ديك الجن
12-26-2013, 12:00 AM
أوكتافيا نصر: الإعلام العربي لا يعرف أنّه لا يعرف
http://gulfnews.com/polopoly_fs/1.702894!/image/2672091922.jpg_gen/derivatives/box_475/2672091922.jpg
بيروت..
رغم ابتعادها عن الشاشة، لا تغيب أوكتافيا نصر عن العمل الإعلامي. تزور الإعلاميّة العتيقة بيروت بين الفينة والأخرى، كما تركّز جهودها على تطوير شركة "الجسور للاستشارات الإعلامية" التي أطلقتها مؤخراً، وتعنى بالتمثيل الإعلامي، وإعادة تنظيم غرف الأخبار، وتدريب كوادر إعلامية، وإجراء أبحاث تساعد المؤسسات الإعلاميّة على توسيع أنشطتها. كما تتخصّص الشركة في تعميم أسس التداخل بين الإعلام الاجتماعي والإعلام التقليدي وغيرها.
بدأت أوكتافيا نصر مسيرتها المهنية في "المؤسسة اللبنانية للإرسال" العام 1984 كمساعدة مخرج. كانت لا تزال على مقاعد الدراسة في كلية الفنون في "الجامعة اللبنانية الأميركية" قسم المسرح. لاحقاً تولّت إدارة إنتاج الأخبار، قبل أن تنتقل في العام 1990 إلى "سي أن أن"، حيث بدأت العمل في قسم التحرير. لاحقاً عملت كمراسلة، ومقدّمة لنشرة الأخبار، ومديرة إنتاج، وصولاً إلى تولي منصب كبيرة محرّري شؤون الشرق الأوسط. كانت أوّل من يتولّى تلك المهمّة، إذ أنّ المنصب لم يكن موجوداً في أي وسيلة إعلامية أميركيّة، لكنّه تحوّل فيما بعد، إلى منصب أساسي ثابت تعتمده وسائل إعلام دوليّة عدّة. مسيرة نصر الصاعدة، عانت من أزمة في العام 2010، حين فصلت من عملها في "سي أن أن"، نتيجة الضجّة التي أثيرت حينها، حول تغريدة رثت فيها العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله.
في العام 2011، طُلب من نــصر إعادة تنظــيم قــسم الأخبار في "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، من الإدارة إلى الديكور ومضمون النشرات وتدريب الموظفين. تقول نصر إّنها لم توقّع عقداً مع المؤسسة التي تعتبرها "بيتها الأساس". تخبرنا: "حاولنا يومها العمل ضمن مراحل، وقمت بتغيير هيكلية الأخبار، لكن كانت لديّ شروط تقنية معيّنة، وكان هدفي تغيير المضمون لكسب المشاهد، ومن ثم تغيير الشكل. قمنا بتقصير مدة النشرة للتخلّص من الحشو وعدّلنا تفاصيل تتعلّق بالمراسلين وكيفية تحضير تقاريرهم، وأسسنا كادراً للتواصل الاجتماعي، وبدأنا من الصفر ونجحنا". تضيف: "كنت مع الاستغناء عن مقدّمات الأخبار، ولكن لا أعتقد أنّه سيتم إلغاؤها لأن اللبنانيين يحبون المقدّمات".
ترى نصر أنّها تلحظ تغييرات على صعيد شكل نشرات الأخبار في القنوات اللبنانيّة، ولكن ليس على صعيد المضمون. تضيف نصر أنّ الشاشات اللبنانية تتراجع ولا تتقدّم لأنّه لا وجود لتدريب حقيقي لكوادرها، "إخراج النشرات ليس مجرّد تكبيس أزرار، يجب أن ننطلق من تخيّل واضح للنشرة، وخطة طريق، ويجب حصول تغيير جذري للحصول على قالب متكامل للأخبار".
برأي نصر الناشطة دوماً عبر حسابها على "تويتر"، فإنّ الأزمة الأكبر في الإعلام العربي، تكمن في "عدم وجود مهنيّة كافية في مجال الأخبار، وانعدام الأخلاقيّات الصحيحة، وانخراط المراسلين عاطفياً بالمواد التي يقدّمونها". برأيها فإنّ "الإعلام العربي يحتاج للكثير من الوقت ليعرف أنه لا يعرف، لذلك نرى أن التدريب يكون شكلياً في معظم الأحيان. على الإعلام أن يكون للجميع من دون عواطف، ومن دون شتائم، ومن الضروري أن يخرِجَ من المهنة كل من ليس له علاقة بها".
درست نصر المسرح، لكنّها لم تعمل في ذلك المجال يوماً. "المسرح هو حياتي مع أنني لم أمثل سوى خلال دراستي الجامعية. يكفيني أن أشمّ رائحة المسرح لكي أشعر بالسعادة. أحنّ إلى الخشبة، ولا أحنّ أبداً للشاشة، إذ أنّي صرت مذيعة بالمصادفة. ما زلت أعدّ تجربتي في الكواليس، أهمّ من تجربتي أمام الكاميرا. العمل مع فريق له متعة خاصة، وأشتاق إلى التحليل السياسي خصوصاً خلال نقل الأخبار العاجلة، لأنّها اختبار حقيقي للجدارة، والقدرة على التحليل المنطقي، وربط الأحداث بعضها ببعض".
السفير
الاثنين 23-12-2013
http://gulfnews.com/polopoly_fs/1.702894!/image/2672091922.jpg_gen/derivatives/box_475/2672091922.jpg
بيروت..
رغم ابتعادها عن الشاشة، لا تغيب أوكتافيا نصر عن العمل الإعلامي. تزور الإعلاميّة العتيقة بيروت بين الفينة والأخرى، كما تركّز جهودها على تطوير شركة "الجسور للاستشارات الإعلامية" التي أطلقتها مؤخراً، وتعنى بالتمثيل الإعلامي، وإعادة تنظيم غرف الأخبار، وتدريب كوادر إعلامية، وإجراء أبحاث تساعد المؤسسات الإعلاميّة على توسيع أنشطتها. كما تتخصّص الشركة في تعميم أسس التداخل بين الإعلام الاجتماعي والإعلام التقليدي وغيرها.
بدأت أوكتافيا نصر مسيرتها المهنية في "المؤسسة اللبنانية للإرسال" العام 1984 كمساعدة مخرج. كانت لا تزال على مقاعد الدراسة في كلية الفنون في "الجامعة اللبنانية الأميركية" قسم المسرح. لاحقاً تولّت إدارة إنتاج الأخبار، قبل أن تنتقل في العام 1990 إلى "سي أن أن"، حيث بدأت العمل في قسم التحرير. لاحقاً عملت كمراسلة، ومقدّمة لنشرة الأخبار، ومديرة إنتاج، وصولاً إلى تولي منصب كبيرة محرّري شؤون الشرق الأوسط. كانت أوّل من يتولّى تلك المهمّة، إذ أنّ المنصب لم يكن موجوداً في أي وسيلة إعلامية أميركيّة، لكنّه تحوّل فيما بعد، إلى منصب أساسي ثابت تعتمده وسائل إعلام دوليّة عدّة. مسيرة نصر الصاعدة، عانت من أزمة في العام 2010، حين فصلت من عملها في "سي أن أن"، نتيجة الضجّة التي أثيرت حينها، حول تغريدة رثت فيها العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله.
في العام 2011، طُلب من نــصر إعادة تنظــيم قــسم الأخبار في "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، من الإدارة إلى الديكور ومضمون النشرات وتدريب الموظفين. تقول نصر إّنها لم توقّع عقداً مع المؤسسة التي تعتبرها "بيتها الأساس". تخبرنا: "حاولنا يومها العمل ضمن مراحل، وقمت بتغيير هيكلية الأخبار، لكن كانت لديّ شروط تقنية معيّنة، وكان هدفي تغيير المضمون لكسب المشاهد، ومن ثم تغيير الشكل. قمنا بتقصير مدة النشرة للتخلّص من الحشو وعدّلنا تفاصيل تتعلّق بالمراسلين وكيفية تحضير تقاريرهم، وأسسنا كادراً للتواصل الاجتماعي، وبدأنا من الصفر ونجحنا". تضيف: "كنت مع الاستغناء عن مقدّمات الأخبار، ولكن لا أعتقد أنّه سيتم إلغاؤها لأن اللبنانيين يحبون المقدّمات".
ترى نصر أنّها تلحظ تغييرات على صعيد شكل نشرات الأخبار في القنوات اللبنانيّة، ولكن ليس على صعيد المضمون. تضيف نصر أنّ الشاشات اللبنانية تتراجع ولا تتقدّم لأنّه لا وجود لتدريب حقيقي لكوادرها، "إخراج النشرات ليس مجرّد تكبيس أزرار، يجب أن ننطلق من تخيّل واضح للنشرة، وخطة طريق، ويجب حصول تغيير جذري للحصول على قالب متكامل للأخبار".
برأي نصر الناشطة دوماً عبر حسابها على "تويتر"، فإنّ الأزمة الأكبر في الإعلام العربي، تكمن في "عدم وجود مهنيّة كافية في مجال الأخبار، وانعدام الأخلاقيّات الصحيحة، وانخراط المراسلين عاطفياً بالمواد التي يقدّمونها". برأيها فإنّ "الإعلام العربي يحتاج للكثير من الوقت ليعرف أنه لا يعرف، لذلك نرى أن التدريب يكون شكلياً في معظم الأحيان. على الإعلام أن يكون للجميع من دون عواطف، ومن دون شتائم، ومن الضروري أن يخرِجَ من المهنة كل من ليس له علاقة بها".
درست نصر المسرح، لكنّها لم تعمل في ذلك المجال يوماً. "المسرح هو حياتي مع أنني لم أمثل سوى خلال دراستي الجامعية. يكفيني أن أشمّ رائحة المسرح لكي أشعر بالسعادة. أحنّ إلى الخشبة، ولا أحنّ أبداً للشاشة، إذ أنّي صرت مذيعة بالمصادفة. ما زلت أعدّ تجربتي في الكواليس، أهمّ من تجربتي أمام الكاميرا. العمل مع فريق له متعة خاصة، وأشتاق إلى التحليل السياسي خصوصاً خلال نقل الأخبار العاجلة، لأنّها اختبار حقيقي للجدارة، والقدرة على التحليل المنطقي، وربط الأحداث بعضها ببعض".
السفير
الاثنين 23-12-2013