العقيلي
06-01-2003, 11:21 AM
تابعنا وبكل فضول ما حصل ويحصل من تراشق بالفتاوى بين مؤيدي هذا المجتهد او ذاك. وهو تراشق يعطي الأنطباع التالي.
الفتاوى المخجلة والتي تمس خيوط الحياء والعيب والتي غالبا ما توحي بأن مصدرها اما انه منفصل عن عالم الفتوى الذي ستتحرك فيه الفتوى، اوالانسان الذي ستؤثر فيه. الفتاوى التي يستخدمها المتخاصمون بدلا من النعل والحجارة وقطع الكيك كأسلوب للتراشق اسلوب حديث تشهده الحالة الشيعية المعاصرة. وهو اسلوب ربما كان فيه من الأيجابية اكثر مما يظنه الكثيرون من السلبية، بما يوحي بأن الجماهير الشيعية بدات تفكر بنوع من العقلانية عندما تتعاطى مع الفتاوى الصادرة من مختلف الجهات وعلى كل جبهات المراجعة والمجتهدين من اقصى اليمين والى اقصى اليسار. وبغض النظر عما اذا كان اتباع تبريزي يرشقون فضل الله بفتاوى "معيبة" او ان يقوم بعض محبي فضل الله برشق الآخرين بفتاوى معيبة اخرى لمجتهديهم فأن كلا الطرفين يبدو انه بدأ يستعمل العقل في غربلة مدى اقتراب الفتوى من روح الدين الأسلامي والعرف والحياء والأخلاق، وهذا يعني ان كلا الطرفين قد وصل الى درجة من الذوق والذكاء في استشراف روح الفتوى ومصدر الفتوى. المعنى الواضح ان ظاهرة التعاطي مع الفتاوي قد تشكلت بشكل اجتماعي يقترب من ان يكون ظاهرة اجتماعية شيعية ترفض هذه الفوضى التي نراها في عالم المراجعة والمجتهدين. فالشيعة على كافة اطيافهم يرفضون ان يقوم المجتهد –اي مجتهد كان- بان يصدر فتاوى لا تتماشى مع العقل او العرف الصحيح اوالأخلاق الاسلامية او فطرة الانسان. وهذا شيئ ايجابي بحد ذاته.
ظاهرة التراشق بالفتاوي تفتح باب المناقشة والحوار على مصراعيه في جانب الاطر التي تحدد الفتوى واصدارها ونصها وحتى ظروف اصدارها. الأتجاه الذي اخذه الاجتهاد الشيعي في تقرير الفتاوى واصدارها كان الأنفتاح الواسع في الأجابة على كافة المسائل المتعلقة بأمور الدين ومقولة "لا حياء في الدين" هي احد القواعد الموجهة في الأجابة على التساؤلات التي توجه الى الفقيه، بالأضافة الى الطرح النظري البحت في جانب الدراسات العلمية البحتة الموجهة الى صناعة الفتوى. وبهذا فأننا نرى-ربما- انتقال خربشات عالم في اثناء دراسته النظرية الى نص فتواه او كتابه الفقهي كما قد نرى تداخل نقاش معين يدور في اروقة هذه الحلقة او تلك في مسائل هذا الكتاب الفقهي او ذاك في نص بعض الفتاوى، بالأضافة الى تعامل الفقيه تعاملا علميا جافا وبعيدا كل البعد عن المؤثرات الموضوعية للفتوى في نفس المتلقي للفتوى اوالوضع الأجتماعي او القانوني العام. وهنالك عامل آخر مهم يدخل في تشكيل الفتاوىالمستعملة في التراشق الا وهو عامل النقل وتقليد السلف والمشهور، اوالمؤثرات الخارجية الأخرى كالحواشي والوكلاء والتأثيرات الأقتصادية والسياسية المختلفة. هذه العوامل جعلتنا نرى فتاوى تناقش الغسل –كغسل الجنابة- على اي اساس يكون، فنرى مثلا ان بعض المسائل الفقهية تناقش وجوب الغسل حتى في حالات هي شاذة وبعيدة كل البعد عن اي التزام ديني. وهذا الامر يدعو قارئ الفتوى الى التساؤل هل ان الفتوى والمسألة الفقهية موجهة الى الأنسان السوي المتدين الذي يطلب الأغتسال ليمارس عبادته تقربا الى الله ام الى تلك الحالة الشاذة المنحرفة التي تكون في افعالها اقرب الى الشيطان منها الى الرحمن. ومن ذلك كثير. وهذا يشمل كافة الفقهاء الا من رحم ربي. هذا من جانب اما من جانب آخر فقد برزت ظاهرة استفتاء الناس للفقهاء بشكل مباشر واستصدار فتاوى تخص حالاتهم المختلفة. وكان الفقيه يستجيب في كثير من الأحيان بتسرع في الأجابة على هذه الأستفتاءات وايضا من دون تفكير بالحالة الموضوعية للمتلقي للفتوى. فنرى بعض الفتاوى تجيب ايضا عن حالات شاذة ومقيتة وغير مقبولة اسلاميا ان لم تكن بعنوان ابتدائي في التحريم فبعنوانها الثانوي. وقد يجيب مجيب ان هذه الفتاوى انما تجيب عن حالات طارئة. ولكن كم هي نسبة "هذه الحالات الطارئة" مقارنة بالحالات الطبيعية. واذا تتبعنا لغة الفقهاء فان "الضرورات تبيح المحظورات" وهذه الضرورات يستطيع ان يجيب عليها الفقيه بالجواب العام لكل حالة بحالتها.
وكما تتأثر الفتوى بصاحب الأبتلاء فأنها تتأثر بمصدر الفتوى ايضا. فتأثير البيئة المحيطة بالفقيه وانعكاسات التكوين النفسي والأجتماعي والعادات والتقاليد وثقافة مصدر الفتوى عوامل تدخل في كثير من الأحيان في صياغة الفتوى ولغتها وطبيعتها. حيث ان هنالك بعض العادات عند بعض الشعوب قد تكون ممقوتة عند شعوب اخرى. وهذه العادات يتجرأ بعض الفقهاء ان يعطوا فتاوى بشأنها بحكم انتمائهم لهذه المجتمعات او تلك. وهنا يبقى وضع الفقيه محرجا خاصة اذا ما صدرت فتواه مجوزة هذه العادة الغير مقبولة هنا ولكنها مقبولة هناك من دون التدقيق الجيد في وضع التحليل والتحريم والكراهية والأستحباب من منطلق اسلامي واضح وسليم، واحد الأمثلة هو احتفالات النيروز عند الأيرانيين. اما الحالة الأصعب فهي بروز فتاوى التفسيق والتضليل للآخرين وهي ظاهرة حديثة نوعا ما لم تكن منتشرة بشكل واسع في فترات ماضية. وربما كان لهذه الفتاوى اجواؤها الخاصة التي تصدر فيها وتتحرك من خلالها وربما اشبها الشيعة نقاشا ودراسة وتحقيقا او اننا نحتاج الى دراسات اكثر لفهمها واوصول الى الغازها.
مسألة صياغة الفتاوى واصدار الأحكام الفقهية اصبحت موضوع نقاش حاد على مستوى المجتمع المسلم عموما والمجتمع الشيعي بوجه خاص. ولا اظن ان من السهل من الآن وصاعدا على اي فقيه كان ان يصدر فتوى او حكما فقهيا قبل دراسة كافة الجوانب الموضوعية المحيطة بالفقيه والفتوى والمتلقي للفتوى والظروف والساحات التي تتحرك بها الفتوى. انها دعوة لكل الفقهاء والمجتهدين ان يتعاملوا مع الفقه كعلم يجب ان يتكامل مع الأخلاق والأعراف الأجتماعية التي تحترم الفرد كأنسان والمجتمع ككيان انساني واوضاع المناطق التي يتحرك فيها هذا الفقه. وان يتم دمج برامج تربوية تطور الأنسان الملتزم وترفع من شأنه –كدمج النظافة من درجة الحلية والحرمة في الفقه-. وابراز جانب ان الفتوى والفقه انما وجدا لرفع مكانة الأنسان وابعاده عن اجواء الأنحراف وتدمير كيانه الروحي والمعنوي من جميع اتجاهاته. والا سنستمر في التراشق بالفتاوى المضحكة والمخجلة حتى يقرر الفقهاء ان يبدأوا مرحلة جديدة يتعاملون فيها بدرجة اكثر وعيا وذكاء مع فتاواهم التي يصدرونها.
الفتاوى المخجلة والتي تمس خيوط الحياء والعيب والتي غالبا ما توحي بأن مصدرها اما انه منفصل عن عالم الفتوى الذي ستتحرك فيه الفتوى، اوالانسان الذي ستؤثر فيه. الفتاوى التي يستخدمها المتخاصمون بدلا من النعل والحجارة وقطع الكيك كأسلوب للتراشق اسلوب حديث تشهده الحالة الشيعية المعاصرة. وهو اسلوب ربما كان فيه من الأيجابية اكثر مما يظنه الكثيرون من السلبية، بما يوحي بأن الجماهير الشيعية بدات تفكر بنوع من العقلانية عندما تتعاطى مع الفتاوى الصادرة من مختلف الجهات وعلى كل جبهات المراجعة والمجتهدين من اقصى اليمين والى اقصى اليسار. وبغض النظر عما اذا كان اتباع تبريزي يرشقون فضل الله بفتاوى "معيبة" او ان يقوم بعض محبي فضل الله برشق الآخرين بفتاوى معيبة اخرى لمجتهديهم فأن كلا الطرفين يبدو انه بدأ يستعمل العقل في غربلة مدى اقتراب الفتوى من روح الدين الأسلامي والعرف والحياء والأخلاق، وهذا يعني ان كلا الطرفين قد وصل الى درجة من الذوق والذكاء في استشراف روح الفتوى ومصدر الفتوى. المعنى الواضح ان ظاهرة التعاطي مع الفتاوي قد تشكلت بشكل اجتماعي يقترب من ان يكون ظاهرة اجتماعية شيعية ترفض هذه الفوضى التي نراها في عالم المراجعة والمجتهدين. فالشيعة على كافة اطيافهم يرفضون ان يقوم المجتهد –اي مجتهد كان- بان يصدر فتاوى لا تتماشى مع العقل او العرف الصحيح اوالأخلاق الاسلامية او فطرة الانسان. وهذا شيئ ايجابي بحد ذاته.
ظاهرة التراشق بالفتاوي تفتح باب المناقشة والحوار على مصراعيه في جانب الاطر التي تحدد الفتوى واصدارها ونصها وحتى ظروف اصدارها. الأتجاه الذي اخذه الاجتهاد الشيعي في تقرير الفتاوى واصدارها كان الأنفتاح الواسع في الأجابة على كافة المسائل المتعلقة بأمور الدين ومقولة "لا حياء في الدين" هي احد القواعد الموجهة في الأجابة على التساؤلات التي توجه الى الفقيه، بالأضافة الى الطرح النظري البحت في جانب الدراسات العلمية البحتة الموجهة الى صناعة الفتوى. وبهذا فأننا نرى-ربما- انتقال خربشات عالم في اثناء دراسته النظرية الى نص فتواه او كتابه الفقهي كما قد نرى تداخل نقاش معين يدور في اروقة هذه الحلقة او تلك في مسائل هذا الكتاب الفقهي او ذاك في نص بعض الفتاوى، بالأضافة الى تعامل الفقيه تعاملا علميا جافا وبعيدا كل البعد عن المؤثرات الموضوعية للفتوى في نفس المتلقي للفتوى اوالوضع الأجتماعي او القانوني العام. وهنالك عامل آخر مهم يدخل في تشكيل الفتاوىالمستعملة في التراشق الا وهو عامل النقل وتقليد السلف والمشهور، اوالمؤثرات الخارجية الأخرى كالحواشي والوكلاء والتأثيرات الأقتصادية والسياسية المختلفة. هذه العوامل جعلتنا نرى فتاوى تناقش الغسل –كغسل الجنابة- على اي اساس يكون، فنرى مثلا ان بعض المسائل الفقهية تناقش وجوب الغسل حتى في حالات هي شاذة وبعيدة كل البعد عن اي التزام ديني. وهذا الامر يدعو قارئ الفتوى الى التساؤل هل ان الفتوى والمسألة الفقهية موجهة الى الأنسان السوي المتدين الذي يطلب الأغتسال ليمارس عبادته تقربا الى الله ام الى تلك الحالة الشاذة المنحرفة التي تكون في افعالها اقرب الى الشيطان منها الى الرحمن. ومن ذلك كثير. وهذا يشمل كافة الفقهاء الا من رحم ربي. هذا من جانب اما من جانب آخر فقد برزت ظاهرة استفتاء الناس للفقهاء بشكل مباشر واستصدار فتاوى تخص حالاتهم المختلفة. وكان الفقيه يستجيب في كثير من الأحيان بتسرع في الأجابة على هذه الأستفتاءات وايضا من دون تفكير بالحالة الموضوعية للمتلقي للفتوى. فنرى بعض الفتاوى تجيب ايضا عن حالات شاذة ومقيتة وغير مقبولة اسلاميا ان لم تكن بعنوان ابتدائي في التحريم فبعنوانها الثانوي. وقد يجيب مجيب ان هذه الفتاوى انما تجيب عن حالات طارئة. ولكن كم هي نسبة "هذه الحالات الطارئة" مقارنة بالحالات الطبيعية. واذا تتبعنا لغة الفقهاء فان "الضرورات تبيح المحظورات" وهذه الضرورات يستطيع ان يجيب عليها الفقيه بالجواب العام لكل حالة بحالتها.
وكما تتأثر الفتوى بصاحب الأبتلاء فأنها تتأثر بمصدر الفتوى ايضا. فتأثير البيئة المحيطة بالفقيه وانعكاسات التكوين النفسي والأجتماعي والعادات والتقاليد وثقافة مصدر الفتوى عوامل تدخل في كثير من الأحيان في صياغة الفتوى ولغتها وطبيعتها. حيث ان هنالك بعض العادات عند بعض الشعوب قد تكون ممقوتة عند شعوب اخرى. وهذه العادات يتجرأ بعض الفقهاء ان يعطوا فتاوى بشأنها بحكم انتمائهم لهذه المجتمعات او تلك. وهنا يبقى وضع الفقيه محرجا خاصة اذا ما صدرت فتواه مجوزة هذه العادة الغير مقبولة هنا ولكنها مقبولة هناك من دون التدقيق الجيد في وضع التحليل والتحريم والكراهية والأستحباب من منطلق اسلامي واضح وسليم، واحد الأمثلة هو احتفالات النيروز عند الأيرانيين. اما الحالة الأصعب فهي بروز فتاوى التفسيق والتضليل للآخرين وهي ظاهرة حديثة نوعا ما لم تكن منتشرة بشكل واسع في فترات ماضية. وربما كان لهذه الفتاوى اجواؤها الخاصة التي تصدر فيها وتتحرك من خلالها وربما اشبها الشيعة نقاشا ودراسة وتحقيقا او اننا نحتاج الى دراسات اكثر لفهمها واوصول الى الغازها.
مسألة صياغة الفتاوى واصدار الأحكام الفقهية اصبحت موضوع نقاش حاد على مستوى المجتمع المسلم عموما والمجتمع الشيعي بوجه خاص. ولا اظن ان من السهل من الآن وصاعدا على اي فقيه كان ان يصدر فتوى او حكما فقهيا قبل دراسة كافة الجوانب الموضوعية المحيطة بالفقيه والفتوى والمتلقي للفتوى والظروف والساحات التي تتحرك بها الفتوى. انها دعوة لكل الفقهاء والمجتهدين ان يتعاملوا مع الفقه كعلم يجب ان يتكامل مع الأخلاق والأعراف الأجتماعية التي تحترم الفرد كأنسان والمجتمع ككيان انساني واوضاع المناطق التي يتحرك فيها هذا الفقه. وان يتم دمج برامج تربوية تطور الأنسان الملتزم وترفع من شأنه –كدمج النظافة من درجة الحلية والحرمة في الفقه-. وابراز جانب ان الفتوى والفقه انما وجدا لرفع مكانة الأنسان وابعاده عن اجواء الأنحراف وتدمير كيانه الروحي والمعنوي من جميع اتجاهاته. والا سنستمر في التراشق بالفتاوى المضحكة والمخجلة حتى يقرر الفقهاء ان يبدأوا مرحلة جديدة يتعاملون فيها بدرجة اكثر وعيا وذكاء مع فتاواهم التي يصدرونها.