قبازرد
01-25-2014, 11:23 PM
http://albadee.net/assets/87aeb1cbe54bad7a99eaecd9c00d5adb_598_355.jpg
أحمد الحباسى - تونس
25 كانون ثاني 2014
البديع - ملايين الدولارات صرفت لتنفيذ المؤامرة على الشعب السوري ، كانت شعوب الخليج أولى بدولاراتها ، و أولى بأن تخصص لفقرائها و بنيتها التحتية التي رأينا تعاستها إبان الأمطار الأخيرة في السعودية ، و أولى بأن تخصص لمحو الأمية الزائدة عن الحد في بلدان الخليج ، و أولى بأن تبنى بها الجامعات و مراكز البحوث العلمية في كل المجالات حتى لا تبقى دولة واحدة بحجم إيران أكبر دولة منتجة للأبحاث العلمية المتقدمة في المنطقة في حين يقتصر “تقدم ” الدول الخليجية في مجال واحد وحيد هو إصدار الفتاوى الهامشية ، و إطلاق فضائيات تعلم ركوب الجمال و غناء العكاظيات في عصر الأقمار الصناعية .
بعملية مقارنة بسيطة يتبين أن ما بذرته دول الخليج مجتمعة من أموال نفطية لتنفيذ المؤامرة يزيد أضعاف الأضعاف على كامل ميزانية إسرائيل المخصصة لمواجهة الخطر السوري و من تلك المقارنة نصل إلى حقيقة كئيبة مرعبة أن عدو الشعب السوري ليس إسرائيل بالطبع بل هي دول الخليج المنخرطة في حرب معلنة لتدمير الاقتصاد و البنية التحتية السورية في كل المجالات ، و لعل أهم ما يلفت الانتباه في مسألة المؤامرة الكريهة على سوريا أن أول ما تستهدف هو الإنسان السوري ، هذا الاستهداف المقصود من المعلوم أنه يخلف آثارا نفسية مزعجة من شأنها أن تفرز تصرفات عدوانية و مشاكل اجتماعية لا حصر لها يمكن أن تظهر بمجرد انتهاء الحرب الإرهابية ، و يجمع علماء النفس أن الحرب على العراق قد تركت أثرا سيئا في تصرف الإنسان العراقي ، و بالتالي فان الحرب القذرة على سوريا ستكون لها ارتدادات اجتماعية مخيفة ستفرض معالجة اجتماعية طويلة المدى حتى تتضاءل آثارها على البنية الاجتماعية السورية.
من الواضح أن المؤامرة قد فشلت في الوصول إلى اغلب أهدافها المعلنة و الخفية ، لكن من الملفت أن بعض دول الخليج الواقع سماع خطبها في مؤتمر جينيف ما زالت مصرة على البحث على كافة الطرق للإساءة للشعب السوري ، و مع أن كل الشعوب العربية قد فهمت و تيقنت بحقيقة الدور الخليجي في مأساة الشعب السوري ، و مع أنه لا أحد يقتنع بالمبررات “الإنسانية” الخليجية لان من يضع يده يوميا في يد العدو و المشروع الصهيوني لا يمكن أن يحمل قلبا و مشاعر عربية ، و مع أن الجميع اليوم على قناعة أن ما تقوم به هذه الدول هو شيء من خدمات ما بعد البيع بعد أن باعت كل القضايا العربية و لم يبق لديها اليوم من عمل إلا مزيد تقديم القرابين حتى ترضى اليهود و النصارى و يعطى لها جواز البقاء على عروشها الآيلة للسقوط مهما ” أنجزت” من خدمات مسيئة للمصالح العربية .
منذ سنوات و بعض الحكام العرب يبيعون المصلحة العربية المشتركة ، و منذ فترات و هم يذرفون دموع التماسيح على مصير فلسطين و هم أول من باعها و أول من قبض أثمانها ، لذلك لم تعد هناك قضية فلسطينية ، و لا مشروع دفاع عربي مشترك ، و لا مقاومة ، و لا أطفال حجارة ، و لا أغاني ملتزمة ، و لا شعارات تنادى بعدم التطبيع ، و لا من ينظم قصائد تفوح منها رائحة الحث على المقاومة ، و منذ سنوات ، و المتآمرون يجتمعون في الأقبية و في الزواريب الجانبية و تحت الأرض كل يقدم الخرائط و الأمثلة الهندسية و عقود الملكية المزيفة لمقاولات الشراء و البعث العقاري الدولية التي تشترى كل ما ينبض “بالرائحة” العربية من تاريخ و من جغرافيا و من آثار و كتب و لوحات ، ولان نهم الدول الاستعمارية لا يشبع و لا ينتهي فقد باع حكام العرب كل شيء بلا شيء و لم يبق للبيع إلا ما يحملون من لباس لن يستر كل عوراتهم الكثيرة على كل حال .
ألا يستحون ؟ … ألا يستحى أمين الجامعة العربية أمام مرآة الضمير الإنسانية ؟ ألا يستحى ممثل السعودية و هو القادم من بلاد الحرمين ؟ ألم يكف ما باعوا من مصالح عربية بثمن التراب حتى الآن ؟ ألا تكفيهم بيع فلسطين و ما أدراك ما فلسطين ؟ ألا يكفيهم بيع العراق و ما أدراك ما العراق ؟ ألا يكفيهم بيع المقاومة اللبنانية و ما أدراك ما المقاومة اللبنانية ؟ ألم يكتفوا بإعطاء ليبيا للضباع و الذئاب المتوحشة ؟ ألا يشبعون من الخيانة ؟ …هؤلاء ماذا يريدون ، إلى ماذا سيصلون ، ثم أليس هذا الشعب السوري شعبا عربيا مسلما ؟ فلماذا يتداعى هؤلاء المصلون إلى صلواتهم و هم متناسون مدبرون غافلون مغفلون صامتون ؟ من يقبل صلاة هؤلاء الصامتين عن الحق ، الشياطين الخرساء ، من يقبل مناجاة و دعاء هؤلاء المجتمعين في باحات مساجد بلاد الحرمين و هم يغمضون العيون عن بكاء العيون و يصمون الآذان على نواح الأرامل و الأطفال و الشيوخ ؟ كيف يصمت صوت الضمير الخليجي إلى هذا الحد ؟
لقد نادينا بكل الأصوات هؤلاء الأهل و لكن لا من مجيب ، و نادينا صوت العقل في هذه الكائنات التي تدفع المليارات لذبح الشعب السوري و لا من متعقل ، و نادينا ضمائر الإعلام و أصحاب العمائم البيضاء و كل القلوب الرحيمة فما من مجيب ، ولان من يقفون اليوم في جينيف 2 يبحثون عن مخرج حتى تعود عجلة المؤامرة إلى الدوران ، و لان أصحاب الخليج لا يريدون صلحا و لا سلما و لا حلا ، فان مسؤولية إنقاذ الشعب السوري هي مهمة حصرية للقيادة السورية عليها القيام بها رغم كل الظروف و هي مسؤولية حزب الله و إيران و كل القوى الفلسطينية التي عليها أن تثبت للمرة الأخيرة أنها مع الخيار الصحيح حتى لا تذهب ريحها ، و على الشعب السوري اليوم أن يثبت للعالم أنه قادر على دفع فاتورة الدم حتى تبقى سوريا أولا ، سوريا ثانيا ، سوريا أخيرا .
المصدر : بانوراما الشرق الاوسط
أحمد الحباسى - تونس
25 كانون ثاني 2014
البديع - ملايين الدولارات صرفت لتنفيذ المؤامرة على الشعب السوري ، كانت شعوب الخليج أولى بدولاراتها ، و أولى بأن تخصص لفقرائها و بنيتها التحتية التي رأينا تعاستها إبان الأمطار الأخيرة في السعودية ، و أولى بأن تخصص لمحو الأمية الزائدة عن الحد في بلدان الخليج ، و أولى بأن تبنى بها الجامعات و مراكز البحوث العلمية في كل المجالات حتى لا تبقى دولة واحدة بحجم إيران أكبر دولة منتجة للأبحاث العلمية المتقدمة في المنطقة في حين يقتصر “تقدم ” الدول الخليجية في مجال واحد وحيد هو إصدار الفتاوى الهامشية ، و إطلاق فضائيات تعلم ركوب الجمال و غناء العكاظيات في عصر الأقمار الصناعية .
بعملية مقارنة بسيطة يتبين أن ما بذرته دول الخليج مجتمعة من أموال نفطية لتنفيذ المؤامرة يزيد أضعاف الأضعاف على كامل ميزانية إسرائيل المخصصة لمواجهة الخطر السوري و من تلك المقارنة نصل إلى حقيقة كئيبة مرعبة أن عدو الشعب السوري ليس إسرائيل بالطبع بل هي دول الخليج المنخرطة في حرب معلنة لتدمير الاقتصاد و البنية التحتية السورية في كل المجالات ، و لعل أهم ما يلفت الانتباه في مسألة المؤامرة الكريهة على سوريا أن أول ما تستهدف هو الإنسان السوري ، هذا الاستهداف المقصود من المعلوم أنه يخلف آثارا نفسية مزعجة من شأنها أن تفرز تصرفات عدوانية و مشاكل اجتماعية لا حصر لها يمكن أن تظهر بمجرد انتهاء الحرب الإرهابية ، و يجمع علماء النفس أن الحرب على العراق قد تركت أثرا سيئا في تصرف الإنسان العراقي ، و بالتالي فان الحرب القذرة على سوريا ستكون لها ارتدادات اجتماعية مخيفة ستفرض معالجة اجتماعية طويلة المدى حتى تتضاءل آثارها على البنية الاجتماعية السورية.
من الواضح أن المؤامرة قد فشلت في الوصول إلى اغلب أهدافها المعلنة و الخفية ، لكن من الملفت أن بعض دول الخليج الواقع سماع خطبها في مؤتمر جينيف ما زالت مصرة على البحث على كافة الطرق للإساءة للشعب السوري ، و مع أن كل الشعوب العربية قد فهمت و تيقنت بحقيقة الدور الخليجي في مأساة الشعب السوري ، و مع أنه لا أحد يقتنع بالمبررات “الإنسانية” الخليجية لان من يضع يده يوميا في يد العدو و المشروع الصهيوني لا يمكن أن يحمل قلبا و مشاعر عربية ، و مع أن الجميع اليوم على قناعة أن ما تقوم به هذه الدول هو شيء من خدمات ما بعد البيع بعد أن باعت كل القضايا العربية و لم يبق لديها اليوم من عمل إلا مزيد تقديم القرابين حتى ترضى اليهود و النصارى و يعطى لها جواز البقاء على عروشها الآيلة للسقوط مهما ” أنجزت” من خدمات مسيئة للمصالح العربية .
منذ سنوات و بعض الحكام العرب يبيعون المصلحة العربية المشتركة ، و منذ فترات و هم يذرفون دموع التماسيح على مصير فلسطين و هم أول من باعها و أول من قبض أثمانها ، لذلك لم تعد هناك قضية فلسطينية ، و لا مشروع دفاع عربي مشترك ، و لا مقاومة ، و لا أطفال حجارة ، و لا أغاني ملتزمة ، و لا شعارات تنادى بعدم التطبيع ، و لا من ينظم قصائد تفوح منها رائحة الحث على المقاومة ، و منذ سنوات ، و المتآمرون يجتمعون في الأقبية و في الزواريب الجانبية و تحت الأرض كل يقدم الخرائط و الأمثلة الهندسية و عقود الملكية المزيفة لمقاولات الشراء و البعث العقاري الدولية التي تشترى كل ما ينبض “بالرائحة” العربية من تاريخ و من جغرافيا و من آثار و كتب و لوحات ، ولان نهم الدول الاستعمارية لا يشبع و لا ينتهي فقد باع حكام العرب كل شيء بلا شيء و لم يبق للبيع إلا ما يحملون من لباس لن يستر كل عوراتهم الكثيرة على كل حال .
ألا يستحون ؟ … ألا يستحى أمين الجامعة العربية أمام مرآة الضمير الإنسانية ؟ ألا يستحى ممثل السعودية و هو القادم من بلاد الحرمين ؟ ألم يكف ما باعوا من مصالح عربية بثمن التراب حتى الآن ؟ ألا تكفيهم بيع فلسطين و ما أدراك ما فلسطين ؟ ألا يكفيهم بيع العراق و ما أدراك ما العراق ؟ ألا يكفيهم بيع المقاومة اللبنانية و ما أدراك ما المقاومة اللبنانية ؟ ألم يكتفوا بإعطاء ليبيا للضباع و الذئاب المتوحشة ؟ ألا يشبعون من الخيانة ؟ …هؤلاء ماذا يريدون ، إلى ماذا سيصلون ، ثم أليس هذا الشعب السوري شعبا عربيا مسلما ؟ فلماذا يتداعى هؤلاء المصلون إلى صلواتهم و هم متناسون مدبرون غافلون مغفلون صامتون ؟ من يقبل صلاة هؤلاء الصامتين عن الحق ، الشياطين الخرساء ، من يقبل مناجاة و دعاء هؤلاء المجتمعين في باحات مساجد بلاد الحرمين و هم يغمضون العيون عن بكاء العيون و يصمون الآذان على نواح الأرامل و الأطفال و الشيوخ ؟ كيف يصمت صوت الضمير الخليجي إلى هذا الحد ؟
لقد نادينا بكل الأصوات هؤلاء الأهل و لكن لا من مجيب ، و نادينا صوت العقل في هذه الكائنات التي تدفع المليارات لذبح الشعب السوري و لا من متعقل ، و نادينا ضمائر الإعلام و أصحاب العمائم البيضاء و كل القلوب الرحيمة فما من مجيب ، ولان من يقفون اليوم في جينيف 2 يبحثون عن مخرج حتى تعود عجلة المؤامرة إلى الدوران ، و لان أصحاب الخليج لا يريدون صلحا و لا سلما و لا حلا ، فان مسؤولية إنقاذ الشعب السوري هي مهمة حصرية للقيادة السورية عليها القيام بها رغم كل الظروف و هي مسؤولية حزب الله و إيران و كل القوى الفلسطينية التي عليها أن تثبت للمرة الأخيرة أنها مع الخيار الصحيح حتى لا تذهب ريحها ، و على الشعب السوري اليوم أن يثبت للعالم أنه قادر على دفع فاتورة الدم حتى تبقى سوريا أولا ، سوريا ثانيا ، سوريا أخيرا .
المصدر : بانوراما الشرق الاوسط