فاتن
01-04-2014, 02:34 PM
الجمعة, 03 كانون2/يناير 2014
كتبه وطن
https://www.watan.com/media/k2/items/cache/23b6dd46f0f81865b1dfdc6497c200e1_M.jpg
وحيدة في أميركا.. شابة إيرانية تحتضر وتموت أمام كاميرا الحاسوب
مالت الممرضة الأميركية على جبين الفتاة وقبلته. على بعد ستة آلاف ميل، شاهدت عائلة سناء نظامي القبلة على شاشة حاسوب محمول، وانتحبت.
نظامي، الفتاة الإيرانية التي تنبض بالحياة، والتي تتقن ثلاث لغات، جاءت إلى ولاية ميشغن للحصول على شهادة دكتوراة في الهندسة من جامعتها التقنية. لكن بعد أن أفرغت حقائبها في هذا الركن النائي من الولايات المتحدة بأسابيع قليلة، رقدت سناء على سرير مستشفى ميتة دماغيا.
تقول الشرطة إن نظامي كانت ضحية ضرب مبرح من طرف زوجها وهي لا تزال عروسا.
تحيى في سبعة أجساد
https://www.watan.com/media/feedgator/images/14_3841a105-b50a-482f-835a-75a6f1e2c012_w640_r1_s_cx1_cy10_cw99_1.jpg
صورة من حساب الضحية سناء نظامي على موقع فيسبوك
كانت أيام نظامي في أميركا معدودة، لكن أثر مرورها سيستمر طويلا. وفي اللحظات الأخيرة من حياة ابنتهم، مكنت التكنولوجيا عائلة نظامي في إيران من الوقوف إلى جانب سناء، وبناء صلة نفسية مع ممرضات واسين العائلة من على بعد عالم من الاختلافات الثقافية.
إيمان العائلة وعرفانها بجميل الممرضات أدى بها إلى تبرع خارق للعادة: قلب ابنتهم ورئتيها وأحشائها، وهو ما أنقذ حياة سبعة أميركيين.
تقول سارة نظامي إن العائلة دعت الله أن ينقذ شقيقتها بمعجزة، لكن المعجزة كانت في سناء التي منحت حياتها إلى سبعة أشخاص.
https://www.watan.com/media/feedgator/images/14_00856b9d-f67b-4a5a-9880-420bca31dc00_w640_r1_s_cx2_cy11_cw80_3.jpg
صورة من حساب الضحية سناء نظامي على موقع فيسبوك يظهرها مع زوجها المتهم الآن بقتلهاأما كيم غروت، الممرضة في مستشفى مارغيت العام، فاعتبرت أن إقامة سناء القصيرة في المستشفى فتحت عينيها على تجربة مدهشة، خاصة بعد تواصلها مع عائلة نظامي في إيران.
تقول غروت "ائتمنتنا العائلة على سناء، ووثقت بنا عندما أخبرناها بأن لا أمل في نجاتها".
كان وصول سناء إلى ميشغن نهاية رحلة طويلة أخذتها من إيران إلى تركيا ثم الولايات المتحدة في غضون أشهر قليلة. ففي آب/أغسطس تزوجت سناء من نيما نصيري في تركيا وعاشا مؤقتا في منطقة لوس أنجلس، حيث ولد ونشأ. تقول سارة نظامي إن شقيقتها سناء تعرفت بنيما عبر الإنترنت.
قبل ذلك، حصلت سناء على شهادة جامعية في الهندسة ودرجة الماجستير في الترجمة إلى الفرنسية. وحلمت بشهادة دكتوراة في الهندسة البيئية، لذلك انتقلت إلى هوتين، حيث مقر جامعة ميشغن التقنية، على بعد 858 كيلومترا شمال غرب ديترويت.
إلى ركن الصقيع
قاد العروسان سيارتهم الـ"تويوتا" من كاليفورنيا، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر وجدا منزلا للإيجار في بلدة بالغة البرودة، حيث تثلج طيلة الشتاء.
خططت سناء للالتحاق بالجامعة بعد عطلة رأس السنة. وظلت على اتصال مع عائلتها في إيران بالبريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة، ومكالمات الفيديو.
في السابع من كانون الأول/ديسمبر، طلبت سناء من شقيقتها أن تراجع بعض الترجمات من الإنكليزية إلى الفارسية، وهي وظيفة جزئية كانت تقوم بها.
تقول سارة "صدمت، فسناء كانت دقيقة جدا، رغم ذلك وجدت أن سطورا كاملة قد حذفت، فسألتها: هل تشعرين بخير؟ وكان جوابها ألا مشاكل".
في اليوم التالي، نقلت سناء إلى المستشفى وهي تعاني جروحا بالغة في الرأس، ليتم تحويلها إلى مستشفى مارغيت، على بعد 160 كيلومترا.
https://www.watan.com/media/feedgator/images/14_93a63ad7-355a-411a-9055-d5613adc5703_w640_r1_s_cx0_cy62_cw98_5.jpg
صورة لسناء نظامي وزوجها نيما نصيري من حسابه على فيسبوك نشرها قبل شهر من مقتل زوجته
تعتقد الشرطة أن سناء كانت ضحية عنف منزلي، واتهمت زوجها بجريمة قتل من الدرجة الثانية. لكن ديفيد غيمغناني، محامي الزوج، رفض التعليق على القضية.
وتقول كبيرة الممرضات جيل براندلي إن رأس سناء كان محطما ومتورما لدرجة لم يعد فيها الدم يتدفق إلى الدماغ.
واجه الطاقم الطبي مشاكل أخرى، ومنها أنهم لم يعرفوا أي شيء عن سناء نظامي. بحثت براندلي عنها في غوغل. وفجأة، ظهر الوجه الحقيقي للغريبة التي لم تستطع أن تعرف عن نفسها، فقد وجدت كبيرة الممرضات نسخة من سيرتها الذاتية على الإنترنت.
أتقنت سناء الفرنسية والإنكليزية والفارسية، وتطوعت للطبخ من أجل الفقراء والعجزة، وكتبت للصحف والمجلات وفازت بجائزة أدبية وهي مراهقة بمقالة عن "الصداقة والفروقات بين البشر".
بعد 24 ساعة من اكتشاف سيرة سناء نظامي، تمكن طاقم المستشفى من الاتصال بأقارب لها في إيران. ولصعوبة قدومهم إلى الولايات المتحدة، بسبب تعقيدات استصدار تأشيرات الدخول، وُضع حاسوب محمول في غرفة سناء وبث صورتها إلى عائلتها لحظة بلحظة، وتحدث أفراد العائلة مع الطاقم الطبي باستخدام "ياهو ماسنجر".
قبلي جبينها
وفي طهران، دخل أقارب سناء وخرجوا من غرفة المعيشة حيث وضع حاسوب يبث ما يحدث في غرفتها في المستشفى في ميشغن.
تقول شقيقتها "بكينا وصلينا كثيرا بالعربية والفارسية والإنكليزية. قالت لنا الممرضات إن دماغ سناء ميت".
وفي إحدى المرات، تتذكر الممرضة غروت، أن العائلة طلبت منها أن تلمس جبين سناء وتقبله. تقول "أرادوا أن يشعروها أنهم إلى جانبها".
توفيت سناء نظامي في التاسع من كانون الأول/ديسمبر، لكن أعضاءها الحيوية "القلب، الكليتين، الكبد، البنكرياس والأمعاء" ما زالت تعمل في أجساد سبعة أشخاص من خمس ولايات مختلفة.
وقال ويندي مارداك من المنظمة التي أشرفت على تبرع عائلة سناء نظامي بأعضائها "العائلة كانت واضحة جدا. أرادوا للأميركيين أن يعرفوا أن سناء أحبت أميركا".
دفنت سناء يوم 18 كانون الأول/ديسمبر في مقبرة مارغيت بارك. وبينما تساقط ثلج خفيف، قرأ الراهب العامل في المستشفى، القس ليون جارفيس، أدعية إسلامية على نعش سناء أمام حوالي 20 شخصا، أغلبهم من الممرضات.
وقال جارفيس إنه سيزور قبر سناء دائما، وأضاف "وعدت أباها ألا أتركها وحيدة ما دمت أتنفس وأقيم في هذه المدينة".
كتبه وطن
https://www.watan.com/media/k2/items/cache/23b6dd46f0f81865b1dfdc6497c200e1_M.jpg
وحيدة في أميركا.. شابة إيرانية تحتضر وتموت أمام كاميرا الحاسوب
مالت الممرضة الأميركية على جبين الفتاة وقبلته. على بعد ستة آلاف ميل، شاهدت عائلة سناء نظامي القبلة على شاشة حاسوب محمول، وانتحبت.
نظامي، الفتاة الإيرانية التي تنبض بالحياة، والتي تتقن ثلاث لغات، جاءت إلى ولاية ميشغن للحصول على شهادة دكتوراة في الهندسة من جامعتها التقنية. لكن بعد أن أفرغت حقائبها في هذا الركن النائي من الولايات المتحدة بأسابيع قليلة، رقدت سناء على سرير مستشفى ميتة دماغيا.
تقول الشرطة إن نظامي كانت ضحية ضرب مبرح من طرف زوجها وهي لا تزال عروسا.
تحيى في سبعة أجساد
https://www.watan.com/media/feedgator/images/14_3841a105-b50a-482f-835a-75a6f1e2c012_w640_r1_s_cx1_cy10_cw99_1.jpg
صورة من حساب الضحية سناء نظامي على موقع فيسبوك
كانت أيام نظامي في أميركا معدودة، لكن أثر مرورها سيستمر طويلا. وفي اللحظات الأخيرة من حياة ابنتهم، مكنت التكنولوجيا عائلة نظامي في إيران من الوقوف إلى جانب سناء، وبناء صلة نفسية مع ممرضات واسين العائلة من على بعد عالم من الاختلافات الثقافية.
إيمان العائلة وعرفانها بجميل الممرضات أدى بها إلى تبرع خارق للعادة: قلب ابنتهم ورئتيها وأحشائها، وهو ما أنقذ حياة سبعة أميركيين.
تقول سارة نظامي إن العائلة دعت الله أن ينقذ شقيقتها بمعجزة، لكن المعجزة كانت في سناء التي منحت حياتها إلى سبعة أشخاص.
https://www.watan.com/media/feedgator/images/14_00856b9d-f67b-4a5a-9880-420bca31dc00_w640_r1_s_cx2_cy11_cw80_3.jpg
صورة من حساب الضحية سناء نظامي على موقع فيسبوك يظهرها مع زوجها المتهم الآن بقتلهاأما كيم غروت، الممرضة في مستشفى مارغيت العام، فاعتبرت أن إقامة سناء القصيرة في المستشفى فتحت عينيها على تجربة مدهشة، خاصة بعد تواصلها مع عائلة نظامي في إيران.
تقول غروت "ائتمنتنا العائلة على سناء، ووثقت بنا عندما أخبرناها بأن لا أمل في نجاتها".
كان وصول سناء إلى ميشغن نهاية رحلة طويلة أخذتها من إيران إلى تركيا ثم الولايات المتحدة في غضون أشهر قليلة. ففي آب/أغسطس تزوجت سناء من نيما نصيري في تركيا وعاشا مؤقتا في منطقة لوس أنجلس، حيث ولد ونشأ. تقول سارة نظامي إن شقيقتها سناء تعرفت بنيما عبر الإنترنت.
قبل ذلك، حصلت سناء على شهادة جامعية في الهندسة ودرجة الماجستير في الترجمة إلى الفرنسية. وحلمت بشهادة دكتوراة في الهندسة البيئية، لذلك انتقلت إلى هوتين، حيث مقر جامعة ميشغن التقنية، على بعد 858 كيلومترا شمال غرب ديترويت.
إلى ركن الصقيع
قاد العروسان سيارتهم الـ"تويوتا" من كاليفورنيا، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر وجدا منزلا للإيجار في بلدة بالغة البرودة، حيث تثلج طيلة الشتاء.
خططت سناء للالتحاق بالجامعة بعد عطلة رأس السنة. وظلت على اتصال مع عائلتها في إيران بالبريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة، ومكالمات الفيديو.
في السابع من كانون الأول/ديسمبر، طلبت سناء من شقيقتها أن تراجع بعض الترجمات من الإنكليزية إلى الفارسية، وهي وظيفة جزئية كانت تقوم بها.
تقول سارة "صدمت، فسناء كانت دقيقة جدا، رغم ذلك وجدت أن سطورا كاملة قد حذفت، فسألتها: هل تشعرين بخير؟ وكان جوابها ألا مشاكل".
في اليوم التالي، نقلت سناء إلى المستشفى وهي تعاني جروحا بالغة في الرأس، ليتم تحويلها إلى مستشفى مارغيت، على بعد 160 كيلومترا.
https://www.watan.com/media/feedgator/images/14_93a63ad7-355a-411a-9055-d5613adc5703_w640_r1_s_cx0_cy62_cw98_5.jpg
صورة لسناء نظامي وزوجها نيما نصيري من حسابه على فيسبوك نشرها قبل شهر من مقتل زوجته
تعتقد الشرطة أن سناء كانت ضحية عنف منزلي، واتهمت زوجها بجريمة قتل من الدرجة الثانية. لكن ديفيد غيمغناني، محامي الزوج، رفض التعليق على القضية.
وتقول كبيرة الممرضات جيل براندلي إن رأس سناء كان محطما ومتورما لدرجة لم يعد فيها الدم يتدفق إلى الدماغ.
واجه الطاقم الطبي مشاكل أخرى، ومنها أنهم لم يعرفوا أي شيء عن سناء نظامي. بحثت براندلي عنها في غوغل. وفجأة، ظهر الوجه الحقيقي للغريبة التي لم تستطع أن تعرف عن نفسها، فقد وجدت كبيرة الممرضات نسخة من سيرتها الذاتية على الإنترنت.
أتقنت سناء الفرنسية والإنكليزية والفارسية، وتطوعت للطبخ من أجل الفقراء والعجزة، وكتبت للصحف والمجلات وفازت بجائزة أدبية وهي مراهقة بمقالة عن "الصداقة والفروقات بين البشر".
بعد 24 ساعة من اكتشاف سيرة سناء نظامي، تمكن طاقم المستشفى من الاتصال بأقارب لها في إيران. ولصعوبة قدومهم إلى الولايات المتحدة، بسبب تعقيدات استصدار تأشيرات الدخول، وُضع حاسوب محمول في غرفة سناء وبث صورتها إلى عائلتها لحظة بلحظة، وتحدث أفراد العائلة مع الطاقم الطبي باستخدام "ياهو ماسنجر".
قبلي جبينها
وفي طهران، دخل أقارب سناء وخرجوا من غرفة المعيشة حيث وضع حاسوب يبث ما يحدث في غرفتها في المستشفى في ميشغن.
تقول شقيقتها "بكينا وصلينا كثيرا بالعربية والفارسية والإنكليزية. قالت لنا الممرضات إن دماغ سناء ميت".
وفي إحدى المرات، تتذكر الممرضة غروت، أن العائلة طلبت منها أن تلمس جبين سناء وتقبله. تقول "أرادوا أن يشعروها أنهم إلى جانبها".
توفيت سناء نظامي في التاسع من كانون الأول/ديسمبر، لكن أعضاءها الحيوية "القلب، الكليتين، الكبد، البنكرياس والأمعاء" ما زالت تعمل في أجساد سبعة أشخاص من خمس ولايات مختلفة.
وقال ويندي مارداك من المنظمة التي أشرفت على تبرع عائلة سناء نظامي بأعضائها "العائلة كانت واضحة جدا. أرادوا للأميركيين أن يعرفوا أن سناء أحبت أميركا".
دفنت سناء يوم 18 كانون الأول/ديسمبر في مقبرة مارغيت بارك. وبينما تساقط ثلج خفيف، قرأ الراهب العامل في المستشفى، القس ليون جارفيس، أدعية إسلامية على نعش سناء أمام حوالي 20 شخصا، أغلبهم من الممرضات.
وقال جارفيس إنه سيزور قبر سناء دائما، وأضاف "وعدت أباها ألا أتركها وحيدة ما دمت أتنفس وأقيم في هذه المدينة".