صحن
01-15-2014, 05:25 AM
الثلاثاء 14 كانون الثاني 2014
http://non14.net/filestorage/contentfiles/2014/01_14/140114081427_140_1.jpg
الجنود الأربعة كانوا فريقا طبيا،ضمن وحدة عسكرية تقدم الإغاثة لأهالي الانبار الذين تقطعت بهم السبل بسبب الأحداث.. خرجت امرأة من بيت الشيخ علي ناصر الدليمي شيخ عشيرة البو فراج تستغيث وتستنجد بالفريق الطبي العسكري وأدعت تلك الحرباء ان إحدى قريباتها تمر بحالة صحية حرجة.. نبل أفراد الفريق الطبي الأربعة وشهامتهم وسموّ أخلاقهم دفعهم للاستجابة الفورية لنداء الاستغاثة.. دخلوا دار الشيخ وشربوا الشاي،بعدها غلقت عليهم الأبواب ودخل المسلحون واختطفوهم.. اتصل الجنود بعدها بذويهم واخبروهم أنهم في بيت الشيخ المذكور، بعدها عثر على جثث الجنود.هذا نموذج من المشايخ،
الذين يعوّل عليهم بعض الساسة ويغدقون عليهم الملايين.. لقد تمتع بحماية شيوخ ووجهاء وفقراء عشائر الجنوب والفرات الأوسط اغلب ضباط صدام وجنوده المنسحبين والفارين من جبهات القتال بعد خسارتهم في معركة تحرير الكويت وبعد اندلاع الانتفاضة الشعبانية، لقد أكرموهم وأنزلوهم في بيوتهم وأحسنوا إليهم، وأوصلوا بعضهم بسياراتهم الخاصة إلى بيوتهم أو إلى أماكن قريبة من سكنهم.هل من تشابه في موقف شيخ غدر بمن دخل بيته ليقدم له المساعدة وبين أولئك الشيوخ والوجهاء والفقراء النجباء ؟.
عشر سنوات أو تزيد هي فترة حروب صدام على إيران والكويت، ارتال الجيش وضباطه الكبار يجوبون مناطق الجنوب، المعارضون لصدام كانوا يعيشون بذات المناطق أو قريبا منها. كانوا يستطيعون قتل واسر ومهاجمة الجيش، لكنهم لم يفعلوا، واكتفوا بمهاجمة مقار صدام الحزبية والأمنية، على الرغم من التنكيل والقمع والإذلال والتهميش، الذي عانى منه أهالي الجنوب والفرات الأوسط طوال فترة حكم البعث وصدام.تقول أسطورة:”تبكي الأشجار حينما تقطع الفؤوس أغصانها، الأشجار لا تبكي من الوجع، إنها تبكي من غدر أبناء جنسها”تقول الأشجار”:لولا ان مقبض الفأس من الخشب ومن غصن سابق لما بكيت وتألمت”.
من قاتلوا القاعدة في دخولها الأول للانبار، ممن دافعوا عن أنفسهم وعوائلهم وعشائرهم وشرف أسرهم، ولاء هؤلاء كان لأرضهم ولوطنهم، أما من انضموا “للجهد الوطني والمصالحة”لاحقا، هؤلاء هم من خسروا معركتهم مع الأمريكان ومع قوات الأمن العراقية. هم ذاتهم الذين خرجوا عن الإجماع الوطني باكرا وانضموا:
للقاعدة وحماس العراق وجيش الراشدين والجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين والنقشبندية وغيرها من المسميات، هؤلاء الطلقاء والخوارج الجدد، هم من يلعبون دور المحارب الوطني نهارا ودور الداعشي ليلا، هم من يوشون بالجيش ويهاجمونهم ليلا!.
فرز العشائر والتعامل مع الطلقاء والخوارج بحسم شديد - وهذا ما حصل مؤخرا – هو ما سيجنب الجيش الكمائن والغدر، وما يجنب العراق الفتنة.
رب ضارة نافعة، من كانوا للامس القريب يدا بيد في ساحات الاعتصام تفرقوا، منهم من حمل سلاحه دفاعا عن أشياء كثيرة آخرها الوطن، ومنهم من ركب على متن سفينة داعش: ان من وحدّتهم الفلوس فرقهم الخوف.المعتصمون لعام كامل يتقاتلون فيما بينهم الآن، هذا الأمر كان واضحا حتى قبل نشوب الأزمة والمعركة الأخيرة. حينما أفتى عبد الملك السعدي بحرمة الذهاب للانتخابات، لتظهر انقساما واضحا وحادا بين أفراد كتلة متحدون ذاتها، التي ستمسي منقسمون!.
الأمر ذاته يفشل أي محاولة للحوار، بسبب عدم وجود مرجعية موحدة للسنة وتبدلها كل حين.
مع من يتحاور المتحاورون ؟.
مجلس الأمن مع العراق في حربه ضد داعش، العالم كله يقف مع جيش العراق بحربه ضد داعش.باستثناء بعض دول الخليج وقادة من العراقية ومتحدون على رأس هؤلاء!.
الداعشيون: ومن تعاون معهم، ومن خذل جيش العراق بهذه المرحلة الدقيقة، ومن أصبح ناطقا باسمهم، كل هؤلاء يشككون ويقلبون الحقائق ويزورون الحقيقة التي يعرفها أهل الانبار قبل غيرهم لا تأتي على ألسنتهم أبدا.
نواب وساسة العراقية والكثير من جمهورها يستسهلون اتهام الآخر وتحميله أوزار أخطاء وخطايا ارتكبوها.
الأسطورة قالت:” لو لا المقبض الخشب لما قطعت الفأس أوصال الأغصان”،
لولا وجود حاضنة وأحضان دافئة لداعش وقبول لأفكارها وممارساتها لما قفزت داعش بهذه السرعة واحتلت الفلوجة والرمادي.. لماذا لا تجرؤ داعش في الدخول لمنطقة عين التمر المجاور للفلوجة ؟.
ثمة أخشاب تساعد الفؤوس التي تقطع أوصالنا، وثمة أفواه نتنه تبارك لهذه الفؤوس عدوانيتها وجرائمها، وثمة مواقف هزيلة تناور يعرفها العراقيون.
http://non14.net/filestorage/contentfiles/2014/01_14/140114081427_140_1.jpg
الجنود الأربعة كانوا فريقا طبيا،ضمن وحدة عسكرية تقدم الإغاثة لأهالي الانبار الذين تقطعت بهم السبل بسبب الأحداث.. خرجت امرأة من بيت الشيخ علي ناصر الدليمي شيخ عشيرة البو فراج تستغيث وتستنجد بالفريق الطبي العسكري وأدعت تلك الحرباء ان إحدى قريباتها تمر بحالة صحية حرجة.. نبل أفراد الفريق الطبي الأربعة وشهامتهم وسموّ أخلاقهم دفعهم للاستجابة الفورية لنداء الاستغاثة.. دخلوا دار الشيخ وشربوا الشاي،بعدها غلقت عليهم الأبواب ودخل المسلحون واختطفوهم.. اتصل الجنود بعدها بذويهم واخبروهم أنهم في بيت الشيخ المذكور، بعدها عثر على جثث الجنود.هذا نموذج من المشايخ،
الذين يعوّل عليهم بعض الساسة ويغدقون عليهم الملايين.. لقد تمتع بحماية شيوخ ووجهاء وفقراء عشائر الجنوب والفرات الأوسط اغلب ضباط صدام وجنوده المنسحبين والفارين من جبهات القتال بعد خسارتهم في معركة تحرير الكويت وبعد اندلاع الانتفاضة الشعبانية، لقد أكرموهم وأنزلوهم في بيوتهم وأحسنوا إليهم، وأوصلوا بعضهم بسياراتهم الخاصة إلى بيوتهم أو إلى أماكن قريبة من سكنهم.هل من تشابه في موقف شيخ غدر بمن دخل بيته ليقدم له المساعدة وبين أولئك الشيوخ والوجهاء والفقراء النجباء ؟.
عشر سنوات أو تزيد هي فترة حروب صدام على إيران والكويت، ارتال الجيش وضباطه الكبار يجوبون مناطق الجنوب، المعارضون لصدام كانوا يعيشون بذات المناطق أو قريبا منها. كانوا يستطيعون قتل واسر ومهاجمة الجيش، لكنهم لم يفعلوا، واكتفوا بمهاجمة مقار صدام الحزبية والأمنية، على الرغم من التنكيل والقمع والإذلال والتهميش، الذي عانى منه أهالي الجنوب والفرات الأوسط طوال فترة حكم البعث وصدام.تقول أسطورة:”تبكي الأشجار حينما تقطع الفؤوس أغصانها، الأشجار لا تبكي من الوجع، إنها تبكي من غدر أبناء جنسها”تقول الأشجار”:لولا ان مقبض الفأس من الخشب ومن غصن سابق لما بكيت وتألمت”.
من قاتلوا القاعدة في دخولها الأول للانبار، ممن دافعوا عن أنفسهم وعوائلهم وعشائرهم وشرف أسرهم، ولاء هؤلاء كان لأرضهم ولوطنهم، أما من انضموا “للجهد الوطني والمصالحة”لاحقا، هؤلاء هم من خسروا معركتهم مع الأمريكان ومع قوات الأمن العراقية. هم ذاتهم الذين خرجوا عن الإجماع الوطني باكرا وانضموا:
للقاعدة وحماس العراق وجيش الراشدين والجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين والنقشبندية وغيرها من المسميات، هؤلاء الطلقاء والخوارج الجدد، هم من يلعبون دور المحارب الوطني نهارا ودور الداعشي ليلا، هم من يوشون بالجيش ويهاجمونهم ليلا!.
فرز العشائر والتعامل مع الطلقاء والخوارج بحسم شديد - وهذا ما حصل مؤخرا – هو ما سيجنب الجيش الكمائن والغدر، وما يجنب العراق الفتنة.
رب ضارة نافعة، من كانوا للامس القريب يدا بيد في ساحات الاعتصام تفرقوا، منهم من حمل سلاحه دفاعا عن أشياء كثيرة آخرها الوطن، ومنهم من ركب على متن سفينة داعش: ان من وحدّتهم الفلوس فرقهم الخوف.المعتصمون لعام كامل يتقاتلون فيما بينهم الآن، هذا الأمر كان واضحا حتى قبل نشوب الأزمة والمعركة الأخيرة. حينما أفتى عبد الملك السعدي بحرمة الذهاب للانتخابات، لتظهر انقساما واضحا وحادا بين أفراد كتلة متحدون ذاتها، التي ستمسي منقسمون!.
الأمر ذاته يفشل أي محاولة للحوار، بسبب عدم وجود مرجعية موحدة للسنة وتبدلها كل حين.
مع من يتحاور المتحاورون ؟.
مجلس الأمن مع العراق في حربه ضد داعش، العالم كله يقف مع جيش العراق بحربه ضد داعش.باستثناء بعض دول الخليج وقادة من العراقية ومتحدون على رأس هؤلاء!.
الداعشيون: ومن تعاون معهم، ومن خذل جيش العراق بهذه المرحلة الدقيقة، ومن أصبح ناطقا باسمهم، كل هؤلاء يشككون ويقلبون الحقائق ويزورون الحقيقة التي يعرفها أهل الانبار قبل غيرهم لا تأتي على ألسنتهم أبدا.
نواب وساسة العراقية والكثير من جمهورها يستسهلون اتهام الآخر وتحميله أوزار أخطاء وخطايا ارتكبوها.
الأسطورة قالت:” لو لا المقبض الخشب لما قطعت الفأس أوصال الأغصان”،
لولا وجود حاضنة وأحضان دافئة لداعش وقبول لأفكارها وممارساتها لما قفزت داعش بهذه السرعة واحتلت الفلوجة والرمادي.. لماذا لا تجرؤ داعش في الدخول لمنطقة عين التمر المجاور للفلوجة ؟.
ثمة أخشاب تساعد الفؤوس التي تقطع أوصالنا، وثمة أفواه نتنه تبارك لهذه الفؤوس عدوانيتها وجرائمها، وثمة مواقف هزيلة تناور يعرفها العراقيون.