مجاهدون
03-05-2005, 12:06 PM
كتبت مليكة بوشامة:
هناك مثل عند أهل المغرب يقول بصيغة الأمر: «اقلع الجلد اللي ما هو أو ماهوش جلدك» وهو قول يأتي في معرض النهي عن ارتداء المرء أقنعة تمسخ شخصيته الحقيقية. وأظن ان المغنية اللبنانية هيفاء وهبي تستحق اليوم ان يقال لها ذلك بعد ظهورها في برنامج «لمن يجرؤ» أمام مقدمه طوني خليفة الذي بدت عليه آثار الخيبة من حلقة غابت عنها الجرأة التي يعد بها مشاهديه كل خميس.
هيفاء وهبي جلست على الكرسي أو بالأحرى الأريكة، وهنا أدعو طوني خليفة لاستعراض كل حلقات البرنامج لإجراء تحليل نفساني طريف لحركة اليد عند ضيوفه وضيفاته، وهي تعبث تارة بالمسند الاسطواني الذي وضع الى اليسار، وتارة تتحسسه كأنها تحتمي به كلما حمي وطيس المواجهة، نقول جلست في غير استرخاء وقد بدا عليها التوجس، فكانت كتلميذة غير نجيبة تدخل قاعة الامتحان على العكس تماما من الشكل الذي ظهرت به في برنامج «ساعة بقرب الحبيب» مع المذيع نفسه قبل عامين، حيث جاءت تعابير وجهها من خلال اللقطات التي جرى بثها في فقرة أبيض وأسود وتنطق بحيوية وتلقائية عززتهما أجوبتها البسيطة التي أتت منسجمة مع شخصيتها، فكانت أكثر اقناعا وأقرب الى القلب، خاصة عندما تحدثت عن مؤهلاتها من حيث الشكل بنرجسية لا تلام عليها البتة، اذ يشفع لها جمالها الصارخ وقدها الصاروخي. وهذه نعمة كان بالامكان ان تتوجها أيقونة للفتنة على عرش الأنوثة والإغراء في لبنان وخارجه لو أنها منعت تطاير فستانها كما فعلت مارلين مونرو في صورتها الخالدة بدل ان تفتعل انزلاقه عن صدرها المرمري، وهي ترقص في احدى احتفالات رأس السنة الجديدة التي نقلتها قناة «ال.بي.سي» قبل أكثر من أربع سنوات، لكن هيفاء لم تترك هامشا للغموض يسبح فيه خيال من يتأمل تقاطيع محياها وقدها البديعة كأنها نحتت بإزميل من عهد الاغريق.
هيفاء لا يجرؤ اثنان أو بالأحرى اثنتان (باعتبار ان الاتفاق بين رأيين نسائيين حول جمال امرأة أمر صعب) على دحض حقيقة انها قنبلة وصاروخ، وما الى ذلك من التشبيهات التي تربط الجمال عندنا ربما من دون سوانا بالقوى المدمرة، بينما يستعير غيرنا (وربما يكون قد فاتني ما يشي لدى هذا الغير بنزعة عنف كحالنا في استيعاب الجمال)، تشبيهاته من قاموس الدين فيقول عن امرأة انها جميلة كإلهة، أو من قاموس الفلك فيشبهها بالنجم، أو من الطبيعة فيشبهها بالنهار.
ولكن هذه الحقيقة لا تحجب مدى افتقار «قمر روتانا» كما تلقب الى الحذق والدهاء (حتى لا نقول الذكاء) لتخلق لنفسها تلك الهالة التي تشيع السحر والانبهار من حولها، وتحيلها الى نجم مضيء يبتعد في السماء كلما امتدت اليه اليد. فحتى حركات الدلال التي تأتيها تبدو أقرب الى دلال مراهقة غَّرة منه الى غنج أنثى.
هيفاء جاءت الى البرنامج منتحلة شخصية غير شخصيتها، وقد كرر المذيع ذلك على مسامعها غير مرة، وجاء ردها متهافتا ولعلها قصدت ان تستعيض بـ New Personnality عن صرعة New Look التي لا ترى نفسها معنية بها لكونها خارج المنافسة الجمالية. أو لعلها ركبت موجة الاستعانة بتلك الزمرة ممن يطلق عليهم صانعو الشخصيات الذين يتولون أمر النجم في سماء السياسة أو الفن بالعناية في اطار استراتيجية ترويجية فذة.
أرادت هيفاء ان تلعب دور التواضع فتحدث المذيع عن جمالها واستخدمت هي كلمة «الشكل» أو «الخلقة الحلوة» التي حباها الله بها. وحاولت في البدء الترفع عن الرد على الأقلام التي كتبت عنها في الصحافة العربية، ولكن سرعان ما انفلت العقال، وانزلقت الى وصلة «ردح» هاجمت فيها الصحافيين في مصر متهمة اياهم باستهداف الفنانات اللبنانيات (لأنهن حلوين وبيلبسوا علموضة)، وأظن انها استعدت عليها الصحافة المصرية بحمق و«بكرة بتسمعوا الزيطة»، ثم جرها طوني مرة أخرى الى الرد بعد ان تمنعت على مقالة لصحافية في مجلة «زهرة الخليج»، فاستسلمت لانفعالها وقالت وعيناها صوب الكاميرا وكأنها تخاطب الصحافية عبر الشاشة وبنبرة ملؤها الغيظ والحنق «سأنظر الى صورتي في المجلة ثم أقلب الصفحة».
وانتقل المذيع الى مقالة تتناول علاقتها السيئة بأبيها ففوجئ بها تندفع نحوه بعصبية تريد انتزاع الورقة لتمزيقها، وبرهنت بذلك على مدى رحابة صدرها الذي ظلت تسحب من حين الى آخر طرفي ياقة الصدرية التي تغطيه لتخفف من رحابته البادية.
ثم جاءت لحظة الحسم مع فقرة المواجهة، وهمت هيفاء بالتوجه نحو الشاشة فسألها طوني بنبرة لا تخلو من خبث فضحته نظراته التي زاغها باتجاه مكان ما من الاستديو وقال: «ما بدك تلبسي عليك» في اشارة الى جاكيت الفرو التي تخلصت منها عندما قامت لأداء أول أغنية في الحلقة، فتذرعت هيفاء بحرارة الجو في الاستديو ومشت أمامه، لكنها فضلت الانسحاب من المواجهة، ولا أعلم ما اذا كان ذلك قد خدمها أم كان تتويجا للهفوات التي أوقعها فيها التصنع والتكلف، اذ افسحت المجال للصحافي يحيى جابر رئيس تحرير مجلة «الجرس» (رفعت قضية ضده في المحكمة لم يبت فيها بعد) فاستفاض في انتقادها الى حد التجريح، وتوقع منها بتهكم واضح ان تحرر مزارع شبعا تعليقا على حديثها في الحلقة عن انتمائها الى الجنوب وتمثيلها له تمثيلا مشرفا وعلاقتها المميزة بأهل قريتها ومختارها. وقال بتشفي انها كانت مصيبة في تشبيه نفسها بالسيارة الجديدة (قالت ذلك للإعلامي اللبناني نيشان في برنامجه «مايسترو» على قناة «نيو.تي.في» في معرض المقارنة بينها وبين المغنية أليسا)، لأن السيارة القديمة على حد قوله نادرة وسعرها غال وقيمتها عالية. اما الجديدة فهي أرخص بكثير وتخسر من قيمتها فور خروجها من الوكالة.
واتهمها الصحافي اللبناني بجنون العظمة وتحداها ان تربح القضية ضده، وصنفها ضمن الجميلات اللاتي يقول عنهن المثل الفرنسي «كوني جميلة واصمتي» وتوقع لها الانتحار على غرار داليدا وغيرها، وختم كلامه ممازحا الإعلامية ريما صيرفي التي كانت تحاوره قائلا: «يا اختي خلينا ما بدنا نحكي أكثر، هايدي مدعومة كثير»، ولا يفوتنا هنا ان نشير الى ان صيرفي أيضا لم تسلم من تلميحات هيفاء التي أقل ما يقال فيها انها تفتقر الى الود، وتعكس فيما تعكس شعورا يلازمها بالاضطهاد (ريما بحسها ما بتحبني ما بعرف! هي مش مجبورة تحبني، بس...).
خلاصة القول ان هيفاء اخرجتها هفواتها مهزومة أمام طوني الذي هزمته في «ساعة بقرب الحبيب» بدموعها وعفويتها وتركته عرضة لانتقادات الصحافة والناس تنهشه كما اعترف هو بذلك. لقد حاولت هذه المرة ان تتحصن بالدبلوماسية، وهي لا تعلم ان الدبلوماسية فن ليس ككل الفنون يمكن التعدي عليه وانها تحتاج الى فطنة وكياسة غير قليلين. فهل تجرؤ وتقنع بشخصيتها البسيطة والعفوية والنرجسية والسطحية أيضا؟
أعتقد انه يجدر بها ان تفعل ان كانت تروم القلوب، فالقلوب لا تخر الا لسهام الصدق.
هناك مثل عند أهل المغرب يقول بصيغة الأمر: «اقلع الجلد اللي ما هو أو ماهوش جلدك» وهو قول يأتي في معرض النهي عن ارتداء المرء أقنعة تمسخ شخصيته الحقيقية. وأظن ان المغنية اللبنانية هيفاء وهبي تستحق اليوم ان يقال لها ذلك بعد ظهورها في برنامج «لمن يجرؤ» أمام مقدمه طوني خليفة الذي بدت عليه آثار الخيبة من حلقة غابت عنها الجرأة التي يعد بها مشاهديه كل خميس.
هيفاء وهبي جلست على الكرسي أو بالأحرى الأريكة، وهنا أدعو طوني خليفة لاستعراض كل حلقات البرنامج لإجراء تحليل نفساني طريف لحركة اليد عند ضيوفه وضيفاته، وهي تعبث تارة بالمسند الاسطواني الذي وضع الى اليسار، وتارة تتحسسه كأنها تحتمي به كلما حمي وطيس المواجهة، نقول جلست في غير استرخاء وقد بدا عليها التوجس، فكانت كتلميذة غير نجيبة تدخل قاعة الامتحان على العكس تماما من الشكل الذي ظهرت به في برنامج «ساعة بقرب الحبيب» مع المذيع نفسه قبل عامين، حيث جاءت تعابير وجهها من خلال اللقطات التي جرى بثها في فقرة أبيض وأسود وتنطق بحيوية وتلقائية عززتهما أجوبتها البسيطة التي أتت منسجمة مع شخصيتها، فكانت أكثر اقناعا وأقرب الى القلب، خاصة عندما تحدثت عن مؤهلاتها من حيث الشكل بنرجسية لا تلام عليها البتة، اذ يشفع لها جمالها الصارخ وقدها الصاروخي. وهذه نعمة كان بالامكان ان تتوجها أيقونة للفتنة على عرش الأنوثة والإغراء في لبنان وخارجه لو أنها منعت تطاير فستانها كما فعلت مارلين مونرو في صورتها الخالدة بدل ان تفتعل انزلاقه عن صدرها المرمري، وهي ترقص في احدى احتفالات رأس السنة الجديدة التي نقلتها قناة «ال.بي.سي» قبل أكثر من أربع سنوات، لكن هيفاء لم تترك هامشا للغموض يسبح فيه خيال من يتأمل تقاطيع محياها وقدها البديعة كأنها نحتت بإزميل من عهد الاغريق.
هيفاء لا يجرؤ اثنان أو بالأحرى اثنتان (باعتبار ان الاتفاق بين رأيين نسائيين حول جمال امرأة أمر صعب) على دحض حقيقة انها قنبلة وصاروخ، وما الى ذلك من التشبيهات التي تربط الجمال عندنا ربما من دون سوانا بالقوى المدمرة، بينما يستعير غيرنا (وربما يكون قد فاتني ما يشي لدى هذا الغير بنزعة عنف كحالنا في استيعاب الجمال)، تشبيهاته من قاموس الدين فيقول عن امرأة انها جميلة كإلهة، أو من قاموس الفلك فيشبهها بالنجم، أو من الطبيعة فيشبهها بالنهار.
ولكن هذه الحقيقة لا تحجب مدى افتقار «قمر روتانا» كما تلقب الى الحذق والدهاء (حتى لا نقول الذكاء) لتخلق لنفسها تلك الهالة التي تشيع السحر والانبهار من حولها، وتحيلها الى نجم مضيء يبتعد في السماء كلما امتدت اليه اليد. فحتى حركات الدلال التي تأتيها تبدو أقرب الى دلال مراهقة غَّرة منه الى غنج أنثى.
هيفاء جاءت الى البرنامج منتحلة شخصية غير شخصيتها، وقد كرر المذيع ذلك على مسامعها غير مرة، وجاء ردها متهافتا ولعلها قصدت ان تستعيض بـ New Personnality عن صرعة New Look التي لا ترى نفسها معنية بها لكونها خارج المنافسة الجمالية. أو لعلها ركبت موجة الاستعانة بتلك الزمرة ممن يطلق عليهم صانعو الشخصيات الذين يتولون أمر النجم في سماء السياسة أو الفن بالعناية في اطار استراتيجية ترويجية فذة.
أرادت هيفاء ان تلعب دور التواضع فتحدث المذيع عن جمالها واستخدمت هي كلمة «الشكل» أو «الخلقة الحلوة» التي حباها الله بها. وحاولت في البدء الترفع عن الرد على الأقلام التي كتبت عنها في الصحافة العربية، ولكن سرعان ما انفلت العقال، وانزلقت الى وصلة «ردح» هاجمت فيها الصحافيين في مصر متهمة اياهم باستهداف الفنانات اللبنانيات (لأنهن حلوين وبيلبسوا علموضة)، وأظن انها استعدت عليها الصحافة المصرية بحمق و«بكرة بتسمعوا الزيطة»، ثم جرها طوني مرة أخرى الى الرد بعد ان تمنعت على مقالة لصحافية في مجلة «زهرة الخليج»، فاستسلمت لانفعالها وقالت وعيناها صوب الكاميرا وكأنها تخاطب الصحافية عبر الشاشة وبنبرة ملؤها الغيظ والحنق «سأنظر الى صورتي في المجلة ثم أقلب الصفحة».
وانتقل المذيع الى مقالة تتناول علاقتها السيئة بأبيها ففوجئ بها تندفع نحوه بعصبية تريد انتزاع الورقة لتمزيقها، وبرهنت بذلك على مدى رحابة صدرها الذي ظلت تسحب من حين الى آخر طرفي ياقة الصدرية التي تغطيه لتخفف من رحابته البادية.
ثم جاءت لحظة الحسم مع فقرة المواجهة، وهمت هيفاء بالتوجه نحو الشاشة فسألها طوني بنبرة لا تخلو من خبث فضحته نظراته التي زاغها باتجاه مكان ما من الاستديو وقال: «ما بدك تلبسي عليك» في اشارة الى جاكيت الفرو التي تخلصت منها عندما قامت لأداء أول أغنية في الحلقة، فتذرعت هيفاء بحرارة الجو في الاستديو ومشت أمامه، لكنها فضلت الانسحاب من المواجهة، ولا أعلم ما اذا كان ذلك قد خدمها أم كان تتويجا للهفوات التي أوقعها فيها التصنع والتكلف، اذ افسحت المجال للصحافي يحيى جابر رئيس تحرير مجلة «الجرس» (رفعت قضية ضده في المحكمة لم يبت فيها بعد) فاستفاض في انتقادها الى حد التجريح، وتوقع منها بتهكم واضح ان تحرر مزارع شبعا تعليقا على حديثها في الحلقة عن انتمائها الى الجنوب وتمثيلها له تمثيلا مشرفا وعلاقتها المميزة بأهل قريتها ومختارها. وقال بتشفي انها كانت مصيبة في تشبيه نفسها بالسيارة الجديدة (قالت ذلك للإعلامي اللبناني نيشان في برنامجه «مايسترو» على قناة «نيو.تي.في» في معرض المقارنة بينها وبين المغنية أليسا)، لأن السيارة القديمة على حد قوله نادرة وسعرها غال وقيمتها عالية. اما الجديدة فهي أرخص بكثير وتخسر من قيمتها فور خروجها من الوكالة.
واتهمها الصحافي اللبناني بجنون العظمة وتحداها ان تربح القضية ضده، وصنفها ضمن الجميلات اللاتي يقول عنهن المثل الفرنسي «كوني جميلة واصمتي» وتوقع لها الانتحار على غرار داليدا وغيرها، وختم كلامه ممازحا الإعلامية ريما صيرفي التي كانت تحاوره قائلا: «يا اختي خلينا ما بدنا نحكي أكثر، هايدي مدعومة كثير»، ولا يفوتنا هنا ان نشير الى ان صيرفي أيضا لم تسلم من تلميحات هيفاء التي أقل ما يقال فيها انها تفتقر الى الود، وتعكس فيما تعكس شعورا يلازمها بالاضطهاد (ريما بحسها ما بتحبني ما بعرف! هي مش مجبورة تحبني، بس...).
خلاصة القول ان هيفاء اخرجتها هفواتها مهزومة أمام طوني الذي هزمته في «ساعة بقرب الحبيب» بدموعها وعفويتها وتركته عرضة لانتقادات الصحافة والناس تنهشه كما اعترف هو بذلك. لقد حاولت هذه المرة ان تتحصن بالدبلوماسية، وهي لا تعلم ان الدبلوماسية فن ليس ككل الفنون يمكن التعدي عليه وانها تحتاج الى فطنة وكياسة غير قليلين. فهل تجرؤ وتقنع بشخصيتها البسيطة والعفوية والنرجسية والسطحية أيضا؟
أعتقد انه يجدر بها ان تفعل ان كانت تروم القلوب، فالقلوب لا تخر الا لسهام الصدق.