مراقب
01-17-2003, 02:18 PM
موقف حزب الدعوة الاسلامية بين المؤيدين والمعارضين
تساؤلات تدور البعض يقول لماذا لا يشارك حزب الدعوة الاسلامية في المشروع الاميركي القائم؟ وآخر يدعو لمقاطعته. وكل فريق ينطلق من رؤية وحاجة تتراوح بين الرغبة في الخلاص من دكتاتور بغداد، أو الحرص على سمعة حزب الدعوة الاسلامية ومحبة عدم وقوعه فيما قد يترك أثرا سيئاً في تاريخه لأن المشروع القائم لا يمثل الحد الأدنى للمشروع الوطني المطلوب.
هذا الانقسام في الموقف بين مطالب بالمشاركة أو محذر منها يدلل على أن الناس قد انقسموا حيال حزب الدعوة الاسلامية الى محب ومبغض أو لنقل بين مؤيد ومعارض وهو الأفضل.
فالمحبون كانوا ثلاثة أحدهم يريد مشاركة الحزب حرصاً وثقة منهم بالحزب ورغبة منهم في أن يروه في الساحة دون اقصاء أو تهميش، وهذا جميل منهم، وان اختلفنا معهم في الدواعي والنتائج والثاني يخشى أن تتسبب عدم مشاركة الحزب في بقاء طاغية بغداد واستمرار المحنة، والثالث لا يريد المشاركة حرصاً على سمعة الحزب ومستقبله.
أما المبغضون لحزب الدعوة الاسلامية فمواقفهم تتنازعها حالتان الأولى حينما يشعرون بالنجاح الجزئي والتقدم على طريق المصالح الضيقة شخصية كانت أو فئوية فيطلقون الشماتة والفرح لشعورهم بأنهم تجاوزوا عقدة هذا الحزب الجدير بالمنافسة والمزاحمة الحقيقية.
والثانية حينما يشعرون بالخيبة والبؤس ويجدون أنفسهم في حالة من الخسارة أو ضياع الآمال وتغير المسار، ويثور الغبار بوجوههم من قبل العراقيين الذين سمعوا الكثير ولم يجنوا القليل من هذه التحركات، هنا وحين ينكصون يطلقون اعلامهم بالهمس في آذان البسطاء أو في العلن مدعين أن موقف حزب الدعوة الاسلامية أفشل المشروع ولولا ذلك لسقط نظام صدام وعدتم الى وطنكم، وتجد هذه الخدعة بعض الرواج عند البسطاء والطيبين من الناس.
هذه الصورة المعتمة التي تتشكل من هذه المشاعر المتناقضة يمكن اضاءتها بالقول لمن يحبون حزب الشهداء والعلماء والمجاهدين، ان مسار الأزمة العراقية وتدويلها بفعل مغامرات صدام قد أخذ خطاً تصاعدياً وفتح شهية اميركا في هذا البلد وخيراته، وان مسألة اسقاط صدام في السياسية الاميركية لم تعد أكثر من مسألة وقت وقد لا يطول، لذلك فان عدم مشاركة حزب الدعوة الاسلامية لن يغير من سياسة اميركا ولا يحول دون سقوط الطاغية الذي احترقت كل أوراقه ولم يعد يمتلك مقومات تقنع اميركا بحمايته والابقاء عليه فليطمأنوا، كما أن مشاركة حزب الدعوة الاسلامية لن تدفع المشروع الاميركي أكثر مما هو البرنامج الذي يتحرك به المشروع منذ أكثر من عشرة أعوام، لأن اميركا لم تعد تحترم ارادة دول كبرى واقليمية ومن البديهي أنها قد تحسب للحركة التي لها عمقها الشعبي حساباً قد يختلف عن حسابات الدول، ولكن هذا لا يصل الى حد تغيير السياسة وتبديل وجهتها حيال العراق، ومن هنا نُطَمْئِنُ الحريصين على رؤية نهاية هذا النظام أن مشاركتنا لا تدفع المشروع وامتناعنا لا يوقفه، والذي يفرضه المنطق والعقل أن يتخذ الحزب موقفا يمكن الدفاع عنه أو سياسة يمكن أن تبقي للحزب هويته ودوره الميداني حينما تتحقق الديمقراطية كما تزعم الادارة الاميركية واذا ما حلت دكتاتورية عسكرية بدل دكتاتورية صدام فإنه لا يغير من المعادلة شيئاً ولا تنفع مشاركة حزب الدعوة الاسلامية كما لا تضر ممانعته.
أما الحريصون على سمعة وتاريخ ومستقبل الحزب فإننا حريصون على طمأنتهم أن الحزب لن يشارك في أي مشروع دون دراسته وتحديد ملامحه ومعرفة أهدافه وعلاقاته وامتداداته، كما لن يتخلف عن أي مشروع مع المعارضة العراقية حينما يتوفر فيه الحد المطلوب في الاستراتيجية الوطنية التي يحرص عليها حزب الدعوة الاسلامية.
أما المبغضون فإن علاج الحقد يستعصي على الحكمة والمنطق والعقل، وغاية ما في الأمر نقول لهم: أنتم صنعتم سياستكم ونحن نحترم خياراتكم ولا نطلب منكم الا:
1-الانسجام مع القناعة والتمسك بالرؤية التي ترونها دون مراوغة أو التفاف واكشفوا للناس عن حقيقة موقفكم واذهبوا حيث تقررون من قرارات أنتم مسؤولون عنها.
2-انكم تعملون في ساحة مشتركة بينكم وبين عموم الشعب العراقي وفصائله المعارضة اسلامية كانت أم علمانية، وان العراق للعراقيين جميعا ولا أحد يملك النيابة المطلقة عن الجميع، واذا كانت معادلة الحق والواجب تمنحكم حق التحرك والعمل (حق المعارضة ووجوبها) فإن هذه المعادلة لا تنطوي على حق بمصادرة ارادة الآخرين والتصرف بالمشتركات دون حسابات لأن هذا المنطق بقدر ما يتعبكم فإنه سيتعب العراق والعراقيين، لذلك نقول لهم اذهبوا حيث شئتم ولكن يجب أن تتسلحوا بهذه القيود وتتمسكوا بهذه الحدود وأن لا يفرحكم مكسب شخصي أو فئوي ولا تحزنكم خسارة في هذا المجال ما دامت مصلحة الوطن محفوظة، واذهبوا حيث شئتم ولكن ليكن موقفكم صلباً حينما تصبحون أمام المواقف التي لا تخدم العراق والعراقيين لأنها في النتيجة لا تخدمكم ايضاً، وعليكم ان تحترموا قرار الآخرين بقدر ما تريدون أن يحترم الآخرون قراركم، وان هذه الأخلاقية في العمل والتمسك بالمصلحة العليا كفيل بايجاد جسور المودة والعلاقة التكاملية عاجلاً أم آجلاً وبخلافها فإن هذه الجسور ستتصدع ولم يعد العراق يتحمل المزيد من العناء والبلاء.
الموقف عدد275 10/12/2002
تساؤلات تدور البعض يقول لماذا لا يشارك حزب الدعوة الاسلامية في المشروع الاميركي القائم؟ وآخر يدعو لمقاطعته. وكل فريق ينطلق من رؤية وحاجة تتراوح بين الرغبة في الخلاص من دكتاتور بغداد، أو الحرص على سمعة حزب الدعوة الاسلامية ومحبة عدم وقوعه فيما قد يترك أثرا سيئاً في تاريخه لأن المشروع القائم لا يمثل الحد الأدنى للمشروع الوطني المطلوب.
هذا الانقسام في الموقف بين مطالب بالمشاركة أو محذر منها يدلل على أن الناس قد انقسموا حيال حزب الدعوة الاسلامية الى محب ومبغض أو لنقل بين مؤيد ومعارض وهو الأفضل.
فالمحبون كانوا ثلاثة أحدهم يريد مشاركة الحزب حرصاً وثقة منهم بالحزب ورغبة منهم في أن يروه في الساحة دون اقصاء أو تهميش، وهذا جميل منهم، وان اختلفنا معهم في الدواعي والنتائج والثاني يخشى أن تتسبب عدم مشاركة الحزب في بقاء طاغية بغداد واستمرار المحنة، والثالث لا يريد المشاركة حرصاً على سمعة الحزب ومستقبله.
أما المبغضون لحزب الدعوة الاسلامية فمواقفهم تتنازعها حالتان الأولى حينما يشعرون بالنجاح الجزئي والتقدم على طريق المصالح الضيقة شخصية كانت أو فئوية فيطلقون الشماتة والفرح لشعورهم بأنهم تجاوزوا عقدة هذا الحزب الجدير بالمنافسة والمزاحمة الحقيقية.
والثانية حينما يشعرون بالخيبة والبؤس ويجدون أنفسهم في حالة من الخسارة أو ضياع الآمال وتغير المسار، ويثور الغبار بوجوههم من قبل العراقيين الذين سمعوا الكثير ولم يجنوا القليل من هذه التحركات، هنا وحين ينكصون يطلقون اعلامهم بالهمس في آذان البسطاء أو في العلن مدعين أن موقف حزب الدعوة الاسلامية أفشل المشروع ولولا ذلك لسقط نظام صدام وعدتم الى وطنكم، وتجد هذه الخدعة بعض الرواج عند البسطاء والطيبين من الناس.
هذه الصورة المعتمة التي تتشكل من هذه المشاعر المتناقضة يمكن اضاءتها بالقول لمن يحبون حزب الشهداء والعلماء والمجاهدين، ان مسار الأزمة العراقية وتدويلها بفعل مغامرات صدام قد أخذ خطاً تصاعدياً وفتح شهية اميركا في هذا البلد وخيراته، وان مسألة اسقاط صدام في السياسية الاميركية لم تعد أكثر من مسألة وقت وقد لا يطول، لذلك فان عدم مشاركة حزب الدعوة الاسلامية لن يغير من سياسة اميركا ولا يحول دون سقوط الطاغية الذي احترقت كل أوراقه ولم يعد يمتلك مقومات تقنع اميركا بحمايته والابقاء عليه فليطمأنوا، كما أن مشاركة حزب الدعوة الاسلامية لن تدفع المشروع الاميركي أكثر مما هو البرنامج الذي يتحرك به المشروع منذ أكثر من عشرة أعوام، لأن اميركا لم تعد تحترم ارادة دول كبرى واقليمية ومن البديهي أنها قد تحسب للحركة التي لها عمقها الشعبي حساباً قد يختلف عن حسابات الدول، ولكن هذا لا يصل الى حد تغيير السياسة وتبديل وجهتها حيال العراق، ومن هنا نُطَمْئِنُ الحريصين على رؤية نهاية هذا النظام أن مشاركتنا لا تدفع المشروع وامتناعنا لا يوقفه، والذي يفرضه المنطق والعقل أن يتخذ الحزب موقفا يمكن الدفاع عنه أو سياسة يمكن أن تبقي للحزب هويته ودوره الميداني حينما تتحقق الديمقراطية كما تزعم الادارة الاميركية واذا ما حلت دكتاتورية عسكرية بدل دكتاتورية صدام فإنه لا يغير من المعادلة شيئاً ولا تنفع مشاركة حزب الدعوة الاسلامية كما لا تضر ممانعته.
أما الحريصون على سمعة وتاريخ ومستقبل الحزب فإننا حريصون على طمأنتهم أن الحزب لن يشارك في أي مشروع دون دراسته وتحديد ملامحه ومعرفة أهدافه وعلاقاته وامتداداته، كما لن يتخلف عن أي مشروع مع المعارضة العراقية حينما يتوفر فيه الحد المطلوب في الاستراتيجية الوطنية التي يحرص عليها حزب الدعوة الاسلامية.
أما المبغضون فإن علاج الحقد يستعصي على الحكمة والمنطق والعقل، وغاية ما في الأمر نقول لهم: أنتم صنعتم سياستكم ونحن نحترم خياراتكم ولا نطلب منكم الا:
1-الانسجام مع القناعة والتمسك بالرؤية التي ترونها دون مراوغة أو التفاف واكشفوا للناس عن حقيقة موقفكم واذهبوا حيث تقررون من قرارات أنتم مسؤولون عنها.
2-انكم تعملون في ساحة مشتركة بينكم وبين عموم الشعب العراقي وفصائله المعارضة اسلامية كانت أم علمانية، وان العراق للعراقيين جميعا ولا أحد يملك النيابة المطلقة عن الجميع، واذا كانت معادلة الحق والواجب تمنحكم حق التحرك والعمل (حق المعارضة ووجوبها) فإن هذه المعادلة لا تنطوي على حق بمصادرة ارادة الآخرين والتصرف بالمشتركات دون حسابات لأن هذا المنطق بقدر ما يتعبكم فإنه سيتعب العراق والعراقيين، لذلك نقول لهم اذهبوا حيث شئتم ولكن يجب أن تتسلحوا بهذه القيود وتتمسكوا بهذه الحدود وأن لا يفرحكم مكسب شخصي أو فئوي ولا تحزنكم خسارة في هذا المجال ما دامت مصلحة الوطن محفوظة، واذهبوا حيث شئتم ولكن ليكن موقفكم صلباً حينما تصبحون أمام المواقف التي لا تخدم العراق والعراقيين لأنها في النتيجة لا تخدمكم ايضاً، وعليكم ان تحترموا قرار الآخرين بقدر ما تريدون أن يحترم الآخرون قراركم، وان هذه الأخلاقية في العمل والتمسك بالمصلحة العليا كفيل بايجاد جسور المودة والعلاقة التكاملية عاجلاً أم آجلاً وبخلافها فإن هذه الجسور ستتصدع ولم يعد العراق يتحمل المزيد من العناء والبلاء.
الموقف عدد275 10/12/2002