي عمل!
وهذا رد مرفوض والذي يقرأ بقية الآية الكريمة يدرك ان القوامة المذكورة هي للرجل في بيته, وداخل اسرته.
وعندما ولى عمر قضاء الحسبة في سوق المدينة للشفاء, كانت حقوقها مطلقة على اهل السوق رجالات ونساء, تحل الحلال وتحرم الحرام وتقيم العدالة وتمنع المخالفات.
واذا كانت للرجل زوجة طبيبة في مستشفى فلا دخل له في عملها الفني ولا سلطان له على وظيفتها في مستشفاها.
قد يقال: كلام ابن حزم منقوض بالحديث »خاب قوم ولوا امرهم امرأة«.
وجعل امور المسلمين إلى النساء يعرض الأمة للخيبة فينبغي الا تسند اليهن وظيفة كبيرة ولا صغيرة وابن حزم يرى الحديث مقصوراً على رياسة الدولة,اما ما دون ذلك فلا علاقة للحديث به«.
ونحب ان نلقي نظرة أعمق على الحديث الوارد, ولسنا من عشاق جعل النساء رئيسات للدول أو رئيسات للحكومات, اننا نعشق شيئا واحدا, ان يرأس الدولة أو الحكومة أكفأ انسان في الأمة.
وقد تأملت في الحديث المروي في الموضوع, مع انه صحيح سندا ومتنا, ولكن مامعناه? عندما كانت فارس تتهاوى تحت مطارق الفتح الاسلامي كانت تحكمها ملكية مستبدة مشؤومة.
الدين وثني! والاسرة المالكة لاتعرف شورى, ولا تحترم رأيا مخالفا, والعلاقات بين افرادها بالغة السوء, قد يقتل الرجل أباه او اخوته في سبيل مأربه, والشعب خانع منقاد.
وكان في الامكان, وقد انهزمت الجيوش الفارسية امام الرومان الذين احرزوا نصرا مبينا بعد هزيمة كبرى, اخذت مساحة الدولة تتقلص ان يتولى الأمر قائد عسكري يوقف سيل الهزائم, لكن الوثنية السياسية جعلت الأمة والدولة ميراثا لفتاة لا تدري شيئا, فكان ذلك ايذانا بأن الدولة كلها الى ذهاب.
في التعليق على هذا كله قال النبي الحكيم كلمته الصادقة, فكانت وصفا للاوضاع كلها.
ولو ان الامر في فارس شورى, وكانت المرأة الحاكمة تشبه »غولدا مائير« اليهودية التي حكمت اسرائيل واستبقت دفة الشؤون العسكرية في أيدي قادتها لكان هناك تعليق آخر على الاوضاع القائمة.
ولك ان تسأل: ماذا تعني? واجيب: بأن النبي عليه الصلاة والسلام قرأ على الناس في مكة سورة النمل, وقص عليهم هذه السورة قصة ملكة سبأ التي قادت قومها الى الايمان والفلاح بحكمتها وذكائها, ويستحيل ان يرسل حكما في حديث يناقض مانزل عليه من وحي ! كانت بلقيس ذات ملك عريض, وصفه الهدهد بقوله: »اني وجدت أمرأة تملكهم واوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم«.
وقد دعاها سليمان الى الإسلام, ونهاها عن الاستكبار والعناد, فلما تلقت كتابه, تروت في الرد عليه, واستشارت رجال الدولة الذين سارعوا الى مساندتها في أي قرار تتخذه,قائلين »نحن أولو قوة واولو بأس شديد, والأمر اليك فانظري ماذا تأمرين«?
ولم تغتر المرأة الواعية بقوتها ولابطاعة قومها لها,بل قالت :»نختبر سليمان هذا لنتعرف اهو جبار من طلاب السطوة والثروة ام هو نبي صاحب ايمان ودعوة«.